لقاء المفتي الحاج امين الحسيني مع هتلر.. لماذا ؟
الكاتب: سلطان حطاب
2009/07/23
كيف يبرر المعتوه وزير الخارجية الإسرائيلية ليبرمان الاستيلاء على الارض العائدة للحاج أمين الحسيني مفتي القدس السابق والواقعة في حي الشيخ جراح والمسماة كرم المفتي بهذه الطريقة حين يدعي ان الاستيلاء عليها بسبب لقاء المفتي في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي بالزعيم النازي هتلر.. وحتى يجعل التبرير مقبولا في رأيه يتفتق ذهنه العنصري الذي يجسد شخصية اليهودي في التاريخ بأن وزع صورة للحاج امين الحسيني يجلس فيها مع هتلر وطالب بتعليقها على السفارات الاسرائيلية عبر العالم ليراها كل من يراجع السفارات الاسرائيلية او يمر من امامها..
هذا الاسلوب العنصري واي اسلوب آخر مهما كان تعمل عليه اسرائيل الان لتبرر هجمتها الاستيطانية التي تزداد شراسة مع ازدياد مطالب العالم بوقف الاستيطان التي ينتمي اليها ليبرمان وتنتمي اليها اسرائيل وقياداتها..
الحركة الصهيونية كانت متورطة في علاقات واسعة مع النازية ومع هتلر والرايخ وهناك حقائق ووثائق كشف بعضها ومازال بعضها الاخر مخفيا وسيأتي الوقت الذي يكشف ولعل دراسة الزميلة حياة عطية حويك عن هذا الموضوع وهي المحاضرة في السوربون كشف عن هذه الابعاد في العلاقة ما بين النازية والصهيونية والتي توجت بتوقيع اتفاقية (الهافارا) والتي تساعد بموجبها الحكومة النازية الحركة الصهيونية في تسهيل هجرة اليهود الى فلسطين وقد اسس بموجب هذه الاتفاقية مكتب (الهافارا تراست اند ترانسفير اوفيس) والذي احتج عليه الالمان وخاصة من كان منهم من غير اليهود في فلسطين..
حين بدأ تطبيق هذه الاتفاقية وتوجه اليهود الالمان الصهاينة الى فلسطين توجه الحاج امين الحسيني لمقابلة هتلر والطلب منه ان تتوقف هذه الهجرة ومهمة الحسيني سبقتها مهمات لعرب اخرين قاموا بنفس الدور وتبعتها كذلك.. كان لابد للحاج الحسيني وهو يقود النضال الفلسطيني من الاتصال بكل القوى الكبرى المؤثرة في الوضع الفلسطيني الصهيوني وحركة الهجرة وان المانيا كانت قبل الحرب واحدة من هذه القوى مثلها مثل بريطانيا وفرنسا او سواها وثانيها ان هذه الاتصالات قد بدأت فعليا حول اتفاق (الهافارا) اي لوقف التعاون النازي الصهيوني ولم يكن الحسيني اول من بدأها ..
لقد بدأها العراق من خلال وزير خارجيته انذاك يونس السبعاوي حيث كان العراق دولة عربية مؤثرة عضو في الأمم المتحدة وكان السبعاوي من خريجي المانيا يتقن الالمانية وهو الذي ترجم كتاب كفاحي لهتلر الى العربية واعتقد السبعاوي في اتصالاته انه بامكانه وقف التعاون الصهيوني النازي بخصوص هجرة اليهود الى فلسطين فاستدعى سفير المانيا في بغداد وابلغه احتجاج العراق على اتفاق (هافارا) والرغبة في وقفه ورغم وعد السفير واتصاله بهتلر الا ان شيئا لم يتغير.. كذلك بحث القادة العرب في مؤتمر بلودان حيث جمع المؤتمر (200) مندوب ما يجري في فلسطين بما في ذلك اتفاق (الهافارا) وضمن المحاولات العربية قرر الحاج الحسيني التدخل واستدعى القنصل الالماني في القدس ثم اوفد مساعده يونس يجري (المعلق في اذاعة الشرق) ثم موفدا اخر ولكن كل تلك الوفود لم تنجح فقرر التدخل شخصيا وحين عمل غوبلز وزير الاعلام النازي الالماني على وقف هجرة اليهود الى فلسطين اثر اغتيال الملحق الثقافي الالماني في باريس على يد يهودي ليعاقب بذلك اليهود وحركتهم الصهيونية قام هتلر بازاحة غوبلز عن مسؤوليته عن المسألة اليهودية وتعيين غورينغ لتعود الهجرة للتدفق وبالتالي حسم هتلر الامر لصالح الهجرة وباتفاق مع قادة الحركة الصهيونية في المانيا وذلك في 24/1/1939 وامر بانشاء (الادارة المركزية للهجرة)..
ورغم ان الانجليز الذين كانوا يسيطرون على فلسطين حاولوا وقف الهجرة الى فلسطين اثر الإضطرابات والإحتجاجات الفلسطينية القوية.. لكن الهجرة من ألمانيا تواصلت بشكل سري بفضل تعاون الأجهزة السرية لمنظمة الهاغانا اليهودية مع الأجهزة النازية وكان التنسيق بين اليهودي الياهو كولمب وبين مكتب الهجرة (اليابث) عام 1937. وفي صيف عام 1939 منع عميل الموساد بينو جينسبورغ الذي وصل إلى ألمانيا مع عميلين آخرين كل التسهيلات من النازيين لترحيل المزيد من اليهود إلى فلسطين بحرا من مينائي هامبورغ وأيمدن. وكانت الخطة لترحيل (10) آلاف يهودي وذلك قبل إندلاع الحرب عام 1939 ويقول عميل الموساد كانت مكاتبنا جوار مكاتب الغستابو وبعد الحرب إستانف النازيون والصهاينة عام 1941 التعاون بشكل أوسع عبرت عنه الوثيقة المسماه (أنقرة) وكانت هناك معاهد سرية مابين عصابة شتيرن والرايخ الثالث).. بعد أن عرضت منظمة شيرن التي كان يقودها فيما بعد إسحق شامير التعاون مع النازيين وخدمتهم في القتال ضد الإنجليز في فلسطين.. وكانت ثمرة ذلك نسف فندق الملك داوود في القدس على يد الإرهابي مناحيم بيغن على رأس مجموعة كبيرة من الضباط الإنجليز وغيرهم.. ولذلك إلتقى أحد أكبر قادة منظمة شيترن وهو (نفتاسكي) مسؤولا ألمانيا كبيرا في بيروت هو (باوتو فول هينكنغ ) مسؤول الشرق الأوسط في الخارجية الألمانية لإنشاء جبهة موحدة ضد الإنجليز في فلسطين وقد لخصت إتفاقية أنقرة العلاقة على النحو التالي (وحدة المصالح بين أهداف النظام الأوروبي الجديد الألماني والتطلعات القومية للشعب اليهودي عبر مساهمة الحركة اليهودية في الحرب إلى جانب الرايخ لقد كانت الرؤية الألمانية النازية التي تقوم على العرق والدم تتطابق مع الرؤية الصهيونية التي تقوم على عدم الإندماج وعلى إعتبار الدين قومية وعرقا ودما في الحالة اليهودية ولذا سمح لليهود برفع علم خاص لهم حين رفع الرايخ أعلامه وقد منعوا من رفع علمه وهذا ما رأى فيه قادة الصهيونية ما يمكنهم من ان يستفيدوا من النهج النازي في تكريس خصوصيتهم العرقية أعود بعد هذه الإطالة أن أفعال إسرائيل الآن والى حماقة ليبرمان الذي يستولي على كرم المفتي بحجة لقاء المفتي مع هتلر.. قافزا عن كل الإتصالات والعلاقات واللقاءات بين زعماء الصهيونية وهتلر ومكتفيا بالتجارة بدم اليهود الابرياء الذين ذبحتهم النازية لصالح الصهيونية وخططها التي مازال ينفذها ليبرمان وحكومته الآن !!!