ما لم يقله صفوت الشريف

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

بقلم / أ. فهمي هويدي

صفوت الشريف..رئيس مجلس الشورى المصري

لابد أن نعترف للسيد صفوت الشريف (76 سنة) بعبقريتهفي ضمان الاستمرار، وقدرته الفائقة على الانحناء لكل العواصف، وكفاءته فيإثبات الحضور. وهي الصفات التي ثبتت مكانه في «الصورة» منذ أكثر من ثلاثينعاما. وسمحت له بأن يتحول من ضابط بالمخابرات العامة إلى وكيل لمصلحةالاستعلامات. وهو الموقع الذي قفز منه إلى منصب رئيس الهيئة في ملابس اتتعددت بشأنها الروايات، إلى أن صار بعد ذلك أمينا للجنة الإعلام بالحزب الوطني، ثم وزيرا للإعلام لأكثر من عشرين عاما. وهو الطموح الذي توقف حينأصبح رئيسا لمجلس الشورى وأمينا عاما للحزب الوطني ورئيسا للجنة الأحزابورئيسا للمجلس الأعلى للصحافة. وهي رحلة ليس بوسع كل أحد أن يقطعها،ووظائف ليس بوسع أى أحد أن يؤديها. لأنها تتطلب مواهب خاصة، وقدرة عاليةعلى التكيف والمرونة.

صحيح أننا لا نعرف بالضبط ما الذي يفعله مجلس الشورى، كما نعرف حجمالدور الذي يؤديه في الحزب الوطني، في وجود جمال مبارك الأمين العامالمساعد للحزب، كما أننا نعرف أن قرارات لجنة الأحزاب والمجلس الأعلى للصحافة تحسم في أروقة الأجهزة الأمنية. لكن ذلك لم يمنع السيد صفوت الشريف من أن يتمدد فوق تلك المساحة الشاسعة، وأن يوهمنا بأنه يؤدي عملاحقيقيا.

ما دعانى إلى هذا الاستطراد أننى وقفت عند خطبة عصماء للرجل في اجتماعمشترك لأمانتي الشباب والإعلام في الحزب الوطني، أبرزتها «الأهرام» على صفحتها الأولى يوم الاثنين 23/3 الجاري ركز فيها على أمرين، الأول أنشمائل الرئيس مبارك لا نظير لها، والثاني أن الحزب الوطني كامل الأوصاف. وإذا انتبهت إلى هذين العنصرين في كلمته فسوف يفسر لك ذلك لماذا ظل الرجلطافيا فوق سطح الحياة السياسية في مصر طول الوقت؟!

في النقطة الأولى قال إن الرئيس مبارك لم يتغير منذ كان أمينا عاماللحزب ونائبا لرئيس الجمهورية، إذ ظل على تواضعه ومكانته السياسية وحكمته ورؤيته الثاقبة للمواقف ورحابة صدره التي جعلته يستمع لكل الآراء.

وهوكلام ليس لي إلا اعتراض واحد عليه، وهو أنه ربط بين تلك الشمائل وبين شغل الرئيس مبارك لمنصب أمين عام الحزب ونائب رئيس الجمهورية. الأمر الذي يفتحالباب للالتباس واللغط، لأن بعض المتصيدين والدساسين قد يتساءلون: هل هذهخصال نشأت بعد توليه هذين المنصبين أم أنها كانت ملازمة له قبل ذلك؟!

ولأنه رجل لمّاح، فإنه بعد أن امتدح الرئيس مبارك تذكر أن الاجتماعالذي يتحدث فيه عقد في اليوم التالي مباشرة لعيد الأم، وأراد أن يستثمرالمناسبة في موعظة وطنية، فقال إن الولاء الأكبر لمصر والانتماء الأعظملها. ونحن في احتفالنا بعيد الأم نعلن أن مصر سوف تستمر الأم إلى الأبدوالرائدة في المنطقة كلها.

فيما يخص الحزب قال السيد الشريف في النص الذي نشرته «الأهرام» ما يلى: إن الحزب يؤمن بالديموقراطية والتعددية. ويحقق إصلاحا مستمرا، ويستهدف ذاكرة الأمة بماضيها، ويثبت اقدامها لحاضرها، ويبني روحها لمستقبلها،ويواجه التحديات بقوة وتواصل أجيالها. وبعد أن قدم هذه اللوحة البلاغيةالجميلة قال ما يلي: إنه ليس حزب رجال الأعمال، ولكنه حزب مصر كلها، ولايوجد صراع في داخله أو مراكز قوى، ثم إنه لا يوجد فيه يمين أو يسار.

ورغم أن كلامه استقبل بالتصفيق أثناء الاجتماع، فإن أحد الحاضرين قاللي بعدما انفض السامر إن الحقيقة التي تجاهلها السيد الشريف وهو يستعرض «لاءاته» هي أنه لا وجود للحزب أصلا بين الناس


المصدر : نافذة مصر