ماذا ينتظر المواطن من الرئيس العتيد للبلدية؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ماذا ينتظر المواطن من الرئيس العتيد للبلدية؟


بقلم: المهندس عبد الله بابتي

رغم أن الدعوة للانتخابات البلدية شابها التسرع والارتجال بسبب معزوفة الاصلاحات التي لم تبصر النور، وأسقط قبلها بند أساسي هو محور التغيير ومشاركة الأجيال الشابة في أهم مرفق محلي على تماس مع المواطنين، عنيت به خفض سن الاقتراع الى 18 سنة، لكننا مع اجرائها في موعدها كي لا يعمل بصفة التأجيل دون مبررات، وكي لا تتوقف عجلة التطوير من غير سبب.

النقطة الأولى التي أود التركيز عليها هي مواصفات الرئيس العتيد، بدءاً بالكفاءة العلمية والنزاهة، إذ لا بدّ من علم ينتفع به واختصاص يعتمد عليه.

وواضح أن عمله يستدعي استيعاب المهمة المنوطة به، وهي اجمالاً عمرانية بكل معايير الخدمات واعتماد التطور في حركة التوسع بتأمين البنى التحتية منعاً للفوضى والتشويه، مع الحفاظ على التراث لكل المعالم التاريخية، وخاصة في الأبنية القديمة تبعاً للحق بالتاريخية التي مرت بها المدينة.

من هنا نقول: أن يكون للبلدية عبر مجلسها ورئيسها دور فاعل في مقررات المجلس الأعلى للتنظيم المدني، وبالتالي صياغة القوانين التي تصدر بناءً على دراساته، متحلياً بالحرص على الخدمة العامة دون مقابل ومتطوعاً بعد ملاءة اخلاقية تردعه عن ارتكاب ما يخدش استقامته وقبوله بالتطوع للخدمة العامة، مما يجعله قادراً على ضبط ادارة البلدية التي هي بعرف الجميع حكومة محلية ترعى شؤون البلد والعباد بنجاح وفلاح..

والنقطة الثانية في اختيار الرئيس العتيد هي قدرته على إدارة هذا الصرح المحلي بحيث يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، بعيداً عن الأخذ بضغوط النافذين واسترضاء السياسيين، بحيث نتخلص من المحسوبية ونرتقي الى الكفاءة دون سواها.

وطبيعي أن يكون قادراً على حسن التعامل مع كل الأطياف الرسمية منها والشعبية، لأنه بمثابة الحاكم الذي تنتهي عنده الخلافات، ومن موقعه تنطلق كل نشاطات الاصلاح والتطوير والإنماء... والأهم في هذا المجال أن يكون متعاوناً مع أعضاء المجلس البلدي الى أوسع مدى ليكون الجميع فريق عمل ناجح تنتج منه ثقة كبيرة من المواطنين الذين هم في النهاية خير داعم للبلدية ومجلسها ومشاريعها بل ولصندوقها الذي يقدم أفضل الخدمات.

يبقى أن نشير الى أن الأخذ بأسباب النمو والتطور في عالم التكنولوجيا والمعرفة واتساع رقعة التواصل مع مصادرها المتعددة، على الرئيس أن يقوم بها ويسهر على تحقيقها مع كل عضو ناشط في المجلس البلدي، إذ في هذا غنى للبلد ومن ثم للمدينة، وأخيراً عامل استقرار للمواطنين جميعاً.

نختم لنقول إن قصر فترة اختيار الأفضل من المرشحين لم تعد تسمح لطرح رؤية ومشاريع عمل، لكننا في الشمال خصوصاً وفي لبنان عموماً أمام امتحان لنا جميعاً كي نصنع لأنفسنا مرافق خدمة عامة حتى نعتمد الأفضل والأكفأ والأنزه، وليس ذلك بمستحيل.

المصدر