ما بعد الصهيونية» ومدرسة المؤرخين الجدد

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ما بعد الصهيونية» ومدرسة المؤرخين الجدد

بقلم : ضياء أيوب

في ثمانينيات القرن الماضي ومع مرور ثلاثين عاماً على حرب العام 1948 ، فتحت الدولة العبرية أرشيف وملفات نكبة الشعب الفلسطيني الذي قامت على حسابه دولتها.

وهو ما استفادت منه شريحة واسعة من المؤرخين الإسرائيليين وعلماء الاجتماع في طرح وإعادة صياغة ما حصل في العام 1948 كل من وجهة نظره.

بني موريس على سبيل المثال قال إبان تلك الفترة «إن دولة إسرائيل أخطأت عندما غطت وحرفت ما حصل في العام 1948 »، وأكد بني موريس أن ما يدفعه إلى التأريخ للنكبة «حرب الاستقلال» هو طرح التاريخ كما هو «ليس إلا»، وليس إلا كما يطرحها بني موريس تعني أن لا عداوة بينه وبين من قاموا بفعل التهجير فعلياً.

حتى أن المؤرخ الغربي مايكل بالومبو ذكر أن بني موريس اعتمد في كتابته لتاريخ النكبة الفلسطينية على وثائق وأرشيف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية دون غيرها من وثائق «بريطانية، أميركية، أمم متحدة...»، وهو ما أعاد إيلان بابيه في كتابه الجديد «التطهير العرقي في فلسطين» ذكره على سبيل الانتقاد لبني موريس.

المشكلة في التعاطي مع مدرسة المؤرخين الجدد تتأتى من فرزهم جميعاً ضمن بعد ومذهب فكري واحد قائم على اعتراف الآخر بالنكبة الفلسطينية. ويصبح كل من يعلن معاداته للحقوق الفلسطينية خارج هذه المدرسة في التصنيف العربي.

ومدرسة المؤرخين الجدد «التصحيحيون» كانت تعبيراً من تعبيرات ما اصطلح على تسميته «ما بعد الصهيونية»، من منطلق صهيوني يرى بأن الصهيونية انتهت كمرحلة تاريخية عندما فقدت أو تخلت عن كثير من منطلقاتها الفكرية التي قامت عليها.

هؤلاء وعلى اختلاف مدارسهم الفكرية يرون أن اعتراف الدولة العبرية بـ«خطيئتها الأصلية» ومسؤوليتها «الأخلاقية» عن نكبة الشعب الفلسطيني، عندما قامت على أشلاء وعذابات اللاجئين الفلسطينيين هو السبيل المتبقي في إعادة البريق الداخلي الذي فقده المشروع الصهيوني، فتصالح المجتمع الإسرائيلي مع ذاته هدف أساس وراء طرح النكبة التي «سببناها للآخر».

ما كنا لنقع في مشاعر خيبة الأمل من صهيونية بني موريس، لو أننا قرأنا جيداً هذا الرجل منذ البداية ونرجو أن لا نقع في ذات الفخ مرة أخرى مع غيره مستقبلاً.


المصدر