كذبة التفوق التكنولوجي لدولة الاحتلال
بقلم : خالد معالي
عودتنا دولة الاحتلال على وفرة في الأكاذيب من باب الحرب النفسية؛ كي تطيل عمر دولتها المزعومة لأطول فترة ممكنة. ولكن أن تصل فيها الأكاذيب الى حد الاستخفاف بالعالم العربي والإسلامي الذي بلغ ذروته أخيرا، فهذا تجاوز مخالف للأشياء ولا يقبله المنطق والعقل، ولا ينطلي على أحد .
فقد تناقلت وسائل الإعلام تأكيد رئيس وكالة الفضاء لدولة الاحتلال البروفيسور والميجر جنرال احتياط "يتسحاك بن يسرائيل"،قوله انه" باستطاعة قمر التجسس "أوفيك 9" رصد أحمدي نجاد وهو يحتسي قهوة تركية!". دولة الاحتلال لا تنقصها الفبركات وفن التضليل وتشكيل الرأي العام بحسب مصالحها، ولو كان حتى ما تزعمه كذبا بواحا، وجهارا نهارا، فما دام الاحتلال لديه كل هذه القدرة التقنية؛ فلماذا فشل وما زال يفشل في أمور كثيرة وعديدة نسرد جزء بسيط منها؟.
لو كانت دولة الاحتلال تملك كل هذا التفوق التكنولوجي، فلماذا عجزت وللسنة الرابعة عن معرفة مكان الجندي الأسير "جلعاد شاليط" وهو الذي لا يبعد عن دولتها الفانية سوى عدة كيلومترات قليلة؟!.
وان كانت دولة الاحتلال تراقب الجو والبر والبحر على مدار الساعة، وتدعي رؤية وسماع دبيب النملة عبر تقنيتها الحديثة، فلماذا لا تكشف طرق تسليح غزة وتحاصرها بحجة تهريب الصواريخ والتي يصل طولها وحجمها ملايين خلايا النمل الصغيرة؟!.
زعمت دولة الاحتلال إن دبابة "ميركفاه" لا يمكن تفجيرها أو اختراقها، وكانت النتيجة انه تم تفجيرها واختراق تحصيناتها المتينة، من قبل مقاومة بدائية وبسيطة في غزة خلال انتفاضة الأقصى، وذهبت مزاعم الاحتلال أدراج الرياح.
في السابق كان يعتقد البعض أن دولة الاحتلال متفوقة في المجال ألاستخباراتي، وإذا بها تخترق من قبل الفلسطينين البسطاء ومن مختلف الفصائل الفلسطينية – من فتح وحماس والجهاد والجبهتين- خلال انتفاضة الأقصى حيث وصلوا أكثر من مرة الى قلب دولته في تل الربيع "تل أبيب"وقاموا بعمليات التفجير.
حديث "نتنياهو" حول صفقة تبادل الأسرى بأنه يرفض الإفراج عن عدد من الأسرى الذين نجحوا وتمكنوا من قتل مئات الجنود؛ يكشف بشكل جلي وواضح؛ بان تقنية الاحتلال المتطورة، لم تستطع، ولم تقدر على وقف وقف نجاح الفصائل الفلسطينية في تحقيق ضربات موجعة في جسد الاحتلال المثخن.
بين فترة وأخرى تخرج علينا دولة الاحتلال بأنها استحدثت نظام قادر على اعتراض الصواريخ التي تطلق من غزة باتجاه الداخل المحتل، ويتبين مع أول صاروخ يطلق أنها تكذب وتخادع.
على مستوى المواقع الالكترونية، نجح نشيطو الانترنت في المغرب العربي أكثر من مرة في اختراق مواقع الاحتلال الالكترونية، وما زالوا يخترقوها بين فترة وأخرى دون توقف رغم مزاعم الاحتلال بتفوقه التقني.
كذبة الجيش الذي لا يقهر لتفوقه التكنولوجي وامتلاكه أسلحة لا تقهر ولا تجابه؛ باتت من الماضي؛ بعد ما حصل لدولة الاحتلال من هزيمة - وان كانت محدودة – على يد قلة من الرجال في الحرب العدوانية عام 2006 والحرب العدوانية نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 .
لا يعني مما سبق الاستخفاف بقدرة دولة الاحتلال في المجال التقني، والتقليل من قدراتها العسكرية وتفوقها التكنولوجي في مجالات معروفة؛ بل المطلوب التعامل مع قدراتها في المجالات المختلفة كما هي دون تهويل ومبالغة يصل حد الهوس؛ لان ذلك يقود دولة الاحتلال للانتصار مسبقا ودون حرب، عبر الحرب النفسية والتي هي أحد أسس الانتصار في الحروب.
صحيح انه يوجد تفوق تقني لجيش الاحتلال خاصة في مجال الطيران والطائرات بدون طيار، ولكن مع قليل من الاحتياطات الأمنية، ومعرفة نقاط ضعفها يمكن بسهولة تجاوزها والحد من قدرتها.
خلاصة القول أن دولة الاحتلال تعمل بالمثل القائل :"أكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدق الآخرون"، والآخرون هنا هم العرب والفلسطينيون. دولة الاحتلال ما عادت قوية كالسابق؛ فهي قد مرت في مرحلة التأسيس والطفولة، واجتازت مرحلة الشباب بشنها الحروب المعروفة ، وهي الآن دخلت في مرحلة الشيخوخة والانكماش والاندثار. ترى هل طورنا أنفسنا للتعامل مع الواقع الجديد، ووحدنا جهودنا في بوتقة الجسد الواحد، وأعطينا دولة الاحتلال حجمها الطبيعي كما هو دون تهويل؟.
المصدر
- مقال:كذبة التفوق التكنولوجي لدولة الاحتلالموقع:الشبكة الدعوية