غِراس يده فى ذكرى مولده
كفر الشيخ اون لاين | خاص
أخى الثائر .... أختى الثائرة
ونحن نعيش ذكرى ميلاد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم ، الذى بعثه الله بالحق بشيرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، فكان نِعم المجاهد الصابر المحتسب ، عندما نزل عليه قوله تعالى " يا أيها المدثر قم فأنذر" قال لزوجته خديجة رضى الله عنها ( مضى عهد النوم يا خديجة ) ، وقال ابن القيم : { لما نزل قول الله تعلى " يا أيها المزمل قم "..." يا أيها المدثر قم " قام بعدها النبى ثلاثة وعشرين عاما لا يعرف الراحة } ، وهكذا كان صلى الله عليه وسلم ، و امتدت يده الشريفة إلى هؤلاء الذين اتبعوه بالرعاية والهداية ، وكان نِعم الأسوة الحسنة ، فأخرج للبشرية خير الناس بعد الرسل .
أخى الثائر .... أختى الثائرة
لقد سمع هؤلاء الصحابة منادياً ينادى للإيمان : أن آمنوا بربكم فآمَنوا ، وقال الله لهم " اتبعوه لعلكم تهتدون " فماذا كان موقفهم منه صلى الله عليه وسلم طوال حياتهم ؟
" آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذى أُنزِل معه " ...فلم " يتخلفوا عن رسول الله" ، ولم " يرغبوا بأنفسهم عن نفسه " ..و " إذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه "....، و " وجاهدوا بأمواهم وأنفسهم فى سبيل الله " ... حتى قال الله فيهم " أولئك يرجون رحمة الله "...وإذا أعجزتهم القدرة المالية عن أداء تكاليف الجهاد " تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون " ، مسهم القرح ، " فما وهنوا لِما أصابهم فى سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا "، ولكن " استجابوا لله ورسوله من بعد ما أصابهم القرح " ، و ابتلى الله ما فى صدورهم ، ومحص ما فى قلوبهم ، واتخذ منهم شهداء ، ولما " قال لهم الناس : إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ، فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونِعم الوكيل " ، .و " امتحن الله قلوبهم للتقوى ، حتى قال عنهم " أولئك سيرحمهم الله " .. و " وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها "، ... و " لم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة" ، " ولما امتحنهم الله فى أرزاقهم وقال لهم " وإن خِفْتُم عَيْلة فسيغنيكم الله من فضله " قالوا " حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون " .
أخى الثائر .... أختى الثائرة
فماذا علينا اليوم ونحن نمر بذكرى النبى الأعظم الذى أخرج لنا هذا الجيل ؟
ماذا علينا ونحن نتابع سيرتهم فى استجابتهم لله ورسوله ؟
ماذا علينا ونحن ونواجه اليوم ما واجهوا من العنت والأذى ؟
ماذا علينا إلا أن نفعل مثل ما فعلوا ، ونهتدوا بما به اهتدوا ، ونستمسك بالعروة الوثقى كما استمسكوا . وهذه صفاتهم التى مدحهم الله بها لمَن أراد اللحاق بهم : " التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله "
فنجتهد لأنفسنا ، ثم نطمع فى وعد الله ، ونطمئن أنفسنا بما طمأننا الله به فقد قال : " والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه " .
بين أيدينا هذا الميراث الذى أخرج الصحابة هكذا جيلاً فريدا ، ولقد قال لنا رسولنا الذى رباهم :" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا ؛ كتاب الله وسنتى "
فإلى القرآن والسنة أيها الثائرون ننهل من معينهما ، لنتقوى بهما على خوض المعركة ، فيدحر الله بهما الباطل على أيدينا ، وقريبا سنهتف " قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " ، " قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد " .
المصدر
- مقال:غِراس يده فى ذكرى مولدهموقع:كفر الشيخ أون لاين