فيديو.. "الإعدام" يخنق السيسي في برلين.. وحصاد الزيارة المشئومة صفر

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
فيديو.. "الإعدام" يخنق السيسي في برلين.. وحصاد الزيارة المشئومة صفر


فيديو.. الإعدام يخنق السيسي في برلين.jpg

(04/06/2015)

زيارة متوترة إلى ألمانيا سبقتها تحذيرات إعلامية من حزم قائد الانقلاب الفاشي عبد الفتاح السيسي حقائبه إلى برلين من أجل لقاء المستشارة أنجيلا ميركل، في ظل توارد الأنباء من البلد الأوروبي بحالة الرفض الشعبي لاستقبال ديكتاتور العسكر، وإلغاء عدد من الساسة الألمان للقاءات معلنة مع من تلطخت يداه بدماء الشعب المصري، وعمت المسيرات المناهضة للسيسي المدن والولايات الألمانية والتي تعاونت على تنظيمها الجالية المصرية ومنظمات حقوقية وأحزاب اليسار والخضر.

ورغم بيان البرلمان الألماني الكاشف لعورات الانقلاب، ورفض رئيس البوندستاج لامرت مقابلة السيسي على خلفية الممارسات القمعية لمليشيات العسكر وأحكام الإعدام الجائرة بحق المعارضين للنظام، حشد السيسي بضاعته الفاسدة وفنانات "المهام الوطنية" من أجل الترويج لمسرحية هزلية تبيض الوجه القبيح وتروج لشعبية وهمية، مراهنًا على أن تساهم قمة ميركل في شرعنة الانقلاب وتساعد مزاعم الحرب على الإرهاب على تبرير فاشية النظام القمعي أمام المجتمع الأوروبي، وأن تعتم حصة الرز وحصيلة بيع مصر المرتقبة على سوداوية المشهد.

إلا أن السيسي ما وطئت قدماه أرض برلين حتى أدرك جيدًا أنه غير مرغوب فيه، بعدما لم يجد في المطار سوى حاشية الانقلاب ورجال السفارة وبعض من المأجورين الملوحين بصوره، دون تواجد مسئول ألماني في استقباله حيث غابت عن المشهد ميركل والرئيس الألماني يواخيم جاوك، الذي استضافه فيما بعد في مراسم بروتوكولية، قبل أن تحاصره أسئلة الصحفيين ليطلق العنان لسلسلة من الأكاذيب، وتلاحقه هتافات "يسقط حكم العسكر" ليخرج من المؤتمر الصحفي على عجل.

ولم يجن قائد الانقلاب من زيارة ألمانيا المأساوية سوي مزيد من الفشل خيبة الأمل، بعدما أكدت مصادر داخل أروقة الانقلاب - في تصريحات صحفية - أن المقربين من السيسي لم يكن لديهم تفائل بتجاوز عقبة تبرير الشأن الداخلي المصري والرد على تساؤلات الجانب الألماني حول موعد إجراء الانتخابات البرلمانية، وملف الحريات العامة، وحقوق الإنسان في مصر، وإصرار ميركل على الوقوف على تفاصيل كثيرة في هذه الملفات، والإلحاح على ضرورة تلقي إجابات مصرية واضحة وعاجلة في هذا الشأن.

المصدر كشف أن التفهم الألماني للمبررات التي ساقها السيسي حول الحرب على الإرهاب والأوضاع الأمنية والاضطرابات التي تشهدها المنطقة لم يكن كافيًا ليؤتي ثماره في ملف التعاون في المجالات الاقتصادية والتبادل التجاري مع شركات ألمانية، خاصة مع هروب عدد من الشركات الألمانية من جحيم الاستثمار مع حكومة الانقلاب وعلى رأسها مرسيدس و"باسف" للكيماويات و"توماس كوك" و"tui" للسياحة والسفر.

ورغم التوتر الذي سيطر على وفد الانقلاب في بلاد الماكينات إلا أن لازال يراهن على أنه يمكن تحقيق نتائج إيجابية في هذا الإطار، خصوصاً أن وزراء العسكر أعدوا ملفا يتضمن العديد من التسهيلات والفرص الاستثمارية للجانب الألماني، في مسعى لتعويض النتائج غير المأمولة للملف السياسي، والدعم الذي كان ينتظره المصريون.

وتحدثت دوائر إعلامية عن خلل واضح في الملف الذي تم إعداده عن فرص ومجالات الاستثمار في مصر، المتاحة أمام الشركات الألمانية، والإغراءات التي يمكن أن تُقدّم لها، فبينما كان هناك تأكيد على مناخ الاستقرار الأمني داخل الأراضي المصرية، فإن الحديث المتكرر عن "مواجهة الإرهاب، والخطر الذي تتعرض له مصر"، كان له تأثير سلبي واضح، على الملف الاقتصادي.

وأكد المراقبون أن اصطحاب الفنانين وتجاهل رجال المال والأعمال - على خلاف ما فعل الرئيس الشرعي محمد مرسي في زيارته الناجحة إلى ألمانيا - إلى جانب معضلة إقناع المستثمرين والشركات الألمانية فى ظل التناقض بين الحديث المتكرر عن مواجهة الإرهاب، ووجود مناخ استثمار آمن في مصر.

وأوضح خبراء الاقتصاد أن الوفد المصري سقف عاجزا عن الرد على تساؤلات الألمان حول غياب مجلس تشريعي يقر قوانين ثابتة ومستقرة في الاقتصاد والاستثمار والتجارة الخارجية، للرد على مخاوف أن التشريعات التي يتم إقرارها عن طريق الحكومة والسلطات التنفيذية، يمكن أن تتعرض للإلغاء أو التغيير والتعديل، في حال إجراء انتخابات برلمانية تتولى سلطة التشريع.

الصحف الألمانية ذات المصداقية العالية لم تترك الأمر يمر مرور الكرام ولم تعزق على وتر الحفاوة المزعومة أو تنظر للمشهد من خلال عدسة أحمد موسي ورفاقه، فنقلت الهتافات التي لاحقت السيسي عقب المؤتمر الصحفي، والمسيرات التى جابت الشوارع وشارات رابعة التي لا تزين برلين

وأبرز بالتبعية تصريحات رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت والتي عبّر خلالها عن خيبة أمله إزاء تطورات الأوضاع في مصر، قائلاً: "كنت أتمنى أن يكون هناك تعاون متاح بين برلماني البلدين"، مضيفاً: "كان هناك اتفاق على هذا التعاون مع البرلمان المصري السابق المنتخب، لكن لا يوجد الآن في مصر برلمان".

واهتمت وسائل الإعلام الألمانية بتغطية التظاهرات المندّدة بزيارة السيسي، وساعدها على ذلك ضعف التظاهرات المؤيدة للزيارة، بينما تسابق رجال أعمال مصريون داعمون للزيارة على إظهار الولاء، ومحاولة تحقيق توازن بالتغطية الإعلامية، فنشر مالك فضائية "صدى البلد"، محمد أبو العينين، صفحتي إعلان بصحيفتي "فرانكفورتر"، و"دي فيلت"، بينما اكتفى نجيب ساويرس بالمشاركة مع شركة "سيمنز"، والحكومة المصرية، بنشر صفحة إعلان بالصحيفة الأولى.

المحصلة النهائية لتلك الزيارة الشؤم على الانقلاب، تعكس بجلاء حالة السخط العالمي تجاه الدماء التي أريقت في ربوع مصر وحملات تكميم الأفواه وكبت الحريات، والسيطرة على القضاء من أجل تمرير أحكام فاشية تجاه المعارضة، وتعكس الفشل الذي بات يلاحق السيسي وعصابته أينما حل وارتحل، وتؤكد أن الثورة تسير في الاتجاه الصحيح وأن سقوط دولة العسكر باتت تلمس باليدين وتتبدى في الأفق المنظور.

المصدر