غزوة بدر وثورة مصر

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
غزوة بدر وثورة مصر


بقلم : خميس النقيب

في رمضان ينشط الذهن ويتألق ، وتصفو الروح وتحلق ، ويصحو القلب ويفرق ، يفرق بين الحق والباطل ، بين الخير والشر ، بين الهدي والضلال ، بين الحرام والحلال ، في رمضان يسمو المؤمن فوق الماديات ،ويعلو علي الشهوات ، فيزهد المؤمن فيما عند الناس ويرغب فيما عند الله ، يعلم أن الله تعالي جعل النصر بيده"وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ "(آل عمران126 ) ،واختص المؤمنين به " وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ "(الروم47 ) لكنه علق هذا النصر بعمل المؤمنين أنفسهم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ "(محمد7) ... و أرسل رسولهم بالسيف ، وجعل رزقه في ظلال رمحه (بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم ) صحيح الجامع... فحقق للناس رحمة الله التي أرسل بها "،وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ "(الأنبياء 107)... في ثورة مصر ، الله عز وجل أدارها بنفسه ، ووضع ثمارها بين أيدي الثوريين ....!!! كما كان في بدر ..كيف ؟ لقد جمع الله بين الجيشين علي غير موعد "وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ"(الأنفال42) . وأغري كل جيش بالقتال "وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ "(الأنفال44) .وشجع المؤمنين "إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَـكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ "(لأنفال43) .وحول ارض المعركة الرملية لصالح المسلمين ، وطهرهم بالمطر ،وادخل الطمأنينة علي نفوسهم فغشاهم بالنوم قبل المعركة "إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ "(الأنفال11) ، وأمدهم بالملائكة تثبت قلوبهم وتحارب معهم و علم الملائكة كيف يقاتلون و أين يضربون " ِإذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ "(الأنفال12) .

كان ذلك عونا من الله لجيش المسلمين وإمدادا من الله للمؤمنين ،لم يكن ذلك لقوم كسالي ولا مفرطين إنما كان من الله للذين استنفذوا طاقتهم في سبيل الله وبذلوا جهدهم مخلصين لدين الله وأعطوا حياتهم فداءا لرسول الله فجاء هذا المدد الإلهي استكمالا لما وقفت عنده الطاقة البشرية "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "(الأنفال17)، وتحقيقا لوعد الله للذين أمنوا وجاهدوا وأحسنوا "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (العنكبوت69) .

وفي الثورات العربية الحديثة تدخلت قدرة الله مع المنتفضين ، وعملت يد الله مع الثائرين ، رغم تكاثر قوي الظلم وكثرة عتادهم ، وقلة عدد الثوار وضعف عتادهم الا ان الله اراد لهم النصر ، وسجل لهم الفخر في كل عصر ، وازاح الظالمين والباغين من طريقهم في تونس ومصر ..!! والبقية تأتي في بلد المختار وعند مثوي صلاح الدين وفي قلعة الايمان ...!! ان الله اراهم الاية الكبري علي ارض النيل ، حيث وضع الله رؤوس الظلم في القفص لينالوا الحكم الثائرفي الدنيا والجزاء العادل في الاخرة ..!!

عاقبة البغي ونهاية الظلم : كانت قريش أكثر عددا واقوي عده وخرجت ظلما وبغيا ، والبغي مدمر والظلم عواقبه وخيمة أدرك ذلك أبو سفيان فأرسل إلي قريش يأمرهم بالرجوع ، فالعير قد نجت فأبي أبوجهل وقال قولة البغي والاستعلاء :والله لا نرجع حتي نرد بدر فنقيم عليه ثلاثا ننحر الجذور ونشرب الخمور ،وتغنينا القيان ،ويتسامع بنا العرب ،فلا يزالون يهابوننا أبد الدهر ..!! وهذا الذي فعله قوي البغي في مصر ، كانوا يريدون العالم ان يسمع بقمعهم وظلمهم وارهابهم وينظمون مؤتمراتهم لقمع ( الارهاب والارهابيين – بل الاسلام والاسلاميين ) قيهابوا من الجميع ويتباهوا امام الجميع ..!! ارادوا شيئا واراد الله شيئا والله يفعل ما يريد ..!!،في بدر صاح أبو سفيان -وقد استشعر فداحة الهزيمة- واقوماه ! هذا عمل عمرو بن هشام كره أن يرجع لأنه ترأس علي الناس فبغي ،والبغي منقصه وشؤم ،إن أصاب محمد النفير ذللنا ...."وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ "(الأنفال47) ..حتي هذه ما قالها احدهم في مصر وانما جميعهم توقع ان تسوي الارض بالثائرين وقالوا ( شوية ولاد ) بيلعبوا ..!! استخفافا واستهتارا واستحقارا ..!! فكان الثائرين يسمعون ويتجهون الي ربهم بالدعاء ، في ميدان التحرير يستغيثون ، في صلاة الفجر وفي صلاة الجمعة يقنتون ويدعون ويستغيثون ..! تعلموا ذلك من رسالتهم ومن اخوتهم ..!! قال الرسول في دعائهلاهل بدر "اللهم إنهم جياع فأشبعهم ،عراه فاكسهم ،حفاه فاحملهم "رواه أبو داود أنهم كانوا يقطعون طريقهم بذكر الله، ويستسهلون صعبه بالصوم والصلاة ،ويتغلبون علي وعثائه بالحب والإخاء ، وفوق كل ذلك كانوا في صحبة رسول الله الذي خلا بهم، وفرغ لهم ، يصبحهم و يمسيهم ،يراوحهم ويغاديهم ، ما يحجبه عنهم ليل ، وما يحجبهم عنه ستار ، والأقدار الرحيمة تبعدهم عن رغائبهم ، ويد الله الرحيمة تدنيهم إلي ما كتب الله لهم.." وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ "(الأنفال7 )، لقد حطم جيش قريش الغرور الأحمق ،والجهل المطبق ،والاستهانة بقوه المؤمنين ،فخدعهم الشيطان "وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ "(الأنفال48) ...! وهو هو ما حدث مع الظالمين حطمهم غرورهم ، واوردهم جهلهم ، ولعنهم استخفافهم بالاّخرين ..!!

الدروس المستفادة : وتحقق وعد الله يومالفُرْقان، يوم الْتقى الجمعان تجلَّتِ الإيجابيَّة في أعظمِ أشكالها، بعد أنْ خرجوا من أجْلِ العِير، جلسوا مع رسولِ الله - صلَّىالله عليه وسلَّم - ووعظَهم ونصحهم: والذي نفسُ محمَّد بيده لا يُقاتلهم اليومرجلٌ فيقتل صابرًا محتسبًا، مقبلاً غيرَ مدبِر، إلا أدْخله الله الجَنَّة"سيرة ابن هشام.

فقالوا-:بعد أن انساقت قلوبهم للحق، وطوعت نفوسهم للجهاد- :خُذْ من أموالنا ما شئتَ، واترك منها ما شئتَ، إنَّ الذي تأخذه أحبُّإلينا مِن الذي تتركه. ...وهكذا - مع الفارق- كان الثوار يضحون ويقدمون وصدق رسول الله الخير: في وفي امتي الي يوم القيامة ..!! وتحقق لهم وعد الله فاسقط النظام ، حتي اعتقلوه وادخلوه القفص وحاكموه ..!! انها عبرة لمن اراد ان يعتبر وعظة لمن اراد ان يتعظ ..!!

هل هناك أروع من ذلك ؟ ...!! في بدر هذين غلامين نجيبين من أبناءالصحابة رضي الله عنهم سمعا أن أبا جهل يسب رسول الله صلى الله وسلمفما أستطاع واحد منهما أن يصبر لحظة واحدة على هذا الخبيث الذي يسبالحبيب عليهفعزما في التو واللحظة أن يذهبا إليه ليقتلاه فقال عبد الرحمن بنعوف رضي الله عنه أنى لفي الصف يوم بدر إذ التفت فإذا عن يميني وعن يساريفتيان حديثا السن فكأني لم أمن بمكانهما إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبهياعم أرني أبا جهل فقلت يا أبن أخي فما تصنع به ؟ قال سمعت أمي تقول أنه يسبرسول الله ، قال والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموتالآعجل منا ...!! وانقضا علي ابي جهل فقتلاه ..!! وفي الثورات الحديثة استشهد غلمان كانت جوارحهم علي البغي ثائرة ، وأطفال كانت نفوسهم من الظلم حائرة ، وفتيان كانت قلوبهم بالايمان عامرة ...!!

وفي ثورة مصر ..في ميدان التحرير ..!! "بلاش تروح المظاهرات النهاردة، أنت رحت الأيام الثلاثة اللي فاتت، خليك معانا النهاردة الأولاد عايزين يلعبوا معاك".. " بابا خدني معاك المظاهرة عايز أعمل زى ما أنت بتعمل"..كانت هذه العبارات آخر ما دار بين أحمد بسيوني أحد شهداء جمعة الغضب وزوجته وابنه الصغير قبل أن يودعهم عقب صلاة الجمعة 28 يناير، ليخرج من منزله بكورنيش روض الفرج قائلا لهم:"آدم خذ بالك من ماما وأختك سلمى.. بكره هاتكبر وتعمل أحسن من اللي أنا بعمله".

لم تكن زوجة أحمد وحدها التي تستشعر الخطر المحدق بزوجها من جراء تظاهره، فبعد أن أنهى حديثه معها التي حثته فيه بضرورة الابتعاد عن الشرطة أثناء قيامه بالتصوير( النظارة ) ، انصرف ذاهبا إلى بيت أبيه ليصافح والده وأمه ويوصيهم على زوجته وأبنائه ليجد أمه تحثه بدورها على عدم الذهاب قائلة: " أحمد خليك معانا وبلاش تخرج النهاردة" فيقول لها: "لا تخافي يا أمي هاجيلك سليم إن شاء الله، المهم ادعي لنا ربنا يوفقنا، لو أنا مكتوب لي حاجة هاشوفها، وإن شاء الله ربنا مش هايضيع مجهود الشباب اللي بيتظاهروا بشكل محترم علشان بلدنا ترجع زى الأول وتكون أحسن بلد في الدنيا". ينتهي الحديث ويخرج أحمد حاملا الكاميرا الخاصة به متوجها نحو ميدان التحرير، ليرى مالم يكن يتوقعه.. كم هائل من القنابل المسيلة للدموع تقوم الشرطة بإلقائها على المتظاهرين، ورصاص مطاطي هنا وهناك، حالة من الكر والفر من الجانبين، يقوم هو بتصوير كل ذلك في أماكن متميزة جدا بالميدان وشوارع طلعت حرب ومحمد محمود وقصر العيني وعند المجمع ومسجد عمر مكرم و امتداد شارع التحرير المتجه لميدان الفلكي.

صور أحمد بكاميراته كل ما حدث.. ساعده المتظاهرون.. تعالت صيحات الاستحسان من حوله الله "ينور عليك يا استاذ".. وهو يقول " أنا شايف من بعيد ضابط بيضرب نار.. ابعدوا.. تعالوا هنا.. روحوا هناك".. عدسة الزووم في الكاميرا كانت توضح له ما يخططه رجال الشرطة، ثم يقوم هو بتحذير الشباب، وفي إحدى المرات يجري أحمد مسرعا نحو أحد المتظاهرين، يدفعه على الأرض قبل أن تصيبه نيران الشرطة، فيقوم المتظاهر ليحتضن أحمد قائلا له: " ربنا يخليك، أنقذت حياتي، أنت شفت الرصاصة إزاى؟".. فيرد أحمد:" زووم الكاميرا كشف لي تصويب الضابط عليك من بعيد"..يتكرر الموقف مرات ومرات.. ويتحول أحمد إلى كشاف ومنظار للمتظاهرين، عين صائبة وكاميرا دقيقة، وتستمر المواجهات على أشدها حتى ساعات الغروب مع قدوم مئات الآلاف من المتظاهرين من الجيزة عبر جسر قصر النيل، ومثلهم من مناطق شبرا ووسط البلد، وتكثف الشرطة من نيرانها على المتظاهرين، يسقط عشرات الشهداء و مئات الجرحى، وقبل أن تنسحب الشرطة من الميدان يسقط أحد المتظاهرين قتيلا بجوار أحمد برصاص قناصة الشرطة، ويكشف أحمد مكان القناص فيجده رابضا فوق مجمع التحرير فيقوم بتصويره، و قبل أن يلتفت يقوم القناص بتصويب رصاصة الغدر على أحمد.. ويسقط الشهيد على الأرض ليستمر الغدر من الشرطة وتقوم عربة أمن مركزى بالمرور فوق جسده لتدهسه في منظر أبكى جميع المتظاهرين، وقبل أن يفيق الجميع من الصدمة تفر العربة هاربة من قلب الميدان ومعها قوات الشرطة.. ليسجل التاريخ أسوأ المواقف لجهاز الأمن منذ نشأته" ويمضي احمد المدرس والد ادم وسلمي - نحسبه كذلك - الي جنة ربه في الفردوس الاعلي باذن الله ..!!

البدريون الجدد  : الإسلام في حاجة إلي ثائرين جدد .. الي بدريين جدد ، رهبان الليل فرسان النهار ، يذبحون العجز و يقهرون العزر و يقاومون الشر ويواجهون الأشرار ، ويحجزون لأنفسهم " جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ..." (القمر 54).. هناك ." فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ "(القمر55 ) .

لكن المسلمون ليسوا في حاجة إلي بدر لماذا ؟ ... كل يوم هم في بدر ...!! نعم كل يوم هم في بدر لكن غاب عنها البدريون والثوريون .. !! وغاب عنها قائد البدريون ..!! إلا ما رحم ربي ..!! ما أكثر المواجهات مع الإسلام علميا واقتصاديا ، ثقافيا وساسيا ، فكريا وعقديا ، لكن أين الذين يتصدون..!! ، وأين القائد الذي يجمع الذين يتصدون "..!! أين أنت أخي القارئ الحبيب من إسلامك ؟ أين أنت من دينك ؟ أين أنت من قدوتك وحبيبك صلي الله عليه وسلم ؟ وفرطك علي الحوض بإذن الله تعالي ؟..بل أين أنت من ربك خالقك ورازقك وهاديك إلي كل خير ؟ !! هل تدافع عن الحق أم تداهنه ؟! هل ترفع لواء دينك أم تسقطه ؟! هل تنصر نبيك أم تخزله ؟! هل ترضي ربك أم تغضبه ؟!

ألا تريد أن تكون بدري فيقال لك كما قيل لهم (..لعل الله اطلع الله على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) حسن صحيح الألباني

ألا تريد أن تكون من هؤلاء بعيدا عن الأحمال ، وبعيدا عن الأنفال " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ"(الأنفال2:4) ...!

نعم هناك بدريون جدد ، وهناك ثوريون جدد ..!! قد لا يظهرون لكنهم يعملون ،قد لا يتحدثون لكنهم يفعلون ،في ثغورهم مرابطون ، وفي ميادين الحق يجاهدون ، وفي مواطن الشهادة وساحات الشهداء يقاتلون ، هناك في فلسطين وفي العراق وفي الشيشان وفي أفغانستان ، في ليبيا وفي سوريا وفي اليمن بل في كل مكان ،الإسلام فيه يهان، تجد للحق فرسان وللخير أعوان ، لا يحجبهم من خدعهم ، ولا يضرهم من خذلهم ، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة رواه مسلم ويقول الله تعالي " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً "(الأحزاب23)

اللهم اجعلنا من جند الحق، وأتباع الرسل وأنصار الله ،اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ،وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين

المصدر