قاطع دستور الضرار2013 .. بقلم الشيخ عبد المنعم عماشه

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
قاطع دستور الضرار2013 .. بقلم الشيخ عبد المنعم عماشه

بتاريخ : الاثنين 13 يناير 2014

الحمد لله رب العالمين، أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده الله ورسوله وصفيُّه من خلقه وخليله، جاء من قِبَل ربه هاديًا ومبشِّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.ثم أما بعد

فإنه بعد هذا الانقلاب العسكري الدموي الذي أتى على كل صور الشرعية بالمحو والإزالة ,ودعوة الانقلابيين ‘الى خارطة الطريق ومنها وثيقة يسمونها دستور الشعب-(كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)(الكهف: من الآية5)وهذا المشهد يجعلني أستدعى من الماضي من خلال سيرة الرسول (ص) موقف أبو عامر الراهب وقصة مسجد الضرار:-

وما أدراك ما قصة مسجد الضرار ؟

وما هي أهداف القائمين عليه؟

وما هى المرحلة التاريخية لذلك أو بمعنى آخر ما هى الظروف التى كانت تمر بها أحوال المسلمين فى ذلك الوقت ولماذا اختار أبو عامر الراهب هذا التوقيت؟

وغيرها من الأسئلة التى لو قمت بعمل اسقاط على واقعنا المعاصر وأزمة ما نحن فيه وما تمر به أحوال مصر ما كان عليك –أخى الكريم إلا أن تضع أسماء مكان أخرى وترى أن الصراع بين المشروع الإسلامى الذى كان يقوده النبى (ص) وبين المشروع الذى كان يتبناه المنافقون بقيادة أبى عامر الراهب ومن ورائهم الروم مساندين وداعمين لمشروعهم الفكرى والعقدى الذى قد يتوافق مع المشروع الذى يريد تنفيذه أبو عامر الراهب !!

و كيف أن أبا عامر المعاصر زين له شيطانه مع بقية الأبالسه ما سيقومون به من أجل الشعب وحقناً للدماء وغير ذلك من زخرف القول الذى زينه له شيطانه مثلما قال أبو عامر الماضى - أنهم بنوه للضعفاء منهم وأهل العلة في الليلة الشاتية,وتعالوا نستدعى من السيرة النبوية هذا المشهد كما جاء فى المصادر

إن أعجب ما تفتقت عنه حيل المنافقين في مكرهم وكيدهم للإسلام والمسلمين بالمدينة المنورة، أن يبنوا مسجدا يلتقون فيه تحت ستار العبادة ورغبتهم في الخير، حيث ذهبوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في طريقه إلى غزوة تبوك ليصلي بهم فيه، فاعتذر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وأرجأ ذلك لحين عودته ..وفي أثناء عودة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة راجعا من تبوك نزلت عليه هذه الآيات: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُّحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } (التوبة: 107-108) .وذكر ابن كثير في تفسيره قصة مسجد الضرار بتمامها في سبب نزول هذه الآيات :

" .. أنه كان بالمدينة رجل من الخزرج يقال له أبو عامر الراهب، وكان قد تنصر في الجاهلية وقرأ علم أهل الكتاب، وله شرف في الخزرج كبير، فلما قدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مهاجرًا إلى المدينة واجتمع المسلمون عليه، وصارت للإسلام كلمة عالية، وأظهرهم الله يوم بدر، شرق اللعين أبو عامر بريقه، وبارز بالعداوة وظاهر بها،

وخرج فارًّا إلى كفار مكة من مشركي قريش، فألبهم على حرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فاجتمعوا بمن وافقهم في أحياء العرب فكان من أمر المسلمين ما كان، وامتحنهم الله عز وجل، وكانت العاقبة للمتقين، وكان هذا الفاسق قد حفر حفائر فيما بين الصفين فوقع في إحداهن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصيب ذلك اليوم فجرح وكسرت رباعيته اليمنى والسفلى،

وشج رأسه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ، وتقدم أبو عامر في أول المبارزة إلى قومه من الأنصار فخاطبهم، واستمالهم إلى نصره وموافقته، فلما عرفوا كلامه قالوا: لا أنعم الله بك عينا يا فاسق يا عدو الله، ونالوا منه وسبوه، فرجع وهو يقول: والله لقد أصاب قومي بعدي شر، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد دعاه إلى الله قبل فراره وقرأ عليه القرآن، فأبَى أن يسلم وتمرد، فدعا عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يموت بعيدًا طريدًا فنالته هذه الدعوة، وذلك أنه لما فرغ الناس من أحد، ورأى أمر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ارتفاع وظهور،

ذهب إلى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فوعده ومَنَّاه، وأقام عنده وكتب إلى جماعة من قومه الأنصار من أهل النفاق والريب يعدهم ويمنيهم بجيش يقاتل به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويغلبه ويرده عما هو فيه، وأمرهم أن يتخذوا له معقلا يقدم عليهم فيه من يقدم من عنده لأداء كتبه، ويكون مرصدا له إذا قدم عليهم بعد ذلك .

فشرعوا في بناء مسجد مجاور لمسجد قباء، فبنوه وأحكموه وفرغوا منه قبل خروج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى تبوك، وجاءوا فسألوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يأتي إليهم فيصلي في مسجدهم، ليحتجوا بصلاته فيه على تقريره وإثباته، وذكروا أنهم بنوه للضعفاء منهم وأهل العلة في الليلة الشاتية، فعصمه الله من الصلاة فيه فقال: إنا على سفر، ولكن إذا رجعنا إن شاء الله .فلما قفل ـ عليه السلام ـ راجعًا إلى المدينة من تبوك ولم يبق بينه وبينها إلا يوم أو بعض يوم، نزل عليه جبريل بخبر مسجد الضرار، وما اعتمده بانوه من الكفر والتفريق بين جماعة المؤمنين في مسجدهم ـ مسجد قباء ـ الذي أُسِّس من أول يوم على التقوى، فبعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى ذلك المسجد من هدمه قبل مقدمه المدينة .. " .

ويقول ابن تيمية : " وكان مسجد الضرار قد بني لأبي عامر الفاسق الذي كان يقال له أبو عامر الراهب، وكان قد تنصر في الجاهلية، وكان المشركون يعظمونه، فلما جاء الإسلام حصل له من الحسد ما أوجب مخالفته للنبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ وفراره إلى الكافرين، فقام طائفة من المنافقين يبنون هذا المسجد، وقصدوا أن يبنوه لأبي عامر هذا، والقصة مشهورة في ذلك، فلم يبنوه لأجل فعل ما أمر الله به ورسوله بل لغير ذلك ".

لقد أراد المنافقون ببناء هذا المسجد تقوية النفاق والمنافقين، والإعداد لمحاربة المسلمين، والتفريق بين المؤمنين، وقد خيَّب الله مسعاهم، وأبطل كيدهم بأن نهى نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الصلاة فيه، فقال تعالى: { لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً }(التوبة: من الآية108)، ومن ثم فما قام به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأمر بهدمه وإزالته هو التصرف الأمثل .

لقد سلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع المنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام طريق اللين والإغضاء، يقبل منهم أعذارهم على ضعفها وكذبها، فإذا وقع أحدهم في خيانة ربما تهدر دمه، تجاوز عنه حتى لا يقال: إن محمدا يقتل أصحابه، وما هم من صحبته في شيء، ولكن هكذا ربما يقول الناس .. ولو كان في هؤلاء المنافقين خير لأسرهم هذا الحلم والعفو والخلق النبوي، ولأقبلوا على الإسلام، غير أن هذا الأسلوب الكريم من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يزدهم إلا جرأة على نفاقهم وباطلهم، ومن ثم لم يبق بد من كشف خبثهم ومؤامراتهم .

الدروس المستفادة:-

1- وفي قصة مسجد الضرار ظهر أن الكفر كله ملة واحدة، والكافرون أولياء بعض، وقد تبين هذا في موقف أبي عامر الفاسق، إذ غضب غضبا شديدا، وتألم لهزيمة المشركين في بدر، فأعلن عداءه للرسول، وتوجه إلى مكة يحث أهلها على قتال المسلمين، وخرج مقاتلا معهم في أحد، وحاول تفتيت الصف الإسلامي، ثم ذهب إلى هرقل ملك الروم ليتحالف معه ويتقوى به، وصدق الله تعالى: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ }(الأنفال: من الآية73) .وأصحاب دستور الضرار ينهارون لوصول التيار الاسلامى للحكم ويستغيثون بأباما وظهر ذلك على لسان الزند قبح الله وجهه, وما صرح به أحد الصهاينة بأن السيسى قدم لهم أكثر مما كانوا يحلمون به من التصدى للحكم الاسلامى بقيادة الرئيس مرسى .

2- وهكذا حاول المنافقون ـ كعادتهم ـ الكيد والـتآمر على الإسلام والمسلمين ببنائهم لهذا المسجد، لأسباب مقنعة في الظاهر ـ من التيسير على ضعفاء المسلمين ـ، وهو أسلوب ماكر خبيث قد ينطلي على كثير من الناس، كما يفعل المنافقون وأعداء الإسلام اليوم .(مفيش لهم صدر حنون وأخشى من حرب أهلية ...وأن الدستور السابق طائفى لا يعبر إلا عن الاسلاميين و لا يعبر عن كل الشعب الخ افتراءات السيسى والمتآمرين معه ضد الشرعية

أيها الأحبة:-

مسجد الضرار ليس حادثة في المجتمع الإسلامي الأول انتهت وانقضت، بل هي فكرة ومؤامرة مستمرة، يُخَطط لها، وتختار الوسائل الدقيقة لتنفيذها، في صور كثيرة ومختلفة، فلا يزال أعداء الإسلام ـ من المنافقين والمبشرين وغيرهم ـ يقيمون أماكن ظاهرها البناء والخير والإصلاح، وباطنها حرب على الله ورسوله، وهدفها الطعن في الإسلام، وتشكيك المسلمين في معتقداتهم، وإبعادهم عن قيمهم وآدابهم، فيقيمون مدارس باسم التعليم ليتوصلوا بها إلى بث سمومهم بين أبناء المسلمين، وصرفهم عن دينهم، ويعقدون الندوات والمنتديات باسم الثقافة والتطوير،

والغرض منها خلخلة العقيدة في القلوب، والقضاء على القيم في النفوس، ويبنون مستشفيات باسم المحافظة على الصحة والخدمات الإنسانية، والغرض منها التأثير على المرضى والفقراء وصرفهم عن دينهم، وقد اتخذوا من البيئات الجاهلة والفقيرة - لاسيما في بلاد إفريقيا - ذريعة للتوصل إلى أهدافهم ومؤامراتهم الخبيثة ..وتوجد أندية الروتارى الماسونية وغيرها

3- استغلالهم للدين للتأثير على الناس بعدما كانوا يعيبون على الاسلاميين ذلك- وأصحاب دستور الضرار يستغلون مفتى مصر السابق وشيخ الأزهر أحمد الطيب وتواضرس وما يسمى حزب النور وبعد الشخصيات الأزهرية المنبطحة ووزارة الأوقاف كذلك وهو نفس أسلوب أبى عامر الفاسق لكى يحقق مكاسب بين أفراد المسلمين.

4- ومن ثم فعلى المسلمين أن يأخذوا من سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الدروس والعبر التي تساعد الأمة على معرفة الطريق إلى عز الإسلام والمسلمين، من خلال معرفة عوامل النهوض والنصر، وأسباب السقوط والهزيمة، ويتعرفون على هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تعامله مع الأعداء، وتربيته للأفراد، وبنائه للدولة .

أخوة الاسلام :- نرى أن هذا دستور الراقصات وغير المؤهلين كالمسجد الضرار وما قام به السيسى –عليه من الله ما يستحق بسفكه الدم الحرام واحداثة لمقدمات الحرب الأهلية وكل ادعاءاته لما قام به كنفس الادعاءات التى ذكرها أبو عامر الراهب حين أراد بناء مسجد الضرار

    • وأخيرا نتمنى من الشعب المصرى الوطنى الأصيل أن يدرك حجم المؤامرة على مصر وخطر ما يقوم به السيسى وأعوانه لمناصرة المشروع الصهيونى والعلمانى على حساب المشروع الإسلامى ويوجب علينا أن نقاطع الدستور وعدم المشاركة فى هذه المسرحية الهزلية التى تتسبب فى خراب مصر ودمارها ولا حول ولا قوة إلا بالله ,فاللهم احفظ وأهلها من كيد أبى عامر الفاسق فى ثوبه الجديد والمتآمرين معه وانصر احق وأهله وفك أسر المأسورين وانشر بفضلك وكرمك العد ل والحرية والأمن والإيمان فى بلادنا وبلاد المسلمين جميعاً آمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

المصدر