مؤتمر القاهرة السادس يتهم الحكام العرب بموالاة الصهيونية الأمريكية

بقلم: أحمد رمضان
- المرشد العام: سنظل ضد سياسة الصهاينة العدوانية واستبداد الحكام
- ممثل حزب الله: حماس عطلت سياسة الأمر الواقع لعدوان الصهاينة على غزة
- ستراليكس: الأمريكيون أنفسهم يعانون من سوء سياسة بوش
وسط حضور مكثَّف من شخصيات محلية وإقليمية وعالمية انطلقت فعاليات مؤتمر القاهرة السادس ضد الإمبريالية الأمريكية والصهيونية في إطار الحملة الدولية ضد الاحتلال الأمريكي والصهيوني بمقر نقابة الصحفيين المصريين، وتبلورت كلمات الحضور في حفل الافتتاح على أهمية مواجهة المشروع الصهيوأمريكي، والتي تبدأ بمقاومة الأنظمة المستبدة والجاثمة على قلوب الشعوب العربية؛ حيث تحوَّلوا إلى وكلاء لهذا المشروع الاستعماري في المنطقة.
في البداية تحدَّث فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين والذي أعلن "من القاهرةِ باعتبارها كبرى العواصمِ العربية- كممثلين لقاعدةٍ عريضةٍ من الشعبِ العربيِّ، ومعنا ممثلون لقطاعاتٍ عريضةٍ أيضًا من شعوبِ العالمِ- أننا سنظلُّ ضد هذه السياسةِ العدوانيةِ التي ما زالت تخطِّطُ لشنِّ المزيدِ من الحروبِ على حسابِ شعوبِ العالمِ؛ لتُريقَ المزيدَ من الدماءِ؛ من أجلِ السيطرةِ على النفطِ والتحكُّمِ في الاقتصادِ العالميِّ، الذي باتَ يئنُّ من وطأةِ تلك الحروبِ، وبسببِ ركودِ الاقتصادِ الأمريكيِّ، الذي تراجَعَ أيضًا بسببِ النفقاتِ الحربيةِ الباهظةِ".

مؤكدًا أن من يدفع الثمن الشعبُ العراقيُّ، الذي أعلنت التقاريرُ في ذكرى الغزوِ المشئومِ أن الوضعَ الإنسانيَّ فيه هو الأخطرُ على مستوى العالمِ.
ثم الشعبُ الفلسطينيُّ، الذي يتعرَّضُ لحملةِ إبادةٍ، في محرقةٍ مستمرةٍ ومتواصلةٍ، تشارك فيها الإدارةُ الأمريكيةُ الحاليةُ مع الحكومةِ الصهيونيةِ، التي استثمرت الغزوَ المشئومَ على العراق، لتُواصِلَ عدوانَها على الفلسطينيين، في صورةٍ غيرِ مسبوقة، ليسقطَ خلال 4 أيامٍ فقط أكثرُ من 130 شهيدًا؛ ثلثُهم من الأطفالِ.
إضافةً إلى الشعب العربي الذي يعيشُ تحتَ وطأةِ الدكتاتورياتِ المستبدَّةِ، ويعاني من الفسادِ الرهيبِ وتردِّي الخدماتِ والمرافقِ، وانعدامِ العدالةِ الاجتماعيةِ، والسببُ هو الدعمُ التامُّ من الإدارةِ الأمريكيةِ لتلك الحكوماتِ المستبدَّةِ، والتوافقُ الكاملُ مع السياساتِ الصهيونيةِ إلى حدِّ التواطؤِ مع المذابحِ المستمرةِ ضد الشعبِ الفلسطينيِّ، والمشاركةُ في المؤامراتِ التي تخططُها أمريكا والصهيونيةُ ضد الشعبَ الفلسطينيِّ لاختياراتِه الديمقراطيةِ!!
وأخيرًا الشعبُ الأمريكيُّ باعتباره ضحيةُ الإدارةِ المتغطرسةِ، الذي دفعَ من الضحايا قرابةَ 50 ألفًا بين قتيلٍ وجريحٍ، وها هو يعاني من آثارِ المشكلاتِ الاقتصاديةِ، مع ارتفاعِ تكاليفِ الحروبِ الاستباقيةِ إلى ما يزيدُ عن 3 تريليونات دولار.
وأضاف فضيلة المرشد: "إننا نجتمعُ هنا لِنؤكدَ رفضنا للهيمنةِ الصهيونيةِ والأمريكيةِ، وكذلك لنرفعَ صوتَنا عاليًا ضد الاستبدادِ والفسادِ في بلادِنا وتأكيد تضامننا معَ المقاومةِ، وتأكيد قِيَمِ التسامحِ والعدلِ والسلامِ والمساواةِ.. قيمِ المواطنةِ الحقَّةِ؛ لنقولَ إن مصرَ هي لكلِّ المصريِّين، وإن الخطَرَ الأمريكيَّ والصهيونيَّ يهدِّدُ أمنَ كلِّ مصريٍّ وسلامتَه ومستقبلَه، وإن الواهمين أن هناك حمايةً مِن أمريكا أو سلامًا من العدوِّ الصهيونيِّ، عليهم أن يُفيقوا من أوهامِهِم، وأن يقفوا الموقفَ السليمَ لصالحِ وطنِهم ومستقبلِ بلادِهم.
واختتم كلمته قائلاً: "وإننا على ثقةٍ أنَّه في أيةِ انتخاباتٍ حرةٍ نزيهةٍ، ستعلنُ الشعوبُ العربيةُ جميعًا تأييدَها لكلِّ مَن يقفُ في صالحِ استقلالِها عن السياسةِ الأمريكيةِ وضد الهيمنةِ الصهيونيةِ، ولقد سبقتْنا شعوبُ أوروبا في ذلكَ؛ فأَسقطَتْ كلَّ الذين تحالفوا مع الرئيسِ بوش الابن في حروبِهِ المدمِّرةِ؛ في إسبانيا وإيطاليا وأستراليا، وحتى في بريطانيا.
وقد أشاد ستراليكس كلاينكسون من إنجلترا بكلمة المرشد، خاصةً فيما يتعلَّق بمعاناة الشعب الأمريكي أيضًا جرَّاء السياسة الغاشمة لإدارته، وأعلن تضامنه الكامل مع الحركة العمالية في مصر.
ومن فلسطين تحدَّث أبو أحمد فؤاد والذي وجَّه التحيةَ لشعب مصر في العريش ورفح "الذين استقبلوا أهلنا من غزة أفضل استقبال"، وتطرَّق أبو أحمد إلى قضية المعابر، مطالبًا بأن تكون معابر فلسطينية مصرية فقط، سواءٌ في غزة مع مصر أو في الضفة الغربية مع الأردن، وألمح إلى أن ما حدث في غزة هو نتيجةٌ لما تمخَّض عنه مؤتمر أنابوليس الذي كان يهدف بالأساس إلى التطبيع مع العدو الصهيوني، فضلاً عن إضاعة حق اللاجئين في العودة، معلنًا أن الفلسطينيين يرفضون التعويض والتهجير، ويريدها عودةً لكل الشعب الفلسطيني إلى يافا وعكا والجليل وكل أراضي فلسطين المحتلة عام 1967م، مشدِّدًا على أن هذا هو إجماع المقاومة والقوى الوطنية الفلسطينية والإسلامية.
وطالب أبو أحمد المجتمعين في مؤتمر القمة بأن يسحبوا مبادرة أنابوليس؛ لأنها تهدف إلى إبادة المقاومة في مقابل التطبيع.
ومن بريطانيا تحدَّث جون إريس (تحالف أوقفوا الحرب) والذي استنكر اعتقال اثنين من أهم منظِّمي المؤتمر والقائمين عليه من قِبل النظام المصري، وهما: م. علي عبد الفتاح، ود. أحمد رامي عضو مجلس نقابة الصيادلة، مطالبًا بإطلاق سراحهم وزملائهم.
وكشف جون أن مؤتمر القاهرة للتحرر كان نقطة انطلاق قوية العام الماضي لرفض الشعب البريطاني غزوَ العراق، كما أعلن تضامنه مع كل المقاومين في فلسطين وكل القوى التي تريد التحرر من رقبة الاستبداد، مشيدًا بتحرُّكات عمال مصر الإضرابية، وطالب بضرورة الاستمرار في العمل من أجل الحرية والديمقراطية.
ومن حزب التجمع المصري تحدَّث عبد الغفار شكر، والذي أكد أن هذا المؤتمر يُعدُّ تجمعًا وطنيًّا حقيقيًّا يضم التيارات المختلفة (الإسلامية واليسارية والناصرية وغيرها) وأوضح أن الإدارة الأمريكية رغم امتلاكها قوةً عسكريةً ودبلوماسيةً إلا أنها لا تستطيع أن تكسر إرادة الشعوب ووحدة النضال المشترك في عامه السادس، ودعا إلى أن يكون مؤتمر القاهرة مناسبةٌ عالميةٌ لتأكيد أن النصر للشعوب والمجد للمقاومة.
ومن جانبه طالب خالد سفيان الأمين العام للمؤتمر القومي العربي بتحرُّكٍ عالميٍّ لمناهضة ما يحدث في غزة، وتساءل: "ألم يحن الوقت بعد لمحاكمة مجرمي الحرب والمجرمين ضد الإنسانية؟!"، كما طالب بأن يذهب كل الرؤساء العرب إلى دمشق وأن يجعلوا منه مؤتمرًا للكرامة العربية.
وعدَّدت فيوليت داغر المتحدثة باسم المنظَّمة العربية لحقوق الإنسان في باريس جرائم المشروع الصهيوأمريكي، موضحةً أنها أورثت تلك الجرائم الأنظمةَ العربية، وأن النظام العربي قد سقط منذ زمن ولم تعد أشباه الأحزاب ولا النقابات المفصلة قادرةً على مواجهة خطر هذا المشروع.
وعن حزب الله تحدَّث علي فياض الذي أكد أهمية المقاومة، مستشهدًا بما فعله حزب الله ضد الصهاينة عامَي 2000 و2006م وما فعلته مقاومة حماس الباسلة في غزة، والتي عطَّلت سياسة الأمر الواقع، وحذَّر من مخطط الصهاينة والأمريكان من أحداث متناقضات غريبة، كتقسيمنا إلى شيعة وسُنَّة أو إلى عرب وفرس، مشدِّدًا على أن التناقض الرئيسي والحقيقي هو الجانب العربي والإسلامي مقابل الجانب الصهيوني والأمريكي.
شارك في المؤتمر لفيفٌ من رجال الفكر والسياسة؛ منهم د. محمد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان، ود. عصام العريان القيادي بالجماعة، ومجدي أحمد حسين الأمين العام لحزب العمل، ود. مجدي قرقر، وجورج إسحاق، ود. عبد الحليم قنديل والنائب حمدين صباحي وعبد المجيد المناصرة رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، وعددٌ من أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين.
- المصدر :مؤتمر القاهرة السادس يتهم الحكام العرب بموالاة الصهيونية الأمريكية موقع إخوان أون لاين