قصيدة تاج المدائح في وصف الحبيب محمد صلى الله عليه
بقلم : الدكتور الشيخ عائض القرني
أنصت لميميةٍ جاءتك من أَمَمِ
- مُدادها من معاني نون والقلمِ
سالت قريحةُ صبٍّ في محبتكم
- فيضاً تدفق مثل الهاطلِ العممِ
كالسيل كالليل كالفجر اللحوح غدا
- يطوي الروابي ولا يلوي على الأكمِ
أجش كالرعد في ليل السعود ولا …
- يشابه الرعد في بطش وفي غشمِ
كدمع عيني إذا ما عشت ذكركم
- أو خفق قلب بنار الشوق مضطرمِ
يزري بنابغة النعمان رونقها
- ومن زهير ؟ وماذا قال في هَرِمِ
دع سيف ذي يزنٍ صفحاً ومادحه
- وتبّعاً وبني شداد في إرمِ
ولا تعرج على كسرى ودولته
- وكل أصْيد أو ذي هالة ٍوكمي
وانسخ مدائح أرباب المديح كما
- كانت شريعته نسخا لدينهمِ
رصّع بها هامة التأريخ رائعة
- كالتاج في مفرق بالمجد مرتسمِ
فالهجر والوصل والدنيا وما حملت
- وحب مجنون ليلى ضلة لعمي
دع المغاني وأطلال الحبيب ولا
- تلمح بعينك برقا لاح في أضمِ
وأنس الخمائل والأفنان مائلة
- وخيمة وشويـهات بذي سلمِ
هنا ضياء هنا ريٌ هنا أملٌ
- هنا رواء هنا الرضوان فاستلمِ
لو زينت لامرء القيس انزوى خجلا
- ولو رآها لبيد الشعر لم يقمِ
ميمية لو فتى بوصير أبصرها
- لعوذوه برب الحل والحرمِ
سل شعر شوقي أيروي مثل قافيتي
- أو أحمد بن حسين في بني حكمِ
ما زار سوق عكاظ مثل طلعتها
- هامت قلوب بها من روعة النغمِ
أثني على من ؟ أتدري من أبجلهُ ؟
- أما علمت بمن أهديته كلمي
في أشجع الناس قلبا غير منتقم
- وأصدق الخلق طرّا غير متهمِ
أبهى من البدر في ليل التمام وقل
- أسخى من البحر بل أرسى من العلمِ
أصفى من الشمس في نطقٍ وموعظةٍ
- أمضى من السيف في حكم وفي حكمِ
أغرّ تشرق من عينيه ملحمةٌ
- من الضياء لتجلو الظلم والظلمِ
في همة عصفت كالدهر واتقدت
- كم مزقت من أبي جهل ومن صنمِ
أتى اليتيم أبو الأيتام في قدرٍ
- أنهى لأمـته ما كان من يتمِ
محرر العقل باني المجد باعثنا
- من رقدة في دثار الشرك واللممِ
بنور هديك كحلنا محاجرنا
- لما كتبنــا حروفا صغتها بدمِ
من نحن قبلك إلا نقطة غرقت
- في اليم بل دمعة خرساء في القدمِ
أكاد أقتلع الآهات من حُرَقي
- إذا ذكرتُك أو أرتاعُ من ندمي
لما مدحتك خلت النجم يحملني
- وخاطري بالسنا كالجيش محتدمِ
أقسمتُ بالله أن يشدو بقافيةٍ
- من القريض كوجه الصبح مبتسمِ
صه شكسبير من التهريج أسعدنا
- عن كل إلياذة ما جاء في الحكمِ
الفرس والروم واليونان إن ذكروا
- فعند ذكراه أسمال على قزمِ
هم نمقوا لوحة للرق هائمة
- وأنت لوحك محفوظ من التهمِ
أهديتنا منبر الدنيا وغار حرا
- وليلة الـقدر والإسراء للقممِ
والحوض والكوثر الرقراق جئت به
- أنت المزمل في ثوب الهدى فقمِ
الكون يسأل والأفلاك ذاهلةٌ
- والجنّ والإنس بين اللاء والنعمِ
والدهر محتفلٌ والجو مبتهجٌ
- والبـدر ينشق والأيام في حلمِ
سرب الشياطين لما جئتنا احترقت
- ونار فارس تخبو منك في ندمِ
وصُفّدَ الظلم والأوثان قد سقطت
- وماء ساوة لما جئت كالحممِ
قحطان عدنان حازوا منك عزتهمُ
- بك التشرف للتأريخ لا بهمِ
عقود نصرك في بدرٍ وفي أحدٍ
- وعدلنا فيك لا في هيئة الأممِ
شادوا بعلمك حمراء وقرطبة
- لنهرك العذب هبّ الجيل وهو ظمي
ومن عمامتك البيضاء قد لبست
- دمشق تاج سناها غير منثلمِ
رداء بغداد من برديك تنسجهُ
- أيدي رشيد ومأمون ومعتصمِ
وسدرة المنتهى أولتك بهجتها
- على بساط من التبجيل محترمِ
دارست جبريل آيات الكتاب فلم
- ينس المعلم أو يسهو ولم يهمِ
اقرأ ودفترك الأيام خُط به
- وثيقة العهد يا من بر في القسمِ
قربت للعالم العلوي أنفسنا
- مسّكتنا متن حبل غير منصرمِ
نصرت بالرعب شهرا قبل موقعة
- كأنّ خصمك قبل الحرب في صممِ
إذا رأوا طفلا في الجو أذهلهم
- ظنّوك بين بنود الجيش والحشمِ
بك استفقنا على صبح يؤرقه …
- بلال بالنغمة الحرّى على الأطمِ
إن كان أحببت بعد الله مثلك في
- بدوٍ وحضرٍ ومن عربٍ ومن عجمِ
فلا اشتفى ناظري من منظرٍ حسنٍ
- ولا تفوه بالقول السديد فمي
المصدر
- مقال:قصيدة تاج المدائح في وصف الحبيب محمد صلى الله عليهموقع:نافذة مصر