لماذا لم ولن ينجح الحوار مع حركة فتح

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
لماذا لم ولن ينجح الحوار مع حركة فتح

الدكتور صالح حسين الرقب

لقد سيطر على حركة فتح مجموعة من أصحاب المنافع والامتيازات الشخصية تحت غطاء العمل السياسي والتنظيمي والأمني، وهؤلاء مصالحهم مرتبطة بمدى خدمتهم للكيان الصهيوني، فهو الذي مكن لهم لجني الامتيازات المالية لهم ولأبنائهم.

وهناك الكثير من وزراء وكبار موظفي فتح في السلطة ممن يديرون شركات خاصة ومناشط اقتصادية متعددة، وقد نجح العدو في إسقاط أغلب هؤلاء في الفساد المالي وإسقاط أولاد بعضهم في الفساد الأخلاقي، ولذلك لا يعصون له أمرا ولا يردون له طلبا، بل ينفذون أوامر رموش عيون قادة الاحتلال الصهيوني قبل أن تتكلم أفواههم بإصدار الأوامر.

ومن ذلك الفساد قيام بعض كبار مسؤولي فتح في السلطة بمساعدة العدو المحتل في مشاريعه الاستيطانية. وحسب تقارير المجلس التشريعي الفلسطيني السابق فقد قامت شركة تابعة لوزير فتحاوي في إقامة طرق التفافية لخدمة بعض المستوطنات في الضفة الغربية.

وقامت شركة تابعة لمسؤول فلسطيني كبير بتواطىء وزراء من فتح باستيراد الإسمنت المصري من شركة بني سويف المصرية لصالح شركة يهودية تقوم بأعمال البناء في جدار الفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل لابتلاع أراضي الضفة الغربية وتكريس ضم المستوطنات لها، كما اكتشفت حالات تزوير شهادة المنشأ لمنتجات زراعية صهيونية، حيث قام موظفو فتح في وزارة التجارة بإعطاء شهادات بأن هذه المنتجات فلسطينية من أجل تصديرها إلى الدول العربية.

وفي لقاء مع شبكة CBS الأمريكية قبل أعوام ذكر عصام أبو عيسى المدير السابق لبنك فلسطين الدولي، أن حجم المبالغ التي تمتلكها قيادة فلسطينية أغلبها فتحاوية يصل إلى 30 مليار دولار في حسابات خارجية، و2 مليار دولار في حسابات داخلية.

إن أي عدو محتل لا يريد لأبناء البلد المحتل أن تتوحد كلمة أبنائه أو أن تتراص صفوف شعبه حول مقاومة هذا المحتل، فالعدو سياسته:فرق تسد، فهل سيسمح العدو الصهيوني لقادة فتح أن يتوحدوا مع حركة مقاومة إسلامية جربها في ساحة الوغى، وما زال جنوده يعالجون في المستشفيات جراء ضربات مجاهدي هذه الحركة، وكيف يسمح لفتح أن تتوحد مع آسري الجندي الصهيوني شاليط الذي سبب أسره قلقا وما زال للمؤسسة الحاكمة في تل أبيب.

إن الضفة الغربية محكومة أمنيا من جانبين، القوات الصهيونية التي تجتاح المدن والبلدات الفلسطينية، فتعتقل وتقتل من تريد، وأحيانا بمعونة أجهزة أمن تابعة لعباس اسما وللجنرال الأمريكي دايتون ولجنرالات العدو الصهيوني حقيقة، فهم المربون والمدربون والمزودون لها بالمال والسلاح، وهم مصدروا الأوامر لها كي تعتقل وتعذب وتقتل من يشاءوا من الفلسطينيين المقاومين للاحتلال، فهل سيسمح الجنرال دايتون وجنرالات العدو الصهيوني لقادة فتح بالتفاهم مع حماس، وبالتالي إنهاء دور هؤلاء في التسلط على الأجهزة الأمنية في الضفة الفلسطينية؟؟!!

ثم إن حركة فتح اتخذت قرارا مركزيا وأصبح استراتيجيا هو إنهاء حماس سياسيا وعسكريا، لأنها الخصم الاستراتيجي -أما المحتل فالصديق الاستراتيجي-، حيث أبعدتها حماس عن قيادة الشعب الفلسطيني لما فازت في الانتخابات التشريعية، وربما تزيحها عن رئاسة السلطة إذا ما جرت انتخابات نزيهة.

وحركة فتح تحالفت مع الصهاينة وحسب اعترافاتهم ودون نفي من فتح في عدوانهم الشرسة على قطاع غزة، كما قام نفر حمقى فتح في قطاع غزة - تم إلقاء القبض على كثيرين منهم- بجمع المعلومات عن مقار الوزارات والمؤسسات الحكومية، والأهلية أو بيوت القادة والمجاهدين، وأماكن وجودهم، وقدموها لمسئوليهم في رام الله الذين قاموا بدورهم بتسليمها للعدو الصهيوني، كي يقوم بقصفها وتدميرها في حربه العدوانية الأخيرة على قطاع غزة.

إن سلطة فتح ألزمت نفسها بالتعاون الأمني مع العدو الصهيوني عبر الاتفاقيات الظالمة معه. وما كان العدو لينجح في قتل واغتيال واعتقال المئات من المناضلين لولا هذا التعاون الأمني، فهل يسمح لها العدو الصهيوني أن تتفق مع حماس وبالتالي تتوقف عن تنفيذ هذا التعاون الأمني الذي وفر على العدو تجييش أعداد كبيرة من العملاء تمده بكل ما يحتاجه عن المجاهدين وتحركاتهم.

فهناك من يتعامل معه أمنيا دون أي عناء. وقد اعترف أحمد قريع في اللقاءات التي تجري هذه الأيام(28/6/20009م) في القاهرة بأن الاعتقالات التي تتم في الضفة الغربية هي جزء من التزامات سلطة فتح تجاه إسرائيل.

فكيف سينجح الحوار مع استمرار الاعتقالات لأبناء حماس وأنصارها مع فتح التي تحاورهم وهي تعترف بعمالتها للعدو الصهيوني.

وأخيرا لقد سمعنا جميعا اعتراف رئيس سلطة أوسلو محمود عباس بأنه لا يستطيع مخالفة أوامر قادة العدو الصهيوني وإلا لذبحوه من الوريد إلى الوريد -على حد كلماته- كما أخبر رئيس وزراء قطر لما طلب من حضور مؤتمر الدوحة لبحث آثار العدوان الصهيوني على غزة، فمن كان حاله هكذا سيتحاور مع حركة حماس لصالح توحيد الصف الفلسطيني خلف الثوابت والحقوق الفلسطينية المشروعة. ومقاومة العدو وتحرير البلاد والعباد منه.

وصدق الله تعالى إذ قال في أمثال هؤلاء من موالي اليهود:(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)المائدة:52.

مع خالص التحية والتقدير لكل الصادقين والمخلصين لأوطانهم وأمتهم

المصدر