فككنا خلايا عملاء خطيرة .. ومرتاحون لاستتباب الأمن الداخلي في القطاع
من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
مسؤول أمني: فككنا خلايا عملاء خطيرة .. ومرتاحون لاستتباب الأمن الداخلي في القطاع
أكد مسؤول كبير في جهاز الأمن الداخلي الفلسطيني بقطاع غزة، نجاح الجهاز في تفكيك خلايا وشبكات عملاء خطيرة جداً اشترك بعضها في مهمات القوات الصهيونية الخاصة، وحاول بعضها تنفيذ عمليات اغتيال واختطاف مجاهدين وإسقاط.
وفيما يلي نص الحوار الكامل الذي أجراه "المركز الفلسطيني للإعلام" مع أحد مدراء الإدارات العامة للجهاز الذي آثر عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، يستعرض فيه مسيرة تسعة أشهر من العمل الأمني والنجاح في ظل ظروف استثنائية وطوارئ وإخلاء مواقع بفعل عمليات القصف الصهيونية.
محتويات
- ١ مبررات التأسيس
- ٢ تقييم إيجابي
- ٣ عن الصورة السلبية
- ٤ ردود على اتهامات
- ٥ كشف خلايا تخريبية
- ٦ فتح والتخريبيين
- ٧ محور إجرامي يوجِّه المنفلتين
- ٨ مخابرات الاحتلال على خط الفتنة
- ٩ ملف العملاء على الطاولة
- ١٠ تفكيك خلايا خطيرة
- ١١ الاتصالات والإسقاط
- ١٢ الاختراق الصهيوني
- ١٣ المقاومة .. الحكومة وملف العملاء
- ١٤ المشهد الأمني
- ١٥ التهدئة لن تغير وتيرة العمل
مبررات التأسيس
- ـ بداية نقدِّر أن تكون الإطلالة الأولى لكم عبر وسائل الإعلام من خلال نافذة "المركز الفلسطيني للإعلام"، وعليه نسأل عمّا يمكن قوله عن هذا الجهاز ومبرِّرات تأسيسه؟
- مدير الإدارة العامة: شكراً لكم، وبدورنا نقدر جهودكم كإعلام مقاوم يتبنى هموم وقضايا الشعب الفلسطيني وينحاز إلى قضايا الأمة العادلة. وبخصوص السؤال؛ فقد فرضت الحالة الفلسطينية بعد أحداث 14 يونيو (حزيران) 2007 ، أو ما يسمى بالحسم في قطاع غزة، ضرورة أن يكون هناك جهاز أمن مختص؛ لا سيما أنه كان هناك فراغ أمني كبير في القطاع سببه عدم وجود أجهزة أمنية تحمل تبعات الحفاظ على الأمن العام. وكانت للإشكاليات التي حدثت بين حركتي حماس وفتح خلال فترة الحسم وما خلفها من وجود بعض الاحتقان ورواسب الفلتان التي نفذت وسعت لتنفيذ اعتداءات ومحاولة المس بمؤسسات وشخصيات من حركة حماس والحكومة الشرعية في غزة، إضافة لمتابعة أدوار العملاء وعبثهم بالساحة الفلسطينية؛ كل ذلك أوجب ضرورة تأسيس جهاز أمني يحمل هذه الأمانة والمسؤولية الكبيرة، وكان ذلك في شهر سبتمبر (أيلول) 2007.
تقييم إيجابي
- ـ وكيف تُقيِّمون الأداء خلال الأشهر الماضية من العمل؟
- مدير الإدارة العامة: أستطيع القول إنّ لدينا نوعاً من الرضا لمستوى الأداء والإنجاز في نفس الوقت الذي نتطلع فيه للمزيد. وأستطيع القول إنّ هناك مركز أبحاث متخصص قام باستطلاع رأي حول أدوار أجهزة الأمن على الساحة الفلسطينية في ضبط الأوضاع الأمنية، وأظهر أنّ 49.8 في المائة رأوا أنّ جهاز الأمن الداخلي أكثر الأجهزة قدرة على ضبط الأمن، في حين لم يحصل جهاز المخابرات السابق سوى على 11 في المائة و(الأمن) الوقائي على 8 في المائة. ولعلّ ذلك بسبب القناعة العامة والحقيقة التي تقول إنّ أفراد وقادة تلك الأجهزة هم الذين كانوا يمارسون الفلتان والفوضى الأمنية.
- في كل الأحوال هذا يعطينا نوعاً من الرضا، رغم أنّ الفترة الزمنية التي عملنا فيها هي تسعة أشهر للآن، ونحن نتطلع للأمام نحو المزيد من الإنجازات التي من المهم أن نشير هنا إلى أنها تحققت أيضاً بفضل تكامل الأدوار بين الأجهزة الأمنية العاملة في قطاع غزة، بحيث اختفت تماماً ظاهرة التناحر بين الأجهزة التي كانت تسبِّب جزءاً كبيراً من الإشكالات الأمنية.
عن الصورة السلبية
- ـ ينظر البعض بصورة سلبية لعمل الجهاز؟ ويرونه الصورة الأخرى من جهاز الأمن الوقائي؟ لماذا؟
- مدير الإدارة العامة: معروف أنّ العمل الأمني ليس له صورة إيجابية في أذهان الكثير من الناس بشكل عام، وقد يكون ذلك بسبب الانطباعات المسبقة، والبعد عن الاحتكاك والتجربة، وقد يكون بسبب الانطباعات السلبية والسيئة التي خلّفتها أجهزة الأمن السابقة لدى الناس عبر ممارسات البلطجة والتعذيب والابتزاز الذي كانت تُمارَسها بحق الناس. ومع كل ذلك؛ نعتقد أنّ جهاز الأمن الداخلي استطاع أن يشكل صورة عامة تحوز الرضا على مستوى الأداء والمهنية والتعامل الخلاّق والمسؤول مع مختلف القضايا.
ردود على اتهامات
- ـ على أية حال، أنتم عملتم في مرحلة حسّاسة ومضطربة، بعد الحسم العسكري، وكثيراً ما يتداخل لدى البعض البعد السياسي أو الأمني أو الجنائي لأي عملية اعتقال تجري في غزة؟ وأنتم بالذات توجّه لكم اتهامات بممارسة الاعتقال السياسي؟ وبممارسة عمليات التعذيب؟
- مدير الإدارة العامة: نحن نحترم أي نقد وأي تقييم، فكل أعمالنا فوق الطاولة، وجميع الهيئات الحقوقية لها زيارات مستمرة لدى السجن وكذلك الصليب الأحمر، وليس هناك ما نخفيه. ونحن أكدنا مراراً: ليس هناك أي اعتقال سياسي. هناك اعتقالات تتعلق بمخالفات قانونية، مع الإشارة إلى أنه قد يحدث أن تكون خلفية انتماء المعتقل لحركة فتح أو حماس أو الجهاد أو أي تنظيم آخر.
كشف خلايا تخريبية
- ـ نجحتم في الكشف عن بعض الشبكات التي أدارت عمليات تفجير وتخريب ضد مصالح فلسطينية؟ كيف أمكن ذلك؟ وإلى أي مدى يمكن القول إنه تم القضاء على هذه الظاهرة؟
- مدير الإدارة العامة: هذا صحيح، ومن المهم أن أشير هنا إلى أنّ الدور التكاملي بين الأجهزة المختلفة هو الذي ساهم في تحقيق هذه الإنجازات وساعد على إنقاذ أرواح الأبرياء. وفي هذا المجال نشير إلى أنّ الجهاز تابع بعد تأسيسه الكثير من الحالات والمجموعات التي تُدار من الضفة الغربية في محاولة لإعادة العجلة إلى الوراء وإعادة إنتاج الفلتان الأمني، ونجحنا بفضل الله بعد جهد كبير وتعاون مختلف الأجهزة وخاصة الشرطة التي كان لها دور كبير في مساعدتنا على ذلك؛ في تفكيك هذه الشبكات والكشف عمن وراءها واعتقال بعضهم، واستطعنا أن نضبط الأمن ونحقق استتباباً كبيراً خلال الفترة الماضية. لكن هناك بعض الجهات التي تعمل لصالح جهات خارجية ولا يحلو لها أن ترى الساحة الفلسطينية هادئة؛ تحاول بين الحين والآخر أن تثير الفتنة، ولكننا لن نسمح لها بذلك.
- ـ وزير الداخلية تحدث عن تفكيك وضرب خلايا كانت تريد إحداث قلاقل وعمليات استهداف في الآونة الأخيرة، ماذا عن ذلك؟
- مدير الإدارة العامة: نعم، فقبيل ذكرى الحسم، تابعنا محاولات جهات في رام الله التأثير على بعض المجموعات هنا وهناك، من أجل اللعب على العواطف وتجييش المشاعر. ومن جهتنا استطعنا إحباط عدد من المحاولات، وتم ضبط الحالات التي كانت تنوي القيام بأعمال فوضى وتفجير. وكان اللافت لنا أنّ أطرافاً في رام الله تستخدم الراتب بحق الموظفين، خاصة أبناء الأجهزة العسكرية، لابتزازهم من أجل الانخراط في أعمال فوضوية وفلتان واستهداف أبناء حركة حماس والحكومة.
فتح والتخريبيين
- ـ جرى مؤخراً محاكمة بعض المتورطين في هذه الأعمال، في المقابل كانت حركة فتح تنفي باستمرار علاقتها أو نيتها حتى القيام بعمل عسكري لمواجهة وتغيير الوضع في غزة؟
- مدير الإدارة العامة: حركة فتح ليس لديها رؤية واضحة في التعامل مع هذا الواقع، ومعروف أنّ حركة فتح عبارة عن أقطاب متعددة، لذا عندما تم ضبط المجموعة التي كانت تريد تفجير احتفال الحجاج الذي كان يشارك فيه رئيس الوزراء إسماعيل هنية وبعض التفجيرات الأخرى؛ نفت حركة فتح صلتها بهؤلاء. ولكن عندما جرى تقديمهم للمحاكمة بدأت تصدر بيانات عن محاكمات تجري لأبنائها. أي أنها عندما يتعلق الأمر بأعمال تخريب لا يرضاها الناس تتنصل من المسؤولية، وعندما تجد مدخلاً للهجوم على حماس والحكومة تبدأ بالتباكي وإثارة الحديث عن محاكمات واعتقال سياسي، وكأنّ من يخطط لارتكاب جريمة تفجير وسط تجمّع عام أو اقتراف جريمة اغتيال هو معتقل سياسي.
محور إجرامي يوجِّه المنفلتين
- ـ هل هذه الشبكات خلايا منظمة منتشرة في القطاع وتتابعها قيادات معروفة أم هي تصرفات أفراد؟
- مدير الإدارة العامة: هذه المجموعات انعكاس أصلاً لحالة التنظيم عند حركة فتح، التي لها العديد من التشكيلات العسكرية غير المنتظمة. على أية حال ما لمسناه خلال تفكيك الشبكات أنّ الحديث يدور في قطاع غزة عن خلايا تشكلت على أساس مناطقي، أي الشمال أو الوسطى وهكذا، أو على أساس معارفي أي يوجد علاقة سابقة بينهم، أو على أساس زمالة مهنية، كأن تشكل مجموعة كانت تعمل في قوات أمن الرئاسة أو الوقائي خلية هنا أو هناك. وإذا كنا لم نسجل وجود تنظيم مركزي مترابط بعضه ببعض في قطاع غزة؛ فإنّ اللافت أنّ جميع خيوط الشبكات الفرعية والمتفرقة في القطاع سواء مناطقية أو معارفية أو مهنية كانت تدور على محور من مجموعة أشخاص هاربة في رام الله وغيرها، تعمل باستمرار من أجل استمرار زعزعة الأمن والاستقرار، مستغلة الأموال، وتستخدم الابتزاز عبر التهديد بقطع الراتب.
مخابرات الاحتلال على خط الفتنة
- ـ السؤال الذي يثور في هذا الصدد؛ هل وجدتم أي رابط بين هذه الأعمال وبين المخابرات الصهيونية، ولو بالتوجيه غير المباشر؟
- مدير الإدارة العامة: بكل تأكيد، لقد تم ضبط مكالمات هاتفية لمخابرات الاحتلال وهي توصي مجموعة من عملائها في قطاع غزة بتشكيل مجموعات عسكرية أو شبه عسكرية باسم حركة فتح للقيام بأعمال فوضى وفلتان وإثارة الفتنة، والإساءة للمقاومة، كما أنّ هناك بعض المشبوهين والعملاء تم زرعهم في مجموعات تتبع لحركة فتح للقيام بالدور نفسه.
- واللافت في هذه المحاولات أنّ مخابرات الاحتلال تستغل العامل المادي في محاولة إغراء الشباب الفلسطيني للقيام بهذه الأعمال الإجرامية والتخريبية، وهو العامل نفسه الذي تستخدمه "حكومة" فياض غير الشرعية، عندما تمارس سياسة قطع الرواتب وتستخدمها كورقة ضغط وابتزاز على الموظفين من أجل القيام بأعمال الفلتان والانخراط في أنشطة لا يريدون الاشتراك فيها لأنها تمس أمن المجتمع.
ملف العملاء على الطاولة
- ـ على خطورة كل الملفات؛ يبقى ملف العملاء هو الأكثر خطورة، وهو في الوقت نفسه الذي يحظى بإجماع شعبي وفصائلي على ضرورة فتحه بقوة. والحديث يدور أنكم لم تفتحوا هذا الملف بشكل قوي؟
- مدير الإدارة العامة: غير صحيح، فنحن نعمل على هذا الملف بكل قوة، فنحن جزء من برنامج المقاومة، الذي يقوم على مواجهة أي عدوان صهيوني، وفي مقدمة ذلك ضرب ذيول وأذناب هذا العدو وهم العملاء. لذلك سعبنا لمتابعة وضرب هؤلاء العملاء، ونجحنا بشكل مُرْضي جداً في ضبط الكثير من شبكات العملاء وتفكيكها، واستطعنا أن نلمس الارتباك الذي أصاب الاحتلال الصهيوني ومخابراته من تفكيك هذه الشبكات الخطيرة وضربها.
تفكيك خلايا خطيرة
- ـ كشف رئيس الوزراء إسماعيل هنية عن اعتقال 75 عميلاً بعضهم اشترك في قضايا خطيرة. لو أردنا أن نتحدث بشكل تفصيلي بقدر الممكن، عن أعداد وأهم الشبكات التي تم ضبطها؟ وبعض المخططات التي تم إحباطها؟
- مدير الإدارة العامة: ضبطنا بعض المجموعات الخطيرة جداً، وفي هذه المرحلة لا أستطيع البوح بكل التفاصيل، لأننا لا نريد إعطاء الاحتلال ومخابراته معلومات مجانية. لكن أستطيع القول إننا استطعنا أن نقف على الإجراءات الجديدة التي اتخذها الاحتلال في ممارسة عدوانه وتنفيذ توغلاته، كما أننا استطعنا ضبط مجموعات عملت ضمن صفوف القوات الصهيونية الخاصة. كما تم ضبط حالات كانت تقوم بإجراءات خاصة ومحدّدة لخطف مجاهدين، وبعض المجموعات التي حاولت تنفيذ عمليات اغتيال مجاهدين لحساب المخابرات الصهيونية. كما فككنا شبكات كانت تحاول تنفيذ عملية إسقاط في وحل العمالة بواسطة ممارسة الرذيلة والابتزاز والتهديد والإغراء.
الاتصالات والإسقاط
- ـ الحديث عن الإسقاط يقودنا إلى الحديث عن ظاهرة قيام مخابرات الاحتلال بإجراء اتصالات مع شبان وناشطين في الفصائل؟ لماذا؟ هل هو ناجم عن عجز في الوصول لمعلومات؟ أم أنّ تفكيك بنية الأجهزة الأمنية ساهم في تقليص تدفق المعلومات لدى الاحتلال ودفعهم للبحث عن منافذ أخرى؟
- مدير الإدارة العامة: قد يكون ذلك من جملة الأهداف التي يسعى لتحقيقها الاحتلال، نحو خلق حالة من الإحباط في صفوف المقاومين بحيث تدفع المقاوم إلى الحيرة والتساؤل عن كيفية الوصول إلى هاتفه، ومجرد التفكير بعرض الارتباط عليه أنه مطمع قابل للارتباط يسعى إليه الاحتلال. على أية حال؛ هذه السياسة فشلت في تحقيق أهدافها نتيجة وعي شعبنا ومقاومينا، وجميع هذه الاتصالات يجري متابعتها من الأجهزة المختصة، والتعامل معها بالتوجيه بقطع الاتصال أو المتابعة المدروسة ضمن صراع العقول.
الاختراق الصهيوني
- ـ بشكل عام؛ كيف تقيِّم الاختراق الصهيوني للمجتمع الفلسطيني عبر العملاء؟ وإلى أي مدى هذه الظاهرة إن جازت التسمية متغلغلة في المجتمع؟
- مدير الإدارة العامة: حقيقة هذا الموضوع مهول ويُعطَى أكبر من حجمه. الحمد لله المجتمع الفلسطيني وشعبنا له تاريخ عريق ومحصّن في الغالب ضد محاولات الاختراق؛ لكن الاحتلال يحاول أن يضخِّم هذا الأمر ليبدو كظاهرة كي يسبب إحباطاً في المجتمع ويولد عدم الثقة بين الناس، ويعزز فرص استمالة بعض ضعاف النفوس.
المقاومة .. الحكومة وملف العملاء
- ـ ملف العملاء ملف شائك، وأمام استثنائية الحالة الفلسطينية في ظل وجود المقاومة وتنوع فصائلها التي هي بالأساس هدف العملاء؛ تم تسجيل تعامل بعض الفصائل مع هذا الملف بالخطف والتحقيق؟ كيف تنظرون لذلك؟.
- مدير الإدارة العامة: هناك تفاهم بين الحكومة الفلسطينية وخاصة جهاز الأمن الداخلي، وبين فصائل المقاومة على آليات للتعامل مع ملف العملاء، بحيث يكون هناك تعاون، على أن يكون الإجراء والحجز والتحقيق من مهام الجهاز كي يكون هناك وضوح وشفافية، وذلك قبل أن يحصل ما حصل من "سرايا القدس" من اختطاف والتحقيق مع بعض العملاء والأشخاص المتهمين. وبعد ذلك تم التجديد والتأكيد على الاتفاق. ونحن ندرك أنه خلال الممارسة والواقع الذي نعيشه قد تكون هناك بعض الأخطاء، والأخوة في حركة الجهاد تعاملوا معنا بمسؤولية وتفهم لحقيقة وطبيعة الدور الذي يجب أن يكون مناطاً بنا كجهاز أمني حكومي، ونحن متعاونون لدرجة إطلاع فصائل المقاومة في بعض جوانب التحقيق مع العملاء أو المشتبهين. وعليه؛ فإننا ندعو ونشدد على أنّ أي عمليات احتجاز وتحقيق يجب أن تكون مناطة بالأجهزة المختصة.
- ـ لكن ما هو مصير العملاء الذين يتم اعتقالهم؟
- مدير الإدارة العامة: دورنا يتوقف على متابعة العملاء وضبطهم وتفكيك الخلايا وكشف أساليب العملاء الجديدة ومخابرات الاحتلال، ومن ثم يُحوّل هؤلاء إلى النيابة والقضاء.
المشهد الأمني
- ـ بشكل عام؛ كيف تقرأ المشهد الأمني داخل المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، وإلى مدى استطاعت وزارة الداخلية القضاء على ظاهرة الفلتان الأمني؟
- مدير الإدارة العامة: بكل اطمئنان وثقة أقول إننا استطعنا تحقيق إنجازات كبيرة في هذا المجال، وتم ضبط الحالة الأمنية بنسبة كبيرة، على استثنائية الحالة الفلسطينية من وجود ظاهرة العائلية والعشائرية وتعدد فصائل المقاومة وامتلاكها السلاح وتراكم بعض الظواهر مع السنين كإطلاق النار وغيره. لكن في المجمل كل الإحصاءات تقول إننا نسير بتقدم، وإحصائيات الحوادث الأمنية تتقلص باستمرار بشكل كبير.
- ـ بمناسبة الحديث عن الفلتان، تحدث بين الحين والآخر عمليات تفجير تستهدف مقاهي انترنت ومطاعم ومتاجر ملابس، وسُجِّلت نحو ثلاثة اعتداءات على مؤسسات مسيحية. كيف تقرؤون هذه الاعتداءات؟ ومن هي الجهات المسؤولة عنها؟ وهل تم اعتقال متورِّطين فيها؟
- مدير الإدارة العامة: تحرّكنا فعلاً لضبط هذه الحالة، وتم ضبط بعض الأفراد المتورطين خاصة في استهداف المؤسسات المسيحية، ولدينا معتقلين سيحالون للقضاء. هناك بعض الأفراد الذين قد ينتمي بعضهم لبعض فصائل المقاومة يحملون فكراً متشدداً إزاء بعض المؤسسات أو مقاهي الانترنت هم الذين وقفوا خلف بعض هذه المحاولات، فيما كان هدف بعض هذه المحاولات مجرد إعادة إنتاج الفوضى ليس أكثر. وفي كل الأحوال نحن نمارس دورنا في ضبط الأمن ووقف أي اعتداءات أياً كان القائم بها وأياً كان المُستهدف، ونشير إلى أنّ أي تجاوز معيّن في مؤسسة معينة يمكن علاجه بطرق أخرى بغير التفجير والعنف.
التهدئة لن تغير وتيرة العمل
- ـ مع الإعلان عن اتفاق التهدئة مع الاحتلال كيف تتعاملون مع هذا الإعلان، لاسيما أنّ مقاركم كانت هدفاً لطائرات الاحتلال مؤخراً؟
- مدير الإدارة العامة: منذ بداية عملنا في أيلول (سبتمبر) الماضي، ونحن نعمل في ظل حالة طوارئ وحالة استثنائية من إخلاءات وعدم استقرار، سواء في المكان أو المعدات. ورغم ذلك استطعنا تحقيق هذه الإنجازات، فكيف إذا كان هناك أي نوع من التهدئة. ويهمنا أن نؤكد أننا سنواصل العمل بالطريقة نفسها وبالحد الأقصى من الاستعداد والطوارئ وتحمّل المسؤولية لضبط الأمن، وفي ذهنييتنا أنه لا ثقة بالاحتلال الذي اعتاد التنكر ونقض كل العهود والمواثيق.
المصدر:فلسطين الأن