ليلة الانقلاب.. كيف عاشها المصريون في تركيا؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ليلة الانقلاب.. كيف عاشها المصريون في تركيا؟


مصريون بتركيا أثناء الانقلاب الفاشل.jpg

(23/07/2016)

كتب: أسامة حمدان

مقدمة

كانت ليلة الخامس عشر من يوليو الجاري، ليلة ساخنة وعصيبة على تركيا عمومًا، وعلى المصريين المقيمين بها خصوصًا، بسبب محاولة الانقلاب العسكري الفاشل التي أثارت الخوف والارتباك في نفوس المصريين بتركيا، ليعيشوا ساعات ذكرتهم بالانقلاب الذي نُفِذ في بلدهم.

وتعتبر تركيا ملجأ الإسلاميين المصريين الفارين من اضطهاد انقلاب عام 2013 في مصر، والذين استرجعوا في خضم الارتباك والفوضى اللذين تسببت بهما محاولة الانقلاب الفاشلة، أحداث الانقلاب الذي أتى بالمشير السيسي إلى سدة الحكم، وما تبع ذلك من قمع، كما لم ينس المصريون بَعْد الفض الدموي للاعتصامات المؤيدة للرئيس محمد مرسي في مصر. ونقلت بعض الصحف عن مصريين مقيمين بتركيا، أن ليلة الجمعة، كانت ليلة عصيبة للغاية، فقد تابع المصريون الأخبار أمام شاشات التلفاز، بتوتر شديد وفي انتظار ردود الأفعال.

وقال أحد الشباب المصري لصحيفة "الموندو" الإسبانية :

"كنا نتصور ‏في بعض الأوقات أن هذه الأحداث خطر علينا وعلى اللاجئين السوريين والعراقيين، وعلى جميع أولئك الذين هربوا من الحروب والانقلابات وانتهاكات حقوق الإنسان، أكثر من الفئات الأخرى". وأضافت الصحيفة أن هذا الشاب ‏غمره‏ فرح كبير، مثل أنصار أردوغان، عندما ابتسم الحظ للرئيس التركي، بتغلبه على الانقلاب الذي فشل في غضون ساعات.

قلب الحقائق

فيما تناولت وسائل الإعلام الموالية لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، أخبار الانقلاب في تركيا بشكل مثير للسخرية وفي غياب كامل للمصداقية، مشيرة إلى أن أردوغان طلب اللجوء إلى ألمانيا، وأن الشعب التركي نزل إلى الشارع في ثورة شعبية عارمة ضد نظام الحكم. وقال المذيع أحمد موسى على فضائية "صدى البلد"، إن ما يحدث في تركيا هو "ثورة للجيش، وليس انقلابا"، مدعيًا أن "الجيش التركي يصحح مسار البلاد، بعد تدهور الأوضاع بسبب الديكتاتور أردوغان".

وعلق الاعلامي المقرب من السلطة مصطفى بكري، على الأحداث في تركيا، في سلسلة تغريدات أبدي فيها سعادته بما حدث من انقلاب قائلًا "الجيش التركي يعلن سيطرته على البلاد، إلى الجحيم يا أردوغان"، على حد تعبيره. وتسرعت بعض الصحف المصرية - الموالية لقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي - في وضع عناوينها الرئيسية في أعدادها الصادرة اليوم، والتي تحدثت عن نجاح الانقلاب والإطاحة بإردوغان، ما آثار سخرية الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

مواقف في المنفى

وقال سيف الإسلام، الطالب المصري الذي يعيش في المنفى التركي:

"ليلة الجمعة، كانت ليلة عصيبة للغاية. فهي تذكرنا بإحدى ليالي تموز/ يوليو بمصر، والعنف الذي أعقبها. فقد بقيت لساعات دون حركة، مع الاكتفاء بمشاهدة الأخبار، وانتظار ردود الفعل.. لقد كان الجميع متوترين".

ويواصل الشاب قائلا:

"كنا نتصور ‏في بعض الأوقات أن هذه الأحداث خطر علينا وعلى اللاجئين السوريين والعراقيين، وعلى جميع أولئك الذين هربوا من الحروب والانقلابات وانتهاكات حقوق الإنسان، أكثر من الفئات الأخرى".

وأضافت صحيفة "لوموند" أن هذا الشاب ‏ غمره‏ فرح كبير، مثل أنصار أردوغان، عندما ابتسم الحظ للرئيس التركي، بتغلبه على الانقلاب الذي فشل في غضون ساعات. وبينت الصحيفة أن نجاح أردوغان أعطى نوعا من الأمل للمعارضة المصرية، وأكد لها أنه من السهل التغلب على الانقلاب؛ بفضل الوحدة الوطنية.

وفي سياق متصل، أوردت الصحيفة قول مها عزام، رئيسة المجلس المصري الثوري، وهو تحالف يتكون من عدد من القوى، بينها جماعة الإخوان المسلمين، إن "المعارضة المصرية لن تتخلى أبدا عن الإصرار على عودة الحكومة الشرعية في مصر ودعم الديمقراطية فيها، بالطريقة ذاتها التي أصر فيها الشعب التركي على انتصار الديمقراطية ضد الانقلاب العسكري".

وقالت عزام إن

"ما حصل في تركيا كان درسا يؤكد أن مآل كل الانقلابات الفشل".

وكان النظام التركي منذ البداية موقفًا معارضًا من النظام الحاكم في مصر حاليًا، لأنه "جاء بطريقة غير شرعية"، لذلك فإن أردوغان كان كثيرًا ما يرفع شارة رابعة في وجه معارضيه، وهي شارة مختصة بأنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، وتدل على ميدان "رابعة العدوية". ولاشك أن إحباط المحاولة الانقلابية أفسد على النظام المصري فرحته بزوال حكم أردوغان، على الرغم من اتخاذ الأخير خطوات مؤخرًا نحو التصالح مع مصر، وإعلان تركيا أنها يمكن أن تتوصل مع النظام المصري لحلول وسط، شريطة أن يُفرج عن الرئيس الشرعي للبلاد محمد مرسي.

المصدر