لاذ بالموت وآثر الجوار

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
لاذ بالموت وآثر الجوار

منار الرشواني

علاقة وفاتة بالأنتخابات النيابية

بوفاته يبدو الداعية الإسلامي اللبناني فتحي يكن كمن لاذ بالموت، احتجاجاً أو فراراً، بعد أيام قليلة فقط من إعلان نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية التي كان حذر قبل قرابة شهرين من أنها المحطة التي "ستحدد بشكل وبآخر هوية المرحلة السياسية المقبلة للبلد".

لكنها انتهت إلى تعزيز أكثرية "الأكثرية"، التي اتهمها يكن أيضا بأنها "عملت على ربط لبنان بالمحاور لخارجية وتحديدا السياسة الأميركية، ثم سعت إلى عزل لبنان عن واقعه العربي وتخريب علاقته التاريخية مع سورية".

سطع نجم ابن طرابلس، المولود في الثالث من أيار (مايو) 1933، خصوصا مع تفجر الأزمة السياسية الأخيرة في لبنان عقب العدوان الإسرائيلي في العام 2006.

إذ قسمت تلك الحرب لبنان بين الموالاة (14 آذار) التي يقودها تيار المستقبل (بزعامة سعد الحريري) وبين المعارضة (8 آذار) التي يقودها حزب الله.

واختار يكن، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية (الإخوان المسلمين) في لبنان، أن يكون الوجه السني للمعارضة التي طالما نُظر إليها باعتبارها شيعية، وليكون خطيبها وإمامها في أكبر تجمع لها يوم الجمعة 8 ديسمبر 2006.


المقاومة تنعته بالعالم الكبير

وقد نعته المقاومة اللبنانية عالماً كبيراً "تستشعر الأمة الإسلامية الألم الشديد وفادح الخسارة" لفقدانه، وهو "الذي نذر حياته خدمة لقضاياها وعمل جاهدا لتعميق وعي الجماهير وبلورة مواقفها حول قضية مواجهة العدوان الصهيوني والتهديد الأميركي وأخطارهما الماثلة".

ولعل تجربة يكن على مدى سني عمره السبعة والسبعين، قد منحته حرية حركة تبدو متناقضة، ولربما فرضتها تبدل الرؤية، تغيرا أو نضوجا.

فالرجل الذي يعلن صراحة تأثره بسيد قطب، الأمر الذي يأخذه عليه البعض لاسيما في عدد من مؤلفاته، عُرف عنه الاعتدال في ممارسته السياسية الطويلة، التي بدأت بانخراطه في العمل الإسلامي في لبنان منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وتبلورت بإنشائه الجماعة الإسلامية مطلع الستينيات، متولياً أمانتها العامة حتى العام 1992 حين قدم استقالته ليتفرغ للعمل البرلماني حتى العام 1996.


رجل وفي

كما أن يكن الذي ظل معلنا وفاءه لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، كما مؤسس الجماعة في سورية مصطفى السباعي، قرر أن يكون مؤسسا لجبهة العمل الإسلامي التي بقي في سدة رئاستها حتى يوم موته.

وبسبب تبدل الأدوار والمراكز والحلفاء، فقد بدا ممكنا أن يلعب الداعية الإخواني المتحالف مع حزب الله دورا في الوساطات من اجل إنهاء معارك مخيم نهر البارد في شمال لبنان التي نشبت صيف 2007 بين الجيش اللبناني وحركة فتح الإسلام، إنما من دون نجاح.

وضع فتحي يكن، الحائز على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية واللغة العربية، ما يزيد عن 35 مؤلفا، ترجم معظمها إلى عدد من لغات العالم.

وأسس في العام 1988 جامعة الجنان بطرابلس مع زوجته منى حداد التي ترأس الجامعة حالياً.

المصدر