محمد أحمد الراشد الداعية المربى

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
محمد أحمد الراشد الداعية المربى

مركز الدراسات التاريخية

ويكيبيديا الإخوان المسلمين

بقلم/ أشرف عيد العنتبلي

باحث دكتوراه بجامعة القاهرة

أولا : المقدمة

داعية إسلامي وأبرز قيادات الإخوان المسلمين في العراق ، ومن أهم منظري ومؤلفي الحركة الإسلامية، اسمه فى الأوراق الرسمية عبد المنعم صالح العلي العزي ، أبو عمار من عشيرة بني عز، وهم من عبادة ، ويرجعون إلى عامر بن صعصعة ، أي من العرب المضرية العدنانية .

واشتهر باسم محمد أحمد الراشد من خلال كتبه الدعوية الكثيرة حتى غلب عليه وعُرف به دون اسمه الآخر؛ لذا آثرنا الكتابة عنه باسم الشهرة الذى عرف به فى الأوساط الدعوية والتربوية .

ويحاول الراشد في كتاباته التركيز على فقه التخطيط وقضايا المنهجية للدعوة ، والتنويه بطرائق الإدارة الناجحة وأساليب القيادة، وبيان سنن الإبداع وتطوير الأداء، وخلط كل ذلك بالتجارب الدعوية الخاصة، وقواعد الوعي السياسي، وصلة الفن بتحريك الحياة، من أجل مواقف دعوية أنفذ.

ويعتبرالأستاذ الراشد مربٍ لأجيال متعددة ، ومؤلف العديد من الكتب التي تجمع روح الحركة الدعوية والايمانيات مع التأكيد على الأخلاق الإسلامية ، وترجمت كتبه للكثير من اللغات الأجنبية.

ولد فى بغداد في الثامن من شهر يوليو عام 1938 م .

ونشأت فى ظلال دعوة الإخوان المسلمين فى العراق ، وأصبح من كبار الإخوان الدعاة والكتاب فى النواحى الدعوية والتربوية .

ولما بدأ التضييق والحصار على الدعاة في مصرفى عهد جمال عبد الناصر تبعها تضييق على الدعوة في العالم العربي ، يقول الشيخ الراشد : وحوصرنا معنوياً حصاراً شديداً بحيث أصابنا شيء من الانعزال .

وهذه العزلة قد تكون سلبية ، لكنها إيجابية حيث إنها تترك لك مجالاً للتعلم والجد .

ثم يتابع الشيخ ويقول: "ولهذا أنا دائماً أذكر لإخواننا في الخليج الآن هذه الملاحظة أقول لهم : لا تعلموا إخوانكم كثرة اللعب والمباريات والأسفار، والقضايا المهرجانية ، فهذه تنحت من أوقات الجد ، وأفضل أن يتعلموا العلم الشرعي وأن يأخذوا الطريق الجدي أكثر من ذلك .

وإزاء تعرض الدعوة فى العراق للاضطهاد والتنكيل فى العراق مما اضطره إلى الاختفاء في العراق من سنة 1971 إلى نهايتها ثم خرج الشيخ الراشد من العراق إلى الكويت في بداية سنة 1972 وعمل بها محرراً في مجلة المجتمع التي تصدرها جميعة الإصلاح ، فكتب فيها سلسلة مقالات إحياء فقه الدعوة، ثم انتقل إلى الإمارات أول مرة سنة 1980، وعقد دورات كثيرة فيها ودروساً و استفاد منه دعاتها وشبابها .

وكان إخوان الإمارات يقومون بالدعوة قبل قدومه ، فالتحق بهم ورافقهم حتى أصبحت للدعوة فى الإمارات شأن آخر، وقد دفع ذلك المخابرات الإماراتية إلى اعتقاله ما يقرب من سنتين من أول سنة 1995إلى قرب نهاية سنة 1996.

وانتقل الشيخ الراشد داعية بين ماليزيا وأوروبا وغيرها من الدول يلقي الدروس والمحاضرات ويحي فقه الدعوة بين الدعاة وينشر العلم والدعوة .

وتتميز شخصيته بالجد والنشاط ، وقد ساعده على ذلك قلة الملهيات الموجودة في ذلك الوقت ، والناس في وقته كانت لا تزال في جد .

ومع ذلك يميل إحيانا إلى الخلوة بنفسه ، فيقول :

وأنا أُفضل العزلة والصمت، لأسباب كثيرة تقنعني بذلك، ولكني راعيت عندما اتخذت قرار الاستئناف حاجة الجهاد العراقي المبارك إلى الإسناد، فلعل الله يوفقني لبث إشارات موجزة بلغة البرقيات فيها لذوي الألباب بلاغ وتفهيم يغني عن كلام مسهب، وأول ما نبدأ في هذا الباب: تعميم كتابي (بوارق العراق) الذي يتغنى بمناقب الجهاد العراقي ويحلل أبعاد القضية العراقية من منظور إسلامي دعوي.

وقد أصابه أمراض السكّر وضغظ الشرايين ورجفات القلب وتعدّي الفقرات على الأعصاب ، ومع ذلك ظل صابرا محتسبا ، فيقول بالرغم من تلك الأمراض :والمعنوية عالية مع أن الأدوية كثيرة ومنهكة، والحمد لله أولاً وآخراً.

وأما بريده الالكترونى ، فهو : alrashid.facebook@gmail.com

ثانيا : تعرفه على دعوة الإخوان فى العراق

وكان وهو ابن ثمان سنوات يقرأ المجلات الأدبية كمجلة الأنصار وغيرها بتشجيع من أخيه الأكبر الذى تعرف عن طريقه على دعوة الإخوان .

Ikhwan-logo1.jpg
ولما بلغ الثالثة عشرة كانت عنده بعض رسائل الإخوان ، وكان الإخوان فى ذلك ملىء السمع والبصر، وكانت أيام عمل علني للإخوان في العراق في أيام العهد الملكي فى العراق قبل الثورة سنة 1958 .
Ikhwan-logo1.jpg

وتعرف الأستاذ محمد أحمد الراشد على دعوة الإخوان وهو فى مقتبل الشباب ، فيقول في رسالته نحـو المعالي : أول شبابي، يوم كنت صغيرا بعد في عداد ناشئة المساجد وفي وقت مبكر ... فطمتني عن اللهو تلك الهزة النفسية التي سادت الأمة عقب ضياع فلسطين، واستبدت بي عزائم الجد التي كانت تتصاعد كلما قرأت رسالة من رسائل فكر الدعوة الإسلامية، فلم أتردد في الاستجابة لأول داع يدعوني إلى " الدار "، دار الدعوة، فولجت مدخل الصدق بعد صلاة المغرب، فإذا شاعر الدعوة الإسلامية الأستاذ وليد الأعظمي يتوسط شبابا يقربون من عشرين يتدارس معهم فصلا من " الترغيب والترهيب " للحافظ المنذري ، فالتقت نظرتي بنظرته برهة بعد السلام ، ثم قال : تفضل واجلس ، فكان أول أستاذ لي ....

ومنذ ذلك اليوم القديم كان يعظني ويعظ شباب جيلي، فيقف وقفاته المباركة في الجموع الحاشدة في حفلات المساجد وغيرها، فيزمجر تارة، ويرفق في أخرى ويتلطف، يتنقل بين معاني الخير، ويغرس غرسه في القلوب.. وكان أن استقرت مواعظه في قلبي، فنشأت معتقدا وجوب أنماط التربية الإيمانية في الطريق الدعوي، وأن تجاوزها إلى الشكل السياسي المحض محفوف بالمخاطر، وقد ينتج أفئدة فيها قسوة، ليس لها من الصفاء وفرة نصيب، ويؤدي إلى رجحان النفس الأمارة بالسوء على النفس الزكية، وهي التي عناها وليد بالمحاربة، وكل من يفقه آداب الإسلام وسننه يدرك تماما أن هذا السوء المعني ليس من شرطه أن يكون حالكا ثقيل الوطأة موغلا في الإغراب والإيذاء، وإنما يكفيه أن يكون لمما وصغائر وحالات ريائية وتحاسدية، مثلا، لأن الميزان الإيماني حساس جدا، ولفظ السوء يشمل هذه الأمراض القلبية، ومن ثم لزم أن يكون محيط الدعاة بريئا منها، بعيدا عنها.

وكان الشيخ الراشد يسمع خطب وتوجيهات كبار الإخوان كالشيخ محمد محمود الصواف المراقب العام للإخوان في العراق ، وقصائد شاعر الدعوة وليد الأعظمي ، فيضيف الشيخ يروى معرفته بالإخوان فى موضع آخر : سنة 1953 في الشهر الخامس جاءني أحد دعاه حزب التحرير وأنا لا أعرفه ، وظننت أنه من الإخوان ، فقال لي  : لمَ لا تأتينا ، فوعدته بأن آتيهم ، ثم ذهبت إلى دار الإخوان ، فاستقبلني وليد الأعظمي الشاعر المعروف وكان يلقي درساً من كتاب الترغيب والترهيب ؛ فسلمت عليه وجلست ، واستمعت له ثم بعد ذلك بدأت صلتي بهم وصرت عضواً فيهم وصاحب انتماء وتوالى الخير منذ ذلك اليوم والحمد لله ، وفي اليوم التالي جاءني ذلك الرجل وقال لي  : لم لم تأت ؟ فقلت له : نعم ، أنا ذهبت إلى دار الإخوان على موعدي ؛ فقال : لا ، نحن لسنا الإخوان ؛ نحن حزب التحرير ولنا دار أخرى فأدركت أن الله قد عصمني .

ويضيف الشيخ فى موضع آخر  : كان هناك أحد الأخوة من أصدقاء عائلتنا كفيف لا يستطيع أن يمشي وحده في الطريق فأقوده أنا ، وأذكر أني ابن اثنتا عشرة سنة وأقل من ذلك آخذه من بيته إلى دار الإخوان ، وأشاهد الإخوان يجتمعون ويلقون الدروس ولكن لا أفقه من ذلك شيء .

ومع بداية وعيي لكتب الإخوان بدأ شوقي للانتماء للجماعة ، وكنت أذهب إلى المسجد أتصدى لهم أن يأخذوا هذا الفتى الصغير، لكن كانت هناك فتنة عارمة ، صاحبتْ نشأة حزب التحرير وانشقاقه عن الإخوان ، وألهى الإخوان إلهاء كثيراً .

كنت أصلى ستة أشهر معهم في المسجد لا يأتيني أحد من الشباب يقول لي تعال معنا أو من أنت أو يسألني بعض الأسئلة التي يمكن أن يكتشف فيّ عنصراً صالحاً لهم ، وهذا من آثار الفتن ، فوعيت آثار الفتن مبكراً قبل أن أنضم إلى صفوف الجماعة ، وهذا من أحد أسبابي القوية لنزعتي الآن لمحاربة الفتن وكثرة الكلام عن العوائق وفضائح الفتن .

ثالثا : حياته العلمية

خطأ في إنشاء صورة مصغرة: الملف مفقود

1ـ أثر الإخوان فى تكوينه العلمى .

أخذ الداعية محمد أحمد الراشد علمه من مصدرين ، أحدهم شفوى من خلال دراسته على شيوخ عصره ، والآخر قراءة وبحثا فى الكتب .
وقد درس الابتدائية في مدرسة تطبيقات دار المعلمين أرقى مدارس العراق ، وتتلمذ على علماء بغداد، ومنهم الشيخ أمجد الزهاوي والشيخ العلامة محمد القزلجي .
ويقول الشيخ الراشد عن أثر الإخوان المسلمين فى الناحية العلمية عنده  : توجهت التوجه العلمي بإرشاد من أساتذتنا ونقبائنا في الجماعة ( الإخوان المسلمون ) ، وكنا نحرص أن نأخذ عن بقية العلماء السلفيين في العراق والتتلمذ عليهم ، وهم قلة ؛ لأن العلماء في العراق يغلب عليهم التقليد والتصوف أحياناً، ولأن التوجه العام للإخوان في بغداد هو توجه سلفي ، فقد وجّهونا إلى التتلمذ على العلماء السلفيين ، ومنهم :
1ـ الشيخ عبد الكريم الشيخلي ، وهو من علماء السلف ، وهّابي النزعة ، وهو تلميذ الشيخ محمود شكري الآلوسي حفيد الشيخ المـفسر أبو الثناء الآلوسي ، و يعيش في المسجد متفرغاً للعلم ، وقد جاهد مع الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله في كثير من معاركه. ويقول الشيخ الراشد عنه : وقرأنا عليه شيئاً من صحيح البخاري وكنا نذهب له في الأسبوع مرتين .
2ـ الشيخ تقي الدين الهلالي ، وهو من العلماء المعروفين ونال الدكتوراه من ألمانيا ، وأخذ الحديث عن علماء الهند، وله أثر كبير على الشيخ في التوجه السلفي عبر خطبه ودروسه في مسجد الدهّان ببغداد .
3ـ الشيخ محمد القزلجي وهو كردي من أوائل العراقين الذين درسوا في الأزهر ، يقول عنه الشيخ الراشد  : وقد لازمته ثلاث سنوات 1956ـ 1958 ، وقرأت عليه مقدمات الفقه وأبواباً كثيرة من كتاب الهداية في الفقه الحنفي ومسائل لغوية .
وكنت أحضر عنده يومياً من صلاة العصر إلى المغرب ، ثم أجلس إلى العشاء أسمع من غيري من الطلاب الذين قرأوا عليه في مختلف العلوم ، وكان شافعياً مقلداً مع بعض تحرر .
4ـ وأخذ عن الشيخ أمجد الزهادي رئيس علماء العراق من خلال دروسه التى كان يحضرها .
5ـ الشيخ محمد بن حمد العسافي وهو صاحب توجه سلفي ومن أهل نجد الذين سكن مدينة الزبير ، ثم انتقل إلى بغداد .

وما عدا ذلك من العلوم أخذه الشيخ الراشد من قراءة الكتب والدراسة الجامعية فى كلية الحقوق فدرس فيها أصول الفقه والمواريث ومسائل الطلاق والمعاملات فى الفقه المقارن.

2 ـ أسلوبه فى البحث والتأليف .

يتميز أسلوب الراشد بأنه أدبى يجاري كثيراً من الأدباء في بلاغته ، وهذا الأسلوب إنما جاء مع كثرة الاطلاع الأدبي وقراءة كتـب الأدباء والشعراء ؛ لذلك جاءت كتبه خليطاً مميزاً من الأدب والفقه والاستشهاد بأقوالهم مع إيحاءات ثقافية عامة لا تكاد تنفك عن كل كتاباته .
والشيخ الراشد واسع المطالعة والاستقصاء للمصادر مع دقة التحري للقضايا التى تتناول الموضوع الذى يكتب عنه ، ويدل على ذلك قوله في مقدمة كتابه ( في الدفاع عن أبي هريرة رضي الله عنه ):


وعلى هذا الأساس بدأت بجمع كل ما يتعلق بأبي هريرة في الكتب الأمهات ، أتصفحها صفحة بعد أخرى ، على اختلاف الأبواب ، فجردت جرداً : صحيح البخاري ، ثم صحيح مسلم ، ثم سنن الترمذي ، والنسائي ، وأبي داود وابن ماجه ، ومسانيد الطيالسي ، وأحمد ، والحميدي ، وابن راهويه ، وسنن سعيد بن منصور ، وسنن الدارقطني ، ومنتقى ابن الجارود ، ومصنف ابن أبي شيبة ، وسنن الدارمي ، ومستدرك الحاكم ، وجامع ابن وهب ، وزهد ابن المبارك ، وزهد أحمد ، وصحيح ابن حبان ومعاني الآثار ومشكل الآثار كلاهما للطحاوي ، والأدب المفرد ، ورفع اليدين وخير الكلام ، وكلها للبخاري ، وغريب الحديث لأبي عبيد واختلاف الحديث لابن قتيبة .
وغير هذا من كتب الحديث ثم جردت الفتح ، ثم عرجت على كتب الرجال ، فجردت الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ، وتاريخ البخاري الكبير وتاريخه الصغير ، وتاريخ ابن أبي خيثمة ، والعلل والرجال لأحمد ، وتهذيب التهذيب وميزان الاعتدال ، وكتب الرجال الشيعية ، كل ذلك جرداً ، صفحة بعد صفحة .
ولذلك قلّ عندي جداً الرجوع إلى المصادر المتأخرة ،لاستغنائي عنها بحصولي من هذه المصادر الأصلية على الروايات التي تحتويها ، فقلّ عندي الرجوع مثلاً إلى البداية والنهاية ، وسير أعلام النبلاء ، والإصابة ، وأسد الغابة ، وأمثالها .
هذا إضافة إلى كتب راجعتها صفحة بعد أخرى على أمل العثور على شيء فيها يخص موضوع بحثي فلم أجد ما يستحق النقل والتثبيت ، ككتاب عمل اليوم والليلة لابن السني ، ومشكل الحديث لابن فورك لكونه يذهب مذهب الأشاعرة في التأويل ، وكتاب الخراج لأبي يوسف ، والخراج ليحيى بن آدم ، وصحيفة همام بن منبه التي نشرها الدكتور محمد حميد الله ، وخلق أفعال العباد للبخاري ، ومجموعة المقالات التي جمعها زكريا علي يوسف بعنوان : ( دفاع عن الحديث النبوي وتفنيد شبهات خصومه ) ، ومعجم الطبراني الصغير ، والورع لأحمد ، والتمهيد في الرد على الملحدة والرافضة للباقلاني ، وجماع العلم للشافعي ، والوشيعة لموسى جار الله ، وغيرها .
ثم راجعت فصولاً دون أخرى في كتب كثيرة متنوعة ، في الحديث وأصوله ، والتاريخ والفقه ، ولم يفتني من كتب الحديث المطبوعة إلا كتب يسيرة ثانوية الأهمية بالنسبة إلى ما أتممت مراجعته ، لم أجدها تباع ولا في مكتبة خاصة أو عامة في بغداد ، رغم تفتيشي الطويل عنها ...)

3 ـ المؤثرات فى أسلوبه .

وقد قرأ الداعية محمد أحمد الراشد لكبار الأدباء المعاصرين الذين ترك أسلوبهم بصمات فى كتاباته ؛ فقد جمع بين الأصالة والمعاصرة فى تكوينه الثقافى حيث قرأ مصادر الثقافة الإسلامية فى الفقه والتفسير والعقيدة والسيرة والتاريخ إضافة إلى كتب أعلام عصره ، فيقول عن نفسه  : ولما كنت في أول شبابي وقع في يدي كتاب وحي القلم للرافعي فقرأته مراراً ؛ الجزء الأول من وحي القلم قرأته عشرين مرة ؛ أما إذا أردت المبالغة أقول أكثر من ذلك لكن عشرين مرة أجزم بها .
وقرأ لأدباء كثيرين فى العصر العباسي حتى العصر الحاضر كالرافعي ومحمود شاكر ، وعبد الوهاب عزام، وهو أكثر من تأثر به الشيخ بعد الرافعي ، وقرأ عشرات الدواوين والمجلات الأدبية ناهيك عن كتب الفقهاء المتقدمين الذين تمتاز كتبهم بقوة عباراتها ورصانة جملها .
لذلك جاءت كتبه خليطاً مميزاً من الأدب والفقه والاستشهاد بأقوال السلف والخلف مع إيحاءات ثقافية عامة لا تكاد تنفك عن كل كتاباته .

رابعا : رؤيته لتطوير الدعوة

1 ـ ضرورة الدعوة على أساس منهجى .

يقرر الأستاذ المربى محمد أحمد الراشد في كتابه (منهحية التربية الدعوية)  : لا تفتقر الدعوة اليوم إلى الأنشطة الدعوية على أهميتها قدر افتقارها إلى المنهجية التي تصوب مسار ومضمون هذه الأنشطة وتضاعف قيمة العمل، فالعمل الذي يجيء في مكانه المناسب، أو وقته المناسب يكون أكبر بكثير ممّا لو يكون في وقت آخر والثمرة الكبرى لهذه المنهجية أنها توفر الطاقات، وتجعل للعمل الصغير أثرا مضاعفا.
ويؤكد الراشد على أهمية تمحور منهجية التربية على الإيجابية والإبداع ، وأشار أن الداعية كان في زمنه الأول متلقّياً، يُراد منه حسن التلقي، يُلقى له الكلام الإيمانيّ، يُروَى له خبر الأولين، ويُراد منه أن يحسن الاستماع، ويفتح القلب لتلقي مثل هذه التربية وهذا أمر جميل وهو الأساس في صياغة العناصر الإسلامية في المرحلة التأسيسية.

2ـ ضرورة التربية فى العمل الدعوى .

وأكد الرشد أن التربية اليوم هي عملية متكاملة فيها هذا التلقي، وفيها أيضا المسائل العملية التي تؤخذ من خلال المباشرة والمعاناة والانصباغ العملي بذلك، وفيها قضايا أخرى، فأن تدير العمل بواسطة مجموعة عاملة في مؤسسة، بنظام إداريّ، كقضية صحفية أو مشروع مشترك مع الآخرين هذه عملية تربوية .. فقضايا الحياة تتنوع وليست قضية التربية التلقينية هي النوع الوحيد فيها، فيمكن أن أن تتربى من أعمالك اليومية في المؤسسة، أو تعاني معاناة في عمل صعب.. فالحياة متنوعة، وتفاصيلها كثيرة، ولابد لنا من أن نوجد نموذجا هو الذي يعرف ماذا يليق لكل حالة من الحالات، وهذا الذي نعنيه بالإيجابية، فالبعض يبقى ينتظر حتى يؤمر فيتحرك، والبعض يأخذ وَصْفات جاهزة، فإذا لم تصله الأوامر من قادته يبقى بدون حركة، يصير له سنوات طويلة في الدعوة، ولكن لا يتحرك إلا أن يُقال له تحرّك ، وهذه خطة التحرك، وهذا يمينك وهذا يسارك.

3 ـ ضرورة التجديد والابتكار فى وسائل الدعوة .

ويؤكد الراشد أن المبادرة الذاتية والإيجابية والابتكار والاختراع ونفسية التملص من الحصار ونفسية التمرد على الواقع المتخلف ونفسية الاستشراف.. هذه أخلاق أساسية في تكوين خلق الداعية المسلم اليوم.
وإلا يكون طبعة من نسخة واحدة متكررة.. و في مساق آخر يؤكد الراشد على أهمية التربية على الأصالة الشرعية والتوسع في العلم

4 ـ توارث الدعوة .

ويضيف  : لذلك فهمت، ومنذ وقت قديم، وجوب وراثة الرعيل الدعوي الأول، وأن أرفع شعار " الاكتمال من خلال تغذية الروح بالقرآن الكريم والسنة المطهرة "، وأن أرصد نفسي للدندنة حول كل معنى تربوي يقود إلى تحليق الأرواح نحو المعالي.
ويشير إلى أن الداعية المسلم المعاصر يجب أن يكون واعداً، يتلألأ وجهه بنور الإيمان والعلم، ولمعات الوعي، والانسجام مع ألوان الفن المعرفي، والقسمات الحضارية، حتى إنك لتدرك ما تصل إليه نظراته من مدى بعيد وعلى الداعية المعاصر أن يستفيد من عطاء التربية المنهجية الدعوية التي صقلتها تجارب المراحل السابقة وهذّبتها ردود الفعل تجاه أخطاء ارتكبت كشفها النقد الإيجابي، وأوضحها الرجوع المتأني إلى الفقه الشرعي والتحليل الموضوعي، وزادتها وضوحاً المعرفة بالواقع والمقارنة التاريخية.
ومعرفة الواقع، والدراسات المستقبلية، ومزيد الاطلاع الشرعي، وتوسيع العمل التخطيطي.
ويؤكد الكاتب أن العمل الدعوي الناجح الذي يوازي المقاييس العصرية والتطور الحضاري يلزمه الانتقال من العفوية والارتجال والصيحات البدوية والتعميمات الغامضة والمسارات العاطفية إلى أداء متقن قياسي عبر تمكين أهل التخصص في كل فن.
ويؤكد على أهمية الإنطلاق من مراكز بحث ومؤسسات دعوية ما استطعنا؛ مشيراً إلى أن سعة العمل الدعوي وكثرة الدعاة أوجب التوسع في إنشاء هذه المؤسسات وجعلها مثابات انطلاق وأوبة، وهذا يحصل بالتنويع، حتى ولو انثلم بعض الوصف المؤسسي في بعضها، فالصحيفة الدعوية «مؤسسة»، والمدرسة الإسلامية «مؤسسة»، وكذا دور النشر، والجمعيات الشرعية، والنوادي الأدبية، والمجامع العلمية والتاريخية، والروابط التخصصية، وحتى الشركات التجارية أحياناً، فيكون من كل ذلك قرابة مائة مؤسسة دعوية، في الواحدة منها العشرة من الدعاة، والعشرون، إلى الخمسين والستين ربما، يقول الراشد: وقد أعجبني جداً قول قائد الدعوة في إندونيسيا في مثل هذا الموطن حين قال: وإذا لم نجد مركزاً أو جمعية أو مدرسة لنحقق مثل هذه التحريكات أعنّا الداعية على افتتاح دكان له أو مكتبة صغيرة، لنعلّمه مخالطة الناس ونيسر له الاتصال بهم، وهو قول صحيح يدل على وعي، ونسي أن يضيف ما ذكرناه من استثمار فرصة التملّك ومغزى المثابة.

5ـ مع إخوان الإمارات فى محنتهم .

إزاء سلسلة المضايقات والاعتقالات التي تعرض لها الإخوان المسملون فى الإمارات من اعتقال البعض ، وإسقاط الجنسية عن بعض آخر بطريقة غير دستورية ، وفصل العشرات من وظائفهم ، واختراق مواقع الفيس بوك ووضع أكاذيب فيها ، مع حملات إعلامية ظالمة منذ سنة2010 وما بعدها ، وكان المفروض أن يستبصر الحكام من مصير بن علي ومبارك والقذافي دروساً تميل بهم نحو سلوك آخر، ولكن سيطر عليهم وَهْـمُ حب المواطنين لهم ، ولم يدركوا أن سكوت المواطن إما أن يكون عن خوف حدوث نفس مصير الدعاة له ، أو أنه مشوب بمصلحة يجدها في المال الكثير الذي يُغدقه عليه الحكام كرشوة لشراء ولائه ، وليس في الحالين ما يُطمن ويمنع الثورة إن تأزمت الأمور أكثر وسرت الروح التغييرية في جيران الامارات وبقية العرب.
ومن إخوان الامارات الذين تم اعتقالهم الدكتور أبو محمد سلطان بن كايد القاسمي ، ابن أخ الشيخ صقر القاسمي حاكم رأس الخيمة وهو زعيم تيار الاصلاح ، والقدوة الثقة لكل الشباب الأحرار ، والأسوة الحسنة لأصحاب القلوب البيضاء النقية التي تريد الخير للأُمة وتقبل بالتعب والمعاناة ودفع الضريبة من أجل المستقبل التنموي الزاهر وفي سبيل الله ، على هدي من موازين الإيمان وقواعد الإسلام.
ويقدم نصائح للشيخ محمد بن زايد حاكم الإمارات ، فيقول : وأنصح الشيخ محمد بن زايد أن يكون أذكى من ذلك ، وأن يوقن أن طريق كبت الحريات والسجن لاجدوى فيه ، وأن العرب ، بل وأمة الإسلام في حالة من الوعي السياسي اليوم ، ولن توقف المد الإسلامي اعتقالات وسياسات إرهابية حكومية مهما أسندها الدرهم والدولار ، ثم الله تعالى ينتصر لطفل يبكي حجبوا أباه خلف القضبان، وينتقم لدمعة أرملة ، والطريق الأكثر واقعية وبركة وإنتاجاً: هو حوارٌ حُـرٌ بين الحاكم وقادة التيار الإصلاحي الإسلامي من ثقات دعاة الإيمان الذين لا يريدون ثورة ولا تخريباً ولا إرهابـاً ، وإنما هدفهم إصلاح الاعوجاج ، والحفاظ على التربية الاسلامية ، ونيل الحريات السياسية.
ماذا تريد أيها الحاكم منا ؟
اضطررتمونا إلى عمل سري فأنكرتم علينا . .!
وخرجنا إلى العلانية فتضاعف إنكاركم . .!
أخبرونا أيها الناس كيف نسلك؟

ويرى أن أكبر الخطأ الذى وقع فيه السلطة الحاكمة فى الإمارات : قبولهم رجال المخابرات المصرية في صفوفهم ، والاستماع لتحليلاتهم ، فإنهم جنود طاغية عنيد متكبر ، ولا يخلصون للإمارات.

ويرد على حملة التشويه ضد الإخوان المسلمين فى الإمارات قائلا : وأطلقوا علينا اسم ( الإخونجية ) والله يعلم ، وشعب الإمارات يعلم ، وأمة العرب تعلم ، ثم أمة الإسلام تعلم ، ثم أحرار العالم يشهدون: أن هؤلاء الإخونجية هم بقية الخير في الأمة ، وهم جماعة الإيمان والفقه والجهاد في سبيل الله، ونحن الأصفاء الأتقياء بحمد الله ، ولنا سلوك نظيف وأخلاقيات عالية ، ولم تتوسخ أذيالنا على عتبات الطغاة أبدا ، ولنا حب لجميع المسلمين ، حتى العاصي منهم ممن يترك الصلاة نعامله بالرفق والحسنى ، ثم هؤلاء تيار الإصلاح في الإمارات، فكرهم هو فكر حسن البنا والإخوان ، ولكنهم أهل استقلالية تامة وذاتية في القرار السياسي ، ولا يلتزمون أمر أحد غير إماراتي حتى أنا ، فقد ربيتهم وعلمتهم تجاربي وأطرافا من الفقه ، ولكني غير مرتبط بهم تنظيميا أبدا ، وهم راشدون لايحتاجون وصاية عليهم من خارج الإمارات ، ولكل ذلك فإني أطلب من العناصر الإماراتية التي تقود المخابرات أن تفرج عن المعتقلين وتبدل سياستها نحو تيار الإصلاح وتفتح الحوار معهم.

خامسا : مؤلفاته

أحد مؤلفات الشيخ

ساهم الشيخ محمد أحمد الراشد بالعديد من المؤلفات فى مجال الدعوة والتربية وتقديم النصائح للدعاة ، ومنها :

ـ إحياء الإحياء، وهو تهذيب إحياء علوم الدين.
ـ إحياء فقه الدعوة ، رواية الجانب الشرعي من فقه الدعوة ،تتناول رواية الجانب المعرفي العام استلالاً من الفلسفات والآداب والتاريخ والفن، من أجل إحاطة شاملة وموازاة النمط العصري ، وقد تم ترجمته إلى اللغة التركية .
ـ أصول الإفتاء والاجتهاد التطبيقي في نظريات فقه الدعوة الإسلامية ، في أربعة أجزاء تتناول منهجية الاجتهاد وسياسات الدعوة الداخلية والخارجية .
ـ الرقائق
ـ الظاهرة القيادية .
ـ العوائق .
ـ الفقه اللاهب، وهو تهذيب لكتاب الغياثي للجويني.
ـ المسار، ترجم إلى الملاوية.
ـ المنطلق ، ترجم إلى الملاوية.
ـ النفس في تحريكها الحياة .
ـ تهذيب العقيدة الطحاوية .
ـ تهذيب مدارج السالكين لابن القيم . نشره باسم عبد المنعم صالح العلى العزى ، دار البشير للثقافة والعلوم ، طنطا ، 1997م .
ـ تنظير التغيير، ويتناول ما يتعلق بنظرية التغيير السياسي الإسلامي ، محاضرة ألقاها على القيادات الدعوية بعد خلع طاغية مصر مبارك عن عرشه .
ـ حركة الحياة .
ـ دفاع عن أبي هريرة . وأقباس من مناقب أبي هريرة ( وهو مختصر الدفاع ) .
ـ رؤى تخطيطية .
ـ سلسلة رسائل بعنوان : ( مواعظ داعية ) ،وهي سلسلة جديدة تمزج الموعظة بفقه الدعوة ،الرسالة الأولى منها:(صراطنا المستقيم)، والرسالة الثانية : ( آفاق الجمال) .
ـ صحوة العراق.
ـ صناعة الحياة ،دار الفكر ، دمشق ،2004 ، وترجم إلى الانجليزية .
ـ عبير الوعي .
ـ عودة الفجر.
ـ رسائل (حركة الحياة).
ـ رسائل العين.
ـ سبائك السُبكي ، تهذيب لكتاب تاج الدين السُبكي ( معيد النِعَم ومبيد النِقم) .
ـ صناعة الحياة .
ـ مواعظ داعية.
ـ موسوعة معالم تطور الدعوة والجهاد ، في خمسة أجزاء .
ـ منهجية التربية الدعوية، في مجلد واحد.

وترجمت بعض كتبه إلى التركية والملاوية والتاميلية و الفارسية والروسية والصينية الإنجليزية والفرنسية.

ونشرت دار الغرب بعض مؤلفاته ، وله مقالات في مجلة المجتمع، ومحاضرات في المؤتمرات.

سادسا : المراجع

محمد أحمد الراشد: سلسلة رسائل العين ،الرسالة الأولى ، نحـو المعالي .
محمد أحمد الراشد : تنظير التغيير.
محمد أحمد الراشد : اقْــتَـحِـمْ سُـــلطـانُ . . . أنـت لهـا .. ! ، مدونات ومواقع ، 29/4 /2012.
من أعلام الحركة الإسلامية : محمد أحمد الراشد ، موقع الشبكة الدعوية .
محمد أحمد الراشد: نصيحة أخوية مشفقة لحكام الإمارات الكرام ، موقع وطن ،2012.23/5.

ألبوم صور

الشيخ محمد أحمد الراشد
 



إقرأ أيضا

كتب متعلقة

أبحاث ومقالات متعلقة

روابط خارجية

للمزيد عن الإخوان في العراق

من أعلام الإخوان في العراق


المواقع الرسمية لإخوان العراق
مواقع إخبارية

مجلات وصحف

.

أجنحة المقاومة
أحزاب وحركات
كتل برلمانية
مواقع شخصية

.

مواقع تربوية ودعوية

.

بيانات الحزب الإسلامي العراقي
الحزب-الإسلامى-العراقى.jpg بيانات الحزب الإسلامي العراقي الحزب-الإسلامى-العراقى.jpg



وصلات داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

حوارت مع قادة الإخوان في العراق

.

أخبار متعلقة

مراقبو الإخوان في العراق

1-محمد محمود الصواف

2-كمال القيسي

3-عبدالكريم زيدان

4-زياد شفيق الراوي

وصلات فيديو

.