مؤتمر السكان والتنمية
قال الله تعالي : ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا قبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير ( الحجرات 31 )
وقال تعالي : ولو ان أهل القري آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ( الاعراف 96 )
ينعقد بالقاهرة المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في جولته الثالثة وقد ثارت معارضات كثيرة من جانب المدافعين عن الايمان والأديان في العالم كله ضد برنامج العمل المقترح لإقراره في هذا المؤتمر، وعلي رأسها الأزهر الشريف ورابطة العالم الاسلامي وجبهة علماء الازهر والكنيسة المصرية والفاتيكان .. ويود الاخوان المسلمون أن يوضحوا للعالم أجمع رأيهم في المؤتمر وبرنامج العمل المقترح.
أولا : يؤيد الإخوان المسلمون بكل قوة موقف الأزهر الشريف قيما ذهب اليه في بيان مجمع البحوث الاسلامية المنشور 11 / 8 بالاهرام والذي يقرر :
- أن الحمل محرم اسقاطة مطلقا .
- أن الأسرة هي مصدر السكينة والرحمة .
- أنالإسلام لا يقر أي علاقة جنسية بغير طريق الزواج الشرعي ويضع أغلظ العقوبات علي الزنا واللواط .
- ويطالب حكومات الدول الإسلامية أن تستجيب لتوصيات هذا البيان والمطالبة بإرجاء التصويت عليه حتي تدور مناقشات مستفيضة لتوضيح كافة وجهات النظر الشرعية والأخلاقية والإجتماعية حول القضايا المختلف عليها .
ويرفض الاخوان المسلمون إقرار الوثيقة كما هي مع التحفظ علي بعض بنودها ، ذلك لأن الفكرة التي بنيت وأسست عليها كل برامج العمل المقترح فكرة لادينية ترفض مبدأ الإيمان بالله واليوم الآخر وتعارض الالتزام بالأخلاق التي جاءت بها كل الشرائع ، وتصادم الفطرة البشرية السوية التي فطر الله الناس عليها ، ذلك إلي جانب ما يمثله إصدار الوثيقة من القاهرة وتسميتها " إعلان القاهرة " بما تحتويه من مخالفات شرعية وخلقية واضحة من تلبيس علي الأمة الاسلامية وخداع لها وخطر علي مكانة مصر الاسلامية .
ثانيا : كان هذا المؤتمر وماسبقه من لقاءات دولية حول البيئة وحقوق الانسان فرصة طيبة لحوار بين الحضارات العالمية خاصة ذات الثقل السكاني الكبير وصاحبة التأثير في تاريخ العالم ، وعوضا عن فرض حضارة واحدة هي الحضارة الغربية المادية لثقافتها وقيمها علي كل بني البشر عن طريق ربط الالتزام بالمواثيق التي تفرضها أمريكا والغرب في هذه المؤتمرات علي شعوب العالم بالمعونات الاقتصادية .
ويرحب الاخوان المسلمون بالحوار الجاد البناء مع الجميع خاصة أبناء الرسالات السماوية الذين نتفق معهم في أصل الايمان بالله واليوم الآخر ، حوارا حرا متكافئا يهدف الي الوصول الي الحق والتعاون علي الخير لصالح البشرية كلها في اطار الاحترام والتقدير .
ثالثا : يؤكد الاخوان المسلمون علي أن المشكلة الحقيقية التي تواجه شعوب العالم الثالث خاصة هي مشكلة التنمية السياسية والإقتصادية والاجتماعية ، وأن الزيادة السكانية لم تكن لتمثل خطرا لو أن التنمية سارت في مسارها الطبيعي ولكن عوامل عدة تسببت في تدني معدلات التنمية الي ما تحت الصفر في بلاد كثيرة وعلي رأسها :
- الاستبداد السياسي .
- الفساد المالي والخلقي المستشري -
- فقدان الثقة بين الحكومات والشعوب .
- عدم وجود مناخ موات للاستثمار
- نهب الثروات الطببيعية في فترة الاحتلال العسكري الغربي وحتي الآن .
ولن يتأتي علاج المشاكل التي ترتبت علي تدهور التنمية ومنها المشكلة السكانية إلا بعلاج أسبابها من الجذور .
