مبارك للمصريين خسارة فاروق حسني
- بقلم / د. حمدي حسن
لم الحظ فرحة جماعية قدر فرحة المصريين لخسارة فاروق حسني كمرشح لليونسكو وهو موقف يتناسق مع غضب المصريين من الجرائم التي ارتكبها حسني في حق الكرامة والثقافة والهوية والتاريخ لبلده وبعد تنازلات اكثر من مهينة قدمها حسني علي طبق من ذهب للصهاينة في سبيل مقعد مسلوب و منزوع الإرادة .
إن المواقف التي اتخذها حسني من اجل تدعيم ترشحه كرئيس لليونسكو ترقي لجريمة الخيانة العظمي ومنها انكاره لتصريحاته الشهيرة بمجلس الشعب باستعداده لحرق الكتب اليهودية اذا ثبت وجودها بالمكتبات وأنه ادلي بها كسخرية – وهي اهانة للمؤسسة التشريعية لبلاده – ومنها اعتذاره المشين والمهين والغير مسبوق والذي نشره في واحدة من اكبر الصحف الفرنسية يتملق فيه الصهاينة ويعتذر لهم بذلة ومهانة واستكانة طالبا العفو والمغفرة متعهدا - في حالة فوزه بالمنصب باتخاذ مواقف تقر به اعينهم مناصرا لتاريخهم وثقافتهم – بينما في ازمة تصريحاته واهانته للحجاب والثقافة والهوية الاسلامية بل والشيوخ والمفتيين يرفض حتي الاعتذار والاعتراف بالخطأ ومهددا بالاستقالة – وكأننا سنفقد قيمة تحفة تاريخية لا تقدر بثمن !.
بل إن تكريم ابن القمني المزور الشهير الذي سب الله ورسوله والصحابة والقرآن واعطائه اكبر جائزة معنوية ومادية في مصر بتوجيهات مباشرة من حسني كان موجها بالأساس لتدعيم موقفه في الترشح للمنصب وفقا لأراء بعض المراقبين ! بل إنه للأسف رفض حضور احد المهرجانات بفرنسا مشترطا عدم حضور صنع الله ابراهيم { كاتب مصري رفض جائزة الوزير يوما معلنا رفضه دخول الحظيرة وهو موقف وطني يحسب له }
كما ان التقارير تقرر ان ملف حسني اثناء عمله في السفارات المصرية بالخارج غير مشرف كمصري .
أما ملف خدمته اثناء توليه منصبه كمسئول أول عن الثقافة في مصر فمليئ بالحوادث والحرائق بل ومحاط بكبار السارقين ومحترفي نهب المال العام والاستغلال في جميع المجالات حتي في منح الجوائز والأوسمة الذين وضعهم كأكبر مسؤلين عن الثقافة وتم ادانتهم أمام المحاكم بأحكام نهائية بعد أن فاحت روائح فسادهم العفن , واعتقد انه لو تولي حسني مسئولية اليونسكو لكان انتقل من مرحلة اهدار وسرقة المال العام الوطني لاهدار و سرقة المال العام العالمي مما سيسبب حرجا بالغا بل وفضيحة مدوية للمصريين
إن ما حدث درس بليغ لكل من يرتمي في احضان أعداء وطنه طالبا صفحهم ودعمهم , ولتحقيق مصالحهم بأي ثمن كان , بائعا لمصالح وطنه وبلده , فالدرس هو أن بائع وطنه لا يشتريه اعداؤه .وأعتقد أن اسرائيل كانت هي المستفيد الأول من فوز حسني – المهرول فاقد الارادة - بالمنصب
وما حدث يذكرني بتولي بطرس غالي منصب الأمين العام للأمم المتحدة حيث لم تجني مصر ولا العرب خيرا بل اتخذت اسوأ القرارات ضد الأمة في عهده الأسود .
وإن كان هناك ذي لب في حكومتنا - التي ايدت حسني بكل ما تملك - فعليه ان يراجع هذا الموقف الشعبي ويعي الدرس جيدا فتولي مطالب الشعب ونيل حبه واحترامه وتأييده هو أغلي وأعز ما يحصل عليه مسئول .
ماذا كسب من فاز بالمنصب وخسر احترام مواطنيه؟ وأية خسارة من خسر احترام مواطنيه وخسر ايضا المنصب ؟
التلاحم مع الشعب وحبه اولي مراحل الفوز عالميا وتاريخيا فهنيئا للمصريين وهنيئا لليونسكو فشل حسني ,,,,
المصدر : نافذة مصر