غياب الإخوان والانفلات اللفظي في المجتمع

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
غياب الإخوان والانفلات اللفظي في المجتمع


مقدمة

يعيش العالم العربي خاصة والإسلامي عامة حالة من الانفلات اللفظي وانهيار في الأخلاق التي ظل الآباء والأجداد يغرسون بذورها في نفوس الأبناء جيل بعد جيل حتى تظل المجتمعات قوية لا يعتريها الوهن والخنوع ويسيطر عليها إتباع الغرب في كل تصرفاته حتى أصبحنا إمعة لا تقر قلوبنا معروفا ولا تنكر منكرا حتى تجلى ذلك فيما نقوله فيما بيننا ويوضح الوضع الذي آلت إليه مجتمعاتنا وشبابنا بعد انتكاسة ثورات الربيع العربي، فحل التميع بعد الانضباط والالتزام، وزادت موجات الإلحاد بين صفوف شبابنا وتحطمت ثوابت التربية على صخور الفاحش من القول.

كل هذا يدفعنا للوقوف حول هذه الظاهرة التي استشرت وزادت وتفحلت حتى أصبحت بركان يثور من تحتنا يكاد يطمس معالم الأرض التي تعلوه، وينفث ما فيه من خبث القول والأفعال.

خطورة الكلمة

الكلمة بها رفع الله أقوامًا، وحط بها آخرين، بها عُدِّلَ من عُدلَ، وبها جُرحَ مَنْ جُرح، فلها ثقلها في الإسلام، ولها خَطْب جسيم؛ فبالكلمةِ يدخل العبد في الإسلام، وبها يخرج، وبها يفرَّق بين الحلال والحرام، وبها تحرم، وبها يجلد القاذف، وبها ينصر المظلوم، ويقتص من الظالم، وبها يُؤمر بالمعروف، ويُنْهى عن المنكر.

قال: تعالى [وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ][إبراهيم:26].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن العبد ليتكلَّم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجاتٍ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخط الله، لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم) البخاري (6477)، ولهذا كانت خطورة الكلمة التي تتجسد أمامنا وتتعري لتخرج لنا شر ما فيها.

الانفلات اللفظي بين الواقع والسوشيال ميديا

مع الانتشار الفضائي صرنا دائما ما نستجير بالأخلاق لتنقذنا من حالة الانفلات اللفظي والحركي الذي نعيشه، كلمات كثيرة تسللت إلى البيوت عن طريق المسلسلات والبرامج وغيرها، حتى أن الكلمة قبل أن يتم تداولها لا تأخذ ضوء أخضر ولكنها تنتزع حضورها عنوة في الحياة، حتى رأينا قصيدة لجمال بخيت مطلعها “دين أبوهم يبقي إيه” وآخرين.

لقد وجدنا من يسعى إلى الإسراف في الألفاظ حتى صارت مثل مزاد علني، كل يريد زيادة الجرعة لكي يلفت إليه الانتباه، فسمعنا وشاهدنا على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة وشبكات التواصل الاجتماعي حتى أصبحت الفتن تحيط بالأمة كقطع الليل المظلم يصبح الحليم فيها حيران ويصبح فيها الرجل مؤمنا ويمسى كافرا ويصبح الرجل كافرا ويمسى مؤمنا يبيع دينه بعرض من الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم.

وحينما غاب المربون وأصحاب الهمم العالية تحول السعار اللفظي لأمر واقعي يدفع بأفراده لجنبات الإلحاد فتتملكه، حتى صار الإلحاد أمرا طبيعيا يتباهى بها الجميع على الملأ، ونقيم الحفلات لأنصار الشذوذ ولا حرج، ونسخر من العلماء والدين دون حياء.

حالة من الانفلات اللفظي وصفها الناقد طارق الشناوي بقوله: اقتحمت ولا تزال بيوتنا و لن تتوقف بمجرد أن تتدخل الرقابة بالمنع ولكن أولا بتهذيب لغة الخطاب في الشارع فهل نبدأ بأنفسنا؟.

مظاهر وأسباب الانفلات اللفظي والإلحاد

المتابع للمشهد يدرك الأسباب التي تدفع إلى الانفلات اللفظي ومنها الشهوانية والإنفلات من القيود والتحرر من الالتزامات الدينية والأخلاقية. زد على ذلك انتشار المحسوبية وغياب العدالة الاجتماعية وانتشار البطالة وغياب القدوة والرقيب، والفشل السياسي والاقتصادي والانفلات الأمني وغياب العدالة.

أما عن الإلحاد فأكثر الملحدين يحملون مشاعر سخط على الله أكثر من مشاعر الإنكار، ومن الأسباب التي دفعتهم لذلك ردة الفعل من سلوك بعض المنتسبين للدين وتسلطهم وقمعهم، وتقليد الشباب الأعمى للأقوى ، ومحاولتهم تكميل النقص ، والعصرنة، بالإضافة للتناقضات العقلية أو المشاكل الفلسفية والشبهات، وانتشار مناخ عام يُحِث على الكراهية والتحريض، من خلال خطاب ديني يبتعد عن الوسطية والاعتدال، ووجود صدامات سياسية وفقهية بين أنصار التيار السياسي/الديني، هذا بخلاف الكبر

ويعتبر فيسبوك وتويتر ويوتيوب والمدونات هي الوسائل الإعلامية الأكثر تداولا بين الملحدين العرب، لأسباب عدة ربما من أهمها أنها تتيح للمستخدم خيار عدم الكشف عن تفاصيل هويته.

على درب العلاج

إن ظاهرة الإلحاد التي غزت وتمكنت من قلوب شباب أمتنا أوضحنا أسبابها والتي منها البعد عن ثواب الدين والأخلاق ومنها الانفلات اللفظي والذي يشيع روح الابتذال وسط الناس سواء كان في الوسائل التي يشاهدها الناس من أناس اتخذوهم قدوة زائفة أو في الشوارع مما أحدث فراغ وجدانيا وروحيا في قلوبهم ، ومن ثم لابد من إطلاق الصرخات المدوية لتعديل مسار الأمة والرجوع لطريقها الحقيقي، ولعلاج الانفلات اللفظي والتصدي للإلحاد لابد من سلوك عدة مسارات(سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي أو الدولة):-

على المستوى الفردي

  1. على كل فرد تحصن بالأخلاق وتسلح بالإيمان أن لا يغفل قاعدة أصلح نفسك وادعوا غيرك.
  2. اجتهاد الأفراد في سلوك مسلك الرجال والتحلي بأخلاق العظماء
  3. البحث عما يشغل أوقاته ولا يتنزفها بين دفات المواقع والسوشيال ميديا
  4. إعلاء قيمة الدين والأخلاق في قلوب أبناء المجتمعات الإسلامية.

على المستوى المجتمعي

  1. إطلاق العنان لعلماء ودعاة الأمة المشهود لهم بالتقوى وحسن الخلق لتربية أفراد المجتمع.
  2. بذر بذور الأخلاق الطيبة في نفوس الأفراد وتعهدها لكي تخرج ثمارا طيبة يشعر بها الناس وبمذاقها الحلو الجميل.
  3. إيجاد القدوة الحسنة التي تستطيع جذب الجميع على مائدة القرآن.
  4. استخدام منابر السوشيال ميديا في إظهار ذخائر الدين الإسلامي
  5. عقد المؤتمرات والندوات واستقطاب العلماء
  6. شغل أوقات الشباب بما يعود عليهم بالمفيد

دور الدولة

  1. حجب كل مصادر الانفلات اللفظي والإلحاد عن الناس وحجب أخبارهم وإهمال أعمالهم وتصرفاتهم
  2. استخدام وسائل الإعلام في تقديم أعمال هادفة ونماذج من الأجيال التي حملت وعملت لهذا الدين بصدق وبطريقة محببة للناس
  3. عقد المناظرات مع الملحدين وإظهار باطل حجتهم فإن لم يعودوا وظلوا على غيهم فهي وجاء لمن يفكر ويضعف أمام مغريات الملحدين
  4. التشديد الأمني لردع المنفلتين لفظيا الساعين للإلحاد وجدانيا
  5. تحقيق العدالة والعدل وسط الناس وإطلاق الحريات دون المساس بحرياتالآخرين