قضايا الأمة في حفل الإفطار السنوي للإخوان المسلمين
بقلم:أحمد رمضان وأحمد محمود ومحمد عزت وحسين محمود
- المرشد العام يجدد الدعوة إلى الإصلاح الشامل والتصدي للهيمنة الصهيو- أمريكية
- د. عزيز صدقي يطالب بتشكيل حكومة وطنية تمثل جميع الاتجاهات السياسية
- المستشار البشري: مصر تمر بمرحلة خطيرة تتطلب من الجميع التضامن والوحدة
- نقيب الأطباء يشيد بدور الإخوان المسلمين السياسي والاجتماعي في مصر
- د. منال أبو الحسن: الأخوات المسلمات على وعي بالواقع ويؤثِّرن في المجتمع
- د. الكتاتني يدعو إلى مصالحة وطنية تجمع الجهود لإصلاح الأمة
- د. محمد حبيب: حفل الإفطار تأكيد للتعاون بين الإخوان والقوى السياسية
أقام الإخوان المسلمون حفل إفطارهم السنوي هذا العام بحضور ممثلين عن كافة الأحزاب والقوى السياسية والمثقفين ورجال الفكر والأدب والإعلام.
شهد الحفل الذي أقيم اليوم الأربعاء 4/10/2006م مواكبًا لمناسبة مرور مائة عام على ميلاد الإمام الشهيد حسن البنا تغطيةٍ واسعةٍ من جانب وسائل الإعلام العربية والعالمية.
تحدث فيه فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام والدكتور عزيز صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق والمفكر الكبير المستشار طارق البشري والدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء والشيخ السيد عسكر الذي ألقى كلمة علماء الأزهر والدكتورة منال أبو الحسن التي ألقت كلمة الأخوات المسلمات والطالب "أحمد مصطفى عادل الذي ألقى كلمة طلاب مصر وألقى الشاعر الكبير الدكتور جابر قميحة قصيدة بعنوان "رسالة إلى الإمام الشهيد حسن البنا" واختتم الحفل بكلمة للدكتور محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام.
كما حضر الحفل المفكران القبطيان الدكتور رفيق حبيب وجمال أسعد عبد الملاك. وفي كلمته دعا فضيلة المرشد العام- إلى المضي في طريق الإصلاح السياسي والتغيير الشامل في مصر والعالم العربي والإسلامي، مؤكدًا أهمية العمل على مواجهة الحلف الأمريكي الصهيوني الذي يرمي إلى الهيمنة على الأمة والسيطرة على مُقَدَّرَاتِها.
وقال فضيلة المرشد: إنَّ دعوة الإمام البنا الإصلاحية تجاوزت الحدود الوطنية والإقليمية إلى آفاق إنسانية أوسع بكثير من مثيلاتها من دعاوى الإصلاح والنهضة.
وأضاف أنَّ السمة الأبرز لدعوة الإخوان المسلمين- كما وضعها الإمام البنا- هي الجانب الخاص بالوحدة والقضاء على الفرقة والتشرذم على مختلف المستويات سواء على الصعيد السياسي أو الطائفي أو الإنساني، مشيدًا بتجربة الإمام المؤسس في الجهاد ضد الاستعمار، وبدوره البارز الذي لعبه في الجهاد في فلسطين ضد العصابات الصهيونية.
وتناول ما جرى من تطوراتٍ في مصر والمنطقة وعلى الصعيد الدولي خلال الأشهر الماضية، وقال إنَّ الإخوان قد تحملوا العبء الأساسي من النضال في سبيل الديمقراطية والإصلاح في مصر، مشيرًا إلى نكوص النظام السياسي الحاكم في مصر على وعوده بالإصلاح، مع عدم تنفيذه جوانب كبيرة ومهمة من البرنامج الانتخابي الرئاسي الذي طرحه الرئيس مبارك في انتخابات 2005م الرئاسية.
وفي السياق قال إنَّ الفساد بات العنوان الرئيسي في مصر مع تدهور مستوى المرافق العامة مما قاد إلى كوارث عديدة لاسيما في قطاع النقل البحري والحديدي، وفي الشأن السياسي عدَّد مختلف صنوف الانتهاكات التي جرت في حق المعارضة الوطنية وقوى الإصلاح في مصر من اعتقالات طالت رموزًا شريفة من الإخوان مثل الدكتور محمد مرسي والدكتور عصام العريان.
كذلك انتقد فضيلته بشدة تجديد الحكومة المصرية للعمل بقانون الطوارئ وتمرير قانون السلطة القضائية على النحو الذي يخدم استمرار سيطرة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية، فيما استمر حصار الأحزاب السياسية ومختلف منافذ التعبير عن الرأي في مصر بشكل أدى إلى تراجع مسيرة الإصلاح في البلاد، كما دعا إلى مواجهة عملية توريث السلطة في مصر بالوسائل السياسية.
وتناول المرشد العام الوضع في فلسطين والسياسة الأمريكية والصهيونية الراهنة التي ترمي إلى إجهاض تجربة حركة المقاومة الإسلامية حماس في الحكم في فلسطين، كما تطرَّق أيضًا إلى الوضع العام في العراق وأفغانستان والجرائم الأمريكية هناك، إضافةً إلى الملف اللبناني.
وفي ختام كلمته وضع فضيلته مجموعة من الاشتراطات الواجب تحقيقها للخروج بمصر والعالم العربي والإسلامي من الظرف الراهن، ومن بينها رفض التوريث والإصرار على الإصلاح السياسي والشامل في مصر ومختلف بلدان العالم العربي والإسلامي.
ودعا إلى إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد؛ تمهيدًا لإلغائها، مع أهمية تحرُّر الحكوماتِ من الهيمنة الأمريكية والصهيونية، والتصالح مع الشعوب، وتهيئتها لمقاومة المخطَّطات الأمريكيةِ.
وأكد أهمية تأييد "المقاومةِ الوطنيةِ الشريفةِ"، واعتبار قضية فلسطين قضيةَ العربِ والمسلمين الأولى، ودعمُ المقاومةِ وفكُّ الحصارِ عنها، وضرورة تقوية جامعة الدول العربية، وتفعيل اتفاقياتِها الاقتصاديةِ والسياسيةِ والعسكريةِ وغيرِها، مع ضرورة التمسك بالهوية الإسلامية والخصوصية الثقافية للأمة، مع ضرورة الانفتاح على الآخرين بالمقابل.
وأكد د. عزيز صدقي- رئيس الوزراء الأسبق- أنَّ مصرَ قد تغيَّرت في الفترة الأخيرة للأسوأ، رغم تصاعُد المطالبة بالإصلاح الحقيقي الشامل؛ حيث تعرَّضت البلاد لمجموعةٍ من الكوارث تكاد تتكرر يوميًّا؛ وهو الأمر الذي لا يخرج عن مسئوليةِ النظام الحاكم.
وأوضح أنَّ التغييرَ الذي يدَّعيه النظامُ السياسيُّ الحاكمُ ليس تغييرًا حقيقيًّا، كما يدل على ذلك تعديل المادة 76 من الدستور، الذي جاء لخدمةِ نظام الحزبِ الحاكم في مصر.
وأشار إلى أنَّ النظامَ الحالي فَقَدَ مصداقيتَه أمام الشعب المصري، مع شيوع الفساد المعلَن والمستتر والاغتصاب الذي يمارسه النظامُ بحقِّ الشعب؛ مما يتطلب عزلَ الحكومة الحالية وتشكيلَ حكومة وحدة وطنية لإدارة شئون البلد.
وفي السياق تناول د. صدقي مجموعةً من القضايا ذات الصلة بالشأن المصري في الوقتِ الراهن، مثل ملف الطاقة النووية، مطالبًا ببرنامج نووي مصري يعوِّض فقدانَ مصر لمصادر الطاقة الأخرى مستقبلاً مثل النفط.
وحيَّا د.صدقي الجيشَ المصريَّ في ذكرى انتصار رمضان/ أكتوبر 1973م، وأكد أنَّ المصريين قادرون على تكرارِ ذاتِ الانتصار على الكيانِ الصهيونيِّ في أي وقت.
وأوضح المستشار طارق البشري أن مصر تمرُّ في الوقت الراهن بمجموعةٍ من الأخطار، من بينها التهديدات الصهيونية والأمريكية للمصالح المصرية، بجانب الأزمة التي تهدد المصالح المائية.
وأرجع هذه المخاطرَ إلى أخطاءِ السياساتِ التي يتبنَّاها النظام المصري الحاكم، والتي أدَّت إلى العواقب الوخيمة الحالية التي تواجه الأمن القومي المصري.
وأوضح- في كلمته التي ألقاها أمام حفل إفطار الإخوان المسلمين- أن الديمقراطية التي تمارَس في مصر ديمقراطيةٌ غير حقيقية؛ لأنها لم تقُم على أساسٍ من القوانين والدساتير التي تحميها.
وختم البشري كلمتَه بأن ذلك كلَّه يتطلَّب من المصريين العملَ كيدٍ واحدة، والتحصُّنَ بالمناعة السياسية لمواجهة هذه الأخطار.
وقال فضيلة الشيخ السيد عسكر- عضو الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين في مجلس الشعب المصري-: إنَّ الله أكرم مصر باحتضان دين الإسلام، وقد أكرمها بأن جعل فيها قبلةَ العلم الإسلامي في العالم ألا وهو الأزهر الشريف.
وأكد فضيلته أن مصر لم تستفِد من الأزهر، وبدلاً من أن تتسع وتُعلي من شأنه راحت تضيق وتمنعه من أداء رسالته، حين صادرت أوقافَه، بجانب ما نهبته الدولة من أموال.
وأضاف أن ميزانية الأزهر قد انتقصت انتقاصًا ذريعًا هذا العام، فلم يعُد قادرًا على بناءِ معهدٍ دينيٍّ واحدٍ كما وضعت شروطًا عديدة لبناء المعاهد.
كما أنه تمَّ الانتقاص من المناهج الأزهرية؛ مما أدَّى إلى ظهور جيل من الخرِّيجين الأزهريين لا يحفظ القرآن، ولا يمكن أن يسموا بالدعاة، وأكد أنه يمتلك وثائق رسمية بكل ما صرَّح به. وأكد أن الأزهر نفسه قد صرَّح بأن أمن الدولة يسيطر سيطرةً كاملةً على مساجد مصر، وطالب في الإطار نفسه دعاةَ مصر بالتصدي لهذه المؤامرة على الأزهر الشريف، مؤكدًا أن دور الدعاة والصحوة الإسلامية سيؤديان إلى كشف الفساد والتصدي له.
وأشاد الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء وعضو مجلس الشعب المصري بالدور الذي يلعبه الإخوان المسلمون في الحياة السياسية والاجتماعية المصرية وعلى مستوى العالم العربي والإسلامي بأسره، ووجَّه التحيةَ إلى كلٍّ من الدكتور محمد مرسي والدكتور عصام العريان المعتقلين حاليًا خلف القضبان زورًا وبهتانًا.
وقال إنَّ الدكتورَ عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد والأمين العام لاتحاد الأطباء العرب قد لعب دورًا كبيرًا في مجال الإغاثة الإنساني من خلال لجنة الإغاثة بالاتحاد والدكتور عبد القادر حجازي؛ حيث قدَّم الجميع أداءً غير عادي في هذا المجال في كلٍّ من فلسطين ولبنان وأندونيسيا وغيرها من بلاد العالم العربي والإسلامي.
ووجه تحيةً خاصةً للدكتور محمد مرسي خلف القضبان على الدورِ الكبير الذي لعبه في قيادةِ الكتلة البرلمانية للإخوان في الدورة البرلمانية الماضية.
وأشاد في السياق نفسه بأداء الكتلة البرلمانية للإخوان في الدورةِ الحالية لمجلس الشعب وقال: إنَّ إخوان الـ88 على قدرٍ كبيرٍ من المسئوليةِ والنقد الموضوعي.
ودعا الحكومة المصرية لفك الحصار المفروض على الإخوان بزعم أنها جماعةٌ غير شرعيةٍ تريد تفكيك النظام، مؤكدًا أنَّ هذا كله كلامٌ مرسلٌ لا أساسَ له من الصحة.
وأكدت الدكتورة منال أبو الحسن- أستاذة الإعلام- أنَّ المرأةَ في المجتمع الإخواني ذات دورٍ فاعلٍ ومؤثرٍ في المجتمع المحيط بها، مشيرةً إلى أنَّ لهذه المرأةِ رسالةً واحدةً هادفةً تستطيعُ من خلالِها نشْرَ الإسلامِ وتربية الأجيال الجديدة على الفضائل.
وقالت-: إنَّ الإسلامَ أتاح للمرأةِ المشاركةَ الاجتماعيةَ؛ حيث "جعلَها زوجةً وشريكةً وشقيقةً للرجلِ في تحمُّلِ المسئولياتِ والقيامِ بالواجباتِ" إلى جانب مهامِّها الأسرية، مشيرةً إلى أن ذلك لا يمنع المرأة بأي حالٍ من الأحوال من أن تُمارس شعائر دينها والمشاركة في فعل الخيرات.
وأكدت أنَّ المجتمعَ الإخواني هو تطبيقٌ للنموذج الإسلامي؛ حيث يتَّسم بالترابط، وخاصةً في وقتِ الأزمات، وهي السمات التي يندر وجودها في المجتمعاتِ الإنسانيةِ حاليًا، وألقت الضوءَ على المكانةِ التي تتمتع بها المرأة في المجتمع الإخواني، مشيرةً إلى أنها تتمتع بِكَمٍّ كبيرٍ من "الحبِّ الذي يؤلِّفُ بين القلوبِ".
وأوضحت أن المرأة الإخوانية قد حصلت على الإعداد المتواصل خلقيًّا وفكريًّا وماديًّا وعقديًّا ونفسيًّا، بالإضافة إلى تمتعها بالفهم الصحيح للدين الإسلامي الذي يُشكِّل رؤيةً متكاملةً للحياة الإنسانية، وهو ما يساعدها على تنفيذ تلك المهام المنوطة بها، كما أنَّ الأخوات المسلمات يتمتعن بـ"فرصةٍ لتنميةِ ثقافتِهِنَّ، وترشيدِ أفكارِهنَّ، وأفكار مَن يتعاملْنَ معهن، من خلالِ قاعدةٍ واسعةٍ عريضةٍ للفكرِ، ودعوةٍ صحيحةٍ للإسلامِ، بعيدةٍ عن التحيُّزِ والتطرفِ والجهلِ".
وأشارت إلى أن المسعَى الأول للمرأة في مجتمع الإخوان المسلمين هو إصلاح النفس على أن يأتي بعده إصلاح المجتمع بالنظر إلى أنَّ هذا التدرُّجَ يؤهِّلها إلى أن تكون قادرةً على الإصلاحِ الاجتماعي، وفق أسسٍ راسخةٍ ومنطلقاتٍ إيمانيةٍ عميقة حازتها بعدما حقَّقت الإصلاح الذاتي، موضحةً أن الأخت المسلمة حريصةٌ على الاهتمام بشئون المسلمين بعيدًا عن التقوقع حول الذاتِ؛ باعتبارها جزءًا من أمةٍ لا فردًا في ذاتها.
وأكدت أن أمهات الإخوان يربِّين أبناءَهن على الوسطية والاعتدال دون إفراط ولا تفريط؛ وذلك "حتى لو قُدِّر لهنَّ العيشُ في ظلِّ حكوماتٍ استبداديةٍ، تَنتهكُ حقوقَ الإنسانِ، وتستبيحُ حرياتِ المواطنينِ"، مشيرةً إلى أنَّ ذلك يُلقي عليهن المزيد من الواجبات وهي السعي إلى "إيجادِ الحكومةِ العادلةِ التي تطبِّقُ شرعَ اللهِ في كلِّ مناحي الحياةِ".
وفي هذا الإطار أكدت أن المرأة في جماعة الإخوان المسلمين شاركت في الانتخاباتِ البرلمانيةِ الأخيرةِ و"أحرزَت نجاحًا حقيقيًّا لَمَسَه الشارعُ المصريُّ بأكملِه"؛ حيث إن المرأة في الإخوان سعَت من خلال ترشيح نفسها إلى "التمثيلِ الحقيقيِّ للجماهيرِ بشتَّى فئاتِها وطوائفِها" دون أن تتأثر بعملياتِ التزوير التي جرت في الانتخابات، موضحةً أن المرأةَ في جماعةِ الإخوان "ناخبةٌ واعيةٌ، تشاركُ في الإدلاء بصوتِها، وتصرُّ على أخذِ حقِّها السياسيِّ، حتى في أجواءِ العنفِ السياسيِّ المنظَّمِ".
وبالإضافةِ إلى ذلك فإن المرأة الإخوانية قامت بالعديد من النشاطات السياسية الفاعلة، ومن بينها الخروج في مسيراتِ الدفاع عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ضد الرسوم المسيئة.
وفي نهاية الكلمة أكدت د. منال أبو الحسن أن المرأةَ تواجهُ العديدَ من التحديات العالمية، ومن بينها الحصار في العراق وفلسطين، إلى جانب التمييز من جانب بعض الحكومات، فيما يتعلق بالعملِ والدراسةِ وميادينِ العملِ السياسيِّ والإعلاميِّ والتعليميِّ؛ وذلك بسبب ارتدائها الحجابَ، بالإضافةِ إلى العنفِ السياسيِّ والضغطِ النفسيِّ، وخاصةً "عندما تُقتحم البيوتُ وتُنتهك الحرماتُ بعد منتصفِ الليل"، وطالبت القُوى السياسيةَ والوطنيةَ بالوقوفِ بجانبِ المرأةِ "لتنتصرَ على الظلم وتحصل على حقوقها".
دعا الدكتور محمد سعد الكتاتني- رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب المصري- النظام الحاكم وجميع القوى السياسية إلى العمل الجادِّ على عقد مصالحةٍ وطنيةٍ تجمعُ العقولَ والقلوبَ والجهودَ في وعاءِ مصلحةِ الأمةِ، وتؤدِّي إلى توافقٍ وطنيٍّ يكون قادرًا على مواجهةِ التحدياتِ الداخليةِ والخارجيةِ.
وقال إن نواب الكتلة استخدموا جميع الوسائل البرلمانية المتاحة آخذين العهدَ على أنفسهم أن يكونوا خير ممثلين للشعب تحت قبة البرلمان.
وأضاف أن الكتلة حرصت خلال دور الانعقاد الأول البالغ عددها 121 جلسةً، على الوجود بكامل تشكيلِها جميعَ جلساتِ المجلسِ، وقد أدَّى هذا الوضعُ إلى أن أصبحت الأغلبيةُ حريصةً على حَشْدِ أعضائها، خاصةً عند مناقشةِ مشاريعِ القوانينِ والاتفاقياتِ الدوليةِ التي تريدُ تمريرَها، كما نجحت المعارضةُ- وعلى رأسِها كتلةُ الإخوانِ- في تحقيقِ الأغلبيةِ العدديةِ في الكثيرِ من الجلساتِ.
وأشار إلى أن الكتلة نجحت في التأثيرِ في قرارِ الأغلبيةِ، خاصةً عند مناقشةِ مشروعِ قانونِ المنطقةِ الحرةِ ببورسعيد؛ مما أجبرَ الحكومةَ على سحبِ المشروعِ، وإعادةِ مناقشتِهِ وتقديمِهِ للبرلمانِ من جديدٍ، ومشروعِ قانونٍ يُيَسِّرُ توصيلَ المرافقِ للعقاراتِ المبنيةِ في الأماكنِ المرخَّصةِ والعشوائيةِ، ومشروعِ قانونِ المناقصاتِ والمزايداتِ.
وأكد الكتاتني أن كتلة الإخوان تقدَّمَت بـ38 مشروعَ قانونٍ، كان أهمُّها مشروعَ قانونِ السلطةِ القضائيةِ، ومشروعَ قانونِ منعِ حبسِ الصحفيين في قضايا النشرِ، ومشروعَ قانونٍ لإلغاءِ الحبسِ الاحتياطيِّ، ومشروعَ قانونِ تنظيمِ الأحزابِ السياسيةِ، ومشروعَ قانونِ رفعِ الحدِّ الأدنَى لمعاشِ الضمانِ الاجتماعيِّ.
وفي مجالِ الأداءِ الرَّقابيِّ استخدمَ نوابُ الإخوانِ جميعَ الآلياتِ الرقابيةِ، بل وأعادوا الحياةَ لبعضِ موادِّ اللائحةِ الداخليةِ للمجلسِ، والتي لم تُستخدَمْ منذ عِقدَيْنِ ونصف، هي عمرُ اللائحةِ نفسِها.
ومن جهةٍ أخرى وجه الكتاتني تحيةً خاصةً إلى فرسان البرلمان الشُّجعان، الذينَ هم اليومَ خلفَ القضبانِ، يدفعونَ ثمنَ شجاعتِهم وإخلاصِهم لوطنِهم وصدْعِهم بكلمةِ الحقِّ، قائلاً: أحيِّي الأخَ البرلمانيَّ اللامعَ الدكتور محمد مرسي- رئيسَ الكتلةِ البرلمانيةِ السابقَ، كما أحيِّي الدكتور عصام العريان، وكذلك شيخَ البرلمانيِّين المعاصِرين الشيخ لاشين أبو شنب.. أحييهم جميعًا هم وجميعَ زملائهم المحبوسين فداءً لمصرَ، وعلى رأسِهم المجاهدُ الدكتور محمود عزت- الأمينُ العامُّ لجماعةِ الإخوانِ المسلمين، سائلاً اللهَ عز وجل أن يفكَّ أسْرَهم جميعًا.
وأشار الكتاتني إلى أن دور الانعقاد الثاني لمجلس الشعب والذي من المقرَّرِ أن يبدأَ في أوائلِ نوفمبرَ القادم، وسيَشهدُ إقرارَ جملةٍ من التعديلاتِ الدستوريةِ، موضحًا أن الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين قدَّمت رؤيتَها حولَ التعديلاتِ الدستوريةِ بعد دراسةٍ مستفيضةٍ، وأخذت في اعتبارِها ما يَصبُو إليه الشعبُ المصري ويأملُه.
وقال إنَّ الكتلةَ تقدَّمت للمجلسِ بمذكرةٍ تشملُ 13 إلغاءً و23 تعديلاً، تناولت السلطةَ التشريعيةَ وعلاقتَها بباقي السلطاتِ، لا سيما السلطة التنفيذية؛ استنادًا إلى النظامِ النيابيِّ البرلمانيِّ، والذي يقومُ على ثنائيةِ السلطةِ التنفيذيةِ؛ بحيثُ لا ينفردُ رئيسُ الدولةِ باختصاصاتٍ وقراراتٍ دونَ موافقةِ مجلسِ الوزراءِ والوزراءِ المختصِّين، والذين يخضعون للمساءَلةِ السياسيةِ الكاملةِ أمامَ البرلمانِ.
كما شملت التعديلاتُ المقترَحَةُ استقلالَ السلطةِ القضائيةِ استقلالاً حقيقيًّا، من خلالِ قضاءٍ موحَّدٍ، يختصُّ دونَ سواهُ بالفصلِ في أيِّ نزاعٍ، أيًّا كانت طبيعتُه وأطرافُهُ، ويُهيمنُ على شئونِهِ مجلسُ القضاءِ، الذي يضمَن تشكيلُهُ هذا الاستقلالَ، ويَحُولُ دون صورِ التدخلِ في شئونِهِ من السلطةِ التنفيذيةِ، كما شملت التعديلاتُ العلاقةَ بين رئيسِ الدولةِ وباقي السلطاتِ.
إن الشعبَ المصريَّ يترقَّبُ- وبحذَرٍ شديدٍ- التعديلاتِ الدستوريةَ المرتقَبةَ، ولا تنطلي عليه الحِيَلُ القانونيةُ أو الدستوريةُ التي تمهِّد لعمليةِ التوريثِ قبل الوصولِ إلى مرحلةِ الديمقراطيةِ الكاملةِ، الأمرُ الذي لا يؤدِّي إلا إلى مزيدٍ من الاحتقانِ في الشارعِ المصريِّ.
وأضاف رئيس الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين أن المشكلة واضحة، وحلولها سهلة وميسورة، وتتمثل في الآتي: عدم وجود إرادةٍ سياسيةٍ جازمةٍ نحو الإصلاحِ السياسيِّ والانتقالِ إلى الديمقراطيةِ؛ مما يقتضي إلغاءَ حالةِ الطوارئِ فورًا، دونَ الحاجةِ إلى قانونٍ جديدٍ للإرهابِ، وإلغاء قانون الأحزاب، والسماح لكلِّ القُوى السياسيةِ بتشكيلِ أحزابِها السياسيةِ، وعدم التدخل في شئونِ تلك الأحزابِ، والسماح بحرياتٍ للمجتمعِ الأهليِّ: نقاباتٍ عماليةٍ ومهنيةٍ واتحاداتٍ طلابيةٍ وجمعياتٍ أهليةٍ حقوقيةٍ واجتماعيةٍ، وإصدار قانونٍ عاجلٍ للإدارةِ المحليةِ، يسمح بمزيدٍ من اللامركزيةِ، ويعطِي المجالسَ الشعبيةَ الحقَّ في امتلاكِ ميزانياتٍ حقيقيةٍ، والإشرافِ الفعليِّ على الإدارةِ المحليةِ التنفيذيةِ، وعدم التلكؤ في ذلك، وقبول الإرادةِ الشعبيةِ واحترامها ولو جاءت على عكسِ الإرادةِ الرئاسيةِ أو ضدَّ رغباتِ الحزبِ الوطنيِّ.
وطالب الكتاتني بالانتقالِ السلميِّ للسلطةِ كمخرجٍ للوطنِ من أزماتِه، مع ضماناتٍ جادَّةٍ وحقيقيةٍ لحياةٍ ديمقراطيةٍ سليمةٍ، تضمنُ دورانَ السلطةِ عبْرَ الانتخاباتِ الحرَّةِ النزيهةِ، واحترام السلطةِ القضائيةِ، والفصل التام بين السلطاتِ التنفيذيةِ والتشريعيةِ والقضائيةِ، واحترام رقابةِ بعضِها على بعضِ، هذا إذا صدُقت النياتُ.
وأكد طلاب مصر على أهمية إطلاق حرية العمل الأكاديمي في الجامعات المصرية مع إتاحة الفرصة أمام الطلاب في الجامعات في صدد تطوير لائحة طلابية تخدم مصالح الطلاب والجامعة في مصر، منتقدين في ذات الوقت سيطرةَ الأمن على العمل الأكاديمي في مصر، مع تغلغل مبدأ الدولة البوليسية في كافة مناحي العمل الجامعي في البلاد.
وانتقد طلاب مصر- في كلمتهم التي ألقاها نيابةً عنهم الطالب أحمد مصطفى عادل (هندسة عين شمس)- تردِّي الوضع العلمي والأكاديمي في الجامعات المصرية مع قضاء الحكومة البوليسية الراهنة في مصر على كافة الأنشطة النافعة داخل الجامعات المصرية، بما في ذلك تقييد حرية التعبير لدى الطلاب داخل الجامعات، حتى فيما يتعلق برفض الاحتلال الصهيوني وممارساته في فلسطين المحتلة، رغم ما كفله الدستور من حقوقٍ للمواطنين للتعبير عن آرائهم بشكلٍ سلمي بمختلف الوسائل التي كفلها لهم القانون.. كل ذلك أدى إلى خروج مصر وجامعاتها من سباق التقدم العالمي، مع انتشار العديد من الظواهر السلبية بين الشباب داخل الجامعات المصرية.
وفي هذا الصدد قال ممثل طلاب مصر: "لماذا؟ وبمباركة مَن يستمر مسلسل الفساد الإعلامي الذي ألقى بظلاله على الشباب في الجامعات، فكانت الظواهر الدخيلة على مجتمع الشباب، كالزواج العرفي، وتعاطي المخدرات، وثقافة التغريب، وتقديم قدوات شائهة كنماذج باهرة للشباب؟! لماذا أصبحوا ينظرون إلى الطلاب على أنهم أقل مَن أن يشاركوا في مستقبل بلادهم؟!".
وطالبت كلمة الطلاب بإتاحة الفرصة أمام شباب هذا الوطن والأمة العربية والإسلامية للتعبير عن آرائهم والقيام بدورهم في مسيرة الإصلاح والتقدم.
وأكد الدكتور محمد السيد حبيب- النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين- أن حفل إفطار الإخوان المسلمين السنوي قد نجَحَ هذا العام في تحقيق أهدافه على المستوى السياسي والاجتماعي؛ حيث عكس مشاعر الحب والتعاون والتواصل بين الإخوان وكافة القوى السياسية الوطنية الأخرى.
وأضاف- أن الحفل نجح في قهر العناد والاستبداد والفساد القائمين في مصر، وأشاد بالروح التي سادت حفل الإفطار؛ الأمر الذي يستدعي التعاون بين كل المخلصين في خدمة هذا الوطن.
ووجَّه نائب المرشد العام التحيةَ إلى معتقلي الإخوان المسلمين في السجون المصرية، وكذلك إلى الأسرى الفلسطينيين لدى الكيان الصهيوني، كما قدَّم الشكرَ إلى كل الذين لبُّوا دعوة فضيلة المرشد العام لحضور هذا الحفل
- المصدر :قضايا الأمة في حفل الإفطار السنوي للإخوان المسلمين موقع إخوان أون لاين
