ماذا يعني تهديد متطرفي إدارة "ترامب" بـ"دحر الإخوان" وتصنيفها "إرهابية"؟
(13/01/2017)
كتب: كريم محمد
مقدمة
في توقيت واحد، خرج متطرفان ينتميان إلى المعسكر اليميني الأمريكي المعادي للإسلام، بتصريحات عدائية ضد جماعة الإخوان المسلمين، ما يشير إلى أن الأمر ليس مصادفة، وأن فترة الرئيس الأكثر عداء للإسلام "دونالد ترامب"، الذي سيتولى منصبه رسميا يوم 20 يناير، ستشهد تعاونا مع نظام السيسي وتضييقا في الوقت نفسه على المنظمات الإسلامية العاملة في أمريكا.
وسبق أن صوتت "اللجنة القضائية" بمجلس النواب الأمريكي 24 فبراير 2016، بموافقة 17 مقابل 10 لصالح مشروع قانون يلزم الولايات المتحدة "باتخاذ موقف ضد جماعة الإخوان المسلمين، أو تبرير رفضها لذلك"، ولكن دبلوماسيين قالوا إنه يستغرق وقتا طويلا وربما اعتراضات لإقراره من مجلسي النواب والشيوخ، وقد تكون التصريحات الأخيرة مقدمة للضغط لتمرير هذا القانون.
المتطرف الأول، هو وزير الخارجية الأمريكي المُعين في إدارة دونالد ترامب، (ريك تيليرسون) الذي وقف أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، يشرح سياستهم خلال الفترة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أنها ستركز على دحر تنظيم داعش الإرهابي، وجماعات أخرى مثل "الإخوان والقاعدة"، تساؤلات عن موقف الإدارة الجديدة من الإخوان.
https://twitter.com/MBRachid/status/819256121164763138
والمتطرف الثاني، وهو السيناتور الجمهوري (عضو حزب ترامب) في الكونجرس الأمريكي "تيد كروز"، قال إنه قدم مشروع قرارين يطالب أحدهما بإدراج جماعة "الإخوان المسلمين"، والآخر "الحرس الثوري الإيراني" على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وقدّم كروز مشروع القرار الخاص بالإخوان المسلمين بالاشتراك مع زميله السيناتور "ماريو دياز- بالارت" من ولاية فلوريدا، فيما قدَّم المشروع الآخر بالاشتراك مع زميله السيناتور "مايكل ماك كول" من ولاية تكساس.
وأعلن كروز -المعروف بخطابه الحافل بالإسلاموفوبيا والعداء للمسلمين، السيناتور تيد كروز، والذي قال إن "أمريكا تحتاج إلى رئيس في شجاعة السيسي لمواجهة الإرهاب"-مشروعَيْه عبر حسابه على موقع التدوينات المصغرة "تويتر"، مرفقًا بعبارة "أنا فخور"!؟. ويتطلب تقنين المشروعين المذكورين مصادقة مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، لينتقلا إلى الرئيس الأمريكي من أجل إقرارهما.
ترامب يسعى لمحاربة الإسلام نفسه
من المهم هنا الإشارة إلى عدة أمور أبرزها:
(أولا): أنه سبق أن قُدم مشروعان للكونجرس لاتهام الإخوان بالإرهاب في أمريكا ذهبا أدراج الريح.
(الأول): حين صوتت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي 24 فبراير 2016، لصالح مشروع قانون يلزم الولايات المتحدة "باتخاذ موقف ضد جماعة الإخوان المسلمين، أو تبرير رفضها لذلك".
و(الثاني) كان مشروع قانون مشابه قدمته النائبة الجمهورية اليمينية المتشددة، المتقاعدة حاليا، "ميشيل باكمان" قبل عامين.
(ثانيا): أنه من السهل على أي عضو كونجرس أن يقدم مشروع قرار، ولكن العبرة بتمريره في عملية صعبة عبر مجلس النواب والشيوخ، وسبق أن قدم نائب مشروع قرار لإجبار مصر على ترميم الكنائس ومراقبة ذلك، واختفى الحديث عنه بعد إثارة ضجة حوله.
(ثالثا): والأكثر أهمية أن صحيفة "مونيتور" قالت حينئذ في تقرير بعنوان: "من وراء التصويت لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية" أن مشروع القانون الذي قدم في فبراير 2016، كلن يقف وراءه كل من: مصر والإمارات ودونالد ترامب وراءه، وقالت "ليس لديه (القانون) أي فرصة ليصبح قانونًا".
وقالت "مونيتور" إن مكتب النائب "ماريو دياز بالارت"، على اتصال وثيق بجماعات لوبي تعمل لصالح حكومة السيسي، وإن عدد مرات المراسلات أو اللقاءات بينهما في الشهور السابقة لتقديمه مشروع القانون كانت 9 لقاءات على الأقل، حسب مراجعة لسجلات جماعات اللوبي أجرتها المونيتور".
(رابعا): إن إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في شهادته أمام لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي 25 فبراير 2016، "إن الولايات المتحدة تجري تقييما حاليا حول وضع جماعة الإخوان والشروط القانونية اللازمة لإدراجها في لائحة التنظيمات الإرهابية الأجنبية"، جاء مشابها لما جرى في بريطانيا، وانتهى لرفض مجلس العموم تصنيف الإخوان كجماعة "إرهابية" واعتبرها جماعة معارضة لها حقوق وسلمية.
(خامسا): أن عضو الكونجرس المتطرف الذي شارك زميله المتطرف "كروز" مشروع القرار الخاص بالإخوان المسلمين، هو السيناتور "ماريو دياز- بالارت" من ولاية فلوريدا، والأخير هو نفسه الذي قدم مشروع قانون فبراير 2016 الذي هلل له نظام السيسي ثم انتهي للاشيء. وكان هذا النائب الجمهوري المعادي للاسلام "ماريو دياز بالارت"، طالب في مشروعه السابق بتصنيف جماعة الإخوان (كمنظمة إرهابية بالأغلبية).
(سادسا): أن تصريحات قيادات ترامب الساخنة ضد الإخوان هي جزء من حملة عدائية للمسلمين ككل، وأن أول من سيكتوي بمثل هذه القرارت لو صدرت هو مسلمي أمريكا والمنظمات والجمعيات الخيرية بدعاوي انها "إخوانية" أو "إرهابية" بحسب تأكيد أعضاء منظمات إسلامية.
ولهذا قال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن حديث وزير خارجية ترامب عن الإخوان "لا يعدوا كونه مغازلة من وزير الخارجية المُعين بحكومة دونالد ترامب، لأعضاء متطرفون في مجلس الشيوخ الأمريكي حتى يوافقوا على اختياره لوجود تحفظ على العديد من الأسماء بالحكومة التي عينها "ترامب".
وتقول "سمر دهمش جراح"، وهي كاتبة وإعلامية تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية أن القانون الذي قدمه "كروز" مصيبة، ليس على الإخوان ولكن على مسلمي أمريكا كافة. وكتبت على حسابها على تويتر تقول: "الهدف الأكبر من محاولة إدراج الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية في أمريكا، هو منعنا (مسلمي أمريكا) بتاتا من الانخراط في الحياة السياسية الأمريكية".
وأضافت أن:
- "إدراج منظمة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية في أمريكا يفتح الباب أمام إدراج أي منظمة إسلامية خيرية أو تعليمية أو وقف إسلامي إلى منظمة إرهابية".
ويشار في هذا الصدد إلى أن مرشح ترامب لقيادة أحد أهم الأجهزة المخابراتية في العالم، هو "مايكل بومبيو"، وهو معادٍ آخر للإسلام، وله تصريح شهير يقول فيه؛ إن (الإرهاب هو حرب إسلامية ضد المسيحية) ولهذا يطالب بشن حرب على الإسلام!
إعلام الانقلاب يرحب
ورحب إعلاميو الانقلاب بهذه التصريحات ضد جماعة الإخوان، وتحدث عمرو أديب في برنامجه (كل يوم) مساء الأربعاء عن مشروع القانون الذي قدمه كروز لمجلس الشيوخ لتصنيف الإخوان، داعيا اللجان الإلكترونية للسيسي للكتابة على حساب النائب الأمريكي وتشجيعه قائلا: "إبعت وبلغ عن جرائم الإخوان علشان نخلص منهم"!!.
ولوحظ أن التعليقات علي طلب النائب كروز جاءت من مؤيدي السيسي، ما يشير لحملة إلكترونية إعلانية، حسب ما قال أديب، الذي نصح المعلقون على حساب المسئول الأمريكي بعدم إرسالهم صور السيسي؛ لأن هذا "يسبب حساسية لدى الأمريكان".
وسبق أن كتبت "إليسا ميلر" -الباحثة بمركز أتلانتك كاونسل الأمريكي- مؤخرا تقول: "الكثير من آراء السيسي العالمية تبدو متسقة مع دونالد ترامب، إذ أن الرئيس الأمريكي المنتخب يحيط به مستشارون لا يضعون فاصلا بين الإسلام السياسي والتطرف الإسلامي، وتصنيف واشنطن الإخوان كمنظمة إرهابية احتمال واضح في خطوة سترحب بها القاهرة بكل تأكيد".
المصدر
- تقرير: ماذا يعني تهديد متطرفي إدارة "ترامب" بـ"دحر الإخوان" وتصنيفها "إرهابية"؟ موقع بوابة الحرية والعدالة