كيف نفهـــم القومية ؟ - عناصر التخلف

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

فهرس الكتاب

ويرى الاخوان فهما من تعاليم إمامهم الشهيد المقتبسة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين من بعده رضوان الله عليهم ومن إجماع السلف الصالح أن القومية هى الاجماع على خير الوطن الإسلامى كله دفاعا وجهادا وبذلا وتضحية من أجل المجموع كله . إما قومية الجنس الآرى أو اللاتينى إو غيرها التى يراد بها تمييز جنس على جنس والتى تبنتها إسرائيل بمقولتها إنها شعب الله المختار فهى ممقوته من الاخوان المسلمين لأن الناس جميعا لآدم وآدم من تراب وأكرمهم عند الله أتقاهم ..

إلا ما أبعد البون الشاسع بين فهم وفهم فى معانى ا لوطنية والقومية أما الخلافات المذهبية بين المسلمين فهذا أمر كامن فى العقول البشرية فقد اختلف أحمد ومالك والشافعى وأبو حنيفة على الفرعيات دون المساس بالقواعد العامة والأصول الأساسية ولا اعتراض لنا على ذلك بالمرة ما دام الامر لا ينتهى الى التمزيق . إن كل المذاهب عندنا “ على العين والرأس “ وكل الجماعات الاسلامية محل الاحترام والتقدير لا يذهب خلافنا معها فى الرأى الى حد الاتهام أو ا لتشويه أو الاساءة فكل يعمل فى محيطه وكل على خير حتى الأحزاب الحالية إننا لا ننكر عليها إلا أساليبها ووسائلها فى تزيين مبادئها والنيل من غيرها ويوم أن ترجع كل الاحزاب الى كتاب الله فى الأصول والقواعد وتهجر هذه الأساليب فإننا لا ننكر عليها شيئا بالمره ولا نعتبر أنفسنا بهذا ا لفهم ونحن مسلمون أننا تجنينا على أحد فهمنا الأول والأخير ارتباط الجميع بشرع الله عند المسلمين أما غير المسلمين فقد أمرنا أن نتركهم وما يدينون وقد أعتبر الله أن ما هم عليه دين حيث يقول فى سورة الكافرون { لكم دينكم ولى دين } وإن كان الله بجلاله قرر “ إن الدين عند الله الاسلام “ ولا تناقض فذلك يعاقب الله عليه وهذا دين يثيب الله عليه وينظر الامام والاخوان من حوله الى الفتن التى تحيط بالاسلام والمسلمين كقطع الليل الحالك البهيم ويبحث عن ثغرة يمكن من خلالها أن نتلافى هذا الشر الذى يزحف على الاسلام والمسلمين الحكام منهم والمحكومين فتضطرب منه الأبصار ونسأل إمامنا : ما المخرج ؟ ما العلاج ؟ فيبتسم إبتسامة مشرقة هادئة مطمئنة فاسمعوا وعوا واقرأوا وتبينوا وتطالعنا إحدى رسائله بأسلوبه السهل الممتنع فى يقين المقنع المقتنع لقد سبقتنا أمم بمثل ما نحن عليه ففكرت ودبرت وعملت ونجحت ويرى فضيلته أن علاج الوهن الذى حل بنا وأصابنا وجعلنا فى حيرة يتلخص فى ثلاثة من الأدوية المجربة الناجعه أولها معرفة موطن الداء لأن تشخيص الداء والوصول الى حقيقة أمره هو أساس الأول فى الوصول الىشفاء المريض إذا اراد الله وثانيها الصبر على مرارة العلاج وآلامه ومضاضته وثالثها : النطاس البارع الذى فحص فشخص وباشر العلاج وتولاه حتى يتحقق الشفاء وينجو الجسد المضنى من كل داء.



عناصر التخلف

قلنا : هلا بينت لنا موضع الداء ؟

قال : داؤنا متعدد الجنبات :

1ـ الاستعمار سياسيا

2ـ الحزبية المتناحرة التى أدت الى تفريق الأمة

3ـ الربا المنتشر فى كل مكان . 4ـ الشركات الأجنبية التى تمتص خيراتنا ومواردنا .

5ـ الفوضى الفكرية والمروق العقيدى وتحطيم المثل العليا .

6ـ التقليد الغربى الأعمى الذى يسرى فى ا لنفوس سريان سم الأفعى القاتلة .

7ـ القوانين الوضعية التى لم تمنع الجريمة أو تقطع دابر المجرمين .

8ـ التخطيط الكامل فى برامج التعليم .

9ـ مظاهر اليأس التى تستهدف العزائم والهمم .

وبذلك نراه قد عدد لنا " الخراريج " المليئة بالصديد المؤدى الى تلف الجسم كله ..

سياسيا واقتصاديا وفكريا واجتماعيا وقانونيا وتعليميا وتربويا . وما أدق هذا من تشخيص جمع فأوعى ولولا ضيق المجال لفصلت كل واحدة من هذه تفصيلا .

تحبب الى تلامذته فأحبوه وكان يرسل الشباب منا فى سن الخامسه والعشرين أو أكثر أو أقل ليقابل الوزراء فى البرلمان لا فى مكاتب الوزراء فكان الواحد منا يذهب الى مهمته وكله ثقة بنفسه وحرص بالغ فى تأدية الرساله والرجوع بنتيجة طيبة .

لقد ملأ بالأمل نفوسنا وبالعزة مشاعرنا وبالكرامة أحاسيسنا يقول إن كل ما حولنا يبشر بالأمل فى نصر مؤزر فقد أحيا الله موات الهمم وأصبح الشرق يغلى غليانا لا بد أن ينتج بخارا يحرك الات الصلب والحديد ولو أنه عاش الى اليوم لرأى من الشباب المسلم ما يبعث فى نفسه الطمأنينة على هذه الدعوة الطاهرة النظيفة ولعله يأتى فيماأكتب بقية الأمور التى أ دت الى نجاح هذهالدعوة التى حركت القلوب الواهنة التى لا تكاد يسمع نبضها أو يحس إلى قلوب تدق دق المطرقة على السندان يسمع صوتها ويحس بها وتغيظ قوما لا يريدون بالاسلام والمسلمين خيرا إن كلمة الاسلام الى تردد فى كتاباتى تأتى تجاوزا لأن الاسلام لم يهن ولن يزول وسيبقى ما بقيت الأرض والسموات لأن أقدر القادرين قد تعهد ببقائه { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } هذا أمر لا يخامرنا فيه ريب فكلامى كله متعلق بالمسلمين الذين يعزون إذا تمسكوا بشرع الله والذين تستباح حرماتهم وكراماتهم كلما ابتعدوا عن تعاليم الاسلام مظهرا ومخبرا وأسأل الله من كل قلبى ألا تصل الى :

" لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى "

ويتساءل الناس الى أى شىء يدعوهم هذا الداعية المجيد ؟ يقول لهم ا لناس صور متخالفة . منهم من يحب الأكل والمتعة ومنهم من يحب الزينة والعرض الزائل ومنهم محبو الفتن والمفاسد ومنهم ومنهم ومنهم .. ومن المناسبات الطريفة أن أعضاء مكتب الارشاد وكنت واحدا منهم قالوا للإمام الشهيد إن عمر حريص على انسجام مظهره ( وعوجه الطربوش على الحاجب الأيمن ) ولا يحرم نفسه من متع الحياة فإذا به يوما فى اجتماع من الاجتماعات للمكتب يبادرنى قائلا : تعال الى الاجتماع بحذاء قديم وطربوش مزيت وانعدام هندام فذهلت وقلت : وهل هذا من بين أوامر الدعوة ؟ فقال هكذا يريد إخوانك وكأن الله حرم زينته والطيبات من الرزق على المسلمين وكأن الله لا يريد أثر نعمته على عبده وكأن الله لم يجعل للمسلمين نصيبا من هذه الدنيا وكأن المسلم يجب أن يبدو زرى الهيئة مشوش الهندام منفر المنظر هل نسينا { قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين آمنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة }

وكان درسا واعيناه جميعا وكنت من المدخنين وشكا إخوان المكتب من هذا .. فقلت للإمام الشهيد : إما أن تأمرنى فأقلع وإما أن تسكت فأستمر .

فقال : لا آمرك ولآ أنهاك . إن فضيلته كان ينهى عن تناول المكيفات حتى ا لشاى والقهوة ولكن لعله لمس فى طبعى عنادا فلم يرد أن يحرجنى أو يضعنى فى ركن فأنفلت أليست هذه تربية ؟ فأنا اليوم لا يرانى الناس من المدخنين إذا كان راضيا قال : يا عمر وإذا كان هناك ما يغضبه منى قال : يأ ستاذ عمر أو يا عمر بك فأعرف ذلك منه فأسأله " ليه " .. ما ذا حدث؟ ولكن من الناس من يحسن الصلة بالله وبالناس وبنفسه ولقد كان إمامنا الشهيد من هذا الصنف الذى وهبه الله القدرة على أخذ نفسه بالأشد الأحوط كما منحه خلقا يحبب فيه كل من يعاشره بمثل ما أشرنا إليه سابقا وفوق هذا كله فما أجمل صلته بربه فهو يراقبه فى الصغيرة والكبيرة فيعينه على ألا يهن أمام الصعاب أو يقترب الياس من تحقيق آماله كل شىء عنده هين وييسره الله بالاعتماد عليه ومن الناس من جعل حياته كلها وقفا على دعوته هى أولا .. وكل شىء فىا لمحل الثانى .

إن مهمة المسلم أستاذيته للعالم لا أستاذية تعال وتسلط ولكن أستاذية تربية وتوجيه وتعليم .؟ والمسلم الذى يجهل هذه الاستاذية المضحية الباذلة لا يعرف قيمة الرسالة التى يحملها والتى أمر بالدعوة اليها . قيل للآمام الشهيد " متى تنام " ؟ قال : وهل تركت لنا أعباء الدعوة والرسالة وقتا ننام فيه . أليست الواجبات أكثر من الأوقات ؟ وصدقنى إذا قلت إنه كان يكفيه من النوم أربع أو خمس ساعات على ألأكثر يوميا وحقيقة الأمر عنده أن الغاية هى الأصل وما ألأعمال إلا فروع لها فمهمة المسلم عنده سيادة الدنيا وإرشاد الانسانية بأجمعها الى نظم الاسلام الصالحة وتعاليمة التى لا سعادة للبشرية بغيرها .


فهرس الكتاب