كيف تواجه الأمّة تهديدات الكيان الصهيوني؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
كيف تواجه الأمّة تهديدات الكيان الصهيوني؟


بقلم: الدكتور محمد شندب

كيف تواجه الأمّة تهديدات الكيان الصهيوني؟

ارتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة التهديدات التي يطلقها حكام الكيان الصهيوني تجاه إيران وسوريا ولبنان وغزة، مما يُنذر باندلاع حرب قريبة تشنّها إسرائيل في المدى المنظور كي تنتقم لهيبتها التي فقدتها أثناء عدوانها على لبنان في تموز 2006م.

وقد حاولت الحكومة الصهيونية التعويض عن هزيمتها في لبنان حين قررت سحق حركة المقاومة الإسلامية في نهاية 2008م.

وكانت الصدمة كبيرة لجبابرة الصهيونية أمام صمود المجاهدين في غزة الذين أصابوا العنجهية الصهيونية والغطرسة اليهودية بضربة قاسية.

وهكذا، وجدت إسرائيل نفسها أمام معادلة جديدة في الصراع، وهذه المعادلة مؤهلة لقلب موازين القوى إذا استطاعت الأمة أن تنخلع من قيود الذُّل والمهانة التي فرضتها عليها قوى الشر والاستعمار بالتعاون مع الحركة الصهيونية العالمية.

فمنذ قيامها على أرض فلسطين وحتى اليوم، مارست اسرائيل في قتالها مع الدول العربية لعبة التفوق العسكري التي تسمح لها بتحقيق أهدافها التوسعية خلال أيام معهودة كما حدث في حرب الأيام الستة عام 1967م.

أما اليوم، فقد وجدت إسرائيل نفسها أمام نوعية جديدة من المجاهدين الذين يحرصون على الموت كما يحرص اليهود على الحياة. ومنذ حرب غزة، أخذت إسرائيل تعيد حساباتها على كل المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية.

إن إعادة تأهيل الجيش الصهيوني مستمرة من خلال عمليات التدريب المتواصلة في داخل الكيان الصهيوني وعلى الحدود مع سوريا ولبنان.

وقد استطاعت إسرائيل أيضاً أن تضيف الى ترسانتها العسكرية أحدث الأسلحة التي تنتجها المصانع في الولايات المتحدة الأميركية.

وبعد أن أكملت إسرائيل استعداداتها للحرب، بدأت قياداتها تطلق نذر التهديد والوعيد. فماذا أعدّ العرب وماذا أعددنا نحن في لبنان لمواجهة هذا العدوان المُرتقَب؟

لقد استطاع لبنان من خلال التعاون بين المقاومة والجيش والحكومة أن يشكل مخرزاً في عين الطموحات الصهيونية.

لذلك كانت الخطة التي أعدها جهابذة الصهيونية تقضي بتفتيت لبنان وتمزيقه حتى يغرق في دمائه.

لقد استطاع الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يشكل مظلة أمان للدولة وللمقاومة، واستطاع من خلال علاقاته العربية والدولية أن يتحدى مكائد الكيان الصهيوني واعتداءاته المتواصلة على لبنان والمقاومة، لذلك أقدمت قوى الشر والفساد على اغتيال الرئيس الحريري من أجل إشعال حرب أهلية داخلية تؤدي الى تمزيق لبنان ووأد المقاومة ودق إسفين العداء بين لبنان وسوريا ثم اخراج لبنان نهائياً من دائرة الصراع العربي - الصهيوني.

لقد نجح أعداء لبنان في تحقيق كثير من أهدافهم، إذ إنهم أزاحوا رجلاً حمل لواء نهضة لبنان وإعماره بعد حرب أهلية كادت تقضي على الوطن وتهدّ كيانه.

ثم حقق أعداء لبنان والأمة هدفاً كبيراً من أهدافهم، هو الانقسام الذي سيطر على الحياة السياسية اللبنانية من خلال تجمع 14 آذار الذي يدعو الى الاستقلال والحرية، يقابله فريق 8 آذار الذي يرفع شعارات المقاومة والتعاون مع سوريا.

ثم أخذ الصراع يشتد بين الطرفين، ما أدى الى تمزيق المجتمع اللبناني وتعطيل المؤسسات الإدارية والسياسية.

وقد اتخذ الصراع الداخلي توجّهاً طائفياً خطيراً حين اندلعت الأحداث بين الأطراف المتناحرة في شوارع بيروت يوم 7 أيار 2008م، وبدا لبنان على شفير حرب طائفية كالحرب الدائرة في العراق.

ثم تمكن العقلاء بالتعاون مع بعض الأشقاء العرب من إطفاء الفتنة، وجاء مؤتمر الدوحة ليكرّس تهدئة بين المتخاصمين لا تزال سارية المفعول حتى الآن.

إن حكومة الوحدة الوطنية التي تألفت برئاسة الشيخ سعد الدين الحريري جاءت نتيجة للتفاهم الذي حصل في الداخل ومع دول خارجية عديدة، وفي مقدمتها سوريا، هذه الحكومة التي انفتحت على المقاومة في الداخل وعلى التعاون والتنسيق مع القيادة السورية لا تزال خطواتها وئيدة.

إن تمزيق العالم العربي والإسلامي هو هدف أساسي في السياسة الغربية عموماً والأمريكية خصوصاً من أجل استعباد هذا العالم ونهب خيراته وثرواته.

إن أميركا لن تخرج من العراق حتى تقسّمه الى ثلاث دويلات، وقد بدأت مظاهر الدويلة الأولى في كردستان العراق. أما لبنان فهو لا يزال في عين العاصفة والأخطار جاثمة على صدره.

أما فلسطين فمأساتها تشتد يوماً بعد يوم، إذ يتعاون العدوّ الصهيوني وبعض حلفائه من العرب على سحق المقاومة الإسلامية ومن يدعمها في غزة وفي خارجها ويمنعون المصالحة التي تخفف من مآسي هذا الشعب الصابر والمرابط.

واليوم السودان يُعاني والصومال يُعاني واليمن مأساته تمتد لتحرق أطرافاً أخرى.

هذه حال الأمة اليوم، فكيف يكون الرد على أباطرة الصهيونية وتهديداتهم المتتالية؟

المصدر