محمد الجندي يكتب : ثوروا لبيعتكم

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
محمد الجندي يكتب : ثوروا لبيعتكم


(8/19 / 2015)

محمد الجندي

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي سيد المرسلين سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - وعلي آله وصحبه من سار علي نهجة واتبع هداه إلى يوم الدين .

- نعم ثوروا لبيعتكم: التي بايعتم عليها رئيسكم الشرعي - الدكتور محمد مرسي - بإرادتكم الحرة وشهد عليها رب العالمين" ، إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم، فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه ، ومن أوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما ".

- نعم ثوروا لبيعتكم : فهي بمثابة عقد عقدتموه بينكم وبين رئيسكم الشرعي ،هذا العقد مكتمل أركانه من حيث الأهلية للطرفين ومعلوم طبيعته وعلي ماذا عقدتم ، وكان العقد برضا الطرفين . فوفوا بشروطه .

- نعم ثوروا لبيعتكم : لأن الطرف الثاني - رئيسكم الشرعي - لم ينكث في بيعته أو فرط فيها ، بل قدم حياته دفاعا عنها - قولاً وعملاً - فقال : " الحفاظ علي الشرعية ثمنها حياتي " ورفض المساومة عليها وقال : " أنا الرئيس الشرعي للبلاد جئتُ بإرادة شعبية وأنا نتاج ثورة 25 يناير " .

- نعم ثوروا لبيعتكم : التي بايعتم عليها رئيساً أراد أن يحرر إرادتكم وإرادة وطنكم من كل مستعمر ٍجبان ، ينهب ثرواتكم ، ويعيش في خيراتكم ، يتحكم في مصيركم الاقتصادي والصحي والسياسي والعسكري والتعليمي والثقافي .

فقال : " نريد أن نحرر إرادتنا فنصنع سلاحنا وننتج غذائنا ودوائنا " .

- نعم ثوروا لبيعتكم : التي بايعتم عليها رئيساً ،منكم، يعيش همومكم ، قريبٌ منكم، يحيا حياتكم، يشرب من مياه نيلكم ، يأكل من طين أرضكم ، فشعر بمعانة الفقراء ؛ فأمر بتسديد ديون الفلاح وقام بتحرير سعر القمح والأرز وشرائه منه بسعر عالمي ،شعر بالمرأة المعيلة فحدد لها معاش شهري أكثر من ثلاث مائة جنيهاً قابلين للزيادة ،رفع أجور الموظفين الكادحين إلي أكثر من مائة بالمائة ، ونفذ الحد الأدني للأجور وسعي جاهداً لتنفيذ الحد الأقصي للأجور ... وأعتذر لكم وقال "هذا جهد المقل الآن ."

- نعم ثوروا لبيعتكم : التي بايعتم عليها رئيساً أنشأ لكم ديواناً للمظالم لتلقي شكواكم ومعاناتكم واقتراحاتكم ليكون قريباً منكم ، حتي حدد لكم خطوطاً مفتوحة أربعة وعشرين ساعة للتواصل مباشرة برئاسة الجمهورية .

- نعم ثوروا لبيعتكم :التي بايعتم عليها رئيسا أراد لوطنكم أن يكون في مصاف الدول المتقدمة صناعياً فاستورد التكنولوجيا من الغرب لتبدأ عجلة التصنيع بأيدي مصرية وكانت بكورة ذلك إنتاج أول سيارة مصنعة بأيدي مصرية مائة بالمائة وتحدد موعد خروجها لكم في أغسطس ٢٠١٣ م ، وتحرك رئيسكم يسابق الزمن حول العالم يستجلب مستثمرين من جميع أنحاء العالم من خلال مشاريع تنموية عملاقة وطنية حقيقية لا وهمية ، وعقد الصفقات وتم تحديد برامج زمنية لتنفيذ هذه المشاريع التي عائدها لكم أنتم باستيعاب الأيدي العاملة وشباب الخريجين من أبنائكم بالإضافة إلي العيش الكريم الذي يعود عليكم من أرباح تلك المشاريع .

- نعم ثوروا لبيعتكم : التي بايعتم عليها رئيساً أراد لوطنكم أن يكون في مصاف الدول المتقدمة صناعيا فاستورد التكنولوجيا من الغرب لتبدأ عجلة التصنيع بأيدي مصرية وكانت بكورة ذلك إنتاج أول سيارة مصنعة بأيدي مصرية مائة بالمائة وتحدد موعد خروجها لكم في أغسطس ٢٠١٣ م وتحرك كالمكوك يسابق الزمن رئيساً أراد أن يبني مؤسسات الدولة علي الكفاءات العلمية ويمنع المحسوبية والوساطة ويلغي كلمة - هم العبيد ونحن السادة - أو توريث الوظائف لأبناء العالمين فيها ، أو أبناء عمال النظافة لا يعينون في مؤسسة القضاة ،وقال ) أبناء الشعب المصري كلهم ابنائي وأبناء هذا الوطن مفيش رشوة مفيش محسوبية الفرصة للجميع والمجال للأكفأ .... ( .... وخطي خطوات جادة في ذلك بتعين أوائل خريجي الجامعات وفي مؤسة القضاة تم تعين أوائل خريجي الحقوق لخمس دفعات مضت ، وبدأ بالتدرج في ذلك، لكن حجم الفساد في الدولة عميقاً ومتجذراً .

- نعم ثوروا لبيعتكم : التي بايعتم عليها رئيساً أنجز لكم دستوراً من أعظم دساتير العالم - بشهادة واضعي الدساتير في العالم المتقدم - ووافقتم عليه بعد أن وصل لأيديكم - لأول مرة في تارخ مصر - وهذا الدستور هو الضامن لكم من تغـوُّل سلطة علي أخري ، كما هو الضامن لحقوقكم وخاصة البسطاء منكم .

- نعم ثوروا لبيعتكم : التي بيايعتم عليها رئيساً حاول جاهداً تجميع الفرقاء وخاصة من ثوار يناير ، ومد يداه للجميع للتعاون والمشاركة في بناء البلد وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير ،ودعاهم جميعاً مرات عديدة وطلب الوساطة بينهم ليسمع لهم وماذا يريدون ؟ وجلس مع جميع الشرائح والأطياف والمهن ليطمئنهم ثم يطلب منهم التعاون من أجل النهوض يهذا البلد الطيب أهلها .

لكن هذه الأيدي قُوبلت بالتمرد والرفض والمقاطعة وعدم التعاون ، بل أعلنت معاداته والخروج عليه وعرقلة مسيرة التقدم والإصلاح .

- نعم ثوروا لبيعتكم : التي بايعتم عليها رئيساً رفع رأس وطنكم والأمة العربية والإسلامية في المحافل الدولية بالأمم المتحدة وفي إيران حتي أن شباب الخليج جعلوا كلماته رنات لهواتفهم النقالة ، وقف بجانب قضايا أشقائنا من السوريين والفلسطينيين ، فقال بأعلي صوته " لبيك يا سوريا ، لا مكان ولا مجال لحزب الله في سوريا " ووقف بجانب إخواننا الفلسطينين بغزة وقال "لن نسمح أبدا بالاعتداء علي غزة " فتح المعابر بينا وبينهم ولم يكن سبباً في تجويعم أو محاصرتهم .

- نعم ثوروا لبيعتكم : التي بايعتم عليها رئيساً حافظ علي الأمن القومي لوطنكم ، فقال : "مياه النيل أمن قومي لمصر لن نسمح بالتفريط في قطرة ماء واحدة " ، وحدد مشروع تعمير سيناء ليكون سداً منيعاً ضد أعدائنا الصهاينة وكان من مشروعاته إقامة سوق تجاري مشترك بينا وبين غزة وغلق الأنفاق للحفاظ علي الأمن القومي لمصرنا من البوابة الشرقية .

- نعم ثوروا لبيعتكم : التي بايعتم عليها رئيساً بدأ في تطوير الإنتاج الحربي ليعود إلي دوره المنوط به صناعة الأسلحة الحربية، وبالإتفاق مع الدول الكبري في مجال صناعة الأسلحة بالقيام بتأهيل الضباط المهندسين لذلك ،من أجل تحرير إرادتنا من التبعية والهيمنة الغربية ،ومن تحقيق حلم الوطنيين المخلصين من هذا الوطن في امتلاك سلاحا من صنع أيادي قواتنا المسلحة المصرية .

- نعم ثوروا لبيعتكم : التي بايعتم عليها رئيساً قام بتوحيد الشعب المصري بجميع أطيافة من جميع أركان الوطن ، فلا فرق بين عرب مطروح أو الصعيد أو عرب سيناء ، أو أبناء وادي النيل مسلمين ومسيحين ، الجميع نسيجاً واحداً من أبناء الوطن ، لهم جميعاً حقوق وعليهم واجبات ، ورأيناهم وهم يشاركون في بناء مستقبل الوطن ، بمشاركتهم في المجالس التشريعية والنيابية ووضع دستور مصر الحديثة ، ورأيناهم وهم يتعاونون في إعادة الجنود المختطفين ، في سيناء وكانت من مشاريع الرئيس ،تنمية صعيد مصر الذي ظلم عقوداً طويلة ، ومشروع تنمية سيناء ، وتعمير الصحراء الغربية ، ودخول أبناء القبال الجيش المصري ، وتمليكهم الأراضي وتسوية أوضاعهم ، وتحسين حياته المعيشية .

- نعم ثوروا لبيعتكم : التي بايعتم عليها رئيساً أطلق الحريات ، فتنفس الجميع هواء الحرية ، وشعروا بدفء شمسها ،وكان المعارض قبل المؤيد ينتقد بحرية كاملة ، - مع استثمار البعض لها استثماراً سلبياً - ولكنه علي يقين أنه سيذهب إلي بيته مطمأنا بأنه لن يرهبه أو يعتدي عليه أحد ،فلم يقصف قلماً ، أو أغلق قناة ، أو صادر جريدة ، أو سجن صحفياً ، بل كا يشجع المعارضة لكنه كان يقول " احترم المعارضة البناءة التي تبني ولا تهدم ".

- نعم ثوروا لبيعتكم :التي بايعتم عليها رئيساً قدم نموذجاً لرئيس دولة مدنية عصرية ذات مرجعية إسلامية ،فكان عفيفاً علي مال الرعية ، مخلصاً وفياً لوطنه، حنوناً علي أفراد شعبه ، محافظاً علي قِيـَمِـهِ ومبادئه الإسلامية ، مجتهداً يقبل النصيحة من معارضية ، زاهداً في الدنيا ،لم تفتنه قصور الرئاسة ، اعتبر نفسه موظفاً برتبة رئيس جمهورية ، بل قال عن نفسه " أنا أجير عند الأمة " ،اجتهد أن يختار البطانة الصالحة حوله ، عزيز النفس شامخ الرأس لا ينحني لأحد من الشرق أو الغرب، صادقاً في كلامه لا يكذب علي شعبه ، واضح في سياسته الداخلية والخارجية حتي أنه انتهج سياسة الندية والمصالح المشتركة من اللحظة الأولي في سياسته الخارجية ، يقـظ للتبعة والرعية ، لدية خارطة طريق واضحة في وجدانه وجوراحه ، لديه طموح بأن يري بلاده متقدمة ويتمني لشعبه أن يعيشوا أعزة كرماء في وطنهم وخارجه وفي رغد من العيش ،محباً لأمته الإسلامية مدافعاً عنها .

- نعم ثوروا لبيعتكم: التي بايعتم عليها رئيساً وفّى بقسمه الذي أقسمه لكم في ميدان التحرير ، وحافظ علي بيعتكم التي بايعتموه عليها، وأدي شروط العقد الذي وثقتموهُ فيما بينكم ، وقدم حريته ، وهو علي استعداد أن يقدم روحه ودمه فداء لبيعتكم وشرعيتكم التي كلفتموه بها ، كما قال من قبل  :

" الشرعية ثمنها حياتي ، حياتي أنا ... حسبة لله "

هذا ما قدمه رئيسكم الشرعي الدكتور محمد مرسي ، فماذا قدمتم أنتم للوفاء ببيعتكم ، والحفاظ عليها ، تنفيذاً للشروط التي بينكم .

هل ثـُرتم لنصرته والدفاع عنه ؟هل ثـُرتم لتوضيح قضيته ؟ هل ثـُرتم للدماء التي روت شجرة الحرية والكرامة ؟ هل ثـُرتم للأعراض التي انتهكت ؟هل ثـُرتم للحريات التي سلبت لعشرات الآلاف من خيرة شباب ورجال الوطن ؟ .

- هل سألتم أنفسكم ، لماذا لم تثـوروا ؟ هل بسبب الخوف من بطش الخائنين الظالمين المجرمين ؟

أقول لكم

- استمدوا قوتكم من الحق الذي تدافعون عنه فإن الله مع الحق ، وضد الظلم والطغيان ، فالله هو الحق المبين ، فكيف لا تقفوا معه .
- استمدوا قوتكم من الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجلكم ودفاعاً عن الحق .
- استمدوا قوتكم من المصابين الذين فقدوا جزءاً من أجسامهم من أجلكم ودفاعاً عن الحق .
- استمدوا قوتكم من بناتكم وأخواتكم اللاتي انتهكت أعراضهن من أجلكم ودفاعاً عن الحق .
- استمدوا قوتكم من عشرات الآلاف الذين سُلبت حرياتهم وأُخذوا قهراً من أحضان أبنائهم وزوجاتهم ليوضعوا في غيابات سجون الظالمين ، من أجلكم ودفاعاً الحق .
- استمدوا قوتكم من عشرات الآلاف المطاردين والمشردين الذين ضحوا بوظائفهم وتجاراتهم وتركوا بيوتهم وممتلكاتهم وأبنائهم وزوجاتهم ، من أجلكم ودفاعاً عن الحق .
- استمدوا قوتكم ممن صـُودرت أموالهم وممتلكاتهم وتجاراتهم ووسائل معيشتهم ، من أجلكم ودفاعاً عن الحق .
- استمدوا قوتكم من أجل أبنائكم وأحفادكم لتغرسوا فيهم الشجاعة والوفاء بالعهد ونصرة الحق .
- استمدوا قوتكم من أجل الإجابة على سؤال ربكم يوم العرض عليه عندما يسألكم ماذا قدمتم للحق وأهله؟ .
- ثوروا ولا تخافوا ، والله لموتةٌ كريمةٌ أفضلُ وأشرفُ من عيشة الذل والهوان، ولأن يتغمدنا الليل مجاهدين أحرارا خيرٌ من أن يتغمدنا متقاعسين أذلاء .

أحبابي المبايعون أشهد الله أنني ما دفعني إلي كتابة هذه الكلمات إلا حبي لكم وخوفي عليكم ، ولأني أعلم أن فيكم الخير الكثير ، والقيم النبيلة ، ولعل تذكرتي هذه تخرج تلك القيم المدفونة في أنفسكم وجوارحكم ، وهذا ما أمرنا به ربنا حيث قال : " والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر "

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد ، والله أكبر ولله الحمد ، وصلِّ اللهم علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

المصدر