لاشين أبو شنب.. فارس المنابر ومؤسس "الجيل المسلم"
(25/09/2016)
أحمدي البنهاوي
مقدمة
تأخذك شخصيات دعاة الإخوان المسلمين ورجالاتها من أمثال الحاج لاشين أبو شنب، تقلب في صفحات حياته بين شخصيته المؤثرة ومواقفه القوية، وأثره الباقي في تلامذته ومحبيه. وفي ظل قبضة أمنية من نظام الانقلاب تظهر كرامات الشيخ، فالآلاف من هؤلاء المحبين والإخوان يشيعون جسدا على البلاء صابرا، "الحاج لاشين"، 87 عاما، صبيحة الجمعة 26 سبتمبر، في مقابر قرية "بتبس" بمركز تلا– المنوفية، يتقدمهم الدكتور محمد علي بشر، القيادي بتحالف دعم الشرعية وزير التنمية المحلية الأسبق والعضو السابق بمكتب الإرشاد بجماعة الإخوان.
والحاج لاشين أحد أعمدة دعوة جماعة الإخوان المسلمين خلال الـ40 عاما الماضية، ويعد مفكرا إسلاميا وخطيبا لا يشق له غبار، ومجاهدا ضد أعداء الأمة في 1948، وسجينا في عهد الملك والسادات ومبارك، فقد اعتقله الملك فاروق لمدة ثلاثة أشهر واعتقل في أحداث سبتمبر 1981 متهمًا بالهروب من حكم غيابي بـ15 سنة، حكمت به محاكم عبد الناصر، وسُجِن ثم أُطلِق سراحه بعفوٍ عامٍ رئاسي عن كل الشخصيات السياسية. وفى 1995، كان من بين من أدرجهم مبارك في محاكمات عسكرية، إلا أنه كان من بين من حكمت ببراءتهم المحكمة.
وكان من أكبر أعضاء مكتب الإرشاد سنًّا حتى يناير 2010، ورغم معاناته الصحية (شلل نصفي) إلا أنه كان حريصا على حضور كل اجتماعات مكتب الإرشاد، وكان يمتاز بروحه الشبابية وخفّة دمه وذاكرته القوية، ومداومته على كتاب الله، كما تتلمذ على يديه أجيال كثيرة داخل الجماعة وخارجها، وكان قويا في الحق لا يخاف في الله لومة لائم.
سطور من حياته
وُلد الأستاذ "لاشين أبو شنب" في 25 يونيو 1927م في شبين الكوم- محافظة المنوفية، والتحق بالأزهر وهو صغير السن باستثناء من شيخ الأزهر لحفظه القرآن الكريم، وحصل على الثانوية الأزهرية ثم ليسانس دار العلوم جامعة القاهرة عام 1953م. وحصل على دبلوم المعهد العالي للتربية سنة 1954م.
كان رئيسا للجنة التنفيذية ومسئولا عن المعهد الأزهري بشبين الكوم، ثم مسئولا عن (الإخوان المسلمين) بالزقازيق، بمساندة شيخ الأزهر الشيخ مصطفى المراغي، كما شارك في الحركة العمالية، ثم أصبح مسؤول جوالة الإخوان في كلية دار العلوم خلال أربع سنوات، بعد أن كان قد التحق بـ(الإخوان المسلمين) عام 1941م. فكان أبو شنب عضو النظام الخاص، وشارك في الأعمال الفدائية في القنال 1951م، كما شارك في الإعداد وجمع الأسلحة في حرب فلسطين 1948م.
عمله ورحلاته
وفي هذا المجال ينسب للشيخ لاشين أبو شنب والأستاذ علي لبن تأسيس مدارس الجيل المسلم بمحافظة الغربية، وعمل في حقل التدريس وتدرج في مناصب التربية والتعليم حتى وصل إلى مدير عام إدارة، بعدها أحيل للمعاش على سن 65 سنة.
حصل على لقب المدرس المثالى في وزارة التربية والتعليم على مستوى الجمهورية، وزار أمريكا أكثر من 7 مرات، وفرنسا مرتين، وإنجلترا والنمسا وألبانيا وكرواتيا واليونان مرة وألمانيا وتركيا مرتين وكل الأقطار العربية، وجميعها في كانت زيارات دعوية.
وسافر الأستاذ لاشين إلى الكويت عام 1960م للعمل كمدرس لمادة اللغة العربية لمدة ثلاث سنوات، ثم إلى السعودية للعمل في جامعة (محمد بن سعود) ومعه فيها الحاج السيد نزيلي لمدة أربع سنوات.
مواقف
وتذكر عدد من المواقع الإسلامية والإخوانية أن الحاج لاشين أبو شنب وقف كالأسد في مجلس الشعب ليثبت في مضبطة أحمد فتحي سرور أن صفوت الشريف قواد، ولم ينف صفوت؛ لأن ما عرضه الحاج لاشين من معلومات لا يمكن الفكاك منه.. فأجاب: "كانت أوامر وكنت باخدم مصر".
وعدد محمد عوض، الباحث في الدراسات الإسلامية، في مقال بعنوان "الأستاذ لاشين أبو شنب في ذمة الله"، على موقع نافذة مصر، مواقف فقيد دعوة الإخوان المسلمين، وذكر أن جملة "إننا لم نأت إلى هنا لحضور جنازة؛ وإنما جئنا لنزف عروسا لنا إلى السماء"، قالها-رحمه الله- حين حضر إلى كفر حجازي؛ لتشييع جنازة المرحوم الحاج سيد بدر.. وهو جدير بأن تقال في حقه".
وأضاف "زارنا في أحد المعسكرات التربوية للإخوان أوائل التسعينيات، وفي فقرة السمر أسَرّ له أخونا عصام السباعي- فك الله أسره- بأنني أقلده بشكل متميز في الخطابة, فطلب الأستاذ أن يكون تقليدي له إحدى فقرات السمر, وقلت للأخوة: كيف أقلده في حضوره؟ فأصروا على ذلك, ولما جاء دور فقرتي قلدته في جملةٍ شهيرةٍ كان يستخدمها في خطبه، وبطريقة متميزة، وهي جملة: أيها الأخوة الأحبة الفضلاء.. إلخ، وما أن نطقت بها بطريقته حتى علت ضحكته المميزة؛ إعجابا بإتقاني لطريقته في الحديث".
دعوة أثمرت
وذكر عوض أن من بين ما استثمره الحاج لاشين والإخوان بقيادة الأستاذ عمر التلمساني-المرشد آنذاك- لا سيما في الغربية؛ التي كان مسؤولا عنها الحاج أحمد البس رحمه الله:
- إنشاء بعض الجمعيات الأهلية المحدودة، ومنها في الغربية (الجمعية التربوية الإسلامية).
- بناء المدارس التعليمية والمساجد وبعض المؤسسات الطبية، من خلال هذه الجمعيات؛ كمدارس الجيل المسلم ومسجد الشهيد ومستشفى طيبة بطنطا.
- إعادة لقاء الثلاثاء في المساجد التي يديرها الإخوان، أو مَن هو قريب منهم!
- المشاركة ولأول مرة منذ عهد الإمام البنا في الانتخابات البرلمانية.
- المشاركة في النقابات ونوادي هيئات التدريس واتحادات الطلاب والأندية وغيرها.
المصدر
- تقرير: لاشين أبو شنب.. فارس المنابر ومؤسس "الجيل المسلم" موقع بوابة الحرية والعدالة