فلسطين وقرار أممي جديد
بقلم : د. سليمان أبو سويلم
بقرار مجلس الامن الدولي الاخير لدعم مسيرة السلام الفلسطينية الاسرائيلية يكون المجلس قد اضاف قرارا جديدا الى قرارات الامم المتحدة التي تزخر بها رفوف المنظمة الدولية منذ اكثر من ستين عاما كتبها وصوت عليها مئات الاشخاص من المندوبين الدائمين وغير الدائمين لدى الامم المتحدة ، ورأس جلساتها امناء عامون من مختلف الجنسيات واللغات بعضهم لا زال حيا واكثرهم اصبح في ذمة الله ومع ذلك فالقضية الفلسطينية لا تزال مكانك سر.
الذاكرة الانسانية العربية والاجنبية تحفظ جيدا القرارات التي صدرت عن الامم المتحدة ومجلس الامن ، وكم هي مؤتمرات السلام التي عقدت في عواصم العالم المختلفة من اجل اقامة الدولة الفلسطينية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي ابتداء من مؤتمر مدريد عام 1991 مرورا بشرم الشيخ واوسلو ثم واي ريفر ثم خارطة الطريق وانتهاء بانابوليس والاحتلال لازال هو الاحتلال ، ولا زال كذلك غير مبالٍ بأي اتفاقية بل انه كان يزيد بعد كل اتفاقية من عدد الحواجز الامنية ويكثف من بناء المستوطنات ويملأ السجون بالمعتقلين والمعتقلات ويقتل ويحاصر اهل فلسطين في كل وقت وحين.
اعضاء مجلس الامن الدولي يتعاملون معنا باننا امة لا تتعلم من التاريخ الذي قص علينا كيف قسمت بلادنا بين المؤتمرين من فوق الطاولة في اتفاقية سايكس بيكو وفي مؤتمر فرساي وسان ريمو واوسلو وكامب ديفيد وحتى انا بوليس واللجنة الرباعية والذي لكل طرف منها ما يخصه من عنوان واستراتيجية توحي بان الغايات والاهداف تختلف وتتطور بتطور مندوب الدولة الكبرى في هذه اللجنة ومصالحها من هذا السلام والمنطقة.
القرار الاخير لمجلس الامن الذي نامل ان يكون هذه المرة صادقا لحل القضية الفلسطينية التي لا يزال اهلها يعانون من قرارات المجالس الاممية السابقة وعلى مدار ستين عاما دون جدوى ، يجعلنا بكل بساطة ان نتساءل عن هذا الحرص الامريكي لتحقيق السلام الذي لم يستطع تحقيقه بوش طيلة الثماني سنوات الماضية رغم وعده بذلك وهو قادر ، هل يريد بوش ان يبيض وجهه الذي كاد حذا الصحفي العراقي منتظر الزيدي ان يلامسه ليستقر على ما هو اهم من وجه بوش في الناحية الخلفية العلم الامريكي الذي سكب عليه بوش السواد الاعظم حينما دخل البيت الابيض واشعل تحته الحروب في كل مكان ودمر العالم كله بما فيها بلاده التي اوصلها الى ازمة مالية كارثية يجمع المحللون انها لن تنجو منها ابدا ولن تعود امريكا كما كانت الدولة العظمى.
ان قرار مجلس الامن الجديد سواء اكان متخذوه جادين هذه المرة في تحقيق السلام ام غير جادين سيضيف الى الذاكرة لدى من صاغوا هذا القرار وصوتوا عليه ومهما اختلفت اهدافهم وغاياتهم من وراءه ان القضية الفلسطينية ستبقى بفعل ابنائها وبناتها المقاومين في الخليل وغزة ونابلس وجنين وحيفا ويافا وكل شبر من ارض فلسطين المحتلة كالحائط تكسر رأس من ينطحه.
المصدر
- مقال:فلسطين وقرار أممي جديدالمركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات