ما الفرق بين فلسطين ومصر
بقلم:أ. عبده مصطفى دسوقي
وصلتني رسالة علي بريدي الإلكتروني من احد الإخوة بهندسة منوف مرفق به الأحداث التي ارتكبها أمن الدولة والداخلية ضد شباب يعدوا ليقودوا أمة في مرحلها القادمة، هذا نصه:
أستاذي الفاضل ما أرسلت إليك إلا لأني أعلم أنك من الأحرار القلة في هذا البلد والذين يسعون لنصرة المظلومين وأعلم مدي صدق قلمك وجرأتك في الحق بين يديك وقائع المجزرة التي وقعت في الهندسة الإلكترونية بمنوف..
شهدت كلية الهندسة الالكترونية في منوف مهزلة إنسانية بكل المقاييس ,فأثناء ممارسة الطلاب حقهم في ممارسة نشاطات ايجابية داخل الكلية من خلال إقامة "مهرجان الفن الإسلامي الرابع عشر"لمناصره المسجد الأقصى "وفي أثناء الإعداد للحفل فوجئ الطلاب بإغلاق البوابة الرئيسية من قبل الأمن وتطويق الكلية بأكثر من 8 عربات أمن مركزي واحتجاز الطلاب خارج البوابة والتضييق الشديد علي الدخول والخروج.
ومن ثم فوجئ الطلاب بعميد الكلية _عاطف السيد أبو العزم_ ووكيل الكلية لشؤون الطلبة الدكتور _سعيد الحلفاوي_ يطلبون من الطلبة المنظمين للحفل إيقاف مكبرات الصوت مقابل السماح لهم بإتمام الحفل و إطلاق سراح زملائهم الأربعة الذين قبض عليهم أثناء دخولهم الكلية للمشاركة في الحفل وذلك في تمام الساعة 12 ظهراً , ووافق الطلاب احتراماَ لأساتذتهم وأوقفوا مكبرات الصوت ,وأستمر الحفل وسط تفاعل من الطلبة والطلبات وسعادتهم بالحفل وبعدها بقليل فوجئ الطلاب بأمن الكلية وموظفين رعاية الشباب يقطعون اللوحات والمعارض الخاصة بالدعاية للحفل في محاولة منهم لاستفزاز الطلبة ولكن باءت محاولتهم بالفشل ,وفي نهاية الحفل اتفق طلاب الإخوان المسلمين _المنظمين للحفل _ وباقي الطلبة والطالبات ,علي الخروج سوياَ من الكلية وبالفعل تحرك الطلاب نحو البوابة الرئيسية ولكنهم فوجئوا بغلقها وذلك في حوالي الساعة 4 عصراً.
ووعدهم اللواء المسئول عن القوه بالسماح لهم بالخروج بأمان مقابل خروجهم من البوابة الصغيرة واحداَ واحداَ وعندما وثق الطلاب في اللواء وخرجوا من البوابة ففوجئوا بالمخبرين_أمن الدولة _ وجنود الأمن المركزي ينهالوا عليهم بالهروات والجنازير والأحذية وقذفهم بالحجارة والتعدي علي الطالبات بالعصي والسب والقذف مما أدي إلي إصابة واعتقال أكثر من 50 طالب وطالبة ولم يكتفوا بذلك ..بل مارس _ضابط المباحث أحمد الصياد_ شتي أنواع الضرب المبرح والإهابة اللاأخلاقية والأعمال المنافية للآداب وذلك في قسم شرطة منوف وقد تم تحرير محضر برقم 2237 لسنة 2010 جنح قسم منوف وعلي إثر ذلك تم حبس 11 طالباً 15 يوم وترحيلهم لوادي النطرون.
وتلك أسماء الطلاب المحتجزين
1- سيد عبد الخالق حجازي ( خريج هندسة منوف )
2- محمد عبد اللطيف الحلاج ( خريج هندسة منوف )
3- أحمد أسامة مراد ( الفرقة الثانية )
4- أحمد سيد زناري ( الفرقة الرابعة )
5- أحمد أبو بكر خلف ( الفرقة الثالثة )
6- محمد مرعى ( الفرقة الرابعة )
7- هاني الموجى ( الفرقة الأولى )
8- أحمد سمير فايد ( الفرقة الثانية )
9- حمدي عبد الفتاح ماجد ( الفرقة الأولي )
10- احمد محمد فرج
11- محمود عبد العزيز فريد ..أهـ
هذا ما جرى في هندسة منوف، في كلية عريقة تنتمي لجامعة عريقة يفترض منها أن تسقى أبنائها القيم والأخلاق والقدوة الحسنة ورسم مستقبل أفضل لهم ولأبناء جيلهم.
وإن كنت لا ألوم على ما قام به رجال امن الدولة والمباحث فهذا ما تربوا عليهم ولكن ألقى باللوم على من نعتبرهم صفوة المجتمع العلمي والرقي الأخلاقي وهم أساتذة الجامعة الذين أفنوا حياتهم في خدمة البحث العلمي – وإن كانت لا اقصد التعميم فمنهم أناس ما زالوا يحتفظون بعزتهم وكرامتهم- ولكنى ألوم على من باعوا كل ذلك ابتغاء منصب أو مال فلم يستطع أن يفرق بين دوره التربوي وكونه تساوى مع مخبر عادي أو عسكري امن مركزي، وللأسف أصبح يشاركهم في هذا المر بعض رجال النيابة الذي دخلوا بالوسائط والموال لا ليحكموا بين الناس بالعدل لكن ليكن لهم الرفعة والجاه عند السلطان.
للأسف أصبح بعض من أساتذة الجامعات ورجال النيابة لا يهمهم سوى التمجيد في أمن الدولة ورجاله حتى ينالوا الحظوة عند أكابر وسادة القوم ونسوا لحظة وقفوهم بين يدي الله فيسألهم عن العلم فيما عملوا به، وعن الرزق والأجل بيدي من؟
قال تعالى: " وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "[ سبأ: 31- 33].
إن ما يحدث في جامعات مصر ضد طلبتها وضد شعب مصر عامة وضد الشعوب العربية والإسلامية لهو جريمة بحق ضد الإنسانية وضد حرية الفرد التي كفلها الله له حتى القوانين الوضعية.
إن ما جرى في كلية هندسة منوف لا يقل عما يحدث في فلسطين من انتهاكات، وإن كنا نقول إن ما يحدث في فلسطين يحدث من يهود مغتصبين ضد أبناء بلد أحرار فماذا نسمي ما يحدث في مصر وطلابها الآن!!!!