لا تفسدوا شعوبكم

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
لا تفسدوا شعوبكم
سالم الفلاحات.jpg

بقلم: أ. سالم الفلاحات

لا تفسدوها فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

لا تفسدوها فالإفساد صَنعة بني "إسرائيل" مع غيرهم من الشعوب، فهكذا قال الله عنهم ﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ﴾ (الإسراء: من الآية 4).

لا تفسدوها فالمطلوب منكم إصلاح ما أفسد الناس لأنكم مسئولون أمام الله ثم شعوبكم.

لا تفسدوها فالفساد مصطلح مؤذٍ خبيث ممقوت يزكم الأنوف.

ولأن الفاسد يبقى يحفظ الشكل نفسه ولكن محتواه لا يفيد إلا البكتيريا وشرار الدواب تقتات عليها فتنهار الأمة وتظن أنها عامرة، والله يحذركم قائلاً: ﴿وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ﴾ (الأعراف:56).

وقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم محذرًا: "ألا وفساد ذات البين، فإنها الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين".

فالإفساد أنواع كما أن ألوان الفساد كثيرة وإن كانت كلها ممقوتة قاتلة حالقة لا يقبلها طبع سليم إلا أن بعضها أعظم من بعض وأكثر خطرًا.

ولقد وجد أعداؤنا أن أقرب طريق للسيطرة على مستقبلنا وحاضرنا قبله إفساد أخلاق شبابنا وشاباتنا بالرذيلة والمتع الجسدية الفانية؛ ليبقى الناس في غفلة يعمهون، يظنون أن الدنيا كلها هي هذه المتع إن توفرت.. فتخسر الأمة طاقات شبابها وتكون غثائية لا معنى لها.

لكنني لا أتحدث عن هذا النوع من الإفساد والفساد، ولكن أقصد ما عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف "إذا ابتغى الأمير الريبة في الناس أفسدَهم"، وهو ما فصله ابن خلدون في مقدمته حيث يقول: "إن الحاكم إذا كان باطشًا بالعقوبات، مُنقبًا عن عورات الناس وتعديد ذنوبهم؛ شملهم الخوف والذل، ولاذوا منه بالمكر والكذب والخديعة، فتخلقوا بها وفسدت بصائرهم وأخلاقهم، وربما خذلوه في مواطن الحروب والمدافعات؛ ففسدت الحماية لفساد النيات فتفسد الدولة ويخرب السياج".

ما أعظم ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلمات قليلة، وهو الخبير بإدارة النفوس والقلوب والنجاح في كسبها، وهكذا بالثقة والحرية المسئولة والمودة وبراءة الذمة يصبح كل فرد في المجتمع مسؤولاً عن بنائه ونهضته والدفاع عنه وعن سلطانه عندما يتهدده الخطر الخارجي، وبخلاف ذلك من الريبة والاتهام والتشكيك بالرأي الآخر ما يورث الإقصاء والحرمان والظلم والشعور بالغبن ستكون الحالقة، بل الفساد كما عبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث "أفسدَهم" فيُفسد الناس ويبطل فعلهم وأثرهم وانتماءهم وإبداعهم وانطلاقهم، ويُفسد علاقتهم ببعضهم؛ حيث سيلاحظون تقريب الضعفاء بسبب موالاتهم وعصبيتهم وإبعاد الأقوياء النافعين المخلصين؛ لا لشيء إلا لأنهم لا يعرفون النفاق والمساومة على المصلحة العامة وحقوق الوطن والأمة.

ويفسدهم ويبطل فعلهم ويقتل طاقتهم وغيرتهم حتى على أوطانهم -إلا ما رحم ربك- فيخذلون أوطانهم حتى في الحروب والمدافعات فتفسد الحماية ويخرب السياج كما يقول ابن خلدون، وما جرى في آخر نكبات الأمة دليل واضح.

ويعظم الأمر ويتعاظم الإفساد إذا كانت الشخصيات المتهمة والمستراب منها من المشهود لها بالأمانة والمواطنة وبُعد النظر وصدق الانتماء والوسطية والاعتدال في الحق والبعد عن التسرع، فالأستاذ جميل أبو بكر النائب الأول لأمين عام جبهة العمل الإسلامي من هؤلاء، والأستاذ علي حتر كذلك، والأستاذ أحمد يوسف.

هذه المجموعة التي يربطها حب الوطن والغيرة عليه وعدم السكوت على ما يؤذيه؛ لشعورهم بالخطر الداهم الذي يتهدده من الخارج والداخل يصبحون مادة للإعلام في الاعتقال بطريقةٍ لا تليق بهم ولا بمن هم على شاكلتهم، وجريمتهم الكلمة الصادقة المكشوفة التي قالوها في العلن وليس تحت الأرض، والتي لن تؤلم إلا من وضع نفسه في مساحة اللوم، ونقاشها وحوارها وتفنيدها ان كانت مخالفة للواقع وبالطريقة نفسها هو ما يبني وينفع وما سواه يُفسد ويهدم مع اعتبار النقص والخطأ وعدم الكمال وعدم العصمة لأحد.

إن الثمن الذي يدفعه هؤلاء ومن على نهجهم حتى وإن كان مؤلمًا فهو قليل، أما الخسارة الكبرى إن استمر هذا النهج في معالجة الكلمة والموقف فهي كبيرة ولكن على الوطن والأمة.

إن هذا النوع من الإفساد الذي عنيت التحذير منه أو إعادة التحذير فقط لهو أعظم من فساد الأخلاق الذي يمكن أن يتوب عنه صاحبه ويكون ضرره كبيرًا على صاحبه، وقد يعترف به، ويخجل منه، ويتوارى عن الناس عند فعله، أما هذا الإفساد فأعظم خطرًا؛ لأن صاحبه لا يعترف به، ويكابر ويجادل ويرعد ويزبد ويزيد الاتهام اتهامًا، هذا هو حاله ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ (البقرة: 11)، بل ويتهم الآخرين بالفساد.

وقانا الله وإياكم من الفساد والمفسدين وطوبى للذين يصلحون ما أفسد الناس.

المصدر

Locally Advanced Breast Cancer..., http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/smart-barleans-organic-oils-extra-virgin-coconut-oil-16-ounce-jar-price/210931995653191?ref=nf Barlean's Organic Oils Extra Virgin Coconut Oil, 16-Ounce Jar, 859618, http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/today-chia-seeds-3-pound-chemical-free-coupon/210929392320118?ref=nf Chia Seeds 3 Pound (Chemical Free), ukaoxn,