كن سيد زمانك - أحمد عبدالحميد
10/2/2014
أحمد عبدالحميد
هو "وفدي" إبتعثه عمله لأمريكا، صاحب العقاد في الوفد و تأثر بأدبه. هو المدني الوحيد الذي كان يحضر اجتماعات مجلس الثورة للظباط الأحرار مع محمد نجيب و عبد الناصر، سمع بمقتل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسملين وهو في أمريكا، .
و تابع سعادة الشعب الأمريكي بمقتله، و قرر أن يعرف عن هذا الرجل أكثر... انتهى أمره بالانضمام للجماعة في وقت محنتها، و حوكم بتهمة التآمر على نظام الحكم، مع 1000 آخرين، و أعدم.
المبهر، أنه لم ينضم للإخوان المسلمين وقت الرخاء، و الازدهار في تلك الفترة بعد الحرب العالمية الثانية التي علا فيها نجم الإخوان المسلمين كحركة إصلاحية، ولكن انضم في تلك الفترة التي عانوا فيها، الفترة التي تم عرض الوزارةعليه من طاغية آخر: تقرأ في ويكي عن هذه الفترة: "حاول جمال عبد الناصر أن يحتوي سيد قطب قبل انضمامه للإخوان عندما انشق هو -عبد الناصر- عنهم وأسس هيئة التحرير فأقامت الهيئة لسيد قطب احتفالاً كبيراً وعندما قام سيد متحدثاً قال أنه متهيء للسجن ولما هو أكثر من السجن فقام جمال وعاهده على الدفاع عنه وهو ذاته الرجل الذي أمر بإعدامه فيما بعد(أي أن عبد الناصر كذب ثم خانه).
كان جمال عبد الناصر يعلم المكسب العظيم من انضمام سيد للهيئة فعرض عليه استلام وزارة المعارف فرفض سيد هذا العرض وأعلن انشقاقه عن هيئة التحرير.
وهكذا انضم سيد قطب إلى صفوف الإخوان لكنه انضمام عن قناعة لم ينضم للإخوان في مرحلة الرخاء بل انضم لهم في وقت المحنة ولذلك بعد انضمامه بفترة وجيزة ألقي بالسجن مرات عديدة وظل قابعاً بالسجن سنوات عديدة من عمره ذاق فيها صنوفاً من التعذيب إضافة إلى أمراضه في الكلى والمعدة والرئة وقد أصيب من جراء التعذيب بنزيف رئوي شديد وذبحة صدرية".
رجل كذلك ينضم لصف الأضعف، و يترك أن يكون في وزيرا في بلاط الحاكم، و يقف خلف فكرة على الرغم من "ضعف جسده و بنيته" و على حسه المرهف و مرضه.
رجل يتم اعدامه لمجرد أنه يحمل "فكرة" في رأسه. يجب أن تفهم أنه لم يكن شخصا عاديا... أبدا.
و أن الفكرة أقوى ألف مرة من مليون سلاح... الطاغية يخاف "الفكرة" في الرؤوس، الفكرة ترفع صاحبها فوق السلاح، فوق الزمن... هل تملك فكرة يا طيب؟!
من أقواله:«أن إقامة النظام الإسلامي تستدعي جهودًا طويلة في التربية والإعداد وأنها لا تجئ عن طريق إحداث انقلاب.»
"فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير، وذلتها، وطاعتها، وانقيادها، وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة، ولا سلطانًا، وإنما هي الجماهير الغافلة الذلول، تمطي له ظهرها فيركب! وتمد لها أعناقها فيجر، وتحني له رؤوسها فيستعلي! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى!
والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة، وخائفة من جهة أخرى، وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم، فالطاغية - وهو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين، لو أنها شعرت بإنسانيتها، وكرامتها، وعزتها، وحريتها".
ويوم تنفيذ الإعدام، وبعد أن وضع على كرسي المشنقة عرضوا عليه أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه، فقال: "لن أعتذر عن العمل مع الله".
ثم قال: "إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفا واحدا يقر به حكم طاغية".
فقالوا له إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس(عبد الناصر). فقال: "لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوما بحق فأنا أرتضي حكم الحق، وإن كنت محكوما بباطل، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل
اليوم، و المرء يشاهد تهم "التخابر" و "قلب نظام الحكم" و تلفيق التهم مرة أخرى، و حالة "الاستضعاف" يعرف أن التاريخ يتكرر... يتكرر بنفس التهم، و بنفس الأبطال: شخص يكذب، ثم يخون، ثم يغوي البعض بالحكم، يهدد آخرين، يتهمهم بتهم غير عقلانية، ثم يقتلهم من أجل "فكرة".
ولكن دوما هناك أولئك القلائل مثل سيد، لا يملكون قوة البنية، ولكن يملكون سلاح "الفكرة".
سلاح الثبات على الحق ولو كان الأضعف، ولو دفع عمره ثمنا لذلك.... تُرى كم من "سيد" في زماننا
المصدر
- مقال:كن سيد زمانك - أحمد عبدالحميدموقع:شبكة رصد الإخبارية