لله.. و ليس للإخوان

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
لله.. و ليس للإخوان


خالد حفظي

يعلم الله عز وجل و القريبون من كاتب هذه الكلمات أنِّي لم أكن يوما من الرافعين لشعار عصمة الإخوان ، أو المنزهين لهم عن الوقوع في الخطأ ، بل على الدوام كنت من المؤمنين بأن الإخوان بشر ، يصيبون ويخطئون

كذلك كنت على الدوام أقول لمن حولي : إن رأي صاحب الفكرة ملك لفكرته ، ورأي صاحب الدعوة فيما يعرض له من قضايا ليس حقا له فيتنازل عنه ، بل هو واجب عليه ، عليه أن يؤديه لدعوته.. عليه أن يعلنه ، بل ويدافع عنه ، وإن أغضب في ذلك كل الناس ، مادام ملتزما في ذلك بأدب الإسلام في الحوار ومقارعة الحجة بالحجة والدليل والبرهان ، وما دام رضا الله عز وجل هو الغاية والمقصد.

هذا توضيح لا بد منه.. حتى يوضع كلامي في موضعه وتحت عنوانه الصحيح ، وحتى لا يُخْرجه أحد عن مقصده الذي قصدت إليه. في نهاية السبعينيات من القرن الماضي لغطت ألسنة كثيرة بشأن منهج الإخوان و صدق إتباعهم لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل لعلي لا أبالغ إذا قلت : إنني قابلت أناسا كانوا يتقربون إلى الله بسب الإخوان ورموزهم !!!.

ولما بلغت المسألة مبلغا لا يمكن السكوت عنه ، رد عليهم فضيلة المرشد الأستاذ الشيخ الجليل / عمر التلمساني رحمه الله رحمة واسعة قائلا : ألفت نظر إخواني هؤلاء إلى أن هناك من هو أشد خطرا على الإسلام من الإخوان المسلمين ، فإذا انتهيتم من هؤلاء تعالوا إلي الإخوان.

هكذا رد الرجل.. بحكمة.. وعلم.. وحزم.. وعزم.. وقد كان- رضي الله عنه- أمة وحده ، جزاه الله عني وعن أبي وأمي وأبنائي وزوجتي وإخواني وأخواتي والمسلمين والمسلمات خير الجزاء.

تذكرت هذا وأنا أتابع جملة من المقالات التي تتهم الإخوان بالتبديل والنكوص على الأعقاب مع القعود دون تحمل المسؤوليات والركون إلى الدنيا ، بل والركون إلى السلطان وعقد صفقات مشبوهة مع السلطة !!! وغير ذلك من الاتهامات.

ختاما أقول لهؤلاء : إن الإخوان لا يشغلون أنفسهم بهدم ، ففي ميدان البناء متسع للجميع ، دعوا الإخوان وشأنهم ، وخللوا بينهم وبين دعوتهم ، فإن طريقهم مرسومة خطواته معلومة حدوده ، وأحسبهم – ولا أزكي على الله أحدا- أنهم لم يغيروا ولم يبدلوا ، ولن يغيروا ولن يبدلوا بإذن الله ، وحسب الإخوان من الله أنهم مأجورون.. إن أخطئوا فأجر واحد.. وإن أصابوا فأجران.

وبعد.. فهذه شهادة ما ابتغيت بها غير وجه الله سبحانه وتعالى.. وهو وحده العليم بهذا.. أشهد بها إبراء للذمة ، و جلاء للحق ، عسى ألا تلحق بنا لعنة الله لقوم ضاع الحق بينهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

المصدر