فاكهة الصيف.. صحة أم مرض؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
فاكهة الصيف.. صحة أم مرض؟
08-06-2005
فاكهة الصيف

كثيرًا ما خرجت الأبحاث وتحدثت المؤتمرات والندوات العلمية عن فوائد الفاكهة والخضر، واعتبارهما من أهم أسلحة الإنسان في مقاومة الأمراض أو الاستشفاء منها كبديلٍ قوي عن الأدوية الكيماوية، والتي تحتوي على سموم قد تحمل من الآثار الجانبية الكثير.

اليوم انقلب الحال، وأصبح هناك من الأطباء من يحذِّر مرضاه من تناول أنواع معينة من الفاكهة، شاع عنها أنها تسبب أمراضًا تتكرر أعراضها سنويًّا كلما جاء فصل الصيف بفاكهته المتنوعة والعديدة، وحول مدى صحة هذه الشائعات التي تنال من سمعة فاكهة الصيف كل عام كان لنا هذا الحوار، مع الدكتور طاهر عبد الحي (أستاذ الفاكهة بكلية الزراعة جامعة القاهرة).

  • أثيرت في السنوات الأخيرة قضية الفاكهة المهرمنة وما تسببه من أمراض.. فكيف يتعرف المواطن العادي على تلك الفاكهة؟!
لا يستطيع المواطن العادي أن يكتشف الفاكهة المهرمنة من غير المهرمنة؛ لأنه غير متخصص، كما أنَّ معرفة ذلك تحتاج إلى خبرة ودراسة جيدة، ولكن رغم ذلك فهناك بعض المواصفات العامة التي يمكن للإنسان أن يكتشف بها الفاكهة المهرمنة، ومن هذه المواصفات الزيادة المفرطة في الحجم واللون.
  • ما الدافع من وراء هرمنة الفاكهة؟
كل ما يهم المزارعين والمنتجين هو المكسب والحصول على أعلى الأسعار حتى ولو كان ذلك على حساب صحة الناس، وهذه الهرمونات تحدث نموًا سريعًا وإنضاجًا قياسيًّا للفاكهة مما يساعد على سرعة جني الثمار، ومع أنه من المعروف أنَّ هناك حدًا أدنى لجمع الثمار بعد الرش وهي مدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع، وذلك حتى تختفى آثار الهرمونات، لكن المنتجين يريدون جني الأموال بسرعة.
  • يُشاع أنَّ الخوخ من أكثر الفواكه عرضةً للتأثر بالهرمونات والمبيدات.. فما مدى صحة ذلك؟
أولاً أفضل زراعة لهذه الفاكهة هي الزراعة العضوية، والتي تكون دون استخدام كيماويات أو مبيدات حشرية، ولكنَّ الدولة تستخدم هذه الأسمدة ذات المصادرالعضوية لزراعات التصدير فقط؛ لأنَّ الدول الأجنبية المستوردة للفاكهة تضع قيودًا على الاستيراد؛ حرصًا على سلامة مواطنيها من آثار الهرمونات الموجودة بالفاكهة.
  • هناك بعض الأنواع من الفاكهة سيئة السمعة كالخوخ والكنتالوب، ومتهمة بالتسبب في حالات إسهال حادة تصيب قطاعات عريضة من الناس في الصيف.. ما رأيك في ذلك؟
أولاً أؤكد على أنَّ الفاكهة تعد من الأعمدة الرئيسية لما بها من عناصر معدنية وفائدة كبيرة جدًا، ونحن كمتخصصين نشجع الفاكهة أكثر من العناصر الملونة أو المياه الغازية التي تحتوي على موادٍ إضافيةٍ ومواد حافظة تؤثر بالسلب على صحة الانسان، كذلك لا يمكن إغفال دورها في أي منزل وخاصةً للأطفال لأنها أكثر أمانًا على صحتهم، أما بعض الممارسات والتجاوزات التي يقوم بها بعض تجار ومنتجي الفاكهة أثناء عرضها على المستهلك وجعله يخدع بمنظرها، وما يحدث من إسهالٍ عقب أكل بعض الفاكهة كالخوخ والكنتالوب فتكون بسبب المبيدات الحشرية التي يُرش بها الثمر ثمَّ يجمع قبل أوانه، والذي لا بد أن يمر على رشه ثلاثة أسابيع على الأقل.
  • السمعة السيئة نالت أيضًا الفراولة والبطيخ حتى إنَّ أحد الاطباء قال إنَّ فراولة الصوب تُسبب التهاب الكبد.. كيف ترى ذلك؟
هذا كلام غير صحيح بالمرة لأنَّ الفاكهة المعروضة حاليًا في السوق لا تُزرع في الصوب نهائيًا، أما فراولة الصوب فتجمع ثمارها في شهر ديسمبر وهي تُخصص للتصدير إلى الدول الأوروبية.
  • أيضًا معروف في السوق المصري إعراض الناس عن الفاكهة السيناوي بشكلٍ كبيرٍ تخوفًا من الهرمونات الصهيونية؟
بالعكس؛ فالفاكهة السيناوي لها ميزات عالية فهي غنية بالسكريات المفيدة للجسم، وتعد من أجود أنواع الفاكهة الموجودة في السوق على الإطلاق.
  • فواكه الصوب البلاستيكية هناك مَن يتخوف منها.. ما مدى صحة ذلك؟
بالنسبة للفواكه لا تشكل أي ضررٍ أو خطرٍ، فهناك بعض المزارعين يستخدمونها للتبكير بالثمار إلى مرحلة النضج، أما الخطر كله فيكون في زراعة الخضروات في هذه الصوب لأنه يتم في ذلك النوع من الزراعات إغراق النباتات بكمياتٍ كبيرةٍ من المبيدات؛ مما يؤثر عليها تأثيرًا بالغًا، ومن ثمَّ على صحة الناس.
  • بالنسبة للمبيدات المسرطنة هل تتأثر بها الفاكهة كثيرًا؟
قد تتأثر بها ولكن في نطاقٍ ضيقٍ، وقد تمَّ الانتهاء من التعامل بهذه المبيدات، وخصوصًا في الفترة الأخيرة عندما أثيرت قضية تعامل وزارة الزراعة- في عهد يوسف والى- مع المبيدات المسرطنة، مما أدَّى إلى التخلى عنها نهائيًّا.
  • ما الضوابط المطلوب توافرها في زراعة الفاكهة لكي نأكل فاكهة صحية؟
أولاً لا بد من ترشيد استخدام المبيدات وعدم استخدامها إلا للضرورة القصوى، كما لا بد من إدخال المكافحة الحيوية بنسبة 10% وبالتحديد عند إصابة الفاكهة في العمليات الإنتاجية، ولعل من الأمور المهمة أيضًا مراعاة ترشيد التسميد لأنَّ زيادة جرعة التسميد قد تحدث سميات للنبات مما يعرض صحة المواطن للخطر.
  • بعض الأطباء ينصحون بغسل الفاكهة بالصابون السائل أو أدوات النظافة المعروفة.. فهل هذا كفيل بضمان السلامة عند أكل الفاكهة؟
كل هذا الكلام يعد من المبالغات، فالعملية لا تستحق كل هذا العناء، وكل ما في الأمر أنه يجب أن نغسل الفاكهةَ بالماء النظيف غسلاً جيدًا.
  • ما أكثر الأمراض شيوعًا والمرتبطة بأكل الفاكهة الملوثة والمهرمنة؟
أولاً لا بد أن نفرق بين أمراض التجاوزات في المبيدات الحشرية وبين المبيدات المهرمنة والمسرطنة، فالمبيدات الحشرية تسبب حالات إسهال، كما في فاكهة الخوخ، بسبب ما يحدث من جمع الفاكهة قبل فترة الأمان، وهذه الأمراض معروفة كالإسهال والإرجاع، وهما يسهلان التخلص من أثارهما سريعًا، أما المبيدات المهرمنة أو المسرطنة فإنَّ الأثر يكون شديد الخطورة لأنه لا يظهر بسرعة، فأثره يكون تراكميًّا ويكون التخلص منه صعب جدًا.
  • ما الحدود الدنيا للحماية من الفاكهة المسمومة؟
أولاً لا بد من الضمير الحي لدى المنتج أو المزارع، فلا يكون كل همه فقط المكسب على حساب صحة الناس، ولا بد أن يتق الله ولا يغش الناس، فمَن غشنا فليس منا، وعلى ذلك نناشده ألا يجمع الثمار قبل ثلاثة أسابيع من رش المبيدات حتى يتسنى للنبات التخلص من آثارها في تلك الفترة قبل أن تصل إلى المستهلك.
  • أين دور الأجهزة الرقابية المتمثلة في وزارات التموين والزراعة والصحة وجمعيات حماية المستهلك؟
لا يمكن إلقاء اللوم على الأجهزة الرقابية وحدها؛ لأنها لن تقوم بالتفتيش في كل الأراضي لتكتشف أي المحاصيل مهرمنة، فاللوم الأكبر يكون على طرفي العملية، وهما المنتج الذي لا بد أن يكون لديه ضمير حي، وكذلك المستهلك الذي لا بد أن يكون لديه وعي وإدراك.

المصدر