في الذكرى الثانية لإعدام صدام

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
في الذكرى الثانية لإعدام صدام


بقلم : خالد معالي

مع صبيحة يوم عيد الأضحى قبل عامين ولأمة المليار والنصف قامت أمريكا وأعوانها بإعدام صدام حسين، ضاربة بعرض الحائط مشاعر الأمة العربية والإسلامية وكأنها غير موجودة ولا يوجد لها أدنى اعتبار. إعدام الرئيس العراقي صدام حسين في ذكراه الثانية تبين أن لها تداعيات معقدة ما زالت تنعكس بشكل متتالي ومتراكم حتى اللحظة.

إعدام الراحل صدام حسين اتضح أن الهدف من وراءه كان سلب خيرات العراق ونفطه، وإبقاء الأمة العربية والإسلامية متخلفة ضمن فكر عقائدي يحمله الصهاينة الجدد في أمريكا الذين ينظرون للأحداث بمنظار عقائدي " أوامر إلهية"، وهو ما سمعه العالم عبر (زلات اللسان) وما هي بزلات التي خرجت من فم الرئيس جورج بوش الابن.

بعد سنتين تبين كم كان صدام حسين قائدا حكيما يفهم تعقيدات وتركيبة المجتمع العراقي بشكل عميق ودقيق بحيث انه كان يمنع حدوث فتن مذهبية وطائفية وعصبية مقيته، وكان يحافظ على النسيج الاجتماعي والعقائدي ويوحد جميع الطاقات بشكل خلاق لفائدة ونهضة وتطور العراق مهد الحضارات والديانات، مع عدم إنكار بعض السلبيات والتي لا نقرها، ولكن بالمقابل هل يوجد قائد أو مسيرة بدون أخطاء وهفوات.

لا أحد ينكر أن ما يجري في العراق هو بمثابة جرح نازف للأمتين العربية والإسلامية من قتل وجرح وتهجير للملايين من العراقيين وسرقة نفطه وخيراته. أمريكا مسئولة عما يجري من تدمير للعراق ولن يسامحها أحد. القوي لا يبقى قوي أبد الدهر، والضعيف لا يبقى ضعيفا. تسلل الاحتلال الصهيوني إلى العراق حسب التقارير الصحفية لا يخفى على أحد، وهو شريك مع الاحتلال الأمريكي ومدان من قتل أطفاله واغتصاب حرائره وتصفية علمائه......فهو كان منذ البداية المحرض الرئيس والمشجع للولايات المتحدة الأمريكية على غزو العراق واحتلاله وتدميره بحيث لا تقوم له قائمة.

إخفاقات أمريكا المتواصلة في العراق وأفغانستان وما سببته من أزمة مالية عالمية ستخفف حتما من وقع البلطجة الأمريكية وعربدتها على الشعوب الفقيرة والمظلومة. إعدام صدام لم يسعف أمريكا بتخفيف عمليات المقاومة ضدها بل ازدادت وارتد الإعدام سلبا على الاحتلال، كذلك لن يسعفها تهديداتها المتواصلة، ولن يسعفها انتخاب اوباما لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لان أمريكا بكل بساطة تسير عكس التيار والسنن الكونية من فعل الخير والتقدم والتحضر وعمارة الأرض والاستخلاف البناء فيها بدل الفوضى البناءة والخلاقة التي فجرت صراعات لا يعرف عقباها.

مع اليوم الأول في عيد الأضحى يكون ملايين من المسلمين يؤدون مناسك الحج بلباس واحد وشعائر واحدة دون تفرقة بين لون وجنس ومذهب. ما يجمعه الله لا تقدر أمريكا على تفرقته من سنة وشيعة وعصبيات مقيتة ممقوتة لجهل بعض البسطاء لان الإسلام للجميع والحج واحد وللجميع، فلماذا تصر أمريكا على تحدي سنن الله وتضحي بما لم يقره الله ؟

سياسة فرق تسد هي ديدن الاحتلال عبر التاريخ. أمريكا لا تسمح بظهور قوة عربية وإسلامية تنافسهم أو تحد من سرقتها لخيرات العرب والمسلمين، لذلك تقوم أمريكا بين حين وآخر بنشر العصبيات وتعميق الخلافات الداخلية ونشر التهديد والوعيد.

سنتين على إعدام صدام حسين وأمريكا لم تحصل من خلال ذلك إلا على كل ما هو مخيب لآمالها من إرهاق لاقتصادها وفقدانها لخيرة شبابها وكره العالم لها بفعل سياسة بوش الخاطئة الحمقاء الرعناء، والقاعدة التي كانت محصورة في أفغانستان جعلها بسياسته الجاهلة والمتسرعة منتشرة في كل مدن العالم. عندما تفتقد القوة للأخلاق والحكمة والعدالة فإنها تنقلب وباءا على صاحبها وهو ما حصل بالضبط مع بوش والتي اعتذر عن بعضها في نهاية ولايته.

ما بني وأسس على خطأ لن ينتج إلا الخطأ. احتلال أي شعب هو خطأ. احتلال العراق وإعدام صدام كان خطأ فادح من قبل أمريكا دفعت البشرية جمعاء ثمنه وما زالت، واوباما وإن صلحت نيته فانه سيكون صعب عليه إصلاح أخطاء سابقه وتحسين صورة أمريكا التي تلطخت أيديها بدماء أطفال ونساء وشيوخ العراق.

المصدر