لغز الأيام السبعة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

لغز الأيام السبعة .... بقلم / علم الدين السخاوى - عضو مجلس الشعب

الأستاذ علم الدين السخاوي

لقد كان لموقف السيد وزير التعليم والذى أصّر فيه على بدء العام الدراسى فى موعده المقرر سلفا وهو 20/9/2008 خلافا لرغبة جموع غفيرة من الشعب المصرى ( إن لم يكن كل الشعب تقريبا ) بتأجيل البداية لما بعد أجازة عيد الفطر المبارك سيما وان المتبقى بعد العطلات الرسمية هو سبعة أيام فقط ، كان لموقفه هذا حيرة كبيرة فى نفسى زادت هذه الحيرة حينما استمعت الى تصريحاته والتى قال فيها أن تأجيل بدء العام الدراسى عن موعده ( يسىّء للإسلام ) كدين وعجبت أن السيد الوزير ظن أن رغبة الناس فى تأجيل بدء العام الدراسى رغبة فى الكسل وعدم الاستيقاظ مبكرا فى رمضان ولأن سيادته لا يعانى من ( كسل الجيوب ) مثل باقى الناس ولم ينتبه أن الناس قد اجتمعت عليها ثلاث مناسبات فى آن واحد وهى بدء شهر رمضان وبدء العام الدراسى وعيد الفطر المبارك وكلها مناسبات فى العرف العام المصرى تحتاج لأموال ونفقات خاصة ،ولا أخفى سرا حينما أقول أن هذا الطرح (الخوف على صورة الاسلام ) لم يكن مقنعا لى بحال وأعتقد أن كُثرا غيرى كذلك ، فلم أرغب فى أن أترك نفسى على حيرتها فقلت لنفسى ما المشكلة فى أن يكون السيد الوزير وكبار المسئولين فى وزارته يريدون أن يعطونا درسا فى الانضباط واحترام المواعيد وما تم التخطيط له سلفا وعلى مدار سنوات وعبر متخصصين أصحاب خبرات ، وحينها أكبرت الوزارة ومسئوليها فى نفسى وتناسيت الأمر،ولكن عاودتنى حيرتى وبشكل أكثر مرارة وأنا استمع لشكاوى العديد من المواطنين والتى لا تنتهى مما هو كائن بمدارسنا :

  • الجميع يقول أن الكتب الدراسية الخاصة بالمناهج الجديده لم تصل للمدارس بعد مرور شهر كامل على بداية الدراسة وعلى الرغم من أن هذه المناهج موجوده فى الكتب الخارجية قبل بداية الدراسة ما اضطر الجميع لشراء الكتب الخارجية مدرسين وطلابا بل ويستخدم بشكل علنى فى الفصول من الطرفين .
  • أب يقول ابنتى فى الصف الرابع الابتدائى درست فى مادة العلوم( من خصائص الكائن الحى ، أهمية الغذاء ، كيف ينمو النبات ) على مدار شهر كامل واذا بنا نفاجأ أن البنت تقول لنا ( مش غيروا مادة العلوم ) وإذا بالكتاب المقرر يصل بسلامة الله لأرض المدرسة ولا يوجد به أى شىء مما تم تدريسه لمدة شهر حيث يبدأ بدرس عن المادة ثم العنصر !!
  • آخر يقول أن المناهج الدراسية صارت بالغة الصعوبة وانه لم يعد يستطيع لا هو ولا زوجته شرح ما بها للأولاد لأنه ضد الدروس الخصوصية ولكن فى ظل ضعف التدريس أو انعدامه تقريبا فى المدارس بل يصل الأمر لما هو أبعد بكثير حيث تخلو المدارس من الطلاب نهائيا بعد أيام من بداية الدراسة ( اذهبوا ان شئتم لزيارة أيا من المدارس الثانوية ) فلا حل أمامه سوى الدروس الخصوصية وسألنى الرجل سؤالا لم أستطع الاجابة عليه فقال : هل يعنى تطوير التعليم تصعيّب المناهج ؟؟!!


أما لو استمعت للعاملين بالمدارس على اختلاف اشكالها تسمع العجب العجاب :

  • فرد يقول أنا أخصائى مكتبات اعدادى فوجئت مع بداية الدراسة أننى مطلوب منى أن أدرّس مادة اسمها التربية المكتبية وأن أقوم بعمل سجل أعمال السنه للطلاب وأنا لا يوجد معى منهج للماده ولم أحصل يوما على تدريب من أى شكل للتعامل مع سجلات درجات أعمال السنه فضلا عن التدريس كمهنه حيث دورى الفنى التخصصى .
  • آخر يقول أنا مدرس لمادة الصيانة والترميمات تم إلغاء المادة على طلاب الصف الأول الاعدادى أى بعد عامين لن يكون هناك وجود للماده بشكل كامل ولا أدرى ما يفعلونه بى بعد عامين.
  • وثالث يقول أنا مدرس ميكانيكا فى الثانوى الصناعى أسندت لى مع بداية الدراسة مادة الحاسب الآلى وأنا لا أعرف أصلا كيف يعمل الحاسب الآلى.
  • أمين توريدات يقول ذهبت للإدارة التعليمية لاستلام الكتب وبعد أن نقلتها للمدرسة وشرعت فى توزيعها على الطلاب جاء الأمر لى بضرورة جمع الكتب مرة ثانية من طلاب الصف الأول وتسليمها مرة ثانية للإدارة التعليمية حيث أن المناهج تم تغييرها والكتب التى بحوزتنا تخص المنهج السابق الملغى .
  • استمعت لأكثر من ذلك بكثير وما ذكرته على سبيل المثال فقط ، حينها عاودتنى حيرتى إنْ كان كل ذلك قائم فى مدارسنا فلا يمكن أن يكون تفسيرى لموقف السيد الوزير وكبار المسئولين فى الوزارة على النحو الصحيح وتساءلت مرة ثانية ما هو لغز الأيام السبعة إذن ؟؟!!


المصدر : نافذة مصر