كيف تم إعداد اللقاء السعودي الإسرائيلي

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

كيف تم إعداد اللقاء السعودي الإسرائيلي .... بقلم / المستشار طارق البشري

اللقاء السعودى الصهيونى فى حوار الأديان

باسم حوار الأديان جلس ملك السعودية و رئيس الكيان الصهيوني وهما ليسا من أقطاب الحوار ووجودهما يقلب أي حوار ثقافي إلي عملية سياسية بحتة

هذا اللقاء لا تقل دلالاته السياسية عن زيارة السادات التاريخية للكيان الصهيوني واستقبال مناحم بيجن وجولدا مائير له في القدس....

كان لابد من صرف الانتباه الإسلامي والتغطية علي الحدث بخلق معركة حامية وصاخبة في جهة أخري برعاية شخصيات كبيرة لها حضور إعلامي مؤثر لذلك ظهرت الفتنة بين السنة والشيعة

الآن نستطيع أن نعرف السبب لهذه الفاشية التي فشت بين أهل السنة والشيعة خلال الشهرين الماضيين.

كنا نظن أنها أتت في هذا الوقت بالذات لتعمل علي عزلة حزب الله بين العرب وعلي عزلة إيران في «الشرق الأوسط الكبير» توطئة لضرب أحدهما أو كلاهما، من الجانب الأمريكي أو الصهيوني، وهذه أسباب استراتيجية في السياسات الأمريكية والصهيونية، وهي ألا تظهر قوة وطنية في هذه المنطقة تمتلك قدرًا من المواجهة لهما.

ثم بدا لنا في هذه الأيام الأخيرة سبب آخر مضاف لم يكن في حسابنا، وهو انعقاد مؤتمر حوار الأديان الذي انعقد أخيرًا في الولايات المتحدة ، بمبادرة من المملكة العربية السعودية، وفيه وباسم «حوار الأديان» : جلس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع شيمون بيريز رئيس دولة الصهيونية، وهما ليسا من أقطاب الحوار بين الأديان؛ لأن وجودهما يقلب أي حوار ثقافي إلي عملية سياسية بحتة، وجلوسهما معًا في مؤتمر واحد لا تقل دلالاته السياسية كثيرًا عن زيارة أنور السادات التاريخية لإسرائيل واستقبال مناحم بيجن وجولدا مائير له في القدس.

كان لابد من تغطية كبري لهذا الحادث إبَّان إعداده من قبل المملكة السعودية وقبيل تحققه، وكان لابد من صرف الانتباه الإسلامي العام والانتباه السعودي الخاص عن هذه المسألة، وذلك بخلق معركة في جهة أخري وتكون معركة حامية وصاخبة ذات دخان كثيف، وهذه مسألة لا يقدر عليها إلا شخصيات من كبار الدعاة ذوي الحضور الإعلامي الكبير والبلاغة المؤثرة، وليس المقصود فقط أن ينجحوا في تغطية الفعل السعودي أمام جماهير المسلمين، ولكن المقصود علي وجه أخص ضمان هذه التغطية بجذب السلفيين من مواطني السعودية ذوي العداء التقليدي الشديد للصهيونية، جذبهم بعيدًا بقضية أخري تتعلق بانتشار المذهب الشيعي وما يتضمنه من سب للصحابة ، وإثارة الخلافات التي تبدو عقدية.

وقد نجحت هذه التغطية فعلاً فيما أريد منها، فهي أولا شغلت جمهور المهتمين بالشأن العام في بلادنا عما يعد من لقاء بين خادم الحرمين وتل أبيب، ثانيًا: نجحت في التفاف جمهور السلفيين خلف دعوي الخطر الشيعي علي السنة.

نحن نذكر أنه عند إبرام معاهدة الصلح بين مصر والكيان الصهيوني، أرادت السياسة المصرية الأمريكية وقتها أن تخلق عدواً لمصر بديلاً عن إسرائيل، ولينتقل بها الشعور بالخطر علي مصر والتهديد لها من حدودها الشرقية الشمالية إلي حدود أخري، فكانت ليبيا هي البديل، وانقطعت العلاقات المصرية الليبية وقتها لسنوات، وانتقلت مراكز ثقل سياسية وعسكرية وثكنات إلي حدود مصر الغربية وبقي ذلك نحو خمس عشرة سنة.

والآن يبدو أن شيئًا مماثلاً يحدث وذلك بخلق عدو للمشرق العربي يكون بديلاً عن الكيان الصهيوني وينقل الشعور بالخطر والتهديد من الحدود الشمالية والغربية لهذا المشرق العربي وهي الحدود مع الكيان الصهيوني، ينتقل هذا الشعور إلي الحدود الشرقية وهي إيران.

ويبقي السؤال ملحًا؛ هل يمكن أن نتذكر أحداثنا التاريخية وأن نستفيد من وقائعنا السابقة؟!


المصدر : نافذة مصر