كل شعب مصر يحميه يا صديقي مجدي الجلاد

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
كل شعب مصر يحميه يا صديقي مجدي الجلاد


الشرفاء في مصر أكثر مما يتصور المزورون وتجار الشعارات كل شعب مصر شرفاء إلى من يأبى أن يكون كذلك وهم المتاجرون بالشرف والسلطة والجاه، الذين أعماهم الطمع وحب المناصب وطمس الله على قلوبهم فلم يعرفوا إلا مصالحهم الشخصية وأطماعهم الدنيوية .

ما سمعته يا أخي " مجدي " من شهادة أحد رؤساء لجان الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية لا أبالغ إذا قلت أنه يمثل القاعدة العامة في هذا الاستفتاء وفي كل الاستفتاءات الماضية ، الكل عندما يرتكب جريمة ولو مُكرهاً يشعر بالندم إلا حكام مصر فإنهم يفاخرون بجرمهم وينامون ملء جفونهم بعد أن ماتت ضمائرهم .

في الاستفتاء الأخير جمعتني الظروف مع رئيس لجنة مثل الذي التقى بك ، وأسمع يا أخي ما قصّه عليّ متأكداً أن سره معي لن أبوح به قال : " كنت رئيساً لأحد لجان عددها ستة في مدرسة جلسنا جميعاً نتحدث طوال يوم الاستفتاء دون أن يدخل علينا أحد نحن الستة حتى الساعة السادسة مساءاً عندما دخل علينا أحد الضباط بملابس مدنية وقال لنا : " ما هي الأخبار ؟ " ، فقلنا له : " الحال كما ترى لم يدخل علينا أحد منذ الصباح الباكر والصناديق فارغة تماماً كما تشاهد " ، فتحدث في الهاتف النقال الذي يحمله قائلاً : " كله تمام يافندم " ، وفور إتمام المحادثة فوجئنا بشابين أعادا إلى أذهاننا صورة الإنسان الأول في ضخامة عضلاته وقبح منظره أثارا الرعب في قلوبنا جميعاً ، وهنا نظر إلينا الضابط وطلب منا أن يسلمه كل منا مفتاح الصندوق الخاص به ومعداته وأن نذهب جميعاً إلى المقهى المجاور للمدرسة ولا نعود قبل الساعة السابعة ، ولم نجد جميعاً جدوى من المناقشة بعدما شاهدناه من منظر الرجلين وسلمنا جميعاً مفاتيح الصناديق والأدوات إلى الضابط إلا شاب واحد رفض ذلك فطلب منه الضابط الوقوف وحيداً ، ثم أخذه الضابط واختفى فترة وإذا بنا نسمع صوته يستغيث ثم يحضر إلينا بعد أن سلم المفتاح للضابط ولم يعد هناك موجب لسؤاله عما حدث لأن ما حدث معروف – وفي الساعة السابعة عدنا جميعاً لنجد الضابط وأعوانه قد أشروا على البطاقات جميعاً بعدد الناخبين المقيدين في الجداول ووضعوها في الصناديق الستة وطلب منا حملها إلى اللجنة العامة للفرز وهناك سُلِمت بدون أي مراجعة ، حكى لي رئيس اللجنة ذلك وأردف قائلاً : " أعلم أنك تكره التزوير وتحتقر المزورين فهل أصبحت اليوم تحتقرني ؟ " فقلت له : " وما ذنبك أنت ؟ وهل كان المطلوب منك التضحية من أجل القيام بعمل أسند إليك المفروض أن تجد العون في أدائه " .

هذه القصة وغيرها أهديها إلى اثنين ، أولهما : قاض قَبِلَ الإشراف على هذا الاستفتاء الصوري المزور لكي يعطي شهادة غير صادقة على نزاهته فساهم في تزييف إرادة أمته ، وثانيهما : حاكم مات ضميره من كثرة ما أمر بالتزوير ولن يستيقظ إلا على هذه القوانين الظالمة وقد التفت حول عنقه وكان من ضحاياها ويوم إذن يندم حيث لا ينفع الندم .