قصقصة ريش الإخوان

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
قصقصة ريش الإخوان

28 يونيو 2009

بقلم: عماد الدين حسين

منذ ثلاثة أشهر تقريبا والحزب الوطنى يسرب كل يوم معلومة أو شائعة عن قرب حل مجلس الشعب قبل انتهاء مدته القانونية فى خطوة تستهدف شكلا زيادة مقاعد المرأة بعد التعديل الأخير، وتهدف فى المضمون إلى إبعاد غالبية المعارضين فى خطوة أخيرة نحو ا نتقال هادئ قدر الإمكان للسلطة.

الحزب الوطنى يسرب الخبر فى الصباح، لكنه يحرص بدأب شديد على نفيه ليلا قبل أن تشرق شمس اليوم التالى.

الذى ينفى يعرف تمام العلم أن زميلا له قد سرب، بل يحدث أحيانا أن الذى ينفى خبرا ما يكون هو نفسه من سربه.. الأمر برمته أقرب إلى لعبة أعصاب يجرى عبرها جس نبض الشارع والقوى السياسية ــ إذا جاز لنا القول أن هناك شارعا أو قوى سياسية ــ لمعرفة مدى تقبلهم لحل المجلس من جهة، وإجراء انتخابات مبكرة أو لفكرة انتقال السلطة من جهة أخرى.

عندما نشرت «الشروق» فى بدايات صدورها قبل شهور خبرا بأن هناك نية لحل مجلس الشعب، سارع الجميع لاتهامنا بشتى التهم المهنية بل اعتبرنا البعض مجانين.. الآن صارت قصة الحل هى ــ اللعبة الوحيدة فى السوق ــ كما يقولون فى الغرب.

وبالطبع ولأن مصادر المعلومات الحقيقية والكبيرة فى مصر قليلة للغاية وشحيحة، فإن فكرة الخبر المؤكد والموثق من مصدرين رئيسيين يكاد ينعدم فى هذه الحالة، وبالتالى فالذين يصرون على نفى صحة القصة يظل موقفهم سليما حتى لو تكررت مظاهر ومؤشرات تدل على أن الحل قريب.

فى ظل غيبة المعلومات الموثقة لا يصبح أمام الصحفيين وسائر الإعلاميين سوى التخمين، وهنا الخطورة، فالبعض ــ تأخذه الجلالة ــ ويسرح بخياله، ثم يترجم كل ذلك إلى موضوع مكتوب، قد لا يمت للحقيقة بصلة، وعندما يحدث ذلك فإن الحكومة والحزب الوطنى الحاكم لا يمكنهما سوى أن يلوما نفسيهما.

لأنه عندما ترفض الإجابة على الأسئلة الكبرى لا تدع أمام الإعلاميين سوى التخمين. وعندما تغيب الشفافية تنمو بذور التخمينات التى قد تولد المعلومات المغلوطة والقصص المشوهة.

كثيرون قرأوا أمس خبر اعتقال عبدالمنعم أبوالفتوح وبقية زملائه من الإخوان المسلمين. فى إطار أنه أحد أكثر المؤشرات على قرب حل مجلس الشعب. هؤلاء يرون أن المسألة باختصار أن قرار الحل سيصدر عندما يكون قد تم تمهيد الأرض كاملة للانتخابات البرلمانية المقبلة.

فكرة هؤلاء هى استمرار «قصقصة ريش الإخوان المسلمين» حتى إذا أقبلت الانتخابات لا يعودون قادرين على التحليق والطيران لأكثر من عشرة أو عشرين مقعدا.

«القصقصة» يمكن ترجمتها فى استمرار القبض على الكوادر والنشطاء من الصف الثانى حتى الرابع، ولا مانع من اعتقال قادة الصف الأول طالما كان ذلك داخلا فى استراتيجية القصقصة، لكن لا أحد فى الحزب الوطنى أو حتى أجهزة الأمن قادر على إخبارنا أو الإجابة عن السؤال الرئيسى وهو «هل تضمن كل هذه الإجراءات ألا تتفاجأ الحكومة بالإخوان وقد جهزوا لها صفا خامسا رجالا ونساء للانتخابات المقبلة.

كل ذلك يظل محض تخمينات، والقاعدة الصحيحة الوحيدة فى مصر هى «أن كل شىء جائز» وبالتالى فالتكهنات مستمرة حتى يخرج من بيده القرار ليحسم الأمر.. وبعدها يمكن إلهاء الناس بقصة جديدة.

المصدر