في ذكرى استشهاد القائد المؤسس.. الشهيد جمال الحبّال وإخوانه

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
في ذكرى استشهاد القائد المؤسس.. الشهيد جمال الحبال وإخوانه


بقلم: الشيخ جمال الدين شبيب

أن يكتب الشهداء الأحياء عن إخوانهم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمضوا وسبقوا على درب الشهادة, فهذا لطف إلهي يستوجب شكر المنعم سبحانه الذي منّ علينا بتدوين تاريخ إخواننا وحفظه أن ينتهبه البعض أو يدّعيه من ليس أهله ولا يسير مسيرتهم.

في مثل هذا التاريخ العظيم ارتقى ثلاثة من المجاهدين شهداء, بعد معركة طاحنة مع جيش الاحتلال بمنطقة القيّاعة في صيدا, كانوا يستعدون للمواجهة بصبر وإيمان في منزل أحدهم الشهيد محمد على الشريف كان أشبه الناس بالشيخ محرم العارفي مربي الشهداء وأسد أنصار وعتليت والجورة..

أما الثاني، فكان في عمر الورود «محمود زهرة», الله يا محمود أتذكر يوم كنت إلى جواري تقود سيارة واصطدمت بسيارة أخرى عند تقاطع كورنيش المزرعة في بيروت، حزنت يومها لأن السيارة لم تكن سيارتك, واستسمحت صاحب السيارة المصدومة بخجل وصدمتني بشبابك الغض المسلح صاحب الأخلاق مع الناس, ألست تربية جمال الحبال.

آه ياجمال من طول السفر وقلة الزاد, إخوانك على العهد ما غيّروا وما بدّلوا, رحمك الله يوم قلت للأخ بدر الدين في ملحمة أبيه, يوم قال لك: نحن نجاهد ونسجن ونستشهد وغيرنا سيضيّع جهادنا هباءًًُ, فأجبته: جهادنا لله، وفي سبيل الله، نقوم بواجبنا الإلهي, أما الأخرون فلو كان جهادنا لأجلهم لما كان جهاد..

اليوم، بعد 26 عاماً، ماذا بقي من معركة القياعة, العميل الذي وشى بكم فر مع جيش الاحتلال في 16 شباط 1985 بعد أقل من سنة على شهادتكم..

وموشيه أرينز وزير دفاع العدو الذي جاء بالطوافة ليكحل عينيه بشهادتكم، طواه سجل الهزائم ونسيه الحاضر والماضي.

وقوات الفجر ما زالت شامخة، مقاومة إسلامية وجدت لتبقى، وستبقى ولن تضيع البوصلة, طليعة في الجماعة الإسلامية إلى من يحمل الراية ويتابع المسيرة, ويقوم بواجب الجهاد.

دمكم أزهر مؤسسات اجتماعية وسياسية، نواباً وقادة..

لم يختلف الناس عليكم في حياتكم، فرقتهم الدروب بعد استشهادكم، لكننا على عهدكم باقون ولشهادتكم حافظون، وستبقى الجماعة وطليعتها «قوات الفجر» تياراً نهضوياً يسري في روح هذا الشعب يحييه بالقرآن العظيم ويقود نحو العزة والكرامة والتحرير.

سلام الله عليكم في يوم استشهادكم.

قائدي وأخي جمال، «البندقية» التي استلمتها منك صيف عام 1979 أعدتها لكم صيف عام 1981 قبل سفري لطلب العلم الشرعي في بلاد الحجاز..

ويوم أنتهيت وحملت الاجازة في الدعوة والإعلام ورغبت في متابعة دراستي، خاطبني عميد القبول في جامعتي الحبيبة.. ماذا تريد من الدراسات (العليا)! اذهب إلى جنوب لبنان، خذ «كلاشن» وقاتل مع إخوانك..

وكان للعميد ما أراد، ولئن طالت الرحلة 22 عاماًُ من عام 1986 حتى 2009.. فليهنأ صديقنا العميد، فقد عملت بنصيحته، وها أنا أبحث عن «كلاشن» لأتابع مسيرتكم يا جمال, فمن يملكه ليخوض به غمار الذود عن حياض المقاومة وسلاحها وشعبها, في وجه الغدة السرطانية وتوابعها، فأنا جاهز لاستلامه من جديد.

المصدر