في فهم ما كتبه وائل غنيم - أحمد عبد الحميد
7/2/2014
1. بعد 3 يوليو، اختفيت عن المشهد و سافرت لاعترافي بالفشل في كل الطرق.
2. قبل 3 يوليو، و على الرغم من تأكيدي على نجاح الثورة أولا و ثانيا، و أن العودة لنظام الحزب الواحد و القمع مستحيلة... إلا أنني التزمت الصمت، و رحلت عن البلاد مع حملة الاعتقالات بعد الانقلاب العسكري.
3. لم أخون أحدا، و إلتزمت القانون، ومع ذلك دعوت لانقلاب عسكري (غير دستوري و غير قانوني)، و لم أنطق بحرف يعارض تبعاته، على الرغم من ظهوري في أول فيديو "تحريضي" لفعل ثوري أصوره بنفسي.
4. تذكرون كم تألمت لمقتل أكثر من 700 مصري في 25 يناير، التي لم تكن فتنة، بكيت علنا ، ولكني التزمت الصمت قبل و بعد مقتل أكثر من أضعاف نفس العدد بعد 3 يوليو مخافة "الفتنة".
يجب أن تصدق وائل. لأنه -فيما أظن- صادق. ولكن يجب أن تسأل أسئلة بسيطة لنفسك، لا لوائل:
1. هل 25 يناير لم تكن فتنة، بينما مقتل الناس فيما بعد الانقلاب فتنة؟
2. هل كانت عملية انتخاب مرسي دستورية و قانونية، و سليمة، و أن الانقلاب العسكري الذي لم يحدث ولو لمرة واحدة في تاريخ أمريكا هو عمل غير دستوري و غير قانوني أم لا؟ ألم يكن يعرف وائل ذلك؟
3. هل غاب عن أكثر الوطنيين سذاجة، بما فيهم عبد الفتاح السيسي، مغبة دخول الجيش المشهد؟
4. فيما تلا خطاب السيسي مباشرة، هل كان وائل يعي معنى: تعطيل الدستور المستفتى عليه، و حل مجلس الشورى، و تحديد خارطة طريق بدون الرجوع للشعب، و تشكيل لجنة لكتابة الدستور بدون الرجوع للشعب، و بدون "انتخاب". هل كان يعي أي شخص لديه عقل وقتها أن ما تم الإعلان عنه هو إنقلاب على العملية الديمقراطية برمتها، و تجاوز دستوري و قانوني فج، وقبل حتى حملة الاعتقالات و تجاوزات القتل و التنكيل في كل مصر... لماذا لم يتحدث وائل وقتها بأن كل ذلك لم يكن من مطالب 30 يونيو أساسا؟!
أظن أن وائل مخلص، ولكن لا أعذره في صمته يوم 3 يوليو نفسه، لأن ما تم تجاوزه في هذا اليوم وحده كان كافيا بأن يرفض التجاوزات القانونية و الدستورية التي ينادي هو بالالتزام بها.
في رقبته، و رقبة من أيدوا إعلان 3 يوليو عن علم و وعي بالذي يحدث، ما تم من سرقة للإرادة الشعبية. و في رقبة عوام الناس الذين لم يدركوا ذلك إلا بعد رؤيتهم قتل الناس الأبرياء، و برروا الدم لأنفسهم بأي كذبة، حتى يناموا على أسرتهم، هانئين، بينما يقبع أهلينا و إخواننا و أصدقائنا و أهليهم... في السجون... إن لم توافهم رصاصة القدر... أو السذاجة.
المصدر
- مقال:في فهم ما كتبه وائل غنيم - أحمد عبد الحميدموقع:شبكة رصد الإخبارية