محطات مضيئة فى تاريخ "الإخوان المسلمين".. تدحض افتراءات "شعبان"

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
محطات مضيئة فى تاريخ "الإخوان المسلمين".. تدحض افتراءات "شعبان"


محطات مضيئة فى تاريخ الإخوان المسلمين.jpg

(16/06/2015)

بلغة ركيكة وكلمات متلعثمة ووجه عابس.. ظهر قاضي الإعدام شعبان الشامي خلف منصة الشامخ يتلو ما ورد إليه من مكتب قائد الانقلاب الفاشي ورد مفتي العسكر شوقى علام، من أحكام جائرة فى هزليتي "التخابر مع حماس" و"اقتحام السجون"، مرددا دون تردد قرار البيادة بإعدام ثورة 25 يناير ودهس إرادة الشعب ومعاقبة الأحرار على الخروج عن قانون المعسكر وسياج الثكنة العسكرية التى يحاصر فيها الجنرالات الشعب منذ خمسينيات القرن الماضي.

الشامي لم يكتف بأكاذيب الحيثيات التى روجها أو العدالة العرجاء التى سيطرت على مسار المحاكمات، وإنما اتهم جماعة الإخوان المسلمين التى تضرب جذورها فى عمق العمل السياسي فى تاريخ مصر الحديث بانها لم تقدم للمجتمع المصري سوي العنف والتطرف، وهو ما يكذبه الواقع وينفه التاريخ ويفنده الشعب الذى التحم مع الجماعة فى كافة الاستحقاقات بعدما رأي من التنظيم الداعم الحقيقي والظهير الواقعي فى ظل تجاهل الحكومات وبطش الحكم العسكري.

وأكمل قاضي الإعدام المسرحية الهزلية بالزعم أن الجماعة كانت تسعي منذ نشأتها للوصول إلى السلطة، وهو الحق الذى يكفله الدستور لكل فصيل أو كيان أو تنظيم قانوني وجميعها شروط توافر فى الجماعة منذ تأسيسها قبل 80 عاما ونيف، ودعم الشعب هذا الحق بالتأييد الجارف للجماعة قبل الثورة وبعدها فى كافة الاستحقاق.

وتعد جماعة الإخوان علامة مضيئة فى تاريخ مصر، وأحد أهم الأعمدة الأساسية والبارزة فى العمل السياسي بعدما قدمت النموذج المثالي والوحيد للمعارضة الحقيقية للأنظمة العسكرية المتعاقبة، فضلا عن دورها الخدمي والاجتماعي والاقتصادي البارز والذى لا ينكره جاحد، إلى جانب الدور الدعوي والتربوي الأصيل فى تكوين وتريكب التنظيم.

الثورة على تدني المجتمع واكبت تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 تدني المجتمع فى العهد الملكي وتزايد نشاط الجماعات التنصيرية والحركات البهائية وغيرها من التجمعات التى تهدف إلى بلبلة المجتمع والخروج به من عباءة الإسلام فى ظل ترهل الدولة ومباركة من الاستعمار –آنذاك- فجاءت البداية قوية وحازمة حيث تصدت الجماعة لعمليات التنصير بكل حسم عبر حملات توعية توغلت فى أروقة الحارات والشوارع ووصلت إلى الناس فى منازلهم، وطورت الخطاب الديني من أجل توعية البسطاء بصحيح الدين.

ونجحت الجماعة إلى جانب العمل الدعوي والديني إلى القضاء على الممارسات التى تفشت فى المجتمع المصري المسلم وعلى رأسها تقنين البغاء وترخيص الدعارة، ولم تترك الجماعة منبرا ولا مسلكا إلى وعملت من خلاله على القضاء على تلك الظاهرة الفاشية، حتى مكن له الله أن تنتصر بمساعدة الشرفاء على تلك الآفة وغيرها من الأفات.

ويبرز دور الجماعة فى محاربة الاستعمار حيث كان أعضاءها النواة الصلبة للفدائيين ورجال المقاومة، ومحاربة عملاء المحتل الانجليزي فى القصر، وهو الدور الذى دفعت ضريبته باهظة باغتيار المؤسس الأستاذ حسن البنا فى عام 1949.

نكبة 1948 فى ظل عمالة الحكام وفساد قادة الجيش، كان أعضاء جماعة الإخوان فى مقدمة الصفوف لمحاربة العصابات الصهيونية وتخليص فلسطين من دنس اليهود، وحقق رجال الإخوان المسلمين انتصارات ساحقة في معركة "التبة 86"؛ حيث نجحت كتائب المتطوعين في سحق القوة الصهيونية المسيطرة على التبة بعد أن فشل الجيش المصري في استردادها.

كما تمكن الضابط معروف الحضري أحد قيادات كتائب الإخوان المسلمين في فلسطين مع رجاله فى اختراق الحصار المفروض على كتيبة الجيش المصري المحاصر في الفالوجة، والذي كان من بين أفرادها جمال عبد الناصر؛ حيث نجح الحضري في توصيل الإمدادات إلى كتيبة الجيش المصري المحاصرة، وهى البطولات التى أكدتها شهادات قيادات الجيش المصري أمثال اللواء صادق والمواوي.

وأسهم البنا في توحيد أكبر منظمتين شبه عسكريتين في فلسطين وهما منظمتا النجادة والفتوة، حيث كان الصراع والتنافس قد احتدم بينهما، واختير باتفاقهما محمود لبيب وكيل الإخوان المسلمين للشئون العسكرية مسئولًا عن تنظيم هذه التشكيلات، التي توحدت تحت اسم "منظمة الشباب العربي"، لكن السلطات البريطانية أجبرت لبيب على مغادرة فلسطين.

وفي 9/10/1947 أبرق الشيخ حسن البنا إلى مجلس الجامعة العربية يقول إنه على استعداد لأن يبعث كدفعة أولى عشرة آلاف مجاهد من الإخوان إلى فلسطين، وتقدم فورًا إلى حكومة النقراشي طالبًا السماح لفوج من هؤلاء المجاهدين باجتياز الحدود ولكنها رفضت .

بدأ الإخوان المسلمون المصريون بالتوجه فعلًا للجهاد في فلسطين منذ أكتوبر 1947، أي قبل بدء الحرب في فلسطين بأكثر من شهر، وقد سافرت أول كتيبة من الإخوان بإمارة محمد فرغلي وقيادة محمود لبيب، وكان من أبرز المعارك التي شاركوا فيها في تلك المناطق معركة رامات راحيل، واسترجاع مار الياس، وتدمير برج مستعمرة تل بيوت قرب بيت لحم، والدفاع عن "تبة اليمن" التي سميت تبة الإخوان المسلمين نظرًا للبطولة التي أبدوها.

ثورة 23 يوليو ومع فساد الحكم الملكي وتحركات الجيش المصري من أجل إسقاط حكم فاروق، لم يجد الضباط الأحرار سوي حاضنة الإخوان المسلمين من أجل الانطلاق منها إلى القضاء على الحكم الفاشي والمستعمر المستبد، وكانت اجماعات قيادات الحركة تتم سرا فى منزا مرشد الإخوان الهضيبي فى مسقط رأسه بمنطقة عرب جهينة.

ودعم الإخوان الثورة بكل قوة فى دور لم ينكره جمال عبدالناصر وقتها، وكانت الصور التى التقطها امام قبر الإمام حسن البنا شاهدة على عرفانه بدور الجماعة فى المشاركة الفاعلة فى القضاء على الملكية، إلا أن خيانة العسكر ورغبة قائد الانقلاب فى الاستئثار بالحكم دفعته إلى الانقلاب على شركاء الحراك فأودع اللواء محمد نجيب فى منفاه الإجباري بمنطقة المرج، وأصدر أحكاما لا تختلف عن أحكام شعبان الشامي ورفاقه بإعدام قيادات الإخوان.

هنا البرلمان وفى العمل السياسي برز الإخوان كأحد أهم قوى المعارضة التى شكلت صداعا فى رأس حكام العسكر المتعاقبين الذي مارسوا معهم التطهير العرقي تارة فى عهد ناصر، أو محاولات الاستمالة كما حدث فى عهد السادات، أو الحظر والمنع والمحاكمات كما فى عهد مبارك.

إلا أن الواقع أثبت دور الإخوان فى البرلمان على وجه الخصوص، حيث لعب أعضاء الجماعة دورا بارزا وقويا فى برلمان 1987 ضمن التحالف الإسلامي، حيث كانوا الأكثر حضورا وتأثيرا وإزعاجا للحكومة، فى ظل وجود عناصِـر تمتاز بالخـبرة والوعـي السياسي والمكانة التنظيمية المرموقة، وفي مقدِّمتهم مأمون الهضيبي -المرشد العام السادس-، ومهدي عاكف -المرشد العام السابع-، وصلا أبو إسماعيل، وعصام العريان.

وفى 2005 عاد الإخوان من جديد ليحصدوا 88 مقعدا من بين أنياب الحزب المنحل، بعد سنوات من التضييق والاستبعاد، ووقف رجال الإخوان بقيادة رئيس الكتلة البرلمانية د. محمد مرسي –آنذاك- ليفضحوا ممارسات الحكومة على رؤوس الأشهاد وفساد توجهات الخصصة وفشل نظام مبارك كانت ضمن 23 ألف أداة رقابية ما بين استجواب وطلبات إحاطة وسؤال وبيانات عاجلة واقتراحات وشكاوى

وفتح ملفات الفساد كملفات الاستيلاء على أراضي الدولة والقمح الفاسد وأموال العلاج على نفقة الدولة ورشى النواب والمسئولين، وتقديم مشروعات وتعديلات القوانين، والتي كان آهمها قانون مباشرة الحقوق السياسية، وكان حضور الإخوان البارز واللافت ذريعة لأن يقوم الحزب المنحل بتزوير انتخابات 2010 كاملة لتجنب صداع الإخوان.

الدور الاجتماعي لا يخف على أحد فى بر مصر دور الإخوان الخدمي والاجتماعي فى دعم ومساندة الشعب المصري، وتدشين عشرات الجمعيات الشرعية والخيرية التى تساند البسطاء فى مختلف المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والتى تمخضت عن مستشفيات خيرية ومدارس وفصول محو أمية ومشاغل ومشروعات صغيرة ودور رعاية أيتام ومسنين، ساهمت فى علاجا آلاف المرضي والتخفيف على الغارمين والمساكين وإيواء المحتاجين وتشغيل مئات الشباب، وكفالة آلاف الأسر، فى ظل التجاهل الحكومي.

ويمكن تقصي الأخبار الصادرة عن لجنة حصر أموال الإخوان لمعرفة الدور الذى لعبته الجماعة عبر تاريخها ومازالت تمارسه رغم التضييق، من خلال رصد عدد المستشفيات والجمعيات الخيرية والمدارس التى حظرتها اللجنة الانقلابية وأوقفت نشاطها وضمتها إلى حظيرة المنظومة الفاشلة.

لجنة التحفظ على أموال الجماعة برئاسة المستشار الانقلابي عزت خميس حصرت ما يقرب من 95 % من إجمالى أموال قيادات الجماعة، سواء العقارية أو السائلة أو المنقولة، وكذلك الأسهم والسندات والحسابات بالبنوك والشركات، وقامت اللجنة بالتحفظ أموال 1174 جمعية، تم رفع 41 جمعية منها، ليصبح عددها بعد ذلك 1133 جمعية.

ومن الممتلكات التى قررت اللجنة التحفظ عليها المستشفيات والمستوصفات الطبية، حيث بلغ عدد المستشفيات المتحفظ عليها 42 مستشفى ومستوصفا طبيا، وبالنسبة للمدارس فقد تحفظت اللجنة على 92 مدرسة تم رفع التحفظ على 7 منها، ليصبح العدد 89 مدرسة.

ثورة يناير ولم يكن التاريخ وحده شاهدا على الحصاد المشرف من العمل النضالى والبطولى للجماعة، وإنما شهد لها الحاضر فى ثورة 25 يناير المجيدة والتى كان الجماعة أهم مكوناتها وأبرز عناصرها، ولا يمكن أن تخطئ آذن فى الميدان الأحاديث التى تجاذبها الثوار عن دور الإخوان فى حماية الميدان فى موقعة الجمل وغيرها من الممارسات الفاشية، فضلا عن التصدي للثورة المضادة، قبل أن تنجح فى تفتيت الصف لتركب على أكتاف شركاء النضال فى ميدان التحرير وتعود إلى صدارة المشهد.

وفى عام من حكم الرئيس الشرعي محمد مرسي ورغم العراقيل التى وضعتها الدولة العميقة، نجح الرئيس فى رفع معدل النمو الحقيقي للناتج المحلي خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2013 من 1.8% إلى 2.4%.

وارتفع إجمالي الاستثمارات التي تم تنفيذها خلال المدة نفسها من 170.4 إلى 181.4 مليار جنيه. وشهدت أعداد السائحين زيادة خلال الفترة نفسها من 8.2 إلى 9.2 ملايين سائح، وزاد الناتج المحلي بسعر السوق من 1175.1 إلى 1307.7 مليارات جنيه.

وبلغ إنتاج الكهرباء 26.150 ميغاوات، بينما بلغ الاستهلاك 28.280 ميغاوات، واستفاد محدودو الدخل من دعم المواد الغذائية وبلغ عدد المستفيدين 67 مليون مواطن، وبلغ عدد المخابز المشاركة في منظومة الخبز الجديد 17356 مخبزا، كما تم توفير 74 مليار و400 مليون جنيه لدعم وتوفير المواد البترولية.

واستفاد 1.9 مليون موظف من رفع الحد الأدنى للأجور، كما استفاد 1.2 مليون معلم من الكادر الخاص بالمعلمين، كما استفاد 750 ألف إداري من تحسين أوضاع العاملين الإداريين بالتربية والتعليم والأزهر، استفاد 150 ألف عضو هيئة تدريس و58 ألف خطيب وإمام من تحسين أوضاعهم، وبالنسبة لمحدودي الدخل استفاد 1.2 مليون مواطن من العلاج على نفقة الدولة.

وتم إصدار الدستور بموافقة ثلثي الشعب في استفتاء تمت إدارته بنزاهة وشفافية ونقل سلطة التشريع إلى مجلس الشورى المنتخب، إلى جانب حرص الرئيس على تنفيذ أحكام القضاء فيما يتعلق بسلطاته، مثل سحب قرار عودة مجلس الشعب ووقف الدعوة للانتخابات البرلمانية، وتم تعيين 14 قبطيا أعضاء في مجلس الشورى وتفعيل المجلس الوطني للعدالة والمساواة.

وتم إطلاق سراح المدنيين المحكوم عليهم عسكريا بعد تشكيل لجنة حماية الحرية الشخصية. إلغاء الحبس الاحتياطي في قضايا النشر، وتشكيل لجنة تقصي الحقائق وإنشاء نيابة الثورة وقد صدر تقريران كشفا عن بعض الأدلة التي كان يتم طمسها، ومن المتوقع أن تفيد في إعادة المحاكمات الجارية لرموز الفساد والإجرام.

وتخلصت مصر من الحكم العسكري، وطرح مشروع تنمية ممر قناة السويس لإقامة مجتمعات صناعية لوجستية توفر 40 ألف فرصة عمل باستثمارات 1.5 مليار دولار، والحفاظ على الأمن الغذائي طوال عام تخلله القيام بأعمال عنف وحرق وقطع طرق من قبل مجموعات يدعمها إعلام قوى الفلول والمعارضة.

كذلك زيادة انتاج محصول القمح بنسبة 30% ونهاية مأساة طوابير العيش ومشكلة الحصول على أنبوبة البوتاجاز وبدء تطبيق الكروت الذكية لصرف السولار للقضاء على مهربيه، وارتفاع عائدات قناة السويس بزيادة حوالي مليار دولار في الربع الأول من العام الحالي.

المصدر