كشف خفايا حياة الشهيد القائد إسماعيل أبو شنب

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
كشف خفايا حياة الشهيد القائد إسماعيل أبو شنب
د. احمد نحر.jpg

د.أحمد بحر

القسام ـ خاص:

تخيم في هذه الأيام المباركات من كل عام ذكرى استشهاد القائد المفوه في حركة المقاومة الإسلامية حماس والمهندس الفذ إسماعيل أبو شنب لتضفي جواً إيمانياً، وعزيمة متقدة في قلوب المؤمنين، وتكبت على قلوب وصدور الصهاينة والمرجفين كسواد قطع الليل الحالك.

في هذه الذكرى العطرة كان لنا حوار خاص مع د. أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني ..... باعتباره رفيق درب الشهيد مذ كانا في الصغر إلى أن انخرطا في العمل التنظيمي وحتى الشهادة في سبيل الله.

الصلة الوثيقة بينه وبين الشهيد "أبو الحسن"

بدأ د. بحر حواره معنا بالتأكيد على الصلة الوثيقة بينه وبين الشهيد "أبو الحسن" منذ القدم فقال: "كنت أنا والشهيد "أبو الحسن" نعيش في معسكر الشاطئ للاجئين، ومن ثم انتقلنا معا إلى منطقة الشيخ رضوان في مدينة غزة".

وحول بدايات العمل الدعوي والحركي للشهيد، أوضح النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أن "أبو الحسن" بدأ عمله الدعوي والحركي منذ أوائل السبعينات، فكان كثير العطاء لدعوته وحركته، لا يعرف الكلل أو الملل.

وعن إسهامات الشهيد "أبو الحسن" في ترسيخ مبادئ الدعوة وإنشاء الجيل المسلم، قال د.بحر: " حمل "أبو الحسن" أمانة الدعوة وإيصالها إلى الناس، فكان من أبرز محطاته الدعوية جامعة النجاح في الضفة المحتلة عندما قاد العمل الدعوي هناك والتف حوله لفيف من الأكاديميين في الجامعة فجذبهم نحوه بأخلاقه الرفيعة ومعاملاته الطيبة، ووجهه الذي يشع نورا"، وواصل النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي قائلاً: "كان الشهيد "أبو الحسن" قد استغل جميع مواقعه القيادية في الدعوة إلى الله، فكان داعية في العمل النقابي عندما كان نقيبا للمهندسين، و أيضاً عندما كان يعمل مستشارا هندسيا لبلدية غزة، وحينها لم يكن رئيس البلدية يقطع أمراً إلا بعد استشارته".

ورسم د. بحر شخصية "أبو الحسن" القيادية فقال: "كان بحق "الوجه الأنور ل جماعة الإخوان المسلمين " بوجهه الذي يشع نوراً وضياءً، وبدماثة أخلاقه وحكمته ورزانته، فكان متميزا في العمل المهني، والأكاديمي، والنقابي، والخيري، إضافة إلى حنكته الشديدة في العمل السياسي، لم يعهد عليه الغضب أبدا، وكان في العواصف العاتية يحل المسائل بأريحية كبيرة وهدوء منقطع النظير، فقد كان يتمتع بعمق كبير في التفكير جعل منه شخصية متفق عليها داخل الحركة وحتى على مستوى الفصائل الفلسطينية جميعا".

اليد الحانية والقلب الرحيم

اعتقل "أبو الحسن" في السجون الصهيونية ما يزيد عن تسع سنوات فيما يعرف بضربة 89 التي اعتقل فيها شيخ المجاهدين "أحمد ياسين" وكثير من قيادات الحركة الإسلامية لأجل القضاء عليها ووأد نورها الذي لا يخبو بإذن الله تعالى، فكان "أبو الحسن" قيادياً داخل السجون.

وعن إسهاماته في العمل الخيري، أوضح د.بحر" أن الشهيد "أبو الحسن" كان نائب رئيس الجمعية الإسلامية للعمل الخيري، فكان صاحب الباع الطويل في سد رمق بعض الأسر والتخفيف عنها، يحب الجود والعطاء وتلمس الفقراء والمحتاجين، فكان بمثابة اليد الحانية والقلب الرحيم".

لقب "أبو الحسن" بشيخ المهندسين لتميزه في مهنته، يقول د. بحر: "رغم أن الشهيد كان متفرغ للعمل السياسي إلا أن المهندسين كانوا يرجعون إليه في كثير من المسائل والاستشارات الهندسية، فكان مرجعا للاستشارات لديهم يعطيهم ولا يبخل عليهم بشيء وكان بحق شيخ المهندسين".

كان من أعظم أعمال الشهيد القائد ثباته على المواقف الحركية وعدم التغيير أو التبديل، رغم تميزه بمرونة عالية تمكنه من الخوض في جميع المسائل الخلافية من أجل المحافظة على الإجماع الوطني ووحدة الشعب الفلسطيني.

يضيف النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي معدداً إنجازات الشهيد:" كان من أهم إنجازاته كلية المجتمع في غزة، فهو من وضع أساسها وأركانها حتى تمكنت من الوقوف على قدميها، فكان أول عميد لها، ونحن نراها الآن مطلباً لكثير من الطلاب لجودة تعليمها وأساسها المتين".

فرض احترامه على كل الفصائل

كان الشهيد "أبو الحسن" عضو في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم منذ أوائل السبعينات، فكان شخصية رياضية بامتياز، وكان أول مسئول في النادي الرياضي للجمعية الإسلامية.

التحق ابن الشهيد بوالده شهيدا في سبيل الله في معركة الفرقان على ذات الطريق، دليلا على صدق عائلته المجاهدة والتربية الإيمانية الجهادية الصادقة التي رباها "أبو الحسن" وزرعها في أبنائه.

ومن اللفتات الإيمانية التي كان يتمتع بها الشهيد بعض المواقف التي ذكرها د. أحمد بحر حدثت أمام عينيه من "أبو الحسن" فيقول: "عندما كان يبني "أبو الحسن" بيته في منطقة الشيخ رضوان، جاء في الصباح فوجد بعض مواد البناء قد سرقت، ووجد المقاول غاضبا جدا يسب ويشتم، فقال له الشهيد: "لم تفعل ذلك!!،إن أخذها السارق وهو محتاج لها فقد سامحته، وإن أخذها من غير حاجته فاسأل الله له الهداية"".

ومن المواقف التي تذكر بره الشديد بوالدته وحبه الكبير لها، يقول د. بحر: "ارتبط الشهيد المهندس " إسماعيل أبو شنب " بوالدته كثيرا، فكان باراً جداً بها حتى أنني كنت أتردد عليها بعد شهادة "أبو الحسن" فلم تكن تصدق أنه استشهد حتى بعد شهادته بعام كامل، فكان يطعمها بيديه ويحنو عليها كثيرا".

استشهد "أبو الحسن" في الحادي والعشرين من شهر أغسطس من العام 2003 م بقصف صهيوني غادر لسيارته يقول د. بحر: "استشهد "أبو الحسن" في يوم ذكرى حريق المسجد الأقصى المبارك ليحمل دلالات على صدق نيته"، ويضيف: "كانت عملية اغتياله ضربة للإجماع الوطني، لأنه يوم استشهاده كان متوجها للقاء يجمع الفصائل".

يقول النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي في شهادة أخيه "أبو الحسن": "شهادة المهندس "أبو الحسن" حقنت دماء المسلمين ووحدت الشعب الفلسطيني، فدمائه أحبطت مخططاً كبيراً للسلطة البائدة لضرب حركة المقاومة الإسلامية حماس واعتقال شبابها".

رغم الخلاف السياسي بين حركتي فتح و حماس إلا أن "أبو الحسن" فرض احترامه على كل الفصائل حتى التي تختلف معه، يقول د.بحر في هذا السياق: "لم يتخلف أي فصيل فلسطيني عن بيت عزاء الشهيد حتى قادة أجهزة السلطة الذين كانوا يعذبونه حضروا إلى بيت عزائه لأنه فرض احترامه على الجميع حتى خصومه".

رحل "أبو الحسن" من بين أحبابه إلى خير دار ٍعند مليك مقتدر، وترك خلفه كما يرى د. بحر "جيشاً من المجاهدين وثروةً ثقافيةً زاخرةً، وسمعةً طيبةً حتى عند ألد خصومه السياسيين"، ويستطرد: "لم تفقد الحركة الشهيد "أبو شنب" بل فقدته الأمة العربية والإسلامية، ولكن حركة حماس بطبعها حركة ولادة لا يؤثر فيها غياب القيادات، فشهادته مفخرة ل حركة حماس وللأمة الإسلامية.

ويختم د. بحر رفيق درب الشهيد بكلمات لو وزنت بجبال الأرض لزادتها بقوله: "يذهب الأشخاص وتبقى الفكرة متقدة في عقول وقلوب أبناء الحركة وأنصارها، فحركة حماس تعتمد على الفكرة وليس على الأشخاص، فالشهيد أحمد ياسين رحمه الله استشهد ولم تنته الحركة بل قويت وزادت بفضل الله تعالى فدماء الشهداء تعطي دافعاً للتقدم نحو النصر والتحرير".

المصدر

قالب:روابط إسماعيل أبو شنب