لا تجديد للتهدئة .. وولاية عباس منتهية
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
لا تجديد للتهدئة .. وولاية عباس منتهية
خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
- أكد الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن العدو الصهيوني هو من يتحمل عدم تجديد التهدئة لأنه لم يلتزم باستحقاقات التهدئة. وقال: "فنحن أردنا من التهدئة أن يتوقف العدوان على شعبنا، وإيقاف متبادل لإطلاق النار. وان يرفع الحصار عن غزة وتفتح المعابر".
وأضاف في حوار متلفز بث أمس الثلاثاء 23/12/2008 م، أجاب خلاله بإسهاب على أسئلة البرنامج التي تناولت عدداً من المفاصل الهامة لحركة المقاومة الوطنية الفلسطينية ولحصار غزة، " على صعيد النار هدأ منسوب النار، لكن العدوان الإسرائيلي خلف أكثر من 25 شهيدا وعشرات الجرحى وبعض محاولات التوغل. هذا فضلا عما فعله الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة".
وأوضح أن الفصائل أرادت من التهدئة انتهاء الحصار وفتح المعابر. "لكن لم يحصل هذا لذلك عملية السلوك الإسرائيلي والسلوك الدولي والإقليمي مع أهلنا في قطاع غزة ومع الساحة الفلسطينية عموما جعل الناس لا يشعرون بأي قيمة لهذه التهدئة"
- وفيما يلي الحوار:
- أعلنتم انتهاء التهدئة مع (إسرائيل)، فهل تحضرون لمبادرة جديدة أم أن صواريخ القسام هو خياركم الأخير، وهل تخشون من أن توقيت انتهاء التهدئة قد يخدم خصومكم خصوصا وانه قد يقال بأنكم تلعبون بورقة نتنياهو أي تدفعون بالناخب الإسرائيلي إلى المرشح الأشد تطرفا؟
- خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: هنا تطرح 3 مسائل. أولا من الذي أوقف التهدئة وخرج منها؟ التهدئة انتهت رسميا بانتهاء المدة المتفق عليها. فلا احد يعتبر المسؤول عن الخروج من هذه التهدئة. التهدئة عبر الوساطة المصرية قررت أن تكون لمدة 6 أشهر من 19 يونيو/حزيران ولغاية 19 ديسمبر/كانون الأول.
- في الجمعة الماضية 19 ديسمبر إذن انتهت التهدئة في المدة المتفق عليها. فلا احد يحمل الآخر المسؤولية. وان وجدت مسؤولية فيتحملها العدو الصهيوني الذي لم يلتزم باستحقاقات التهدئة. فنحن أردنا من التهدئة أن يتوقف العدوان على شعبنا، وإيقاف متبادل لإطلاق النار. وان يرفع الحصار عن غزة وتفتح المعابر. فماذا جرى؟ على صعيد النار هدأ منسوب النار، لكن العدوان الإسرائيلي خلف أكثر من 25 شهيدا وعشرات الجرحى وبعض محاولات التوغل. هذا فضلا عما يفعله الاحتلال إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة. فقد استمر القتل والاغتيال والملاحقة. وكان هناك أن تعمل مصر على نقل التهدئة إلى الضفة فلم يحصل هذا أيضا. إذن على صعيد النار نعم هناك تراجع نسبي في مستوى النار. ::لكن لم يحصل وقف كامل للعدوان. وموضوع الضفة الغربية تجوهل تماما. أما على صعيد الحصار فبالعكس انه انتشر لدرجة أننا حين بدأنا التهدئة قبل 6 أشهر كان 94% من شعبنا الفلسطيني في غزة مع التهدئة. أما اليوم فانظروا إلى جميع الفضائيات ووكالات الأنباء. المزاج العام في قطاع غزة يقول أن هذه التهدئة لم نستفد منها . أردنا في التهدئة انتهاء الحصار وفتح المعابر. لكن لم يحصل هذا لذلك عملية السلوك الإسرائيلي والسلوك الدولي والإقليمي مع أهلنا في قطاع غزة ومع الساحة الفلسطينية عموما جعل الناس لا يشعرون بأي قيمة لهذه التهدئة. مع ذلك ونحن مع احترامنا لالتزاماتنا... نحن حركة محترمة... وكذلك فصائل المقاومة جميعها... التزمنا بالتهدئة. إذن هذه مسالة من الذي خرج من التهدئة. نحن نحمل العدو الصهيوني المسؤولية عن انتهاء التهدئة وعدم التفكير أصلا بتجديدها. هذا أولا . وثانيا ماذا سيجري بعد ذلك؟ الناس يتصورون بأننا في غزة والضفة وفلسطين نعيش في بحبوحة من العيش وكأننا نعيش في دولة مستقلة. نحن تحت الاحتلال. التهدئة كانت حالة استثنائية. الوضع الطبيعي هو استمرار المقاومة. نحن أمام مقاومة طبيعية ومشروعة وفق جميع الشرائع والقوانين الدولية، إذا هناك احتلال. إذن نحن كنا في تهدئة وفق اتفاق معين. والآن عدنا إلى برنامجنا الطبيعي. وهذه المقاومة ستستمر إلى أن ينتهي الاحتلال وينتهي العدوان. إن حركة حماس... والمقاومة... ليست دولة... وليست قوة عظمى... نحن قوى مقاومة... متواضعة الإمكانات، لكنها عظيمة الإرادة وتدافع عن قضية عادلة. نحن لم نعلن الحرب على احد... لكننا نمارس المقاومة ضد محتل وغاصب ... أما المسالة الثالثة فهي أن من يريد أن يتحدث معنا حول موضوع التهدئة عليه أن يراعي موضوع الحصار المفروض على شعبنا الفلسطيني ...هذا حصار ظالم... وشعبنا الفلسطيني يعاني اليوم ... أكثر 270 ضحية ماتوا بسبب الحصار ... لا كهرباء... المعابر مغلقة ... الدواء يتراجع ... المرضى لا يستطيعون الخروج والسفر من اجل العلاج. الطلبة والموظفون في قطاع غزة لا يستطيعون أداء مهامهم خارج القطاع، ولهذا اضطر الإنسانيون إلى أن يأتوا إلى هناك بواسطة القوارب. إذن فالحقيقة نحن أمام مأساة... وعلى العالم ألا ينظر إلى أن هناك تهدئة انتهت... بل أن يسأل نفسه هل استثمرت التهدئة استثمارا حقيقيا. لا احد يستفسر للأسف. العالم تفرج على شعبنا وهو يعاني خلال 6 شهور. لماذا لا نجد قرارا دوليا أو صوتا إقليميا يقول للشعب الفلسطيني: نعم، من حقك أن يرفع عنك الحصار. ويجب أن تفتح المعابر. العالم لا يهتم سوى بمصلحة الاحتلال الإسرائيلي.
- فيما يتعلق بقضية المعابر انتم تتهمون مصر بأنها هي السبب في تشديد الحصار بإغلاقها معبر رفح، وهي من جهتها تقول بان قضية المعابر هي بالتنسيق ضمن اتفاقات دولية مع (الكيان الصهيوني). وهناك من يقول انه لطالما حكومة إسماعيل هنية قائمة في غزة فلا يمكن رفع الحصار. انتم إلى من تنسبون بقاء الحصار حتى الآن؟
- العالم كله يعرف أن سبب الحصار هو إغلاق المعابر، 6 معابر بين غزة والاحتلال الإسرائيلي ومعبر بين غزة ومصر. نحن في التهدئة طالبنا بان تفتح جميع المعابر سواء مع الاحتلال الإسرائيلي أو مع مصر... للأسف بقيت المعابر. (إسرائيل) كانت تفتح المعابر أحيانا لكنها لم تدخل إلا كميات محددة (من السلع) خلافا للاتفاق الذي رعته مصر الشقيقة. معبر رفح لا شيء يلزم الأخوة في العالم العربي بإبقائه مغلقا... وأما الاتفاقية الدولية فإنها وضعت في نوفمبر 2005 وانتهت مدتها بعد سنة. جددت 6 أشهر وانتهت. من الناحية القانونية الزمنية إنها انتهت . ومصر لم تكن أصلا طرفا فيها. فلا تلزم مصر أو أية دولة عربية أخرى. لذلك أنا لا احمل المسؤولية إلى أي احد. على صعيد من يتحمل المسؤولية عن حصار غزة. إنه الاحتلال الإسرائيلي.. وأقول أن العرب وعلى رأسهم مصر يستطيعون كسر الحصار. مطلبنا الشرعي والأخوي والوطني والقومي والإنساني أن يبادر العرب إلى رفع الحصار. ::نعم هناك خطوات جيدة في إرسال سفن إلى غزة بدأت بالسفينة الليبية ولم يسمح لها بالدخول وتلتها سفينة قطرية... دعوت الزعماء والمسؤولين العرب إلى تكرار هذه السفن ليس لأنها ستنهي الحصار بل إنها تشارك برمزيتها في التضامن مع شعب فلسطين ولأنها مع تكرارها ستفرض إن شاء الله على جميع الأطراف المحاصرة لغزة كسر هذا الحصار. نحن نطالب العرب أن يكسروا الحصار ليس فقط عبر السفن بل عبر فتح المعابر.
- كيف ترون أفق الوضع الفلسطيني فيما بعد الانتخابات الإسرائيلية وخصوصا إذا ما وصل نتنياهو إلى سدة السلطة الإسرائيلية وخصوصا انه قال لصحيفة فرنسية انه لن يسمح ببقاء قطاع غزة قاعدة إيرانية في خاصرة (الكيان الصهيوني)؟
- يروق للبعض في الساحة الفلسطينية وكذلك العربية وللأسف أن يراهن على الانتخابات الإسرائيلية، وكأن هؤلاء أصدقاؤنا وحلفاؤنا وان حزب "كاديما" قد يكون فيه نفع لنا. لكن هذا من الناحية المبدئية مرفوض أصلا. ومن الناحية الواقعية والتجربة لقد ثبت انه غير مجد. إن الرهان على حزب العمل أو الليكود أو كاديما هي رهانات فاشلة. لقد جربنا حزب العمل، فقد قال رابين وبيريز مواعيد مقدسة. وحزب العمل وقع في اوسلو الاتفاق مع الطرف الفلسطيني وهو الذي افشل اوسلو وجمدها. ::الليكود راينا تجربته... عطلوا اتفاقيات عديدة... وقاموا بالتصعيد والعدوان في كل عصورهم . ::وكاديما وتجربة اولمرت مع السلطة الوطنية الفلسطينية خلال سنة أو أكثر من سنة من المفاوضات الحثيثة... سنة ونصف... وكانت هذه المفاوضات صفراً كبيراً لان الفجوة كبيرة بين الموقف الفلسطيني وبين اللاءات الإسرائيلية. فعلى أية أرضية يتفقون وعلى أية أرضية يتفاوضون... إذا كانت (الكيان الصهيوني) تضع فيتو على حق العودة وفيتو على القدس وفيتو على الحدود... فهم يريدون مبادلة الأراضي... وفيتو على إزالة المستوطنات.
- ماذا بقي للتسوية، إنهم يريدون في النهاية عمليا حكم ذاتي يسمى دولة تكون في النهاية بلا سيادة. وحتى الحدود مع الأردن يقول معظم القادة الإسرائيليين أنها يجب أن تكون حدود مباشرة مع الأردن. إذن أين هي الدولة التي تسيطر على المعابر. في الحقيقة هذا كلام لا معنى له، لذ نحن لا نراهن إن جاء الليكود أو نتنياهو. والفلسطينيون لهم تجربة مع نتنياهو الذي كان في وقت رئيسا للوزراء في الكيان الصهيوني . والشعب الفلسطيني جاهز للتعامل مع أي قيادة إسرائيلية، فلدينا رؤية. وبالنسبة للمفاوضين، لتكن لديهم رهاناتهم . واصلا مشروعهم فاشل والشعب الفلسطيني بقواه الحية والمقاومة لديه مشروع واضح، وإننا نريد التخلص من الاحتلال ونريد استعادة أرضنا وحقوقنا وقدسنا ، نريد سيادة على أرضنا وأن نعيش بحرية وحق تقرير المصير، وهذا هو مطلبنا الآن... وأي قيادة ستكون ، فنحن لا نبالي، فهذا شأن إسرائيلي داخلي ، العدو هو الجلاد والمحتل ويملك جميع أدوات الدمار ومع ذلك يعتبر غزة كيانا معاديا. ومن قال أن (الكيان الصهيوني) كيان صديق ،هذا يعطينا مأساة ،معنى ذلك أن السلطة في الضفة هي صديقة .. أي صداقة مع الاحتلال وأي صداقة مع العدوان.. من الطبيعي أن يكون الشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان الصهيوني فهما عدوان. لكن من الذي ابتدع العداوة أصلا... هي (الكيان الصهيوني) التي احتلت أرضنا واعتدت علينا ونحن لم نبادر أحدا بالعدوان لذلك فان التهمة فقط لتبرير العدوان على غزة . أما الاتهام بأنها قاعدة إيرانية فنحن ماذا نقول عن (الكيان الصهيوني) إنها قاعدة أمريكية. ليقدموا لنا دليلا واحدا أن لإيران شيئًا في غزة.
- هل يمكن القول اليوم بأن لقاء عباس- مشعل هو أحد المستحيلات العربية، وما الذي سيحدث بعد 9 يناير وألا تخشون من هذا الخلاف الجديد على شرعية أو لا شرعية السلطة الفلسطينية من أن تفتح الباب لحرب أهلية فلسطينية؟
- أولا ، نحن في أوضاعنا الداخلية يجب الا نحول الخلافات السياسية الى خلافات شخصية. للأسف بعض القيادات في السلطة تحديدا أخذت الأمر بمنحى شخصي ,اصبح خطابها متوترا ينحو الى الاتهامات والتجريح. وانا ترفعت عن ذلك ولن أجاري أي طرف سواء رئيس السلطة أو غيره في هذه المساجلات البعيدة عن المستوى اللائق بنا كقيادات وطنية وسياسية. انا لا يوجد لدي فيتو على لقاء أي واحد في الساحة الفلسطينية، ان هذه ضرورة وطنية ونحن أبناء شعب واحد ولابد من المصالحة الفلسطينية، فالانقسام شر كله، وهي حالة اضطرارية أجبرت عليها الساحة الفلسطينية بسبب التدخلات الإسرائيلية الأمريكية وبعض التدخلات الإقليمية ورفض فريق في الساحة الفلسطينية لنتائج الانتخابات قبل 3 أعوام واستعانوا بالأمريكان والإسرائيليين للانقلاب على نتائج الانتخابات. هذا سبب الانقسام ولا شيء آخر. ::وحماس لا تريد أن تأخذ غزة بعيداً عن الضفة . نحن شعب واحد وقضيتنا واحدة والسلطة واحدة والرئاسة واحدة وحكومة وفاق وطني واحدة واجندة امنية واحدة، نريد وحدة في الساحة الفلسطينية. ::اما فيما يتعلق باستحقاق 9 يناير القادم فانه للأسف اليوم انقلبت المعايير واصبح من يريد تطبيق القانون متهما بانه يصعد الفتنة ويقود إلى حرب أهلية. ان الانقسام الداخلي هو انقسام بسبب التدخل الخارجي .وعندما تطالب حماس والقوى الحية في الشعب الفلسطيني بتطبيق القانون، نحن اصبحنا منتقدين ونحن الذين نريد ان نؤزم الساحة الفلسطينية ! اما من يريد كسر القانون فالعالم يتفقون معه في الحقيقة. ان شعبنا يمقت النفاق وازدواجية المعايير، وأريد أن أوضح قصة الجدل القانوني. البعض يقول أن موقف حماس ليس قانونيا بل سياسيا .. بلا شك عندنا انقسام سياسي وعدنا خلاف سياسي لكن موضوع استحقاق 9 يناير ليس موضوعا سياسيا انه موضوع قانوني. الاخوة في السلطة يحتجون انه كان هناك قانون سنه المجلس التشريعي قبل استلام حماس لرئاسة المجلس التشريعي ودخول حماس فيه بعد الانتخابات.. فالقانون الذي أقره المجلس التشريعي ينص على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في وقت واحد ،علما ان القانون الاساسي للسلطة الوطنية ينص على ان فترة صلاحيات الرئيس 4 سنوات بدأت في يناير 2005 وتنتهي في يناير 2009. ان جميع فقهاء القانون والدستور يقولون ان القانون لايلغي الدستور اي القانون الاساسي. وحماس وقوى المقاومة تستند إلى القانون الاساسي ، ولم نكتبه نحن بل الاخوة في فتح عندما كانوا في رئاسة الحكومة والمجلس التشريعي، انهم سنوا القانون انفسهم.. اما الان فانهم يريدون مخالفته للأسف.. وهذا في الحقيقة نقد مرير من طرفنا لبعض الدول العربية... ففي اجتماع وزراء الخارجية العرب قبل اسابيع تدخلوا في الشئون الداخلية للشعب الفلطسيني. فهل تسمح اية دولة عربية بان تأتي جامعة الدول العربية أو مجلس وزراء الخارجية العرب للتدخل في شأن لهم!.. فكيف اذا كان هذا التدخل مخالفا للقانون، اي زعيم عربي يختلف مع شعبه او مع قانونه ودستوره.. يذهب إلى الجامعة العربية ليجلب غطاء للتمديد له!.. هذا غير معقول وغير منطقي أبدا.. وفي الحقيقة نحن لذلك لانقبل هذا التدخل.. بالمناسبة هذا التدخل يعمق الانقسام الفلسطيني ثم يضعف دوافع السلطة للمصالحة .. لان احد دوافعهم الاساسية للمصالحة كانت التمديد للرئاسة الفلسطينية... أما وقد مدد العرب للرئاسة الفلسطينية فلماذا نذهب للمصالحة!.. اي غطاء خارجي لأي زعيم بما فيها الساحة الفلسطينية لايغطي احدا خاصة حين يخالف القانون... لان هذا التمديد مثل الغربال مثل قطعة القماش المثقوبة ثقوبا عديدة لاتغطي أحدا...
- فيما يتعلق بمفاوضات السلام... مؤتمر انابوليس لم يستطع تطبيق اي من قراراته وكذلك خارطة الطريق. هل تعولون على مؤتمر موسكو للسلام الذي سيكون في ربيع 2009. وبرأيكم ما هي القوى التي يجب ان تمثل الوفد الفلسطيني الى هذا المؤتمر؟
- مؤتمر أنابوليس جاء في الوقت الضائع في محاولة للادارة الامريكية لملئ الفراغ في المنطقة بعد فشل مشروع الرئيس بوش في اقامة الدولة الفلسطينية خلال 5 سنوات... وهاهو جورج بوش يرحل عن الادارة وينتهي ويموت معه مشروعه... انابوليس هي محطة في ظروف معينة... انا لا اريد العودة إلى تحليلها وتقييمها.. انها جاءت فقط لاشغال المنطقة وكسب الوقت. والمشروع لم يكن جادا... وحتى اذا ما كان ذلك جديا لابد من الاتفاق على ارضية المفاوضات ،وهذه الارضية غير متفق عليها. ومعروف ان الظروف ليست في صالحنا والمفاوض الفلسطيني الذي يفاوض في ظل الانقسام وبدون أدوات القوة هو بالعكس يتآمر على أدوات القوة الفلسطينية ،يتآمر على المقاومة ورجال المقاومة وجميع الفصائل من حماس وفتح والجهاد وكل الفصائل في الضفة الغربية... هذا المفاوض الفلسطيني الذي ذهب إلى الهيجاء بغير سلاح وذهب إلى مفاوضات لا أساس لها .. لاسند.. لا أرضية سياسية واضحة وانما تعتمد في نهاية الأمر على الشطار الأكثر مهارة ... وعمليا من يملك أوراق القوة هو الذي سيفرض إرادته ... والاسرائيلي هو الذي يملك أوراق القوة للأسف والمفاوض الفلسطيني ذهب في ظل انقسام وبعيدا حتى عما اتفقنا عليه وطنيا في 2006 حين اتفقنا على وثيقة الميثاق الوطني التي نصت على مشروعنا المشترك- برنامج سياسي مشترك تقاطعت فيه البرامج الفلسطينية. المفاوض الفلسطيني لايلتزم بذلك. لهذا كثرت علامات الاستفهام.. هل ان المفاوض الفلسطيني يبحث موضوع حق العودة.. هل سمعتم من المفاوضين ورئيس السلطلة تصريحات في العلن .. هذا غير مايجري في الغرف المغلقة حول استخفاف الحديث عن حق العودة وان هذا امر لاتقبل به الكيان الصهيونيوهلم جرا... هناك كلام عن تبادل الاراضي... وهذه مسألة خطيرة، انها ليست 7% كما يقولون لانها تتضمن القدس وهي 10% وشريط غور الأردن وهي 22% فضلا عن الاراضي خلف الجدار.. أي انها تصل إلى أكثر من 40% .
- أما عن موضوع مؤتمر موسكو فانا اتمنى من القيادة الروسية التي نحترمها ونعترف بجرأتها.. والتواصل والعلاقات التي كانت ومازلت بيننا وبين القيادة الروسية والتي نحرص عليها... ان روسيا خاصة في ظل التبدلات والتعديلات في المعادلة الدولية التي لم تعد في صالح الولايات المتحدة بمفردها، بل نحن أقرب إلى تشكيل سياسة دولية قائمة على تعدد الاقطاب وروسيا أحد هذه الاقطاب... آمل من القيادة الروسية ان تطلق مبادرة مختلفة في مؤتمر موسكوالقادم للتعامل مع التسوية أو مع الصراع العربي الإسرائيلي.. لانه اذا سرنا على ذات المقدمات لن تتغير النتائج..
- رفضتم مقررات اوسلو وتختصمون مع السلطة في مفاوضاتها مع الكيان الصهيونيرغم انه بعد مبادرة الشيخ أحمد ياسين في العام 1998 تم الاعتراف باسرائيل والقبول بدولة فلسطينية على أراضي عام 67، وهذا في طبيعة الحال ما تسعى إليه السلطة او على الأقل كما تقول انتم . وايضا وقعتم اتفاق تهدئة مع الطرف الاسرائيلي بشكل غير مباشر عبر المفاوض المصري.. ما هو الخلاف بالضبط على موضوع مفاوضاتكم مع (الكيان الصهيوني)؟
- أولا، حتى لا يبنى الحوار على حيثيات خاطئة ، فحماس لم تعترف بـ(الكيان الصهيوني). نحن وافقنا على برنامج وطني مشترك بدولة فلسطينية على حدود عام 67... هناك اطراف فلسطينية وعربية يتضمن موقفها الاعتراف بـ(الكيان الصهيوني)، ونحن في حماس اعلنا مراراً ان موقفنا من الاعتراف بـ(الكيان الصهيوني) مختلف تماما.. نحن نقبل بوجود دولة في حدود عام 67 ، لكننا لا نعترف بـ(الكيان الصهيوني). نحن قلنا للمسؤولين وبعض الشخصيات الاوربية والامريكية في لقاءاتنا وآخرها عند زيارة الرئيس كارتر... نحن مطلبنا ان تكون لنا دولة في حدود عام 67 وعاصمتها القدس على الحدود كاملة بدون مبادلة الأراضي، وانجاز حق العودة.. بعد اقامة هذه الدولة ذات السيادة الكاملة الحقيقية... هي التي ستقرر كيف سننظر إلى اسرائيل.. ماهو الموقف الذي سيكون... لكن يجب عدم مطالبة الشعب الفلسطيني بتحديد موقفه الان وهو لايملك شيئا.. نحن في حماس موقفنا هو عدم الاعتراف بـ(الكيان الصهيوني)، لكننا لن نعيق الارادة الوطنية.. نحن مع الارادة الوطنية التي تلبي مصالح وتطلعات الشعب الفلسطيني ويتم اخذها بالتعبير عن موقف الاغلبية في الساحة الفلسطينية وبطريقة قانونية وديموقراطية... هذا من ناحية... ومن ناحية أخرى نحن لاننازع الاخوة في السلطة في المفاوضات ... فالمفاوضات ليست حاجة مغرية حتى ننازع الاخرين عليها... بل بالعكس ففي وثيقة الميثاق الوطني ورد نص بان هناك جهة تتولى المفاوضات، ولكن على أساس مسألتين مهمتين هما على اي أرضية سيستند المفاوض الفلسطيني... أي البرنامج السياسي والثوابت الوطنية الواردة في الميثاق الوطني لعام 2006 ، وكذلك حددنا الالية بشأن من سيقر نتائج المفاوضات.
- هل تتوقعون تغييرا في السياسة الأمريكية بوصول باراك أوباما إلى سدة الحكم ؟
- نحن نأمل أن يغير أوباما السياسة الخارجية المنحازة ،خاصة في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي وقضايا الشرق الأوسط.. لكن هل سينجح... إن حاول التغيير فان حماس والشعب الفلسطيني والعرب جميعا سيكونون ايجابيين وسيتعاونون مع أي جهد أمريكي منصف وجاد لتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير المصير وانجاز حقوقه الوطنية. إنما هذا يعتمد على السلوك الأمريكي. ولكن السؤال هل أن الولايات المتحدة ستغير أو لم تغير الضرر الواقع علينا... أنا أقول أن هذا الضرر واقع على الولايات المتحدة أيضا... فأن الولايات المتحدة بسياستها الخاطئة المنحازة إلى (الكيان الصهيوني) ومواجهتها المصالح العربية والحقوق العربية والإسلامية.. ومن ثم مغامراتها في العراق وأفغانستان خسرت كثيرا لأنها انحازت إلى مصالح اللوبي الصهيوني ومصالح الكيان الصهيونيأكثر من انحيازها لمصالح الولايات المتحدة نفسها.. لذلك أصبح التغيير ضرورة أمريكية أكثر مما هو ضرورة إقليمية وشرق أوسطية ودولية...
المصدر:فلسطين الأن