في اليوم العالمي لحرية الصحافة .. تقيد حريات وتكميم أفواه
صحفيون ضد التعذيب
صحافة كلمة في طياتها الكثير من المعاني وأمنية للكثيرين الحالمين بدخول بلاطها، لكن هل فكر أحدنا كيف سينتهي به المطاف هل مقتولاً أم مسجوناً أم معتدي عليه ومنبوذا في كل مكان؟
في اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق 3 مايو من كل عام وفقاً لما أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 , تخليداً لإعلان “ويندهوك ” الذي أقيم برعاية اليونسكو، والذي حث في وثيقته علي تشجيع الدول الإفريقية علي إتخاذ كفاة الضمانات الدستورية التي تكفل حرية الصحافة، وبالرغم من مرور 22 عام من إدراج الوثيقة مازلنا نبحث عن الحريات مازال الصحفيون يقبعون خلف السجون لا يعلم عنهم أحد شيئا
وأصبح الصحفيين يواجهون كل يوما ًمصير مجهول يزج بهم في صراعات ليسوا طرفا فيها، ويتم استهدافهم جسدياً ومعنويا ًفقط من أجل عملهم في بلاط صاحبة الجلالة، ولكن إلي متي ستدير صاحبة الجلالة وجهها عن ابناءها؟
“حسبنا الله ونعم الوكيل”، كانت هذه هي الكلمات التي قالتها والدة عبد الرحمن عبد السلام ياقوت مصور موقع كرموز السكندري الذي ألقي القبض عليه يوم 21 مارس الماضي، أثناء تغطيته لمحاولة حرق نقطة شرطة “معاذ فوزي” بالهانوفيل وتم اقتياده لقسم شرطة الدخيلة، حيث وجهت له النيابة اتهامات “الانضمام لجماعة الإخوان” والإعتداء على الحقوق والحريات ومحاولة قلب نظام الحكم والتظاهر بدون ترخيص وحيازة مفرقعات” في المحضر الذي يحمل رقم 8558 لسنة 2015 وقالت شقيقته:”أخي ليس له أي علاقة بجماعة الإخوان, كان فقط يؤدي عمله الصحفي, مضيفة أن شقيقها تم تجديد حبسه 3 مرات باتهامات لا تتعلق بعمله الصحفي، كما أنها تتمني الإفراج عن شقيقها عبد الرحمن و أحمد فؤاد وشوكان وكافة الصحفيين المحبوسين”.
وببالغ الحزن أعرب محمد أبو زيد شقيق المصور الصحفي محمود أبو زيد الشهير بـ”شوكان”, عن أسفه الشديد لما يحدث مع شقيقه قائلا:”لا تعليق .. مفيش أي كلام يتقال, أصبحت الكلمات لا تفيد ولا تغير من الواقع شيئا، فالوضع يبقي كما هو عليه, فحالة شوكان النفسية تزداد سوءاً جراء ما يعانية منذ أكثر من 620 يوما بدون اي ذنب”
وبرسالة من زنزانه عفنه خلف قضبان سجن طره يبعث بها المصور الصحفي محمود أبو زيد “شوكان” يطالب وسائل الإعلام والصحفيين في كل أنحاء العالم بدعمه، والوقوف بجانبه والضغط علي الحكومة المصرية لإطلاق سراحه، شوكان يستغيث، ويطالب الجميع بمساعدته.
وتقول والدة أحمد فؤاد مراسل موقع كرموز السكندري صاحب الـ 19عاما ًالمحبوس منذ 25 يناير 2014 أثناء تغطيته لأحداث الذكري الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير “إبني متماسك لأنه علي يقين أنه بريء ولم يفعل شيئا، تم تأجيل قضية لأربع مرات منذ بدأ أولي جلسات المحاكمة في 14 ديسمبر 2014 ، وحتي جلسته القادمة بتاريخ 7 يونيو المقبل”.
وأضافت والدة مراسل موقع كرموز قائلاً ” تم تجديد حبسه لمدة 10 شهور بشكل إداري وبعدها تم إحالة قضيته للجنايات، ومن ثم بدأت الجلسات، وفي كل مرة يتم تأجيل الجلسة لتعذر حضور المتهمين بسبب تأخر وصول المحبوسين لقاعة المحاكمة، علي الرغم أن محاميه قدم كافة الأوراق التي تثت عمله الصحفي، وقدمنا شهادة حسن سير وسلوك من كلية العلوم التي يدرس بها في السنة الثانية، لكنه مازال محبوسا بسجن برج العرب”.
وواصلت الأم حديثها قائلة ” إبني لم يقترف ذنباً حتي يتم الزج به في قضايا ليس له أي علاقة بها، حيث يحاكم بتهم بينها الإنضمام لجماعة إرهابية وقطع الطريق العام واتلاف ممتلكات عامة وخاصة وتكدير الامن والسلم العام”.
واختتمت والدة الصحفي أحمد فؤاد حديثها “أتمني من الله الافراج عن إبني وعن باقي الصحفيين وأدعوا لهم دائماً, ولو اتظلموا في الأرض ففي حكم عدل في السماء”.
وفي ذكري اليوم العالمي لحرية الصحافة يعلق ضياء علي شقيق الصحفي محمد علي حسن علي ما يعانيه شقيقه قائلاً:” أقول لكم يجب أن تنكس أعلام الصحافة في العلم لما يحدث من انتهاك لحريات الصحفيين في مصر، انتظروا أن يصيبكم ما أصاب الصحفيين المعتقلين من انتهاك لحقوقهم وحريتهم في مهنتهم، بل وانتهاك حقوق مسكنهم”
ويتابع:” يجب أن يقف الجميع يداً واحدة للدفاع عن حقوق الصحفيين في حرية التعبير والرأي لأنهما أساس العمل الصحفي”.
وكانت قوات الأمن ألقت القبض على الصحفي محمد علي حسن من منزله فجر يوم الخميس 11 ديسمبر الماضي، ووجهت له النيابة عدة إتهامات بينها الانضمام إلى جماعة أُسست على خلاف القانون تهدف لعرقلة مؤسسات الدولة، والمساس بالحريات العامة، والترويج بالكتابة لأغراض الجماعة التي تعرض حياة المواطنين للخطر، وعرقلة ممارسة السلطات العامة لأعمالها، والتحريض على التظاهر دون إخطار للإخلال بالأمن العام وتعطيل الانتاج، وتلقي أموال من الخارج لتحقيق جرائم التحريض على مقاومة السلطات، وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام، وإساءة استخدام وسائل الاتصال الدولية في القضية التي تحمل رقم 24464 لسنة 2014 جنح العجوزة.
وفي السياق ذاته قضت محكمة جنايات القاهرة في إبريل الماضي ، بالسجن المؤبد ضد صحفيّى شبكة رصد “عبد الله الفخراني ، سامحي مصطفي” ومحمد العادلي المذيع بقناة أمجاد, في القضية المعروفة إعلامياً بـ “غرفة عمليات رابعة, بعد أن ” وجهت لهم, اتهامات الإنضمام لجماعة أسست على خلاف القانون،الإشتراك في إتفاق جنائي الغرض منه محاولة قلب دستور الدولة وشكل حكومتها بالقوة، التخريب العمد لمبانى وأملاك عامة ومخصصة لمصالح حكومية ولمرافق ومؤسسات عامة، إذاعة أخبار وبيانات وإشاعات كاذبة في الخارج حول الأوضاع الداخلية للبلاد بأن بثوا عبر شبكة المعلومات الدولية وبعض القنوات الفضائية مقاطع فيديو وصورًا وأخبارًا كاذبة، حيازة أجهزة بث إرسال واستقبال دون الحصول على التصريح بذلك من الجهات المختصة بغرض المساس بالأمن القومي.
فمنذ سنوات وحتي الآن يعيش الصحفيون واقعا مأساويا،ً أمهاتهم ثكلي وأباءهم عاجزون عن فعل شيء، وأشقاءهم يتحملون هموما ً أكبر مما يستطيعون.
المصدر
- مقال:في اليوم العالمي لحرية الصحافة .. تقيد حريات وتكميم أفواهموقع: مرصد صحفيون ضد التعذيب