ليبرمان ودولة غزة.. عجز أم مخطط ؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

بقلم:أ.علاء الريماوي

وزير خارجية الكيان الصهيوني ليبرمان

لم يفاجئ أحدا وزير خارجية الكيان الصهيوني بإعلان مخططه القاضي بإعلان دولة غزة من خلال اعتراف دولي بإنهاء الاحتلال عن غزة بعد فشل دولته تسويق الانسحاب الذي قام به شارون قبل خمس سنوات على انه تخل عن وصف الاحتلال الذي ظل واقعا من خلال سيطرة على الحدود والبحر والجو وتحويل غزة إلى أكبر معتقل عرفه التاريخ والذي يهاجم حين تمرده المقاوم للظلم بأعتى قوة واجهت شعباً اعزل.

المخطط المبيت والذي يتبناه غير ليبرمان من شرائح اليمين الإسرائيلي و بعض اليسار ينص على عزل غزة عن الضفة الغربية وتسليم إدارتها للأمم المتحدة وأمنها للحلف الأطلسي وحدودها للاتحاد الأوروبي ولمصر دور التنسيق مع أي حكومة قائمة بحسب رأي وأفكار الرباعية وكلب بوش توني بلير.

المخطط هذا جاء على خلفية عجز إسرائيلي تاريخي من غزة التي شكلت عبر تاريخيها هاجس الاحتلال وألمه الذي لا ينقطع، ليتبلور بعد ذلك في الذهنية الإسرائيلية فكر جديد وخاصة بعد الحديث عن خطة أمريكية للسلام لضرب أي حلم يجمع بعض المشتت الضئيل الذي يسعى البعض تسميته وطنا ودولة.

الحديث هذا ليس معزولاً عما يجري على الأرض في القدس من تهويد وجمع جغرافي للمستوطنات الواقعة في الضفة الغربية والمجاورة لحدود المدينة المقدسة التي يجري على مستقبلها حديث سري بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل يبقي لها وجود المستوطنات والسيادة على الأرض مع الاكتفاء بإدارة مدنية للعرب على الأحياء العربية البائسة في القدس.

حدود المخطط لم تقف عند هذا الحد بل شملت الضفة الغربية من خلال العمل الكبير على إبرازها على أنها الكيان الممكن لقيام دولةفلسطين ، وهذا ما يفسر كم الأموال الممنوحة لإعادة الإعمار والتنمية الصورية المقرونة بالدعم الخارجي.

الحديث عن الفكرة هذه يأتي في الوقت الذي يجري فيه تجهيز مفترض لزيارة وفد من وزراء خارجية أوروبا إلى قطاع غزة والذي ينتظر من الضيوف الانتقال بهذه الرؤيا للمصداقة والإقرار داخل أروقة السياسة الغربية.

التوقيت الإسرائيلي يأتي برأي مهما أيضا ً للضغط على المفاوض الفلسطيني للذهاب إلى مفاوضات لإنجاز اتفاق سريع ومهلك للقضية الفلسطينية فزاعته غزة لحماس المطالبة بإفشال هذا المشروع الخطير على فلسطين التي يضعفها الانقسام والبعد عن الوحدة الوطنية.

هذا الحديث يجعل من الواجب إعادة تقييم مسيرة الشعب الفلسطيني من خلال لقاء يتجاوز حديث السلطة والانتخابات والمال والأوراق والخروج بموقف واحد يجيب على المخططات الإسرائيلية التي لن تمكن فتح من الحكم ، ولن تسمح أيضا لحماس تشيد قوة مقاومة آمنة وقوية لذلك فإننا نقترح عناويين ثلاث للتقييم وهي على النحو التالي:

1. الاتفاق على مسار سياسي واضح يكفل الحقوق الوطنية دون الالتفات إلى مزاجات الدول والوسطاء. 2. إعادة الاعتبار لجسم وطني شامل يكون المرجعية السياسية المخولة برسم ترتيبات الوضع القائم وإعادة بناء المؤسسات المرجعية والوطنية .

3. تفكيك ملفات الخلاف والهواجس والانتقال إلى وحدة وطنية على قاعدة الدم الواحد وفق الثوابت الواضحة غير القابلة للتأويل.

هذه العناويين إن نجح العمل على إرساء آثرها في السياسة الفلسطينية سيثمر بلا شك حراكاً فلسطينياً قوياً وفاعلاً ومزلزلاً لكافة الرؤى الإسرائيلية الهادفة إلى إنهاء قضيتنا الوطنية.

في متابعتي للأوراق الإسرائيلية في الأمس بدا واضحا أثر زيارة نتنياهو للولايات المتحدة التي أعطت لإسرائيل ما أرادت وخاصة في ملف الدعم العسكري الذي سيتجاوز هذا العام 2 مليار ونصف المليار دولار ليكون المؤشر الأكبر للحركة الأمريكية في ملف الصراع الفلسطيني الصهيوني والذي لا يقل الدعم الأمريكي لإسرائيل عما شوهد في ملف الدعم العسكري ، والذي يرى أيضا على أنه جاهزية لحرب محتملة في المنطقة العبء الأكبر فيها على إسرائيل التي ستكون مسؤولة عن معالجة وضع لبنان وغزة وأي تمرد في دول الطوق العربي القريب.

هذا الحديث يتطلب من القيادة الفلسطينية موقفاً تاريخياً نحو الجاهزية لكافة الاحتملات التي نرى الاستقرار في المنطقة أضعفها وأقلها حظاً.

ليأتي الجواب المطلق لخلفية طرح ليبرمان أنه مزيج بين الفشل والمخطط ، و الذي تحسن إسرائيل التكيف و الانتقال بين النتائج و المراحل والظروف لتحقيق أهدافها.