لست متفائلاً بالحوار الوطني وهناك مؤشرات غير مبشرة
لست متفائلاً بالحوار الوطني وهناك مؤشرات غير مبشرة
طاهر النونو - المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية
بدأت الفصائل الفلسطينية الثلاثاء أولى جلسات اللجان الخمس التي أسفر عنها لقاء الفصائل المُجمع في القاهرة نهاية الشهر الماضي، وهي الاجتماعات التي ستحدد شكل الخريطة الفلسطينية في المرحلة المقبلة، كما أنها اجتماعات ينظر لها المراقبون بعيون مختلفة فمنهم من يتمنى لها النجاح لإنهاء الانقسام الفلسطيني، وآخرون يريدون لها الفشل للحفاظ على مكاسبهم في ظل الانقسام، وفئة ثالثة ترى في الانقسام فرصةً جيدةً لن تتكرر ليظل الاحتلال الصهيوني هو صاحب الكلمة في مجريات الأحداث على أرض فلسطين المحتلة.
وقد استبق الاجتماعات قيام رئيس الوزراء في حكومة السلطة سلام فياض بتقديم استقالته التي تلقاها الشارع الفلسطيني بتحفظ وترقب في الوقت نفسه.
وحول هذه الاجتماعات وما يمكن أن تسفر عنه، وتأثير استقالة فياض على مجريات الأحداث كان (لموقع إخوان أون لاين .نت )هذا الحديث مع طاهر النونو المتحدث باسم حكومة الوحدة الفلسطينية في قطاع غزة وأحد قادة حماس، الذين شاركوا في حوارات تصفية الأجواء مع حركة فتح:
- كيف تنظرون إلى استقالة حكومة فياض وهل تعبرونها خطوةً في اتجاه دعم جهود الحوار في القاهرة؟
- أولاً استقالة "حكومة سلام فياض" ليس لها علاقة بالحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة؛ وهي تأتي في سياقات مختلفة لا نظن أن لها أي علاقة بالحوار الفلسطيني والمصالحة الوطنية؛ لأن وجود حكومته بالأساس شكّل عقبة في طريق المصالحة وكرّس حالة الانقسام الداخلي، وموقفنا واضح من هذه "الحكومة المتنفذة في الضفة الغربية فهي حكومة غير شرعية، وتمارس عملها بشكل مخالف للقانون ومعاكس لإرادة الجمهور الفلسطيني الذي صوّت بأغلبيته لبرنامج التغيير والإصلاح الذي تمارسه الحكومة الشرعية برئاسة الأستاذ إسماعيل هنية".
- ولكن بعض المراقبين قالوا إن هذه الخطوة تهدف لإحراج حكومة غزة وإجبارها على القيام بنفس الخطوة، ما تعليقكم؟
- بالعكس، نحن ندعو في هذا الإطار إلى إعادة الأمور إلى نصابها وتمكين حكومتنا الشرعية من ممارسة دورها بالكامل في الضفة والقطاع حسب القانون إلى حين انتهاء الحوار الوطني في القاهرة، وتشكيل حكومة جديدة تضطلع بالمهام الموكلة إليها، نحن الحكومة الفلسطينية تحمَّلنَا المسئولية القانونية والأخلاقية تجاه المواطنين الفلسطينيين، وبسعينا الدءوب من أجل إنهاء حالة الانقسام والتوصل لاتفاق شامل حول قضايا الخلاف وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني المتصاعد.
- تبدأ في القاهرة أعمال اللجان الخمس لعودة المصالحة الفلسطينية، فهل يمكن أن نقول إن المصالحة باتت قاب قوسين أو أدنى؟
- بالتأكيد لم نذهب للقاهرة من أجل هرطقات إعلامية، نحن رفضنا في المرة الأولى الذهاب لأننا لا نريد الذهاب لحوار من أجل الحوار، هذه المرة نحن ذاهبون بنية صادقة لإنهاء الانقسام وتحقيق مصالحة فلسطينية حقيقية على قاعدة دعم برنامج الصمود والمقاومة وتمكين الجبهة الفلسطينية الداخلية في مواجهة البرنامج الصهيوني في المنطقة وللحفاظ على حقوق شعبنا.
- لكن هناك من يشكك في نية الأطراف المختلفة وخاصة حركة فتح؟
- نحن لا نحاكم النوايا، ونحاكم الوقائع على الأرض، إذا كانت هذه الأطراف جادة سنلمس ذلك في الحوار، ولكن للأسف هناك بعض المؤشرات السلبية التي ظهرت من بعض الأطراف خاصة التصريحات حول حكومة تتوافق مع برنامج منظمة التحرير أو تقبل بحل الدولتين، وهي مؤشرات غير مبشرة لكن نحن سنبذل كل جهودنا لإنجاح الحوار.
- لقد كنت عضوًا في وفد حماس الذي التقى بحركة فتح فكيف كانت أجواء اللقاءات وهل تم التطرق للنقاط الشائكة بين الطرفين؟
- حتى الآن لم يبدأ الحديث عن النقاط الشائكة، ما جرى عدة لقاءات ثنائية مكثفة تم فيها البحث بتهيئة الأوضاع والأجواء من أجل بدء الحوار، والعمل على تشكيل اللجان وتحديد مهامها وصلاحياتها، ووضع سقف زمني لإنهاء عمل هذه اللجان، والظهور بورقة مصالحة كاملة ومتزامنة يتم تطبيقها على أساس رزمة واحدة وحسب أولويات التنفيذ.
- لماذا القاهرة هي التي تحتضن هذه اللجان؟
- تم تحديد القاهرة حتى يتسنى للجان الداعمة من الدول العربية المتابعة والتنسيق بين هذه اللجان المختلفة، ونأمل أن تنهي عملها في الفترة المطلوبة؟
- بخصوص ملف منظمة التحرير، ما هو المطروح لإعادة إصلاحها وصياغتها من جديد والدخول في إطارها؟
- نحن نريد إعادة بناء أمرين ومناقشة ملفين أساسيين في هذا الجانب، أولاً الملف السياسي للمنظمة خاصة بعد إلغاء بنود الميثاق الوطني، وثانيًا إعادة تشكيل مؤسسات وهيئات المنظمة وفق أسس ديمقراطية تسمح بمشاركة الجميع.
- تقصد أن قضية الاعتراف بالكيان الصهيوني مثارة أيضًا في الحوار الجاري؟
- بالطبع، نحن من واجبنا موقفنا واضح، لا مجال لدينا للاعتراف بالاحتلال الصهيوني على شبر من أرضنا الفلسطينية، هذا موقف أخلاقي وغير قابل للتفاوض.
- فيما يتعلق بملف الحكومة، ما هو تصوركم لشكل الحكومة التي يمكن تشكيلها وفي ظل كلام يتردد بعدم تسلمكم أي حقيبة؟
- نحن نتمسك بحكومة توافق تعكس نتائج الانتخابات وتعكس رغبة المواطن الفلسطيني، بأن من يحكمه أشخاص مؤهلون وأكفاء قادرون على تحمل المسئولية والأعباء الملقاة عليهم في هذه المرحلة الحساسة، أما بخصوص إبعادنا عن استلام أي حقيبة فهذا أمر مرفوض ولم نسمع به من الطرف المصري ولم يطرح علينا.
- لكن أبو مازن قال إن أي حكومة وفاق يجب أن تعترف بالكيان الصهيوني وحل الدولتين، ما تعليقكم، وهل هذه القضية مطروحة على طاولة الحوار؟
- لا نعول كثيرًا على تصريحات عباس في وسائل الإعلام لأنه كثيرًا ما يتراجع، ما يقوله في وسائل الإعلام شأنه الخاص، لكن ما يهمنا ما يقال على طاولة الحوار ونحن موقفنا واضح (حكومة تعكس نتائج الانتخابات).
- يعني هل من الممكن رفض تشكيل أي حكومة من هذا القبيل؟
- نحن فيما يتعلق بالدولتين، نحن نقبل بالمرحلية ودولة فلسطينية في حدود 67، ولكن دون الاعتراف بالاحتلال الصهيوني في أي شبر من أرضنا.
ضغوط مصرية
- هناك حديث عن ضغوط مصرية تعرضت لها حماس خلال مفاوضات التهدئة ويقال بأن الحركة عندما شعرت بضعف موقفها دفعت بالدكتور الزهار ومن ثم موسى أبو مرزوق ؟
- هذا غير صحيح بالمطلق؛ لأن أي وفد يذهب للحوار هو وفد مخول له صلاحيات وما يتوصل إليه من اتفاقات يلزم الحركة، ومسألة خروج الزهار كانت مرتبطة بالواقع الأمني، فعندما خرج الوفد الأول كانت الدبابات تحيط بمدينة غزة وبالتالي كان الوفد خاليًّا من أي شخصيات من غزة، وفي المرة الثانية تمكن من الخروج بعد انسحاب الدبابات، والأشخاص الموجودون لهم احترامهم وما يتوصلون إليهم من اتفاقات هي ملزمة للحركة، والحركة جسم واحد، وقد كان هناك نقاش مع الجانب المصري وبحث لمختلف الآراء والرؤى، وبالتالي لا أحد يستطيع أن يضغط علينا لأننا لسنا في محور ضد أي محور آخر.
- يقال بأن تقديم المصالحة قبل التهدئة كان أمرًا مخططًا له بهدف إعادة الرئيس عباس لغزة وسحب البساط من تحت أقدام حماس فيما يتعلق بملفي التهدئة وشاليط؟
- كان الترتيب كالتالي، التهدئة ومن ثم المصالحة وإعادة الإعمار والمصالحة العربية- العربية، نحن تجاوبنا مع الجهود المصرية بخصوص التهدئة، وتوصلنا لاتفاق مكتوب وتمت صياغة كل بنوده حتى اللحظة الأخيرة التي تراجع فيها الكيان وبالتالي نحن فعلنا ما تحتمه علينا مسئولياتنا تجاه شعبنا في هذه المرحلة، أما فيما يتعلق بالمصالحة فهي غير مرتبطة بالتهدئة لأننا جاهزون للحوار منذ أحداث يونيو 2007 م، ولم يكن في ذلك الوقت هناك تهدئة، كما أن المصالحة علاقات فلسطينية داخلية لا علاقة لها بالتهدئة أو شاليط، ومن يظن أنه عبر الحوار يحقق هدفه بالعودة لغزة من غير مصالحة فهو واهم، نحن قلنا إن الحوار من أجل مصالحة فلسطينية وليس من أجل عودة طرف إلى هنا أو هناك.
- هناك من يستغرب كيف أن أطرافًا كانت ترفض الحوار طيلة عامين أصبحت متمسكة به وبشدة؟
- لأن هناك من راهن على سقوط الحكومة عبر الحصار وانفضاض الشعب من حولها عبر الفوضى والفلتان الأمني، ومن ثم راهن على الحرب لإسقاط الحكومة والحركة، وهناك من راهن على العودة عبر صندوق المعونات والمساعدات وكل هذه المحاولات فشلت بل بالعكس الحكومة والحركة تجذرتا في الشعب وشعبيتهما وصلت إلى مراحل كبيرة وبالتالي لم يبق أمامهم إلا خيار واحد هو "الحوار".
- ولكن هناك تساؤلات إبان الحرب الأخيرة كشفت عدم قدرة حماس على إدارة الملف الفلسطيني وحدها ولذلك وافقت على الحوار دون الإفراج عن معتقليها من سجون أجهزة عباس؟
- كان المطلوب من حماس أن ترفع الراية البيضاء والاستسلام للحصار والحرب والتنازل عن حقوق شعبنا الفلسطيني مقابل لا شيء، كما كان المطلوب أن تحدث فوضى ومجاعة في غزة، وهم كانوا يراهنون أن تفشل الحكومة في الوضع الإداري وحدث العكس حيث أثبتت الحكومة نظافة اليد وقدرتها على إدارة جميع الملفات، أما بخصوص المعتقلين السياسيين، فإن موقفنا واضح، ولن يتم التوقيع على أي اتفاق أو مصالحة ما لم يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، ولن نتراجع عن هذا الموقف أو نتخلى عن أي معتقل سياسي، وكنا دائمًا نفرق بين الحوار والاتفاق، في البداية كان المطلوب منا والأمناء العامون التوقيع على الاتفاق ومن ثمَّ الشروع في الحوار، في هذه المرة تم وضع الأمور في نصابها حيث بدأنا الحوار ومن ثم التوقيع وبالتالي عندما تغيرت الصورة وافقنا على الحوار.
شاليط
- ما هي آخر المستجدات في ملفي التهدئة وشاليط؟
- ليس هناك أي جديد أو تقدم، ما حدث أن الاحتلال تراجع في اللحظات الأخيرة وتحديدًا يوم الإعلان، وموقفنا ثابت أنه لا ربط بين الملفين ولا تراجع عن موقفنا الثابت فيما يتعلق بالتهدئة وهو رفع الحصار وفتح جميع المعابر، ووقف العدوان
المصدر:فلسطين الأن