كيف فندت جمعة الغضب أسطورة “الإخوان ركبوا الثورة”؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
كيف فندت جمعة الغضب أسطورة "الإخوان ركبوا الثورة"؟


كيف فندت جمعة الغضب أسطورة.jpg

كتبه:سيد توكل

(28 يناير 2018)

مقدمة

كثرة الأحداث يُنسي بعضها بعضًا، وقد أتى اليوم الذي ينكر فيه البعض تماشيا مع إعلام الانقلاب دور جماعة الإخوان المسلمين وكوادرها وشبابها ورجالها ونسائها البتة في الثورة، وأنهم خرجوا مع الخارجين، حتى إذا نجحت الثورة ركبوها وسرقوها واختطفوها، في 28 يناير قبل سبع سنوات انطلقت مظاهرات حاشدة سميت بعد ذلك بـ"بجمعة الغضب".

واستخدمت ميليشيات الأمن القوة لفض تحركات عجّت بها القاهرة ومناطق أخرى، ورُصدت آليات الأمن المركزي تدهس متظاهرين على كوبري قصر النيل، وتصاعد غضب المحتجين وأحرقوا المقر الرئيسي للحزب الحاكم في العاصمة، وتطور الأمر سريعا، وهو ما تبعه إعلان حظر التجول في القاهرة والإسكندرية والسويس، وانتشرت مدرعات الجيش لمساندة ميلشيات الأمن، وكان الإخوان المسلمين جنبا إلى جنب مع بقية الشعب وسط تلك الأحداث.

يذكر مؤلف كتاب "الإخوان عصب الثورة"، الكاتب الصحفي عامر شماخ الدور الوطني للجماعة وأبنائها خلال أيام الثورة الـ18 المعروفة "بأيام الميدان"، مستعرضا العديد من المعلومات التي تؤكد أن الإخوان المسلمين كانوا طليعة الشعب المصري خلال الثورة، وأن وجودهم في أوساط الثوار كان عامل طمأنة للشعب المصري بأكمله.

وتتابع شهادات المراقبين ورفاق الميدان من كل حدب وصوب، مؤكدة دور الإخوان في الثورة، ومن بينها شهادة للسياسي والناشط المعروف الدكتور محمد أبو الغار، وأستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتورة نادية مصطفى، والدكتور محمد سليم العوا، والشاعر عبد الرحمن يوسفـ والكاتب بلال فضل، وغيرهم.

سجل الإخوان في تلك الأيام مواقف ونقاط زمنية كانت فاصلة في نجاح الثورة في مصر، ومن بينها يومان فاصلان في تاريخها، وهما يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011، ويوم موقعة الجمل أو الأربعاء الأسود يوم 2 فبراير 2011.

لولا شباب الإخوان

كان صباح يوم 28 يناير 2011 يوما فاصلا في أحداث الثورة، حيث بدأ بانقطاع خدمة الإنترنت والاتصالات الهاتفية الخلوية والرسائل, لمنع المتظاهرين من التواصل والتنسيق فيما بينهم، وخرج مئات الآلاف في مظاهرات بأنحاء البلاد فيما عرف بـ"جمعة الغضب"، سرعان ما تحول الأمر لمصادمات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين استخدم فيها الأمن الغازات المُسيلة للدموع والرصاص المطاطي.

أسفر استخدام الأمن للعنف المفرط إلى سقوط قتلى ومصابين، وتحول اليوم في نهايته إلى انهيار شبه تام للشرطة في مختلف أنحاء البلاد، وقفزاً من يوم الثلاثاء 25 يناير إلى يومي الأربعاء 26 والخميس 27، إلى يوم الجمعة 28 يناير وهو "جمعة الغضب".

يقول الكاتب براء الخطيب:

"رأيت منظرا فريدا لم أره قبل ذلك، كما أني متأكد بأني لن أرى له مثيلا طوال عمري إن كان في عمري بقية، فقد رأيت شابا مصابا بطلق ناري في رأسه وأحد الشباب يحاول تفتيشه والحصول على محفظته، وفي أثناء ذلك يأخذ بيده من دم الشاب المصاب ويضعه على رأسه هو، وما أن جاءت سيارة الإسعاف فقد أخذ يساعد في حمل الشاب المصاب إلى السيارة ودخل معه وجلس إلى جواره وادعى أنه أحد المصابين، لكن شباب الإخوان فطنوا إلى لعبته القذرة وأمسكوا به وعرفنا منه أنه مخبر أمن دولة، وقد كان يريد الحصول على بطاقة الشاب المصاب لتسليمها إلى العقيد الذي كلفه بالقتل كدليل على أنه نفذ الأوامر".

مضيفاً:

"واستمر القناصة من فوق كوبري أكتوبر تصيد شباب الثورة، وازدادت حدة إلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة، وتزايدت أعداد الإصابات في شباب الثورة وأنا أقول بضمير مستريح، لقد كان هدف النظام الفاسد في يوم الأربعاء الدامي هو القضاء النهائي على شباب الثورة قبل أن يشرق نهار يوم الخميس".

وتابع:

"وأقول بضمير مستريح وأقسم بشرفي وبكل ما هو مقدس بأنه لولا شباب الإخوان ودفاعهم عن ميدان التحرير في هذا اليوم الدامي لتم ذبح الجميع، وهنا أجد نفسي مدينا باعتذار حقيقي للمفكر الإسلامي الكبير سليم العوا لما بدر مني تجاهه، راجيا من سماحته وسعة صدره أن يغفر لي تجاوزي، ولعلي أنجح بعد ذلك في رواية قصة الثورة من بدايتها وحتى انتصارها عاشت الثورة وعاشت مصر حرة".

ثورة لم تكتمل بعد

ومع ذكراها السابعة تؤكد "جمعة الغضب" أن الثورة المصرية سرقت مرتان، مرة في أواخر عصر الملك فاروق حينما كان عرشه يترنح، وكانت الثورة الشعبية تغلي وتغلي وكانت على وشك الفوران والبركان، وإذا بالولايات المتحدة تسرق ثورة الشعب لتعطيها للبكباشي جمال عبد الناصر ليقوم بانقلابه المشئوم في 23 يوليو 1952.

أما السرقة الثانية فكانت للثورة الشعبية المصرية في 25 يناير 2011 على يد الثورة المضادة ويمثلها خير تمثيل المجلس العسكري الأعلى الذي أجهض الثورة مع الوقت، وأجهض ما أثمرته الثورة من استحقاقات انتخابية متعددة ودستور 2012، و حُكم أول رئيس مصري مدني منتخب، وانقلاب السيسي في 3 يوليو 2013 ما هو إلا أعلى صورة للثورة المضادة، وما غضت أمريكا الطرف عن مجازره المقصودة، إلا لكي لا يقوم الشعب المصري بثورة أخرى لعدة قرون مقبلة.

إن دراسة الشعوب لأخطاء ثوراتها من أنجح العوامل لتجنبها بعد ذلك؛ هذا إن قامت تلك الشعوب بثورة أخرى، ويبدو هذا بعيد في الأفق في بلدنا المكلوم بحكامه العسكريين الدمويين؛ بسبب المجازر التي قامت بها الثورة المضادة منذ انقلاب 3 يوليو 2013 وحتى الآن، وحكمهم بالحديد والنار، وتشييدهم للسجون ويكفي أن اسم أحدها في مدينة الإسماعيلية هو سجن المستقبل!

المصدر