قصص جميلة عن العدل الغائب

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
قصص جميلة عن العدل الغائب

01-06-2013

بقلم: خالد إبراهيم

جاء في كتاب "جدد حياتك" للشيخ محمد الغزالي: "إن القاضي النزيه هو من يكمل بنزاهته نقص القانون الذي يحكم بت، أما القاضي الجائر فهو يستطيع الميل بالنصوص المستقيمة".

ولما رأيت تألم الشرفاء لغياب العدل في بلادنا وجدت أنه من المناسب أن نقوم بسرد بعض القصص الجميلة للعدل من تاريخنا المضيء لعلها تكون تسلية للمحزونين.

كتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه يطلب مالاً كثيرًا ليبنى سورًا حول عاصمة الولاية فأجابه عمر ماذا تنفع الأسوار؟ حصنها بالعدل، ونقِّ طرقها من الـظـلم.

سرقت امرأة أثناء فتح مكة، وأراد الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن يقيم عليها الحدَّ ويقطع يدها، فذهب أهلها إلى أسامة بن زيد وطلبوا منه أن يشفع لها عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى لا يقطع يدها، وكان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يحب أسامة حبَّا شديدًا، فلما تشفع أسامة لتلك المرأة تغير وجه الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وقال له: (أتشفع في حد من حدود الله؟!). ثم قام النبي- صلى الله عليه وسلم- فخطب في الناس، وقال: (فإنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله (أداة قسم)، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها.

جاء رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- وقال له: يا أمير المؤمنين، لقد تسابقتُ مع ابن عمرو بن العاص وإلى مصر، فسبقتُه فضربني بسوطه، وقال لي: أنا ابن الأكرمين.

فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص: إذا أتاك كتابي هذا فلتحضر إلى ومعك ابنك، فلما حضرا أعطى عمر بن الخطاب السوط للرجل المصري ليضرب ابن عمرو قائلاً له: اضرب ابن الأكرمين.

في عهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أسلم رجل من سادة العرب، وذهب للحج، وبينما كان يطوف حول الكعبة، داس رجل على طرف ردائه، فضربه على وجهه ضربة شديدة، فذهب الرجل إلى عمر بن الخطاب، واشتكى له، فطلب عمر- رضي الله عنه- إحضار الضارب، فلما حضر أمر عمر الرجل أن يقتص منه بأن يضربه على وجهه مثلما فعل معه، فقال متعجبًا: وهل أستوي أنا وهو في ذلك؟ فقال عمر: نعم، الإسلام سوَّى بينكما.

ذات يوم، اختلف الإمام علي- رضي الله عنه- مع يهودي في درع (يُلبس كالرداء على الصدر في الحروب)، فذهبا إلى القاضي، وقال الإمام علي: إن هذا اليهودي أخذ درْعِي، وأنكر اليهودي ذلك، فقال القاضي للإمام علي: هل معك من شهود؟ فقال الإمام علي: نعم، وأحضر ولده الحسين، فشهد الحسين بأن هذا الدرع هو درع أبيه.

لكن القاضي قال للإمام علي: هل معك شاهد آخر؟ فقال الإمام علي: لا.

فحكم القاضي بأن الدرع لليهودي؛ لأن الإمام عليا لم يكن معه من الشهود غير ولده.

فقال اليهودي: أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فقضى على أمير المؤمنين ورضى.

صدقتَ والله يا أمير المؤمنين.. إنها لدرعك سقطتْ عن جمل لك التقطتُها؛ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. فأعطاه الإمام على الدرع فرحًا بإسلامه.

المصدر