لو لم أكن مصريا
بقلم: د. عز الدين الكومي
"لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا"، قالها الزعيم الوطني مصطفى كامل، رحمه الله، وأعتقد لو كان اليوم حيًّا لتنازل عن جنسيته على أعتاب السجون والمعتقلات، وألقى بها فى سلة المهملات أو منفضة اللقائف بجوار مكتبه فى باريس فى ظل الانقلاب العسكرى الدموى الذى لا يرقب فى مسلم إلا ولاذمة .
وكذلك الشاعر الذى قال: بلدى وإن جارت على عزيزة :: وأهلى وإن ضنوا على كرام.
بعد تقسيم الشعب فصرنا نحن شعب نوحد الله ولنا رب نعبده ونضرع إليه ونقصده وندعوه ونتوكل عليه، ولهم رب لكن ربهم صاغوه من تمر وعجوة إذا جاعوا أكلوه على عادة أهل الجاهلية نمر من ورق عبدوه كعجل الذهب الذى أخرجه السامرى تبعا لشهواتهم.
محمد سلطان وبعد الحكم عليه بالمؤبد تم الإفراج عنه وغادر بلده مصر إلى أمريكا بعد أن تخلى عن جنسيته المصرية وألقى بها فى أقرب مقلب للقمامة ليؤكد للعالم أن قضاء مصر الشامخ ليس بقضاء وليس بشامخ ولكنه فقط قضاء حاجة ومجموعة من قطاع الطرق واللصوص المدمنين الكاذبين الذى باعوا ضمائرهم وإنسانيتهم ويصدرون أحكاما سياسية تبعا لأهواء العسكر والنظام الانقلابى بعيد كل البعد عن منطق العدالة وإلا كيف بمن يحصل على مؤبد يتم الإفراج عنه فجأة وبدون مقدمات تحت شعار الإفراج بعد المكالمة والمجاملة.
والسؤال كيف لمن لا يحملون جنسيات أخرى لدول عظمى أو دول تحترم رعاياها فعن أى شيئ يتنازلون للنظام الانقلابى ليفرج عنهم من سجون ومسالخ الانقلاب .
والعجيب أن النائب الملاكى لا يحترم نفسه ولا حتى منصبه ووظيفته كموظف عمومى فراح يكذب ليقنعنا بشموخ القضاء ليعلن أن محمد سلطان سينفذ مدة سجنه الباقية داخل السجون الأمريكية وهو يكذب ويضلل الرأى العام وهذا فى حد ذاته جريمة تستحق العقوبة بحق النائب الخاص وقد سبق بذلك المستشار عبد المعز ابراهيم وهو أحد الشوامخ أيضا والذى أفرج عن الأمريكين المتورطين فى قضية التمويل الأجنبى وسمح لهم بالسفر إلى بلادهم.
وبعد ذلك يخرج أحد مشايخ السبوبة من علماء الفتنة ليدلى بدلوه فى قضية التنازل عن الجنسية المصرية حيث ذكر الانقلابى الشحات العزازي إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية أن التنازل عن الجنسية هو "كفر بنعمة الوطن" بمعنى أن الله تعالى رزق الإنسان وطنًا آمنًا بوجود أهله ومجتمعه الإسلامي، ورغم كل الظروف الصعبة يجب أن يتقن الإنسان أن له رزق مكتوب عند الله تعالى سيأخذه فعليه أن يتحمل ويصبر.
وإذا كان هذا حكم التنازل عن الجنسية فى شريعة الأزهر الذى كان شريفا فما حكم سفك الدماء المعصومة يا عبدة السلطان؟ وماحكم اغتصاب العفيفات وماحكم تقديس قائد النظام الانقلابى ووصفه بأنه نبى وما حكم طعنه فى الدين وثنائه فى المسيحية وسماحتها ؟.
الجنسية ما هى إلا رجس من عمل الاستعمار وأذنابه من عباد القوميات ليس لها حصانة ولا قدسية ولا قيمة فى ميزان الشرع والدين فجنسية المسلم هى لا إله إلا الله محمد رسول الله وكما قال الشاعر المسلم :
أينما ذكر اسم الله فى بلد::عددت ذلك الحمى من صلب أوطانى.
وأين إعلام العار والكائنات الفضائية المنقرضة من قضاء الحاجة الذى قرر أن محمد سلطان أضر بالبلاد والعباد ولابد أن يحكم عليه بالمؤبد وأن النظام الانقلابى والقضاء الشامخ خضع للهيمنة الأمريكية والزواج الكاثوليكى الذى بشر به وزير خارجية الانقلاب السابق ولكن إعلام العار سيحاول فقط أن يقلب ظهر المجن على محمد سلطان ويصفه بالخائن ونسوا أوتناسوا أن الخيانة العظمى هى خيانة قائد النظام الانقلابى وقضاء الحاجة وليس المظلوم الذى أراد الفكاك من ظلم القضاء وإجرامه.
إنها منظومة الفساد قضاء الحاجة يحكم بالمؤبد وفى اليوم التالى إفراج وكذب من النائب الملاكى بأنه سيقضى بقية المدة فى سجون ماما أمريكا وإعلام وسحرة يلهون الشعب بقضايا هامشية طبقا لتعليمات المعلم عباس ترامادول.
المصدر
- مقال:لو لم أكن مصريا موقع: إخوان الدقهلية