قراءة في الجرائد

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

ننتقل إلى صحيفة " الأهرام الحكومية ، إذ اتفق مكرم محمد أحمد مع إبراهيم عيسى في أن الفاسدين يحظون بحماية رسمية ، لكن سقف النقد لدى مكرم توقف عن الحكومة فقط ، دون التطرق لمؤسسة الرئاسة ، حيث كتب يقول " أعتقد أن من واجب الحكومة ومسئوليتها أن تستعيد ممدوح إسماعيل صاحب العبارة الكارثة الذي هرب في وضح النهار‏,‏ وان تبذل في سبيل تحقيق ذلك جهدا شفافا علنيا‏,‏ يبدأ من إبلاغ الانتربول الدولي إلي استخدام كل الأساليب الدبلوماسية كي ترفع عن نفسها تهمه التواطؤ علي هروبه أو تهريبه التي أصبحت جزءا من اعتقاد الشارع المصري‏,‏ إن لم يكن جزءا من اعتقاد كل مواطن‏,‏ ليس فقط لأن للرجل صلات قوية بمسئولين كبار يعتقد كثيرون أنهم سهلوا له عملية الهروب إلي الخارج‏,‏ ولكن لأن الرجل لم يخرج بليل‏,‏ ولم يتسلل عبر الحدود‏,‏ ولكنه خرج في وضح النهار‏,‏ وعلي رؤوس الأشهاد من مطار القاهرة أكثر منافذ مصر انضباطا‏,‏ وبعد دقائق من إقلاع طائرته كانت مصر بأكملها تعرف أن ممدوح إسماعيل قد سافر إلي لندن بينما سيطرت مشاعر الدهشة علي الجميع‏!‏

وما من شك في أن جميع ممثلي أجهزة الرقابة الموجودة في مطار القاهرة قد أبلغت إدارتها حركة الرجل لحظة بلحظة منذ وصوله إلي المطار حتى لحظة إقلاع طائرته بما يؤكد أن الحكومة تعلم وتعرف‏,‏ وأنها لم تعترض علي السفر‏,‏ ربما بحجة عدم صدور قرار من النائب العام بمنعه من السفر انتظارا لنتائج التحقيق في حادث غرق العبارة الذي راح ضحيته أكثر من ألف مصري‏,‏ وربما لأن طرفا في الحكومة علم وآثر ألا يبلغ‏!‏ لأنه من المستحيل أن يصدق أحد أن الهروب تم بدون علم طرف فاعل في الحكومة‏.‏ وأن المسئول عن الهروب هو الغفلة والإهمال والتسيب‏!‏ "

وأضاف مكرم " إذا كان صحيحا ما يقوله البعض‏,‏ أن الرجل قد قبل سفره وعدا بأنه يسافر لاستعجال تعويضات ضحايا العبارة‏!(!)‏ وأنه لابد عائد‏,‏ فلمن قدم ممدوح إسماعيل هيا الوعد؟ وهل وكان الوعد بالعودة موثقا‏,‏ أم أنه وعد شفهي قبله المسئول الحكومي ثقة في الرجل‏,‏ الذي كان يعرف ما يعرفه كل المصريين الآن من أن عبارته تجاوزت عمرها الافتراضي‏,‏ وأنها لا تصلح للإبحار‏,‏ وأن وسائل الإنقاذ تكاد تكون منعدمة‏,‏ وأنها تفتقد كل شروط الصلاحية والأمان‏,‏ وأن استمرارها في العمل علي هذا الخط الملاحي المهم جريمة لا تغتفر‏.‏

ماذا يفيد رفع الحصانة عن العضو المحترم بعد أن هرب‏,‏ خصوصا أن الحكومة تلتزم الصمت الكامل‏,‏ وكأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيها‏!‏ ولست أعرف ما هي أسباب هذا الصمت المريب‏,‏ لكن الذي اعرفه علي وجه اليقين أن مثل هذه التصرفات تعكس لدي الرأي العام المصري أحساسا باستهانة الحكومة بمشاعر المواطنين وحقوقهم‏,‏ وأن تراكم هذه المشاعر يأكل مصداقيتها‏,‏ ويقلل من جدية عزمها علي محاربة الفساد‏,‏ ويطلق شائعات وأقاويل لا مبرر لها‏.‏ من فضلكم‏ ،‏ نريد معرفة الحقيقة دفاعا عن مصداقية الحكم وليس مصداقية الحكومة "‏.


نعود مجددا إلى " المصري اليوم " ، حيث يبدو أن مجدي مهنا لم يستطع الصمت على السياسة الحكومية في التعامل مع أزمة أنفلونزا ، لافتا إلى أن الحكومة دعت المواطنين للتخلص من الدواجن لمنع انتقال المرض للبشر ، لكن تدمير الثروة الداجنة لم يحل دون حدوث ذلك ، وكتب يقول " في تبرير الحكومة لدعوة المواطنين للتخلص من الطيور التي لديهم ، أكدت على لسان أكثر من مسئول بها أن حياة مواطن واحد أهم من ملايين الطيور التي تم ذبحها وإعدامها والتخلص منها وكنوع على تأكيد حرصها على حياة المواطنين ، أعلنت عن فرض غرامة مالية كبيرة قدرها عشرة آلاف جنيه لمن يخالف ذلك ، ولأننا نخشى الحكومة ، ولأن خيبة الأمل راكبة جمل ، نزلنا ذبحا وإعداما وحرقا في الطيور التي لدينا والبعض منا ألقى بها في الشوارع حتى لا تضبطه الحكومة .

لكن كل هذه الملايين من الطيور التي ذبحت وأعدمت بدون داع ، ونتيجة جهل الحكومة وجهلنا ، وحالة الفزع التي أصابتها أو التي تظاهرت بها وأصابتنا معها ، لم تحصنا من مرض أنفلونزا الطيور ، وأعلن منذ أيام عن وفاة إحدى السيدات وبعدها بيومين أعلن عن وجود أربع إصابات أخرى والصحف تتحدث عن عشرات الحالات في المستشفيات تحت الملاحظة والاختبار وإجراء الفحوص وربما بعد أسبوع واحد أو أسبوعين سيتم الإعلان عن عشرات ومئات الحالات الجديدة " .

وأضاف منها " إذن حرص الحكومة ومبالغتها في إظهار هذا الحرص لم يكن في محله ولم يكن له ما يبرره بدليل ظهور المرض في العديد من الحالات حتى الآن وهي القائلة : إن حياة مواطن واحد أهم من ملايين الطيور التي أعدمت ، الحكومة الآن واقعة في حيص بيص ، لكنها لا تستطيع أن تطالب بإعدام المصريين الذين أصيبوا بالمرض ولا بضرورة التخلص منهم بالذبح أو بالحرق أو بإلقائهم في الشوارع ولا تستطيع فرض غرامة مالية كبيرة على كل من أخفى إصابة أحد المواطنين بالمرض وإلا ضحكت عليها الحكومات الأخرى .

والحكومة وحدها لا تتحمل المسئولية كاملة ، فنحن بجهلنا وبسلوكياتنا وعاداتنا السيئة نتحمل قدرا من المسئولية معها ، لكنها – أي الحكومة – تتحمل المسئولية الأكبر في تدمير ثروتنا الداجنة بلا مبرر وبلا سبب معقول ، بدليل أن هذا التدمير وهذا الخراب الذي لحق بهذه الصناعة وتشريد أكثر من 2 مليون عامل لم يوفر لنا الحماية من الإصابة بالمرض "


نتحول إلى صحيفة " الأهرام " ، إذ أن الفشل الحكومي لم يتوقف عند ملفات الداخل فقط ، حيث انتقد سلامة أحمد سلامة بشدة فشل السياسة الخارجية لمصر في إدارة ملف العلاقات مع إيران ، وكتب يقول " السؤال الذي يطرح نفسه هو أين ذهبت الدول العربية؟ وإذا كانت واشنطن لم تجد حلا للأزمة العراقية غير الاعتراف بالدور الإيراني‏,‏ سواء كان لاقتسام النفوذ أو للدفاع عن المصالح الأمريكية‏..‏ فلماذا لا تتعاون الدول العربية مع إيران للوصول إلي حلول تخدم مصالحها‏,‏ وتقاوم التدخل الأجنبي‏,‏؟ .

لقد ساعد النهج البراجماتي للسياسة الأمريكية علي الاقتناع بضرورة إعادة النظر في تعقيدات الوضع العراقي من خلال البوابة الإيرانية‏,‏ وقد يطلق البعض علي هذه السياسة أسلوب العصا والجزرة في التعامل مع إيران‏,‏ ولكنها في كل الأحوال أفضل من التعامل الأمريكي مع العرب بأسلوب العصا وحدها‏.‏ حيث أقصي العرب من الساحة العراقية صفر اليدين‏ .

وأضاف سلامة " ربما كان من أهم أسباب الإخفاق العربي في العراق‏ ، ‏فشل سياسة مصر الخارجية في التعامل بروح ايجابية مع النظام الإيراني‏,‏ والتنسيق معه في المشاكل المشتركة التي تمس المصالح العربية والمصرية‏.‏ وقد انعكس هذا الفشل في صورة تضارب في التوجهات‏,‏ سواء بالنسبة لسوريا ولبنان أو بالنسبة للمشكلة الفلسطينية‏,‏ بل فيما يتعلق بالقضية الجوهرية الخاصة باحتكار إسرائيل للسلاح النووي وضرورة إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ـ فقد انحازت مصر للموقف الأمريكي‏,‏ وأبقت علي علاقاتها مع إيران مجمدة دون سبب واضح طوال أكثر من ربع قرن‏..‏ وهو رقم قياسي في العلاقات مع دولة إسلامية إقليمية تمثل أحد أركان المعادلة الشرق أوسطية‏.‏

وبالرغم من المحاولات الإيرانية المتكررة لتطبيع العلاقات مع مصر‏ ، فقد آثرت مصر لأسباب غير مفهومة أن تتوجه بالتطبيع إلي إسرائيل‏,‏ وأن تتعامل مع إيران كما تعاملت معها أمريكا باعتبارها محور الشر‏.‏ علي أنه من الواضح أن مصر لم تجن من هذه السياسة العقيمة شيئا‏,‏ بل ربما أسهمت بذلك في ضياع مصالحها في العراق وفي قسم لا يستهان به من مصالحها في الخليج "‏.‏

نختتم جولة اليوم من صحيفة " الوفد " المعارضة ، ومع الكاتب الساخر عبد الباري عبد النبي ، الذي كتب يقول " الفراخ أصابتها الأنفلونزا، واللحوم الحمراء أصابتها الحمي القلاعية، والخضروات والفواكه حافلة بالمواد المسرطنة، حتى الطعمية تباع محشوة بالبانجو.. فشكراً للحكومة، لأنها بكرمها حرصت، علي أن يظل.. الفول في يد الجميع! ". .