لبنان وقميص عثمان
بقلم: أ. سالم الفلاحات
من رحمة الله على هذه الأمة أنَّ لها تاريخًا طويلاً وحضارةً عميقةً متأصلةً تناوبت عليها صنوف الدهر وأحداثه حتى جعلت المستقبل صفحةً مفتوحةً، فقد لا تعرض مشكلة تستحق الذكر إلا ولها مثال سابق وصورة مشابهة جرَّبت فيه الأمة كل الوسائل، واطَّلعت على النتائج.
فقميص اليوم "قميص الحريري"- رحمه الله- قميص رجل غطَّى لبنان وملأ دنيا الناس فيه، وأسهم في حل مشكلة مستعصية عصفت بلبنان سنوات طوالاً، وقبله كان في تاريخنا قميص الخليفة الراشد الزاهد العابد الثري الكريم ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه.. فكان مقتله فاجعة وباب فتنة لم يغلق بعد في العالم الإسلامي علمًا بأنه قد مضى على هذا الحديث أربعة عشر قرنًا.
صحيح أنَّ القميص الجديد ليس بحجم ذلك القميص، ولكنها فتنة ومحنة- إنْ لم يتداركها العقلاء- تريد للبنان الشرَّ والدمار.
فتنة يمكن أن تخلط الأوراق من جديد المستفيد منها أولاً العدو اليهودي ثم الأمريكي إن كان بينهما فرق يُذكر.
ماذا يريد الكيان الصهيوني من وراء هذه الفتنة:
1- الاستفراد بلبنان ليبقى وحده لقمة سائغة لأطماع شارون.
2- الاستفراد بحزب الله اللبناني؛ حيث يُشكِّل شوكةً في حلقِ شارون.
3- تفتيت لبنان تحت حجة الإصلاح والديمقراطية التي إن نجحت ونمت وكبرت ستكون صورة مشوهة.
4- إحكام القبضة على العراق وتوظيفها لحماية العدوان الأمريكي عليه وعلى شعبه.
5- صرف الأنظار عن الفشل الذريع الذي مُنيت به أمريكا في العراق.
6- إرسال رسالة دموية لجميع الأنظمة العربية للضغط عليها للمسارعة في تطبيع العلاقات معها رغم ما تقوم به من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.
7- فتح باب واسع لتعميق الهوة بين الشعوب والحكام، وتأصيل هذا المنهج، كما في العراق و السودان و أفغانستان و" لبنان اليوم"، والحبل على الجرار إن لم توأد الفتنة ويفكر الناس جميعًا بعقولهم لا بعقول أعدائهم.
إنَّ قتلَ الرئيس الحريري- رحمه الله- وقتل أي مواطن بريء بسبب خلاف في الرأي جريمة كبرى تستحق هذا التجاوب اللبناني والعربي، لكن على اللبنانيين والعرب الحذر من تجار الحروب وتجار الفتن الذين لا يعيشون إلا في أجواء الخلافات والمآسي لاستغلال ظروف الناس العاطفية التي تُصاب بالصدمة لأول وهلة، وعندها يمكن للمحترفين الخبراء في الشر من توجيه عامة الشعب إلى ما يريدون وإلا فلا يمكن تفسير هذه المسارعة الأمريكية والصهيونية ومسارعة بعض اللبنانيين باتهام سوريا بهذه الجريمة قبل التحري ومعرفة الفاعلين ثم لا تخفى هذه "الفبركة" والتمثيل لتضليل الناس عن الفاعل الحقيقي الذي لا يترك لجريمته آثارًا تدل عليها أو نقاط ضعف تُفشلها.
إنَّ الشعب اللبناني بأكمله مَن يقف في صف المعارضة أو صف الحكومة أو بعض مَن لا يعنيهم الأمر ينتظرون جلاء المعركة ليقفوا مع الغالب، يجب أن يدركوا جميعًا أن الخاسر الأكبر من رفع "قميص عثمان" بحجة الإصلاح والديمقراطية هو لبنان أولاً وليس سوريا فقط، وإن كان أي جرح أو إيذاء أو نيل من أي قطر من أقطارنا تنعكس آثاره السلبية على الأمة بأكملها.
إنَّ الأحداث الكبيرة والمؤلمة تحتاج لعقول راجحة ومواقف حكيمة فمن حق لبنان على أبنائه ومن حقه على العرب كافة أن يقفوا معه في محنته، والذين مدوا أيديهم لإنقاذه في محنته الأولى بعد الحرب التي دمرته قادرين على إعانته لتجاوز محنته وإلا سنؤكل جميعًا والمختلف فقط هو طريقة الأكل فقط ومزاج الآكلين وسنندم وعندها لات ساعة مندم.
قميص عثمان الطاهر رفعه ربما من أسال دمه الطاهر وقتله وهو يقرأ في المصحف، ولم يطوَ ملفه بعد، وكثيرة هي القمصان المزورة التي يختفي وراءها القتلة من أجل الفتنة.. أسأل الله أن يحفظ لبنان وسائر بلاد العرب والمسلمين.
المصدر
- مقال:لبنان وقميص عثمانإخوان أون لاين
Locally Advanced Breast Cancer..., http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/smart-barleans-organic-oils-extra-virgin-coconut-oil-16-ounce-jar-price/210931995653191?ref=nf Barlean's Organic Oils Extra Virgin Coconut Oil, 16-Ounce Jar, 859618, http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/today-chia-seeds-3-pound-chemical-free-coupon/210929392320118?ref=nf Chia Seeds 3 Pound (Chemical Free), ukaoxn,