مانديلا.. السجين الذي قاد أمة للحرية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
مانديلا.. السجين الذي قاد أمة للحرية


بتاريخ : الجمعة 06 ديسمبر 2013

"في بلادي، لا بد من الذهاب إلى السجن أولا قبل أن تصبح رئيساً"، "والحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حرًّا أو لا يكون" كانت هذه الكلمات التي حفظتها الإنسانية عن ابنها البار نيلسون مانديلا الذي وافته المنية مساء أمس الخميس.

حيث أعلن جاكوب زوما، رئيس دولة جنوب إفريقيا، نبأ رحيل الزعيم الأسطورة نيلسون مانديلا، عن عمر يناهز 95 عاما، بعد أن وافته المنية في بيته.

وكان مانديلا يتلقى رعاية صحية مكثفة في منزله لعلاج عدوى في الرئتين، بعد أن قضى ثلاثة أشهر في المستشفى.

ولد نيلسون روليلالا مانديلا (نيلسون مانديلا) فى منطقة ترانسكاى فى إفريقيا الجنوبية، وكان والده رئيسا لقبيلة التيمبو الشهيرة، وقد توفى ونيلسون لا يزال صغيرا، إلا أنه انتخب مكان والده، وبدأ إعداده لتولى المنصب.

وتلقى دروسه الابتدائية في مدرسة داخلية عام 1930، ثم بدأ الإعداد لنيل البكالوريوس من جامعة فورت هار، ولكنه فصل من الجامعة مع رفيقه أوليفر تامبو، عام 1940، بتهمة الاشتراك فى إضراب طلابى.

ومن المعروف أن مانديلا عاش فترة دراسية مضطربة وتنقل بين العديد من الجامعات، وتابع الدراسة بالمراسلة من مدينة جوهانسبورغ، وحصل على الإجازة ثم التحق بجامعة ويتواتر ساند لدراسة الحقوق.

كانت جنوب إفريقيا فى تلك الفترة خاضعة لحكم يقوم على التمييز العنصرى الشامل، إذ لم يكن يحق للسود الانتخاب ولا المشاركة فى الحياة السياسية أو إدارة شئون البلاد، بل أكثر من ذلك كان يحق لحكومة الأقلية البيضاء أن تجردهم من ممتلكاتهم أو أن تنقلهم من مقاطعة إلى أخرى، مع كل ما يعنى ذلك لشعب "معظمه قبلى" من انتهاكات وحرمان من حق العيش.

فبدأ مانديلا فى المعارضة السياسية لنظام الحكم فى جنوب إفريقيا الذى كان بيد الأقلية البيضاء، ذلك أن الحكم كان ينكر الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للأغلبية السوداء فى جنوب إفريقيا.

فى 1942 انضم مانديلا إلى المجلس الإفريقى القومى، الذى كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء فى جنوب إفريقيا، وفى عام 1948 انتصر الحزب القومى فى الانتخابات العامة، وكان لهذا الحزب الذى يحكم من قبل البيض فى جنوب إفريقيا خطط وسياسات عنصرية، منها سياسات الفصل العنصرى، وإدخال تشريعات عنصرية فى مؤسسات الدولة، وفى تلك الفترة أصبح مانديلا قائدا لحملات المعارضة والمقاومة.

وكان مانديلا فى البداية يدعو للمقاومة غير المسلحة ضد سياسات التمييز العنصرى، لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عزل فى عام 1960، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر مانديلا وزعماء المجلس الإفريقى القومى فتح باب المقاومة المسلحة.

وفى عام 1961 أصبح مانديلا رئيسا للجناح العسكرى للمجلس الإفريقى القومى، وفى فبراير 1962 اعتقل مانديلا وحُكم عليه لمدة 5 سنوات بتهمة السفر غير القانونى والتدبير للإضراب،.

وفى عام 1964 حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى فحكم عليه بالسجن مدى الحياة، خلال سنوات سجنه الـ27، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزا لرفض سياسة التمييز العنصرى، وفى 10 يونيو 1980 تم نشر رسالة استطاع مانديلا إرسالها للمجلس الإفريقى القومى قال فيها: "اتحدوا! وجهزوا! وحاربوا!

إذ ما بين سندان التحرك الشعبى ومطرقة المقاومة المسلحة سنسحق الفصل العنصرى".

فى عام 1985 عُرض على مانديلا إطلاق السراح مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض العرض وبقى فى السجن حتى 11 فبراير 1990 عندما أثمرت مثابرة المجلس الإفريقى القومى والضغوطات الدولية عن إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك ويليام دى كليرك، الذى أعلن إيقاف الحظر الذى كان مفروضا على المجلس الإفريقى.

حصل نيلسون مانديلا مع الرئيس فريدريك دكلارك فى عام 1993 على جائزة نوبل للسلام.

وشغل مانديلا منصب رئاسة المجلس الأفريقى "من يونيو 1991- إلى ديسمبر 1997"، وأصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا "من مايو 1994- إلى يونيو 2000"، وخلال فترة حكمه شهدت جنوب أفريقيا انتقالاً كبيراً من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية.

وبعد تقاعده تابع مانديلا تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم. وتلقى عددا كبيرا من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم.

كان له كذلك عدد من الآراء التي غضب منها الغرب، مثل تأييده للحق الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومعارضته للسياسات الخارجية للرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش وغيرها.

وفى يونيو 2004 قرر نيلسون مانديلا ذو الـ85 عاما التقاعد وترك الحياة العامة، ذلك أن صحته أصبحت لا تسمح بالتحرك والانتقال، كما أنه فضل أن يقضى ما تبقى من عمره بين عائلته.

وفى 2005 اختارته الأمم المتحدة سفيرا للنوايا الحسنة.

وتزامنا مع يوم ميلاده التسعين فى يوليو 2008 أصدر الرئيس الأمريكى جورج بوش قرارا بشطب اسم مانديلا من على لائحة "الإرهاب".

المصدر